قلوب حائرة بقلم روز أمين الجزء الثاني
المحتويات
إلى النوروجدت المكتب خالي من ذاك الجاد في عملهكادت أن تتحرك إلى الخارج لولا دلوف ذاك العمر المفاجئ الذي أربكها وجعلها تتراجع إلي الخلف علي عجالة
نظر عليها وتحدث بجدية
سوري لو إتأخرت عليك شويةكنت عند المدير في أمر ضروري
هزت رأسها بتفهم وتحركت إلي المقعد لتجلسوما أن رأته يغلق الباب حتي إنتفضت كمن تعرض للدغة عقرب وتحدثت بنبرة حادة
ضيق عيناه وهو ينظر إليها مستغربا فزعها وتحدث متعجبا
وليه أسيب الباب مفتوح!
هتفت بنبرة خرجت حادة لملامح وجه جادة
علشان ده المفروض
قطب جبينه متعجبا أمرها وسألها ساخرا
ومين بقي اللي فرضه يا باشمهندسة!
بثقة عالية أردفت بيقين
ديني والإصول والعادات اللي إتربيت عليها هي اللي فرضته عليا يا باشمهندس.
________________________________________
النظر إليها ثم تحدث بلامبالاة
أوكزي ما تحبي.
قال كلماته إحتراما لرغبتها وتحرك إلي مكتبه بعدما تاركا الباب مفتوحا كما طلبتأشار بيده يستدعيها للجلوس وتحدث بنبرة جادة
إديني سبت الباب مفتوحممكن بقي نشوف شغلنا اللي متعطل ده
تمام يا باشمهندسأنا تحت أمرك
أومأ لها ثم بدأ بمتابعة عملهما تحت نظرات عمرفمنذ الوهلة الأولي التي رأي فيها تلك الطامحة وعلي الفور أنبهر بذكائها وإصرارها علي النجاحوها هو الآن يضاف إلي إنبهاره إعجابه بسمو أخلاقها ومبادئها الجديدة عليهحيث أنه وطوال مسيرته وجولاته النسائية التي لا تعد ولا تحصي لم يحالفه الحظ بمقابلة نفس تلك النوعيةبل لم يلتقي سوي بالمنحرفات أمثاله والتي كان يلتقي بهن داخل الحانات بالماضي.
ما زال عز وثريا يجلسان وانضمت إليهما مليكة ومسك وباتوا يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم تحت سعادة عز التي لا توصف
كان الصغير يلهو مع تلك القابعة فوق مقعدها محاولا إلهائها ودمجها معه وبرغم هذا كانت تشعر بالضجر الذي إختفي بمجرد رؤيتها لدخول مروان بجوار أنس وحمزة وبصحبة ياسين الذي إنتهي من عمله بالجهاز واتجه إلي النادي ليجلب حمزة ومروان وأنس في طريقه إلي المنزل
ماااارو
أجابها بعيناي سعيدة
ليزاوحشتيني
إلتمعت عيناها ببريق البهجة وبرغم شدة اغتباطها جراء حضوره إلا أنها مطت شفتاها وتحدثت معاتبة إياه
أنا زعلانة منك كتير يا مارو
ليه يا حبيبتي...جملة حنون نطقها وهو يجثو علي ركبتيه ليكون قريبا منهافأجابته بدلال
واسترسلت وهي ترفع منكبيها للأعلي بحزن
ومش جيت
أجابها متفهما ڠضبها
معلش يا حبيبتي اصلي نمت إمبارح بدريوبعدين مش إحنا إتفقنا إنك هتنامي مع بابي يومين وعندنا هنا يوم
أومأت ثم تحدثت متذمرة بنبرة طفولية
أنا عارفة يا ماروبس أنا بحب أقعد معاك كل الوقت
كان يستمع إلي حديثها الموجه إلي مروان ويتناقل بنظراته الحادة بينها وبين أبيه الذي يحمل صغيرته المدلله ويغمرها بالكثير من القبلات والدلال هو وحمزة متناسيا وجوده حسب رؤيته الضئيلة للأمور بفضل حداثة سنهوفجأة ألقي بألعابه أرضا ثم هتف بنبرة غاضبة موبخا تلك الليزا
إنت بنت رخمة وأنا مش هلعب معاك تانيوخليكي بقي مع مروان
صاح بكلماته الغاضبة وكاد أن يتحرك قاصدا بوجهته الداخل لولا مليكة التي إستمعت إلى صوته الحاد وهرولت عليه وقامت بحمله وثبتته بأحضانها وتساءلت بنبرة حنون
مالك يا حبيبيمين مزعلك
أشار بكف يده باتجاة ليزا وتحدث بصياح حاد وعيناي غاضبتان
الرخمة ديعمال ألعب معاها من بدري واديتها من الميلك شيك اللي عملناه انا وإنتولما مروان جه سابتني وبتتكلم معاه هووبتقول إنها مش بتحب تلعب غير معاه
إبتسمت إليه وتحدثت بهدوء في محاولة منه بسحب غضبه الطفولي
ليزا أكيد ما تقصدش تزعلكوبعدين هي مش كانت لسة بتلعب معاك ومبسوطة يعني بتحب تلعب معاك إنت كمان
إقترب حمزة من شقيقه وحمله عن زوجة أبيه وتحدث مشاكسا إياه
ما تهدي علينا شوية يا عم العصبيمالك قالب علي البنت كدة ليه
مط ذاك الحانق شفتاه وأردف بنبرة ساخطة
عزو زعلان منك إنت كمان يا حمزة علشان بتلاعب مسك ومش كلمت عزو خالص
ناول ياسين إبنته إلي ثريا وخطي بساقيه إلي ولداه وحمل الصغير وبات يراضيه حتي إبتسم وتفهم الموضوع بل وحثه ياسين علي الإعتذار من ليزا بعدما شرح له وضع ساقاها المتعبة وأيضا إعتذر منه مروان وقام بإرضائه
إقتربت مليكة من زوجها وتحدثت إليه بإبانة
أنا هطلع أجهز لك الحمام إنت ومروان وأنسوعلي ما تنزلوا هيكون الغدا جاهز
وأردفت بعدما حولت بصرها إلي حمزة
وإنت يا حمزةروح خد الشاور بتاعك وتعالي إتغدي مع بابا وإخواتك
واسترسلت لإغرائه
أنا عاملة بيكاتا بالمشروم مع رز أبيض هتاكل صوابعك وراهم
حك الفتي شعر رأسه وأردف مشاكسا زوجة أبيه بعدما سال لعابه جراء ذكرها لوجبته المفضلة
هو يعني الشاور هيطيرخلينا ناكل البيكاتا الأول وبعدين نشوف موضوع الشاور ده
ثم نظر إلي أبيه واستطرد بمداعبة
ولا انت إيه رأيك يا باشا
إمشي يلا
متابعة القراءة