على اوتار الفؤاد بقلم منال سالم
المحتويات
عن إيه
عجزت عن التوضيح بشكل مفهوم فأعطته هاتفها ليجد شاشته شبه محطمة عبث بأزراه باحثا عن مقصدها فقرأ پصدمة الأخبار التي نهشت من سمعتها والتلميح المسيء الذي مسها تحديدا قست نظراته وتوحشت ألقى الهاتف بعصبية خلفه قاصدا تحطيمه ثم هدر مهددا
مش هاسيبهم قسما بالله لأمحيهم
كانت واثقة أنه قادر على فعل ذلك نظرت إليه بعينيها المتورمتين وكأنها تستنجد به فهم نظراتها على الفور رفع يديه إلى وجهها ليحتضنه شعرت بحرارة راحتيه على بشرتها مسح أوس بإبهاميه دمعاتها المنسابة تأملته وهو يعدها قائلا
هزت رأسها دون معنى بينما تابع هو مؤكدا بلهجته المعروفة بشدتها
عمر ما حد هيقربلك وهاسيبه يمشي على رجليه إنتي تخصيني أنا وبس
احميني منهم يا أوس إنت دلوقتي سندي وضهري وكل حاجة في حياتي
ماتنسيش ميعادك مع الدكتور النفسي النهاردة جلستك
ردت عليه بخفوت
أيوه أنا فاكرة
تابع بجدية
ماشي
قالتها بهدوء وهي مستكينة في أحضانه التي امتصت خۏفها وهدأت من روعها لكن على عكسها كان أوس كالموقد يغلي من داخله فإن صمت عن الإساءة إليه بأي شكل فهو لن يرضى مطلقا بالمساس بشعرة واحدة من زوجته أو أي فرد من عائلته دون محاسبة المتسببين في إيذائهم.
........................................................
خلاص هتروح عندها
أجابها بعد نفس طويل لفظه ببطء
مضطر أعمل كده رغد ماسبتش أي حل تاني قصادي
وافقته الرأي دون تعليق فتابع بضيق
ردت موافقة إياه في الرأي
معاك حق هي زودتها الصراحة
عبست تعابيره مكملا
لأ مش سائلة فيا ولا حتى في ولادنا وهما محتاجينها أكتر مني كل اللي همها نفسها وبس!
حثته والدته على المضي قدما فيما يريد فقالت بهدوء على الرغم من جدية نبرتها
تصنع الابتسام وهو يشكرها بامتنان
هتعبك معايا الفترة الجاية يا ماما يعني مدارس الأولاد ومذاكرتهم والمتابعة و...
قاطعته بعتاب
متقولش كده إنت عارف هما غاليين عندي إزاي سافر يا ابني واطمن هما في أمان معايا المهم تطمني عليك أول بأول
شعر بالارتياح لوجودها لمراعاة أبنائه الصغار خاصة في الفترة القادمة التي ستتطلب غيابه والتي لا يعرف كم ستطول ومتى ستنتهي.
دعس بقدمه سيجارته رخيصة الثمن رغم إشعاله لها توا حينما أبصرها تسير من على بعد في الاتجاه المعاكس غامت عيناه بغضبه الاڼتقامي وتجمدت عليها تلفت منسي حوله عابرا الطريق في اتجاهها ليصل إليها لم تنتبه هالة له كان تفكيرها منصبا على مراجعة ما ستقوم به اليوم فور عودتها إلى المنزل بدت مرهقة من كثرة الاستذكار والمواظبة على أعمال المنزل التي لا تنتهي مع والدتها دائمة الشكوى والتذمر من كل ما حولها كانت تجتهد لتشعرها بأنها ليست عبئا عليها لكنها لم تكن تعلم أي نهاية تنتظرها اليوم دس منسي يده في جيب بنطاله الخلفي ليخرج منه الزجاجة الصغيرة التي احتفظ بها فيه تأكد من رفع الوشاح الذي ارتداه حوله عنقه ليخفي به أغلب ملامح وجهه متوهما عدم تعرف أحدهم عليه إن رأه يفعل ما عقد العزم عليه اقترب منها بتمهل حذر حتى بات خلفها تقريبا انتزع الغطاء ببطء وألقاه على الأرضية عاد لينظر حوله قبل أن يشرع في خطته الإجرامية وعند بقعة كانت شبه خاوية من المارة وحينما اتجهت نحو الزقاق الضيق المعتم نسبيا قرر تنفيذ ما انتواه صاح منسي مناديا بنبرة وصلت إلى مسامعها
هالة!
ارتجفت أوصالها مع سماعها لذلك الصوت المقيت الذي تبغضه توقفت عن السير وتيبست قدماها في مكانها استدارت ببطء لتتأكد مما سمعته اتسعت حدقتاها ړعبا وقد أبصرت منسي على بعد بضعة خطوات منها ونظراته تنذر بكل سوء ارتعدت أكثر وتلاحقت دقات قلبها حتى شعرت به يكاد يقتلع من بين ضلوعها تضاعف هلعها واضطربت أنفاسها ونهج صدرها علوا وهبوطا كانت كمن رأى شبحا مخيفا عجزت عن السيطرة على جسدها وتحريك قدميها للفرار منه شلت المفاجأة المفزعة تفكيرها مؤقتا ظلت هالة واقفة في مكانها وهي تراه يقترب أكثر منها غمغم منسي غاضبا من بين أسنانه المضغوطة
أنا مش بأسيب حقي!
قرأت هالة ذلك الغل الدفين ظاهرا في عينيه بوضوح هربت الډماء من وجهها وقد انخفضت نظراتها نحو الزجاجة التي رفعها ڼصب عينيها ارتفع حاجباها للأعلى في هلع أكبر وهو يقول لها بشراسة شيطانية
وطالما مش ليا مش هاتكوني لغيري!
شلت أطرافها من فظاعة ما يهددها به تلفتت حولها كالملسوعة باحثة عمن ينجدها منه بدا المكان خاليا من الحياة تصلب جسدها وازداد رعبها حاولت إجبار جسدها على الهرب لكنه
متابعة القراءة