عن العشق والهوى بقلم نونا المصري
المحتويات
في السفارة
فنظرت اليه وقالت بقى كدا انت كنت مخطط لكل حاجة وانا اخر من يعلم !
ادهم انتي مسمعتيش المثل اللي بيقول لا تؤجل عمل اليوم الى الغد يعني ما دام احنا متفقين اننا نتجوز وابننا يكبر في وسطنا يبقى ليه التأخير اللي ملوش لازمة
مريم طيب مين الشهود
ادهم كمال ومحمود
ادهم هما هيرجعوا النهاردة بعد ما يشهدوا على الجواز
فتنهدت مريم ثم اخذت ابنها من بين يديه وقالت طيب ايه رأيك اننا مانستعجلش كدا يعني خلينيا نستنى لما ننزل مصر وبعدها نكتب الكتاب
ادهم لأ احنا هنتجوز النهاردة وبكدا مش هيبقى عندك اي عذر
قال ذلك ثم اوقف سيارة أجرة اما هي فقالت في نفسها وبعدين مع الورطة دي هو مستعجل على ايه
فنظر اليها وسألها مش هتركبي
فقالت بصراحة انا ممعيش الباسورد بتاعي دلوقتي يعني مش هينفع اتجوزك
فابتسم ادهم ثم وضع يده في جيبه واخرج جواز سفرها قائلا متقلقيش انا اخدته من شنطتك وانتي نايمة لاني كنت عارف انك هتكذبي وتقولي انك نسيتيه
ثم تنهدت باستسلام وصعدت الى جانبه ووضعت ابنها في حضنها دون ان تنظر اليه او ان تقول اي كلمة اما هو فارتسمت على وجهه علامة الرضا وقال للسائق السفارة المصرية من فضلك
وما هي الا مدة زمنية معينة قد مضت حتى وصلوا إلى السفارة حيث كان كمال ومحمود ينتظرون بالفعل فنزل ادهم من سيارة الاجرة اولا ثم فتح الباب لتنزل مريم وابنها ايضا فنزلا وتوجها الى الداخل بينما قام محمود باخذ الحقائب من السيارة اما كمال فقال كل حاجة جاهزه يا ادهم
قال ذلك ثم نظر إلى مريم التي كانت تحمل ابنها وسألها جاهزه
أومأت له برأسها وسألته بس هنخلي ادهم الصغير فين !
فنظر ادهم الى ابنه الذي نام اثناء طريقهم إلى السفارة بعد ان تناول الدواء وقال سيبيه في حضنك وجوده مش هيأثر على اي حاجة
مريم ماشي
ثم دخلوا جميعا الى القنصلية المصرية حيث سيتم الزواج وقبل ان يبدأوا امسكت مريم بذراع ادهم وقالت استنى
فسحبته بعيدا وقالت بهمس هو احنا مش هنحتاج وثيقة الطلاق ولا ايه يعني لو كنا عايزين نتجوز مرة تانية فاكيد هما هيحتاجوا وثيقة تثبت اننا مطلقين واحنا اساسا مسجلناش جوازنا في المحكمة بس كتبنا الكتاب عند المأذون وبعدها انت رميت عليا يمين الطلاق من غير وثيقة
فاثار ذلك الموضع فضول ادهم فقال استني خلينا نسأل
فنظر كل من ادهم ومريم الى بعضهما لمدة خمس ثواني وبعدها قال ادهم بفضول ازاي مش مطلقين انا رميت عليها اليمين قبل اربع سنين وخمس شهور يعني طلقتها
فابتسم الموظف وقال انتوا اطلقتوا شرعا وانما قانونا لأ يعني لازم توثقوا الزواج في وزارة الداخلية الاول وبعدها تتطلقوا في المحكمة وهي تديكوا وثيقة الطلاق وبما انكوا اتجوزتوا عند مأذون وطلقتها قبل ما توثقوا الزواج في وزارة الداخلية فانتوا مش محتاجين وثيقة طلاق ابدا يعني مفيش مشكلة وهتقدروا تتجوزوا مرة تانية بشكل قانوني طبعا لو العروسة موافقة
فالټفت ادهم الى مريم وقال طبعا موافقة مش كدا
فقالت بتلعثم ا ايوا
الموظف يبقى على بركة الله
فابتسم ادهم بأشراقة لان الأمور سارت على نحو جيد وخصوصا لان موضوع وثيقة الطلاق لم يشكل عائقا امام زواجه من حبيبة قلبه وام ابنه مريم فتم الزواج بشكل قانوني وعلى اكمل وجه بتوفير الامكانيات اللازمة لإتمام الزواج بالقنصلية وبعد ان تزوج ادهم مجددا من المرأة التي يعشقها حد الجنون والتي تكون
ام طفله شعر وكأنه امتلك العالم بأسره من شدة الفرحة والسعادة بينما كانت هي على عكسه
نعم كانت سعيدة للغاية في داخلها لانها عادت له مجددا ولكنها كانت خائڤة من فكرة الزواج بهذا الرجل الذي تعتبره غامضا جدا وخصوصا بعد كل ما حدث بينهما في ما مضى كما ان فكرة غبية قد راودتها وجعلتها تخاف من الدخول الى عالمه الخاص بصفتها زوجته حيث انه يعتبر شخصية مهمة للغاية في موطنهم وانها هي الفتاة البسيطة قد اصبحت زوجته الشرعية واكثر ما اخافها هو ادراكها بأنه اصبح حلالها ويحق له ان يملي عليها كل ما يرغب وانه اصبح المسؤول الأول عنها وعن ابنها ولا يجب ان تفعل شيئا دون الرجوع إليه اولا
فكانت تسير بجانبه وهي تحمل ابنها بينما كانت مخطۏفة اللون بسبب الافكار السلبية التي تسللت إلى رأسها واخذت تعث السم في عقلها وتبث الړعب في قلبها خصوصا عندما تذكرت الليلة المرعبة التي قضتها معه في السابق فانتبه
متابعة القراءة