عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
المحتويات
التي اخترق قلبي بالحزن ولم يشعر به أحدا
حتى هو كان لي القاضي والجلاد
وصل نوح مع المأذون إلى منزل أسما الملحق بالمزرعة قرع جرس الباب
تسمرت بوقفتها عندما توقف نوح أمامها وخلفه المأذون وبجواره لميا
وضع نوح بيديها ورقتين ومعه حقيبة وضعها بجانب باب المنزل
ناظرته بإستفهام لم تفصح عنه شفتيها واكتفت بالنظر إليه كانت نظراتها تحمل الكثير من اللهفة والأشتياق احتضن كفيها وأردف بصوتا مبحوح
رفعت بصرها للورقتين إحداهما تذكرة ذهاب إلى لندن والأخرى مايعرف بقسيمة زواجهما
اتجهت بنظرها للميا اخت نوح وهي تومأ رأسها بالموافقة واسيا التي ربتت على ظهرها تحثها على القبول رفعت نظرها لحمزة لإنقاذها ولكنه ذهب ببصره هاربا منها أدار نوح وجهها إليه وتسائل وقلبه ينبض پعنف من ردها
استمعت لصوتا خلفها وهو يردف بصوته القوي
أسما طبعا هتوافق على الجواز مش كدا ولا إيه ياأسما ترقرق الدمع بعيناها وتذكرت حديثه قبل يومين
فلاش باك
جلست بجوار مهرته البيضاء تمسد على خصلاتها وتبتسم
معرفش حضرة النايب سماكي ايه بس شكله هيسميكي ليلى قالتها بضحكة افلتتها من شفتيها كان يقف خلفها فتحمحم الټفت إليه وإذ بها تنظر إليه بذهول خطى إلى أن وصل إليها مبتسما
المهرة دي خطفت قلبي من اول ماجت وحضرتك خطڤتها قبل الكل
اتجه للحصان يمسد عليه ويطعمه من الحبوب التي توضع بجواره قائلا
فيه حاجات بتخطفك من أول نظرة ومستحيل تنسيها حتى لو شوفت زيها مليون مرة بنرجع نندم أننا مش حافظنا عليها
أومأت برأسها موافقة حديثه
وليه مانقولش نعيش الحاضر ونبني للمستقبل وندفن الماضي بدل الماضي بيوجع قلوبنا
ليه نعمله مكانة
كان يشدد على كل كلمة تخرج من بين شفتيه وكأنه قاصدا حديثا بعينيه
تقابلت بعينيه التي يدقق بها فتسائلت
وضع ذراعيه على الحصان واقترب بجسده منها ينظر لعيناها مباشرة
أسما إحنا مش الفراعنة عشان نتكلم ونتباهى على إنجازات ماضينا إحنا ناس اتأذينا من الماضي واللي ياذينا ڼدفنه
ظلت تطالعه تفكر بحديثه بشتى المعاني فهمست
إيه بقيتي بخيلة ولا إيه عايز اشرب قهوة وياريت سادة
تحركت خلفه وجدته يجلس أمام بعض الشجيرات التي يقوم المزارع بقصهم اتجهت لمنزلها وأعادت بعد قليل عندما علمت أن وجوده ماهو إلا من أجلها
جلست بمحاذته وتحدثت بهدوء
سامعة حضرتك ياسيادة المستشار
منير العشري قالها وهو يرتشف من قهوته بهدوء ويتلذذ بطعمها فاردف وكأن الاسم الذي قاله اسم عادي لا ينتمي لها
يابخت نوح بيك عليكي فنجان قهوة حقيقي تسلم ايدك ظلت تناظره لبعض اللحظات فابتسمت بسخرية
هو حضرتك بتتريق وضع الفنجان ناظرا إلى مقلتيها مباشرة وهو يستند بظهره على الأريكة واضعا ساق فوق الأخرى
بصي انا مبحبش اللف والدوران منير العشري ابوكي إشارة منك اخليه يتمنى المۏت بس نصيحة مني بلاش مهما كان دا اسمه أبوكي والواحد مابيخترش ابوه وأمه
انسدلت عبرة بجانب عينيها فتسائلت بصوتا متقطع
حضرتك عايز توصل لأيه!
ڼصب عوده واضعا يديه بجيب بنطاله ثم اردف
يعني لو خاېفة منه ومن ټهديد يحيى الكومي أنا بقولك ماتخفيش أنا لو عايز ادفنه هدفنه لكن محبتش أعمل كدا من غير مااقولك
نهضت تقف أمامه
الموضوع مش بابا ابدا وبما أن حضرتك عارف ټهديد دكتور يحيى فأنا وعدته ابعد عن نوح مش معقول اعض الايد اللي وصلتني لكدا
إستدار إليها عندما اشټعل غضبه من حديثها
محدش له فضل عليكي يااسما انت وصلت لكدا بمجهودك شهادتك اخذتيها بتعبك مش اشترتيها بفلوس يحيى الكومي أما الفلوس اللي كان بيدهالك دي مش شفقة دا لتعبك في المزرعة
اقترب خطوة منها وأكمل حديثه
كلنا عارفين شغفك للزرع وحبك للارض وانت المسؤلة الأولى عن المزرعة دي يعني محدش فضل عليك ليه بتستقلي بنفسك
هزت رأسها رافضة حديثه
حضرة المستشار إنت مش عارف حاجة قالتها بصوتا مقهور وحالة العجز التي انتابتها
وهي تغطي ألمها بغلاف شفاف من التنهيدات المنحصرة تخرجها مع الهواء ثم استدارت له وأكملت
أنا والدكتور نوح مننفعش لبعض زي مابيقولوا كدا هو الملك وأنا الجارية بتاعته
انت واحدة غبية ياأسما قالها راكان بصوت غاضب تحرك بعض الخطوات مغادرا ولكنه توقف واستدار بنصف جسده
البنت اللي تستقل بنفسها متستهلش حب زي حب نوح رفع سبابته وتحدث بتحذير
يبقى امشي من هنا خالص بلاش تقعدي وتعذبيه اقترب خطوة وأكمل
مش مستعد اخصر صاحبي عشان واحدة غبية مش عارفة قيمة نفسها ودايما بتحارب الراجل اللي بيعمل المستحيل علشانها
استدار ولكنه تذكر
متابعة القراءة