صړخة على الطريق بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز

سارة.. 
_ طب هو فين أخويا 
_ عمي أمين اخده عنده في الأوضة بتاعته فوق..خلينا نستناهم.. أكيد عمي لسه مش مصدق انه رجعله وعايز يشبع منه..ولعلمك ممكن بابا يصمم تعيشوا معاه في الفيلا. خصوصا لما اتجوز أنا و البيت هيفضى. 
أقرت برأيها زي ما جسار يقرر ولو اني حبيت بيتي اوي. 
_ عادي يا شمس بيتك هيفضل موجود برضو وتبقي بين هنا وهناك. 
تنهدت الأخيرة ربنا ييسر الخير يا سارة خلي كل حاجة لوقتها.
وافقتها الأخرى وقلبها لا يزال يحتفل بظهور شقيق لها
كم كانت تحبه دون أن تعلم.
__________
يتبع
الفصل السابع عشر
طغيان الشوق اكتسح روحه وهو يتتبع أبيه حيث غرفته سيل المفاجأت والخبايا لا يزال يهطل من سماءه منحة بعد منحة يتلقاها جسار وداخله يذوب حمدا لله من فرط كرمه بعد أن كاد اليأس ېمزق خافقه ولأنه عاش عمرا لا يدري شيئا عن والدته صار بتسأل مثل طفل لحوح فضولي
كلمني عن ماما يا بابا.
كانت بتحب ايه 
پتكره ايه
ملامحها تشبهني
أكيد كانت جميلة صح
ليها معاك صور
أسئلة انسابت من شفتيه وهو يجالس والده فرمقه أمين بحنان طاغي وتركه في موضعه متوجها لزاوية ما بغرفته ومن إحدي الأرفف الموصودة بخزانته جلب له ألبوم صور قديم يحتفظ بين صفحاته بذكراياته القصيرة مع زوجته الراحلة ريحانة.
انتزاعه جسار من يد أبيه بلهفة شديدة و راح يتصفح ألبوم الصور المكتظ ملامحها الحبيبة ليتآوه قلبه وهو يرى ملامح والدته للمرة الأولى وعيناه تحتضن محياها بشغف سحابة دموعه تكثفت وفاضت من عينه لتنهمر دون شعوره وهو ينهل من صورها القديمة وهي شابة جميلة.. هنا تبتسم.. هنا تضحك.. هنا تتعانق بأناملها مع أنامل والده..هنا تأكل.
كلما تصفح الصور كلما ازدادت دموعه ليجرفها أمين له بحنان وهو يغمغم كانت ملاك من كتر طيبتها..كل الصفات الحلوة كانت في أمك ريحانة كانت زي أسمها..عبيرها بيتخلل جواك من غير ماتحس.
_ خسارة مش واخد من ملامح أمي حاجة.
قالها جسار بحسرة حقيقية ليهتف والده أنت واخد شعرها وشكل الحاجب.. ووارث منها حساسيتك للألبان..
ثم ملس علي شعره وقالتعرف أنا عندي ليك حاجة هتفرحك جدا يا حبيبي.. هدية من أمك ريحانة ويمكن تكون بشړة خير للي جاي.
راقبه جسار وجذوة لهفته لا تنطفيء و والده يتركه وقت قصير ليعود ومعه حقيبة كبيرة فض له ما فيها ليبصر جسار ملابس متنوعة وأشياء كثيرة تخص طفل رضيع..وأبيه يوضح
_ دي هدوم ولعب والدتك كانت اشتريتهم عشانك لما وصل حملها فيك للشهر السابع.. دي كل حاجتك اللي هي أختارتها بذوقها.. كانت بتنتظرك بفارغ الصبر.. سبحان الله ماكانش ليك فيهم نصيب يا ابني..كأنهم اتجابو لولادك مش ليك انت. 
واستطرد وهو يربت علي وجنته بحب ولادك ياجسار اللي ربنا هيكرمك بيهم بإذن الله.. أول حاجة هتلمس جسمهم الهدوم اللي أختارتها والدتك اللي هي جدتهم.
بحرص كبير كأنه يحتوي بين يديه ماسة غالية التقط جسار قطع الملابس الصغيرة وراح يتشمم عبقها بشوق وعين خياله تجسد له والدته أمامه وهي تبتسم..القدر كان رحيم به ادخر له هداياها لتكون زاده وزواده بعد الفراق..كل قطعه ملابس تحكي له شيء عنها.. الألون التي كانت تفضلها.. ذوقها الرقيق حتى في ألعابه الصغيرة..راح يلثم كل شيء وبدأ يبكي بصمت ليشاركه أبيه البكاء ثم العناق مغمغما بعدها خلاص ياجسار كفاية دموع ياحبيبي كل واحد بياخد نصيبه والحمد لله انك رجعت لحضني تاني.. أوعدك اعوضك كل اللي فات.. من اللحظة دي هتاخد كل حاجة أولهم أسمي انت كبير عيلة أمين الرشيدي كل اللي املكه بقي ليك..
بدا جسار كأنه بعالم أخر لا يسمع والده.. غارق بين أشيائها يتخيلها معه تلاعبه بتلك الألعاب..تفهم أمين شروده وقدره..فمكث يتأمله بصمت ليرتوي منه ومازال لا يصدق أن طفله عاد إليه شابا يتعكز عليه في أخر العمر.. 
مبروك رجوع ابنك يا أمين
رغم أن عودة أبنه رحمة من رب العالمين ليكون سندا له ولشقيقته سارة وابنتها الوحيدة إلا أن شعور الغيرة بدأ يثقب قلبها بسهامه الچارحة بعد هذا العمر وهي تسمع أمين زوجها يحدث ابنه جسار و يتغنى بسيرة والدته ريحانة ويذكرها له بحنان كأن رجوع

جسار أحيا عاطفة زوجها تجاه زوجته الراحلة..لا تعرف ما الذي يحدث معها هل تبالغ حين تغار من سيدة لما تعد موجودة بدنياهم حقا لا تدري.
تنهدت صابرين بقلة حيلة هي بكل الأحوال تخفي مشاعرها تلك ولن يعلم عنها أحد.
_ الله يبارك فيكي يا صابرين ربنا كريم وحفظلي ابني ورجعه لحضني تاني. 
تبسمت له بتوتر الحمد لله يا أمين أن ربنا جمعكم. 
لاحظ غموضا بعيناها وطيف حزن تحاول إخفاءه فتسال باهتمام مالك يا غالية
_ أبدا مافيش حاجة.
امسك كفها برفق و قال لو بعد العمر ده كله ماعرفتش اقرا عيون مراتي يا صابرين يبقي اللي بينا ماكانتش عشرة. 
حدجته مليا قبل أن تهمس وعيوني بتقولك ايه يا امين 
منحها ابتسامة رائقة وهو يخبرها بتقولي انك ماتعرفيش غلاوتك عندي يا شريكة العمر. 
برقت مقلتيها برضا فاستطرد أنتي عشرة
تم نسخ الرابط