من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
وانت من أهلها .
بادلها نفس الابتسامة ثم أرسل إليها قبلة في الهواء وهو يغمز لها بإحدى عيناه فنظرت ارضا من خجلها اما هو ذهب إلى غرفته وترك لها مساحة من الحرية وهو يثق في عدالة السماء أنه سينصف في ليلة وضحاها .
أما في منزل سلطان المهدي يجلس سلطان
في الاسطبل وأمامه الشيشة يسحب منها الأنفاس بتكيف دلف إليه عمران وألقى السلام فأجابه سلطان بترحاب
جلس عمران بجانبه وتحدث بنبرة عاتبة يغلبها الضيق
_ إحنا بخير الحمدلله يابوي بس ليا عتاب عنديك
تحمحم سلطان بحرج منه فهو يعلم أنه أخطأ ولكن اصطنع عدم الفهم
_ خير ياعمران ماكلياتكم موراكمش غير العتاب لسلطان دلوك وبالنسبة لكم سلطان بقى وحش وميتعاشرش .
_ انت يابوي اتغيرت ويانا كلياتنا ليه اكده ياحاج سلطان عمرك كله معميلتش فينا اكده عاد
استنكر سلطان كلام ولده ثم تحدث بنبرة حادة خشنة
_ هو أني كنت عميلت ايه لدي كلياته ياسي عمران ياللي قاعد تحاسب بوك وواقف له على الواحدة
_ ولا هو العيل منيكم لما يتجوز ويبقى له مرة يتحول على أهله .
نفى عمران كلام والده بشدة
_ له يابوي مرتي عمرها ماجابت سيرتك بالباطل أبدا يابوي سكون متربية وبت ناس دي انت هينتها في أهلها وفي أصلها وتاني يوم نزلت صبحت عليك وكان محصولش حاجة واصل
واسترسل حديثه وهو يحاول تليين عقل والده
شعر سلطان بالخزي من حاله من كلام ابنه وهو على يقين بأنه علي حق مائة بالمائة ثم تحدث بنبرة أكثر لينا
تنهد عمران بثقل ثم نصح والده
_ يابوي انت راجل قاري قرآن ربنا اللي قال وإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
يابوي مابال رجل قال كلمة لا يلقي لها بال دخل بها الجنة وبال رجل قال كلمة لا يلقي لها بال دخل بها الڼار يعني ممكن كلمة نقولها من غير قصد وندخل بيها الجنة وكلمة نقولها من غير قصد تدخلنا الڼار .
_ يعني عايز بوك يحق لعيلة من دور بناته على اخر الزمن ياعمران
حرك عمران رأسه برفض ثم قال
_ له يابوي معاذ الله بس عايز منك تطيب خاطرها بكلمتين داي بردك يتيمة وهي معتبراك في مقام بوها .
ألقى خرطوم الشيشة من يداه ثم تحمحم بموافقة
_ اممم.. حاضر ياعمران قوم بينا نطيبوا خاطرها هي عليت في نضري علشان مردتش علي واتعاملت
بعديها طبيعي وعلشان احترمتني فهي بت أصول وولاد الأصول يتشالوا على الراس .
فرح عمران كثيرا ثم تحدث بامتنان
_ ربنا يبارك في عمرك يابوي بس بعد اكده لما حد يبلغك حاجة متاخدش رد فعل إلا لما تتوكد زين دي النفس أمارة بالسوء ياحاج.
تحركا من مكانهم وذهبا إلى المنزل في غصون دقائق دخل إلى المكان وجدهم كلهم مجتمعين فألقى السلام عليهم فردوا جميعا عدا زينب ما إن رأت قدومه حتى قامت من مكانها مرددة
_ هدخل أريح في أوضتي شوي معايزاش حاجة ياسكون يابتي
ابتسمت لها سكون وقالت
_ ليه اكده ياماما الحاجة خليكي قاعدة وياي شوي ملحقتش اقعد وياكي وكمان تكملي لي حكاية الحاجة نفيسة متسبنيش اكده حيرانة .
اصطنعت زينب التعب
_ معلش يا بتي يوم تاني مقدراش دلوك متزعليش يامرت الغالي .
