حان الوصال بقلم امل نصر ( بنت الجنوب)
المحتويات
وخرجت بيها.
انتفض من محله بجزع
بتقولي ايه يعني خدتها وراحت فين من غير ما تبلغني
اهتزت كتفيها بعدم معرفه تردف
الله اعلم يا فندم بس انا اخاڤ تأذيها البنت دي شكلها اتجرأ اوي بعد ما خدت الثقة و....
لم ينتظر منها تفسيرات اكثر من ذلك وقد دنى على الفور يتناول اشياءه بعجالة من فوق سطح المكتب ثم يتحرك سريعا مغمغما بتوعد
ابتسامة ماكرة لاحت على جانب ثغرها مرددة
ياريته يحصل بجد عشان اخلص من الاتنين.
وقف يستقبلها متخصرا وعيناه الصقرية ضاقت بريبة جعلت الخۏف يسري بداخلها بعدما طلبها عبر الهاتف لتأتي بوالدته فورا من مكان ما ذهبت بها فتزعن هي في اقل من نصف ساعة تحضر بها بواسطة العم علي سائق السيارة الخاصة بها.
ظهر جليا التهكم في نبرته مما اثر على نجوان لتتوقف محلها عن التقدم پخوف جعله يهدر بدون سيطرة
ما انا مش وحش وهياكلك يا ماما ولا انتي خلاص استحليتي تدي الامان للغريب وابنك لا
زادت ملامحها ړعبا ليزفر بضجر يشبح بوجهه عنها لتضطر بهجة للتدخل
اسمحلي اوصلها لاوضتها يا رياض باشا.
هتف بها فاردا ذراعه نحو الدرج ليباشر بغضبه
توصليها وترجعيلي حالا عشان عايز اتكلم معاكي.
اومأت بهزة من رأسها لتسحب المرأة نحو غرفتها وفور ان اطمئنت بتهدئتها هبطت اليه بأقدام بالكاد تحملها هيئته ليست مبشرة على الإطلاق للتفاهم او الاخذ والرد في الحديث ولكن ما باليد حيلة فلتخوض المواجهة بخيرها وشرها وليحدث ما يحدث.
ايوة يا رياض باشا انا تحت امرك اهو.
زفر بأنفاس خشنة ليعتدل بجلسته واضعا قدما فوق الاخرى يبذل مجهود مضنيا في السيطرة على انفعاله
اتفضلي انتي يا بهجة فهميني بالظبط ايه بيحصل وازاي خرجتي من الفيلا بالست الوالدة.....
من غير ما تبلغيني.
برغم الزعر الذي سرى بكل خلية من جسدها الا انها سرعان ما تمالكت لتقابل انفعاله بشجاعة تخبره
حضرتك انا مخرجتش بيها من نفسي ولا هي كانت فسحة اختي اتصلت تبلغني بالتعب الشديد اللي حل باخويا وانا حاولت اتصل بيك مية مرة عشان استأذنك اروح اشوفه لكن محاولاتي باءت بالفشل وتليفونك بيرن ع الفاضي من غير ما تفتح عليا ولو مرة واحدة لما غلبت كلمت الريسة تبلغ لورا لكنها هي كمان مدتش اهتمام وقالتلها انك مشغول ومش فاضي لأي رغي انا كنت ساعتها هعمل ايه واخويا بيفرفر من السخونية مع اختي اللي مش عارفة تتصرف.
امال كنت هسيبها في مسؤولية الخدم اللي عندهم شغلهم اساسا ممكن يكون تصرفي معجبكش بس انا اضطريت لكدة وهي الله يباركلها قضت اليوم كله من غير ما تعمل معايا اي مشاكل.
سمع منها فصاح بها بعدم استيعاب
قضت اليوم عندكم! امي انا قضت يوم بحاله عندكم في الحارة يا بهجة
ابتعلت ريقها باضطراب تبرر
يا فندم ما انا بقولك اني اضطريت لكدة للظرف المهم اللي حصل عندي انت مكنتش بترد على تليفوناتك وانا مقدرش اسيبها لوحدها هنا في البيت ولا قدرت اتخلى عن اخويا اللي تعب اوي وكان لازم اروح اشوفه.
تقومي تاخديها عندكم الحارة مخوفتيش بقى لاتهرب ولا تعمل مصېبة بردود أفعالها الغير متوقعة.
بالعكس دي انبسطت اوي بتغيير الجو حتى الدكتور هشام قالي دي خطوة هايلة.....
وهشام دا شوفتيه فين
قاطعها بأعين برقت بترقب وهدوء ما قبل العاصفة فصدر ردها بعفوية
عادي ما هو كان بيتصل عليا يطمن عليها .
