ميراث الندم الجزء الرابع

موقع أيام نيوز

الفصل العشرون
في الجلسة التي جمعتهم حول الجدة الكبيرة ولديها بجوارها تتحدث معهما بسجيتها غير عالمة بما يحدث حولها والاثنان يتجاوبان معها في حديث يبدوا عادي حتى لا ينتابها الشك في شيء نظرا لزيارتهما المفاجأة لمنزل العائلة اليوم.
اتخذ غازي جلسته في الطرف بعيدا لينفرد بالحديث الخاڤت مع صديقه
شوفت عمك يا عارف كانه الموضوع جاله على هواه وما صدج يلاجي جنازة عشان يشبع فيها لطم.

رد يجيبه برزانة كعادته رغم ثقل ما يحمله بداخله من مشاعر قاټلة وأبصاره موجهه نحوها تلك التي جلست بزاوية وحدها بوجه منطفئ ذهب عنه الاشراق المعتاد لا تقوى على رفع نظرها نحو أحد منهم ولكنها مرغمة على مشاركتهم الجلسة حتى لا تثير بقلب جدتها الشك
عمك من يومه هوال يا غازي وانت عارفه بس اطمن مش هينطج بحرف عشان ابويا مشدد عليه جدتي مش حمل أي زعل.
تحمحم غازي شاعرا بالغصة التي جرحت حلقه باستدراك جلي لتلميح ابن عمه رغم علمه بحسن نيته حتى عقب له ينكر بكذب مكشوف
تركيب وغش يا عارف انا بس اعرف اللي عملها وربنا لاكون معرفه مجامه زين
بس انا عرفت اللي عملها
انتفض غازي يردد سائلا له بتحفز
مين يا عارف ابن الكلب ده وجولي إنت عرفته ازاي
خرج صوته عاليا بانفعال لم يقوى على كبته حتى لفت انظار الرجلين ووالدتهما اليه حتى مال نحوه عارف هامسا بخفوت وحذر
وطي صوتك يا عم الحج بنجولك المرة تعبانة ولو على اجابة السؤال انا عرفت باسلوبي اسم صاحب الرقم
التف اليه بأعين ڼارية يسأله باستهجان
وجاعد جمبي ساكت يا عارف!
زم شفتيه الأخير نحوه باستياء ثم رفع شاشة الهاتف امام عينيه يرد
يا عم افهم انا عارف جبل ما اجي هنا على طول وبرضك صراحة مش عارفة اتصرف ازاي مع صاحبة الرقم اصله كمان مش بأسمها دا بإسم جوزها المېت 
ضيق غازي عينيه ليغمغم بقراءة الأسم المدون على الشاشة بتفكير عميق
عبادي السناري...... وه 
ارتفعت رأسه متسائلا باستدراك فوري
دا المرحوم عبادي جوز البت نفيسة الحفافة...... يا بت ال......
توقف فجأة يستعيد بذهنه مشهدها وهي تهرول من باب المنزل الخلفي بخطواتها المسرعة وكأنها تهرب من جرم فعلته......
نهض فجأة وبدون استئذان يجفل الجالسين بندائه.
بسيوني انت يا واد يا بسيوني تعالي عايزك حالا يا واد.
القت فاطمة بالسؤال نحو حفيدها عارف
واد عمك ماله النهاردة شكله مش طبيعي 
أومأ يجيبها على عجالة وهو ينهض ليلحق به
مفيش يا جدة حاجة بسيطة كدة انت عارفة غازي جلبه حامي في أي حاجة.
صمتت المرأة لتتفحص وجهي ابنيها اللذان كانا يتبادلان النظرات الغامضة بوجوم يعتلي تعابيرهم قبل أن تلتف نحو فتنة التي أتت تحمل أصغر بناتها
امال غازي راح فين مضړوبة الډم مش عايزة تنام غير في باطه. 
عقبت فاطمة ضاحكة تفتح ذراعيها للصغيرة
هاتيها انيمها انا المشجلبة دي ولا تاخديها انتي يا روح هي أكيد هتسكت معاكي.
وقبل ان يخرج رد الأخيرة تهكمت فتنة والشماتة تتراقص في عينبها نحو تلك التي تدعي التماسك وهي في موقف لا تحسد عليه
لاه يا جدة سيبي روح في حالها لتكون مصدعة ولا حاجة انا مش عايزة احمل عليها وهي شكلها مضابج كدة.
اكتفت روح بنظرة حاړقة تحدجها بها فهي لن تسمح بأن تجرها لمشاجرة في هذا الوقت الحساس يكفيها إجهاد التفكير المتواصل بالهواجس والمخاۏف التي تضج بها رأسها وهي لا ينقصها.
تأفف بضجر ليغلق الهاتف نهائيا عن هذه الاتصالات الملحة والتي مل واصابه القرف منها ثم ما لبث ان يستقيم واقفا عن جلسته أعلى المصطبة الرخامية خارج المنزل فور أن رمق بعينيه شقيقته تلج امامه من مدخل الشارع الضيق في طريقها إليه حاملة على يدها بنتها ساحبة معها هذه الفتاة السمراء الغريبة تحمل هي الأخرى حقيبة يد بلاستيكية من خلفها تبدوا أنها ثقيلة
مساء الخير 
القت التحية بعد أن اقتربت تنهج من ثقل السير بابنتها والتي تلقفها الاخر ليحملها عنها مرددا خلفها تحيتها
مساء الفل انت برضك جايا شيلاها البنت دي مش تعوديها تمشي على رجليها احسن امشي على رجلك يابت وخففي عن امك.
جلجلت الصغيرة بضحكاتها المرحة تأثرا بالدغدغات المتواصلة من خالها والذي انشغل
تم نسخ الرابط