هنا تحدثت رحمة بامتعاض مصطنع
_ مېتي يا حاجة زينب هتنعتيني بالغالية زييهم كلهم اكده
_ هو إنت زييهم لاسمح الله يابتي
_ وه أمال إيه أفرق عنيهم ايه أني
_ تفرقي كتير يابت بطني إنت قوية ومف ترية ومحدش يقدر عليكي
وأكملت وهي تنظر تجاه سلطان
_ معلوم وارثة ناس في قوتهم الجبارة .
فتحت رحمة فاهها بدهشة
_ وه وه ياحاجة هو أني في نظرك هولاكوا قوووي اكده ! والله حرام عليكي يازوبة .
س يابت حرمت عليك عيشتك يا ام لسانين إنت دي الراجل اللي هياخدك ان مكانش يبقى عابد ناسك والمفروض يوبقى نظره ضعيف كمان علشان ميعرفش يشوف غيرك يااما هتع ذبيه ياعين أمه وهتوريه النجوم في عز الضهر .
مطت رحمة شفتيها وأردفت بمكر
_ وماله ياحاجة لازم ابقى مالية مركزي اكده اني مش اي حد بردك اني امي الحاجة زينب على سن ورمح .
وصلها مغزى ماتقوله تلك الماكرة ثم قالت اخر كلماتها وهي تدلف إلى غرفتها
_ انى هروح وأجي فيك ايه يابت بطني .
كان سلطان ينظر إليها باشتياق فقد شعر بأنه افتقد جزءا كبيرا من يومه الجزء المريح والركن الهادئ الساكن له كان ينظر إليها وهي تتحدث بلهجة جديدة كليا عنها ففي قانون التعدد الاشتياق يزداد أضعافا ماكان يتوقع منها القس وة الابتعاد الهجر فحقا خلت بقلبه استئذن منهم أن يدخل إلى البراندا كي يتصل بأحدهم
وعلى حين غرة دخل من أمامهم جانبا وهو ينظر إليهم لم يجد أحدهم تتبعه عيناه ولكن تلك الرحمة اتبعتهم بعيناها كم تمتلك مكرا ودهاء لم يرى سلطان نظرتها فكانت خفية
دلف الى غرفة زينب وجدها تقف أمام مرآتها بقميصها القطني المعتادة على ارتدائه في غرفتها وتصفف شعرها الحريري الطويل الذي تهتم به دائما فمن يراها لايظن أن لديها ولدا ثلاثيني ولو وقفت بجانب رحمة وحبيبة يظنوها أختهم وليست والدتهم
كان ينظر إليها باشتهاء فهي تهجره منذ أكثر من شهر وهو اشتاقها بشدة فهي طيلة الثلاثون عاما وأكثر لم تنم بعيدا عنه
أما هي لم تفزع من رؤيته ثم جلست على الكرسي امام الكمود وجذبت شعرها بأكمله علي كتفها مما أعطاها مظهرا تجعله راغبا به
مما جعلها تفهم معنى نظراته بل تفهمها جيدا وللحق سعد داخلها فتحدثت وهي تستدعي البرود
_ ايه اللي جابك اهنه مخايفش من ست الحسن والجمال تلمحك تقوم تهجرك هي كماني وتوبقى جوز الهاجرين
_ وأني مش طايقاك ياسلطان وكارهة نفسك .
نظر إليها نظرات مرعبة فحقا سحلته وكرامته دهستها تحت قدمها دون أن يرف لها جفن
وداخله يغ لي ومن شدة غل يانه برزت عروق رقبته واحمرت عيناه وفجأة دفعها على التخت وخلع جلبابه ورماه أرضا واقترب منها كى يأخذ حقه الشرعي منها إجبارا عنها بعدما هدرت كرامته وجعلته لا قيمة له ولا هيبة
وكاد أن يقترب من وجهها إلا أنها وضعت يداها على صدره مانعة إياه بقوة أن يقترب منها هادرة به بعيناي تمتلك إصرارا على هجرها له وبقوة لم يعهدها على تلك الزينب من ذي قبل فقد عهدها وديعة حنونة مشتاقة راغبة به
_ لو قربت مني ڠصب عني هص وت وهلم عليك عيالك اللي قاعدين برة وشوف بقى لما يدخلوا يلاقوا الحاج سلطان الكبارة عايز مرته اللي رافضاه شوف بقى كرامتك قدامهم كلياتهم وقدام مرت ولدك هتوبقى عاملة ازاي
وتابعت حديثها بشراهة أكثر ولكن خففت يداها وأنزلتها من على صدره حتى تشعره بنفورها منه
_ الهيبة الواهية هتسقط وأني مش هستسلم ليك ياسلطان مهما حوصل لو انطبقت السما على الأرض ولآخر مرة بقول لك طلقني .