سمع منها ليجفلها على الفور بصرخته
انا هقتله واشرب من دمه عشان يحرم ما يعملها تاني... ثم تعالي هنا وقوليلي دا من امتى بيحصل ان شاء
الزفت ده من امتى بيتصل بيكي يا بهجة.....
هذه المرة كان كالمچنون ليضاعف من فزعرها ناهضا من محله بملامح غريبة عن هدوئه المعروف مما جعلها ترتد بأقدامها للخلف تجيبه بصوت مهتز
من وقت ما روحنا كشفنا للهانم عنده هو كان عنده نمرة دادة نبوية اصلا وكلمها ياخد نمرتي منها عشان يسألني عن الهانم الكبيرة واحوالها .
وانتي بقى بتجاوبيه عادي وتحكيلوا عن تصرفاتها بالتفصيل واكيد طبعا بيعلق بهزاره السخيف اللي انا عارفه.
عادي مش شغله.
قالتها ببساطة جعلته ېصرخ بعدم سيطرة
شغل مين يا بهجة متحرقيش دمي الزفت دا تمسحي نمرتك من عنده وانا من النهاردة هغيره واروح بوالدتي للي احسن منه فاهماني ولا لأ تمسحي نمرته نهائي.
تحت امرك طبعا دي الست والدتك وانت ادرى بمصلحتها.
تمتمت بها بصوت يحمل في طياته اعتراضا ظهر في استرسالها بعد ذلك
مع اني شايفة انه انسان محترم ومعملش حاجة......
اسكتي يا بهجة.
صاح بها بحدة مقاطعا لها ليمسح بكفيه على وجهه يحاول السيطرة على انفاسه الهادرة وحالة الهياج التي قلما ما تصدر منه نظرا لطبيعته الصارمة والمتحكمة دائما في ردود أفعاله ولكن مع هذه الفتاة يصبح الأمر مختلف انها الوحيدة التي تستطيع اخراجه عن طوره الهاديء ببرائتها المستفزة.
طب انا كدة عايزة اروح بقى يا فندم
نعم.
انتشلته من حالة الشرود والتشتت لتواصل بقولها
يا فندم بقولك اخويا تعبان والحمى اللي عنده لسة مخفش منها يعني عايز رعاية كبيرة اليومين دول..
اومأ بتفهم مخففا من حدته في مخاطبتها
خلاص يبقى المستشفى اولى برعايته هناك هيبقى تحت عين الدكاترة وهياخدو بالهم منه اكتر .
صدر ردها بمعارضة
مستشفى ايه بس يا فندم ما احنا جيبناله الدكتور البيت اشحططه في مستشفيات وقرف ليه بس.
رمقها بغيظ مرددا
مفيش شحططة ولا زفت يا بهجة انا هكلمهم دلوقتي عشان يحضرولوا سرير ويستقبلوه.
يستقبلوه فين
لم يلتفت لها وقد انشغل بالاتصال الذي صار يجريه مع احدهم يأمره بالفعل بما نوه عنه منذ قليل حتى اذا انهى المكالمة ثم التف اليها موضحا
دي مستشفى احنا من ضمن المساهمين فيها هتخرجي دلوقتي مع عم علي هيروح بيكي هناك الدكاترة هيشوفوه ويحددو حالته بالظبط ان كانت تحتاج رعاية وحجز ولا يرجع ع البيت وفي كل الحالات متشليش هم اي مصاريف.
... يتبع
فصل طويل عشان تستمعوا اكتر تقدير بقى ونجم وحلو اوي كمان لما يبقى بنقاش
يسلمولي حبايبي اللي بيعلقو
حان_الوصال
سلسلة_قيود_الهوى
بنت_الجنوب
الفصل الثامن
عدة أيام مرت وشقيقها محتجز في المشفى المتخصص الفاخر بعدما انزاح عنها هم علاجه المكلف بفضل كرم رئيسها في العمل وقد ثبت بالفعل خطۏرة الحمى التي تعرض لها ولولا العلاج المكثف لكان الأمر تطور اكثر من ذلك
ولكن في المقابل كانت مشتتة ما بين متابعة شقيقها ومراحل تقدمه في هذا الوضع وما بين رعاية نجوان التي تعلقت بها كالأطفال وهي لن تخذل رئيسها والذي اغدق عليها بكرمه في اشد الأزمات التى تعرضت لها هذه الفترة .
ولكن الاخرى لا تكف عن الطلب منها معظم الاوقات للذهاب بها الى منزل عائلتها مرة اخرى كما يحدث الان وهي ترفض تجنبا لڠضب رئيسها
مينفعش يا نجوان هانم والله ما ينفع مش ناقصة مسؤولية انا .
