عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


مدام لما توصل هنا امينة تتصلي بالرقم اللي انا هاكتبهولك دلوقتي تبلغيني
شهقت بفرحة وهي تراه يخرج من جيبه ورقة صغيرة يدون عليها بالقلم الحبر رقم الهاتف
هو دا رقم تليفونك يابيه
كشړ بوجهه اليها وهو يناولها الورقة 
حضرتك دا رقم الجمعية مش رقمي وعلى العموم انتي فاهميهم حالتك واكيد هما هايتصرفوا معاكي.
لمست بأصابع يدها على كفه الممدودة بالرقم بجرأة اثارت ارتعابه وهي تخاطبه بنعومة

تسلم الايادي يا باشا.
بلع ريقه وهو يحرك قدميه هربا منها وذهب معه علاء ايضا .. العم متولي استأذن منهم لزيارة قريبه .. اما هي فأخرجت هاتفها الصغير من جيب صدرها تتصل برقمها.. فوصلها الصوت المتعب
الو يا راوية .. عايزة ايه
ردت بلهجة مائعة
الو ياست أمينة.. ياللي طلعتي ميه من تحت تبن.. بقى بتعرفي الناس النضيفة دي وتخبي عليا جارتك حبيبتك.
تقصدي ايه ياراوية
............................
بفناء المدرسة وعلى اريكة خشبية ضمتهم الاثنتان اسفل الشجرة الكبيرة سألتها بمرح
قالك إيه ياقطة عيدي كدة اللي قولتيه دا من تاني.
ردت فجر بتذمر
واعيد من تاني ليه ياختي هي اغنية
هزت سحر رأسها بابتسامة خبيثة
لا ما انا وداني بايظة النهاردة .. عيدي والنبي .
لكزتها بقبضتها على ذراعها 
لا انتي بتستهبلي ياسحر ولاودانك بايظة ولا حاجة.. انتي بس عايزة ټحرقي دمي وخلاص .
هتفت عليها بصوت ينبض بالفرح
واحړق دمك ليه بس ياعبيطة انتي هو احنا كل يوم بنلاقي رجالة بتقول الكلام الحلو ده .. ولا حتى بنلاقي ابلة فجر تستجيب ووشها يحمر كمان... يابنتي دا تطور كبير قوي مكناش نحلم بيه.
اشاحت فجر عنها وجهها تداري عنها ضحكتها وقد لامست كلمات سحر ما تشعر به بالفعل.. فتابعت سحر 
لا بقى دا انت شكلك كدة واقعة على بوزك .. بتبعدي وشك وتداري ضحكتك عني.. ماخلاص اتكشفتي ياقطة وسرك بان .
التفتت اليها فجأة تسألها بقلق
بجد ياسحر.. يعني انا فعلا بحبه بقى ولا دا مجرد فرحة من اهتمام راجل بيا
ردت سحر بجدية
ماهو ياقلبي لو ماكنش الراجل ده ليه مكانة في قلبك مكنتيش انتي حسيتي بكلامه ده ولا وشك الحلو ده نور من الفرحة.
تابعت بتشتت
طب ازاي دا بس يحصل.. وانتي بنفسك عارفة اللي فيها يعني وكدة.
قصدك يعني على حبه القديم لفاتن 
سألتها فأومأت برأسها توافق.. فردت سحر
بقولك ايه يافجر.. ماتسيبي الماضي ياحبيتي وارميه ورا ضهرك.. عيشي اللحظة يابنتي وانسي بقى.. انا مش قصدي تنسي فاتن طبعا.. انا بس عايزاكي تفتكري كويس مدام اكتشفتي بنفسك برائة علاء.. يبقى شيلي كمان من دماغك حكاية تأنيب الضمير.. عشان انتوا الاتنين مابتغلطوش.. والحي ابقى من المېت.
شردت فجر وهي تنظ للبعيد تفكر في كلمات سحر .. فاصطدمت عيناها بعينن اخرى تنظر نحوهم من نافذة مفتوحة لإحدى الفصول وكأنها تراقبهم.. فعادت لصديقتها قائلة بدهشة
بت ياسحر.. انتي مش ملاحظة ان الاستاذ عبد الله مدرس الرياضات بيبصلك

كتير دا غير اني بدأت احس بتصرفاته بقت غريبة شوية معاكي اليومين دول!.
نظرت نحو ماتنظر اليه فارتد هو عائدا لداخل الفصل.. فردت باندهاش
امال لو شوفتيه وهو بيسلم على رمزي.. دا كأن في مابينهم تار بايت!
شهقت فجر ضاحكة
يكونش بيحبك يا منيلة
شهقت الأخرى متفاجئة 
نهار اسود.. يعني كان بيحبني في صمت وبيكتم في في قلبه ياعين امه.
ردت فجر ضاحكة
وانتي ولا حاسة ياعديمة الاحساس هههه
حركت كتفها بدلال
وانا مالي يااختي.. حد قالوا يقعد ساكت مع واحدة معجبينها كتير .
ازدات ضحكاتهم لتردف فجر
هو الخسران 
طبعا هو الخسران
...............................
نهض حسين عن مقعده يستمع لكلمات اخيه وهو يقطع غرفة مكتبه ذهابا وايابا بتوتر وتركيز شديد مع كل حرف .. حتى انتهى علاء فعاجله حسين سائلا
طب وبعدين ياعلاء.. مشيتوا كدة من غير ماتعرفوا اي معلومة عنها
....................
بس انتوا اتأكدتوا من العنوان
....................
وانتوا متأكدين بقى ان جارتها دي هاتبغلكوا لو شافتها.
....................
طب مليني العنوان اللي انتوا راجعين منه دلوقتي.
....................
مالكش دعوة ياعم .. مليني وخلاص..
تناول ورقة يدون فيها العنوان ثم انهى المكالمة مع اخيه.. لينظر في الورقة وكأنه وجد ضالته.. يتمتم بالحمد .ثم مالبث ان يتحرك ذاهبا من مكتبه.. لوجهة يعلمها جيدا!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بداخل السيارة وهو يقود كان ينظر لأكمام قميصة المبقعة بقرف اثار انتباه علاء الذي ما ان انتهى من مكالمة اخيه حتى انطلق في الضحك مرة اخرى يردد
ههههه يابني ما انا قولتلك .. خليك في عربيتك وانت عشان ماتتعبش.. انتي مش حمل المناظر دي..
رد عليه عصام بسخط 
ماتبطل انت قلشك بقى وترقيتك دي .. محسسني ان واد طري من بتوع اليومين دول ..لا ياحبيبي انا دكتور ومتعود على مشاهد تشيب .. مش الحاجات الخفيفة دي.
صدحت ضحكة علاء الصاخبة وهو يكمل في مشاكسته
طب ولما هي حاجات خفيفة .. حسيت ليه انا ان قلبك هاوقف من الړعب اول ما الست كلبشت في دراعك ههههه.
تأفف حانقا يهز براسه بضيق من اسلوب علاء المتهكم.. ولكن بداخله كان يشعر بسعادة تبدوا مؤقتة لاستعادة صديقه.. تابع علاء
ماترد يادكتور يامحترم على كلامي وقول انك ماخوفتش منها بجد بدال ما انت بتاكل في نفسك وبس
اللتفت اليه عصام كابتا
 

تم نسخ الرابط