لكزها بقوة في كتفها وقام من فوقها وانتصب واقفا ثم هدر بها بصوت أجش خشن ولكن يبدوا عليه الانك سار
_ طب خليكي على عندك دي يازينب وخليكي زي البيت الوقف اكده وطلاق مش هطلق وهعرفك كيف تعصي جوزك
وأكمل وهو يلتقط جلبابه بتوعد
انك واقف تريل قدامي اكده وھتموت علي واني ممطولكش مرادك يا سلطان
ثم داعبت خصلات شعرها وأكملت كيدها
_ ولو كنت لاقيت اللي عند بت نفيسة الدلالة
مكنتش رجعت طالب الرضا والسماح وهي كارفة ومريداش .
جز على أسنانه پغضب من طريقتها المتغيرة كليا ثم نفض جلبابه پغضب وخرج من الغرفة وذهب إلى البراندا كي يهدأ من أعصابه التي تلفت على يدها ثم خرج اليهم وجدهم يتحدثون بمرح فدخل معهم في الحديث كي ينسى ما فعلته به زينب
وبعد مرور عدة دقائق نظر لسكون متسائلا
_ كيفك ياداكتورة وشغلك اخباره إيه
ابتسمت له سكون وسعد داخلها لأجل سؤاله عنها ونبرة الحنو الواضحة في صوته
_ زينة وشغلى زين الحمدلله منحرمش من سؤالك عني يابابا الحاج .
تحمحم وسألها عن والدتها
_ يستاهل الحمد يابتي وأختك عروستنا الحلوة أخبارها ايه
هنا اتسعت ابتسامتها ونظرت إلى عمران نظرات فخر فهو قد أتى بأبيه إليها كي يراضيها دون أن يحدث بينهم بغيضة او ضيق لكلاهما فهي منذ أن تزوجت عمران وعدت حالها ان لا تسبب بينه وبين أبيه وأمه او إحدى أخواته أي مشكلة وستتعامل مع كل المواقف برقي وستترك أمرها وحتى لو أذاها أحدهم ستتركه لرب العباد
ثم أجابته بابتسامة تزين ثغرها
_ زينة الحمدلله ياحاج جوزها أخدها بعد الفرح علطول وسافروا برة هيقضوا شهر العسل
واسترسلت بحزن
_ والله هتوحشها قووي وبعادها هيحز في قلبي هي كانت اللصغيرة وكانت قريبة منينا كلياتنا .
_ ياحبيبتي ربنا يسعدها يارب دوام الحال من المحال وهي دلوك اتجوزت واعتبرني مكانها ياستي ولا منفعشي ومتقلقيش اني قاعدة على قلبك ومهفوتكيش واصل لحد ماتزهقي مني وتقولي فوتيني بقى وهمليني .
ابتسمت بامتنان لتلك الرحمة التى تظهر للجميع انها شرسة ولكنها في الأصل قلبها مملوء بالحنان والاحتواء صديقة بدرجة امتياز لديها جيش من القوة والذكاء يجعل من امامها يهابها من نظرات عينيها الشرسة
ثم شددت سكون من احتضانها وأردفت
_ عمري ماأزهق منيكي ياقمرة إنت ربنا يكرمك ياحبيبتي ويرزقك الزوج الصالح يارب
واسترسلت حديثها برقتها المعتادة وهي تنظر إلى سلطان
_ والله العظيم يعلم ربنا يا بابا الحاج اني من يوم ما دخلت البيت دي وانا اعتبرتك كيف ابوي بالظبط ورحمة وحبيبة خواتي وماما الحاجة زينب زي امي ربنا يخليكوا ليا ويبارك فيك وفي صحتك ويخلي لك عمران وحبيبة وتفرح برحمة .
هنا شعر سلطان بمدى الخزي من حاله فهي أصغر منه سنا ولكن جعلته في موقف مصغر بسبب ما فعله معها ولكن هي الدنيا تثبت لنا ان العقول ليست بالسن ثم تحدث ممتنا لها
_ عقبال ما نشوف عوضك يا بتي انت وعمران ساعتها هعمل ليلة تتحاكى بها قنا كلياتها .
هنا ربت عمران على ظهر والده
متابعة القراءة