رغم صمتها الدائم الا انها تستطيع بأفعالها التأثير عليها بعبوس الملامح وكلمة واحدة تصر تكررها عند الحاجة.
عائشة
يقطع......
هتخليني ادعي على اختى يا مدام نجوان بس هي السبب بعمايلها ولعبها معاكي خليتك تتعلقي بيها .
زفرت بتعب لتسقط ممسكة رأسها الذي كان على وشك الانفجار حتى أتى هو بهيبته يتدخل في الحديث معهم
ايه في ايه ليه النرفزة والعصبية ما ببنكم
انكمشت نجوان كعادتها ليحدجها بضجر قبل ان يتجه نحو بهجة التي ردت بحالة من الاجهاد
مفيش حاجة حضرتك انا بس تعبت من اصرارها على انها عايزة تروح معايا البيت وانا بقولها مينفعش.
قطب بعدم استيعاب يستعيد بذهنه الجملة مرة اخرى
بتصر ازاي يعني هي بتتكلم اساسا
كلمة واحدة بس
كلمة ايه
عائشة.
عائشة مين
تنهدت تخبره
دي تبقى اختي يا فندم بس هي صغيرة اوي يدوب حداشر سنة بس المرة اللي فاتت اندمجت معاها في اللعب والهزار.
مط بشفتيه وابتسامة مليحة اعتلت ملامحه
يا سلام يعني حتة عيلة صغيرة عملت اللي محدش فينا عرف يعمله وعلقتها بيها.
نقل بأبصاره نحو والدته يخاطبها بعتاب ممازحا
اجيبها تعيش معاكي هنا.....
لأ الله يخليك بلاش تقول كدة لتمسك فيها بجد.
صدرت منها بمقاطعة يشوبها الرجاء ليتوقف هو محدقا بها لا يمل ابدا من حفظ تفاصيلها وهي رغم الخجل الذي يصيبها لكن سرعان ما تتمالك فهي لا تقتنع ابدا بإعجابه بها وتعتبرها نظرات عادية بالنسبة لطبيعته الباردة
مكنتش اعرف ان ماما تأثيرها جامد كدة عندك ع العموم تمام .
ختم بتنهيدة ليفاجئها بقوله
خلاص يا بهجة خديها معاكي مدام بتفرح وخلي واحد من الحراس يروح معاكم للأمان .
ظهرت بوادر الفرح على وجه والدته مما جعله يرتد بأثره على بهجة التي وبرغم المسؤولية التي سوف تلقى على عاتقها إلا انها فرحت بفرحها
شكلها انبسطت بالفعل بس انا رايحة المستشفى دلوقتي خليها وقت تاني يا نجوان يا هانم.
اصدرت جملتها الاخيرة بوضوح تام نحو نجوان التي حركت رأسها بتشنج دليل على رفضها ليأتي الحل منه هو
خلااص يا بهجة انا هاخدكم ع المستشفى تخلصوا مشواركم وبعدها تروح معاكي بيتكم ساعة ولا ساعتين كدة وتيجو مع عم علي واهي تغير جو
جهزوا نفسكم.
قالها وتحرك ذاهبا من امامها بهدوءه المعتاد لتتصلب هي محلها تطالع اثره حتى اختفى بصعوده الدرج هذا الرجل يذهلها بأفعاله الغير متوقعة ولكن لما الاستغراب فهو يفعل مع نبوية اكثر من ذلك بحكم العشرة التي تجمع بينهم والتضحيات التي تبذلها في رعاية والدته اذن فلا يجب ان تشطح بأفكار غبية.
خرجت من المصعد عائدة من الخارج بصحبة والدتها تحمل عددا من المشتريات النسائية وذلك لقرب ميعاد زفافها لتقع عينيها عليه يغلق باب منزله وحالة من ڠضب قلص تعابير وجهه مع الترديد دون توقف بالاستغفار
استغفر الله العظيم يارب استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم.
القت بالتحية والدتها رغم استغرابها هي الأخرى من هيئته
مساء الخير يا شادي يا ولدي.
رد موجها التحية نحوها ونحو خطيبته المندهشة لحاله المتغير بعجالة متوجها نحو المصعد
مساء الخير يا خالتي مساء الخير يا صبا.
سمعت الاخيرة لتترك ما بيدها لوالدتها لتعود عن طريقها وتوقفه
رايح فين يا شادي وايه اللي معصبك بالشكل ده
زفر طاردا دفعة من الهواء المشبع بقلة حيلته
والله قرفان يا صبا ومخڼوق حاسس اني قليل اصل واستاهل الضړب على نفوخي بعدين اما ارجع بقى
متابعة القراءة