على اوتار الفؤاد بقلم منال سالم
المحتويات
التي دوما تستثير دمائها فهتفت قائلة
هو أنا قولت حاجة غلط ما هي دي الحقيقة ولا عشاني صريحة مش عاجبكم!
نظرت لها تهاني شزرا وهي ترد
خسارة الكلام معاكي خلينا نطلع بيتنا ونرتاح من مشوار السفر.
تابعتها فردوس بنظرات حادة من خلف نظارتها القاتمة لتضيف بأسلوبها المستفز المنفر
والله المفروض يخلي في عينه حصوة ملح ويشوفلنا حتة تانية نضيفة غير الهم اللي هانعيش وڼموت فيه ده ولا أنا أقل منها
هتفضلي زي ما إنتي مهما حصلك عمرك ما هتتعظي يا فردوس!
صاحت فيه بنبرتها المتهكمة
هو حرام نقب على وش الدنيا يا عوض ولا إنت عاجبك الفقر اللي هرى جتتنا ده حتى بيقولك الأقربون أولى بالمعروف!
رد باستياء وهو يضرب كفا بالآخر قبل أن يتركها ويسير بخطواته البطيئة في اتجاه المسجد القريب
تمتمت مع نفسها بتذمر
وش فقر!
أبعدت عينيها عنه بعد أن اختفى لتعاود التحديق في الأوجه البائسة التي تمر بجوارها بدت نظراتها أكثر تأففا عن ذي قبل لتخطو بعدها في اتجاه بنايتها القديمة وهي تمني نفسها بأيام قادمة تحمل لها من زهو الحياة ورغدها ما سينتشلها من ذلك الفقر المدقع.
عملتي إيه في هالة ردي عليا!
ولا حاجة يا عين أمك.
صاحت متسائلة في انفعال
أجابتها على مضض وعبوس واضح يكسو ملامحها
هي اللي عملت كده في نفسها وجابتلنا الجرس والفضايح
ثم تركتها لتتجه إلى المطبخ غير مبالية بالحالة العصبية المسيطرة على بكريتها اندفعت بطة في اتجاهها لتعترض طريقها سدت عليها المدخل توبخها في حنق
إنتي مش هترتاحي يامه غير لما تقضي علينا واحدة ورا التانية ومابتتعلميش أبدا من اللي بيحصلك
وأنا كان بإيدي إيه يعني
ثم أخفضت نبرتها لتتصنع الحزن الممتزج بلؤمها الخبيث عل خدعة اهتمامها بفلذة كبدها تنطلي عليها
كنت هاقف لوحدي قصاد العالم القادرة دي ده احنا حيالله ناس غلابة لا لينا في التور ولا الطحين الرك على أختك ده بدل ما تاخدي بخاطري وتقولي اجمدي يامه!
تمالكت ابنتها أعصابها المستفزة كي لا ټنفجر فيها فمن يتعامل مع امرأة قاسېة مثلها عليه أن يكون صلدا متبلدا في مشاعرخ وقادرا على التحكم في انفعالاته وردود أفعاله. أدركت أنها لن تصل معها في جدالها المحموم إلى شيء فوالدتها ستتظل على موقفها المتخاذل سواء معها أو مع إخوتها. تنفست بعمق لتستدعي هدوئها حتى لو كان زائفا ثم سألتها بصوت بدا أكثر تشنجا
أجابتها بوجه ممتقع التعبيرات
الله أعلم
هنا انفلتت أعصابها فهدرت صاړخة
يعني إيه الكلام ده أختي فين يامه رد عليا وريحيني!
أجابتها بنفاذ صبر مستخدمة يدها في التلويح
أهي راحت مع واحد تبع الباشا جوز المحروسة بنت فردوس.
سألتها بإلحاح محاولة الضغط عليها لتبوح لها بكل ما تعرفه
مين ده
ردت بزفير مستاء
واحد من اللي كانوا بيجوا مع الباشا حد شوفناه كذا مرة بس أنا معرفش هو مين!
رمقت بطة والدتها بنظرة احتوت على الكثير من المشاعر الناقمة على أسلوبها الجاف في تقدير الموقف ثم أشارت لها بسبابتها تهددها
أنا هاكلم تقى وهاعرف مين ده اللي خد أختي من هنا بس صدقيني لو حصلها حاجة فأنا مش هاسامحك ومش هاسكت!
ردت بتبرم
اعملي ياختي اللي عايزاه هو أنا هاحوشك!
ضاقت عيناها بنظرات مغلولة تحمل من العتاب واللوم ما قد يفتت الصخور الصلبة لن تتغاضى عن سلبيتها تجاه أختها ستسعى جاهدة للوصول إليها واستعادتها من جديد وستقف لها الند بالند إلى أن تأتي بحقها المسلوب وتحميها من طمعها. ابتعدت عن طريق والدتها لتعود إلى حقيبتها الملقاة على الطاولة القديمة فتحتها لتفتش بين محتوياتها عن هاتفها المحمول وما إن وجدته حتى هاتفت تقى وسألتها على الفور بعد ترحيب موجز بها عما تعرفه عن أختها بدت الأخيرة مشغولة بهمومها ولم يصل إلى مسامعها ما يتعلق ب هالة ومع ذلك وعدتها بالوصول إليها شكرتها بطة راجية إياها بنبرة مستعطفة
أمانة عليكي تطمنيني عليها لو عرفتي أي حاجة إنتي عارفة هي غالية عندي إزاي واعتبريها زي أختك وأنا مش هنسالك المعروف ده أبدا.
ردت عليها تقى برقة
حاضر أنا هاكلم أوس وأفهم منه كل حاجة وأطمنك وماتقلقيش طالما حد تبعه يبقى هي في أمان
ربنا يباركلك يا رب معلش يا حبيبتي دايما لبخاكي بمشاكلي أنا وإخواتي.
كانت صوتها ناعما حينما عقبت عليها
ماتقوليش كده احنا عيلة واحدة.
نردهالك في الفرح دايما تسلميلي يا رب.
قالتها بطة وهي تنهي معها المكالمة بعد أن شكرتها بامتنان مضاعف واعتذرت لها عن إزعاجها المتكرر وتوريطها في مشاكل لا تخصها. كانت
متابعة القراءة