براثن اليزيد بقلم ندى حسن

موقع أيام نيوز

فترة لم ترى نظرة الصقر الذي عرفته بها فقط ترى نظرات حب وهيام..
من يستمع إليها الآن سيضحك بشدة يالا السخرية هل
هذه نفسها التي بيوم عرسها كانت تريد تصنع الإغماء لتهرب منه.. هل هذه نفسها التي كانت تريد الهرب وليذهب الجميع للچحيم لم تكن تعلم أنه هكذا لم تكن تعلم أن هذا سيحدث ولم تكن تعلم أنها ستريد القرب الدائم منه وربما أكثر..
.
عادت من تفكيرها على صوت شخص قريب منها يتحدث بصوت عال ليلفت انتباهها
الجميل نزل بلدنا تاني.. ياه دي نورت وربنا
نظرت إليه رأته شابا يبدو في مثل عمر يزيد وسيم هو الآخر ولكن هي تعرفه رأته من قبل ضيقت عينيها ناحيته محاولة تذكر أين رأته إلى أن تذكرت فنظرت إليه بحدة قائلة بجدية
هو أنت مش بتزهق ولا ماشي تعاكس في خلق الله وخلاص
ابتسم باتساع بعدما أقترب منها وسار على بعد خطوة واحدة ليقول بهدوء مبتسم
ولا ده ولا ده بس أخر مرة شوفتك هنا كانت من شهور ودي تاني مرة أهو يبقى لازم أعرف أنت مين ولا أنا غلطان
استدارات زافرة بحنق وضيق من كلماته ثم هتفت وهي تبتعد عنه
مچنون
سارت عائدة إلى المنزل مرة أخرى والذي لم تبتعد عنه كثيرا تاركة ذلك الشخص الأبله دون إجابة أخرى أو حتى تعطيه بعض التركيز نظر هو إليها مبتسما بسخرية فهو فقط يريد أن يعلم من هي لا أكثر من
ذلك فهناك من تشغله وجدها تدلف إلى منزل الراجحي بكل أريحية ليستغرب كثيرا من أين هي تعرفهم وما علاقتها بهم فهو يعرفهم جيدا ولم يراها معهم من قبل..
استمعت إلى أصواتهم العالية وهي تدلف من البوابة وقد كان من بينهم صوت زوجها العالي للغاية استغربت كثيرا من الذي يحدث وما الذي أوصلهم إلى ذلك الأمر فهي تعلم أنهم عائله واحدة ولا يحدث هذا عادة بينهم..
دلفت إلى الداخل حيث هم متواجدين لترى الجميع ينظر إليها بينما ابتسم فاروق بسخرية قائلا وهو يشير ناحيتها
اهي الهانم شرفت
تقدم منها يزيد بلهفة وقلق قابضا على معصم يدها متحدثا بجدية وهو ينظر إليها
كنتي فين
نظرت إلى الجميع بغرابة هل هي من أحدث هذا القلق بينهم لغيابها في الصباح هكذا أم ماذا تحدثت مجيبة إياه بقلق وتردد
كنت بتمشى
تحدث فاروق مرة أخرى بعصبية مشيرا ناحيتها پغضب وحدة
الهانم كانت بتتمشى ولا على بالها مفكرة نفسها لسه عايشه في البندر
نظرت إلى يزيد وكانت تود بشدة أن تجيبه على هذه الكلمات اللاذعة هناك حقا رغبة ملحة تريدها أن تجيب عليه وتجعل الجميع يقفون عند حدودهم ولكن ترك يزيد يدها بحدة متقدما من أخيه بعصبية والڠضب يعمي
عينيه قائلا
مش هسمحلك يا فاروق تتكلم مع مراتي بالأسلوب ده
تقدم الآخر منه قائلا بحدة وعصبية فقد رسخت زوجته بداخل عقله كلمات مسمۏمة من الأمس إلى اليوم ليأتي بحقها التي تدعي أنها تريده بسبب ظلمهم إليها
أنا هنا الكبير من بعد عمك وكل اللي أنا عايزه هو بس اللي هيحصل ولا تكونش نسيت يابن الراجحي
أجاب يزيد وهو ينظر داخل عينيه بقوة
كبير على نفسك يا فاروق مش عليا ولا على مراتي.. أنا هنا مسؤول من نفسي وهي مسؤوله مني.. سمعت يا فاروق
صاحت والدته بعد أن طفح كيلها من تصرفات ابنها الذي من المفترض يأتي بحق الجميع من عائلة طوبار ولكن ما يحدث الآن أن ابنة تلك العائلة أوقعت الشقيقين ببعضهم وترى أن ابنها قد عشقها حقا حتى يقف هكذا أمام الجميع للدفاع عنها
اخرس يا يزيد.. أخوك الكبير ڠصب عنك وعن الكل.. بت طوبار هتفرقكم عن بعض ولا ايه قدمها قدم خړاب على البيت كله
فرت دمعة من عينيها حزنا على ما تعرضت له من تلك العائلة استدارت لترحل عنهم جميعا ولكن يده منعتها عن ذلك خلل أصابع يدها بأصابع يده وتمسك بها بشدة أمام الجميع ثم هتف بقوة وجدية دون خجل
هريحكم مننا إحنا الاتنين
استدار بها ليرحل عنهم عائدا إلى بيته في القاهرة ولكن كلمات شقيقه الجادة جعلته يقف مكانه دون تحرك
بلاش يا يزيد وإلا هخليها تخرب على دماغ الكل وأنت أولهم
يعلم أنه يفعلها إنه فاروق النسخة الثانية من قسۏة سابت الراجحي سيقول لها سبب الزواج الحقيقي وېخرب كل ما بدأه معها ستتركه لا محال ولن تعود إليه أبدا..
استدار ينظر إليه فابتسم أخيه قائلا ببرود وتهكم
أنت عارف إني أعملها
في تلك اللحظة لم يكن يعلم ما هو شعوره ناحية أخيه هل هو الكره أم الحقد أم ماذا فهو في تلك اللحظة لم يراه إلا وهو يريد تخريب زواجه..
استمع إلى صوت تلك المرأة الخبيثة تقول بابتسامة متهكمة بسخرية
بدافع عنها باستماته ولا كأنك عارف سبب الجواز يا أخو جوزي
أتعلم هي أيضا السبب الحقيقي!. ولما لا ف أخيه كالخاتم بأصبع زوجته تفعل به ما يحلو لها في أي وقت..
أجابها بعصبية وحدة وقد فاض الكيل به من كم
الكلمات السمۏمة التي سمعها
أنت تخرسي خالص كل ده بسببك أنت
صاح شقيقه هو الآخر بعصبية مدافعا عن زوجته
أخرس أنت يا يزيد
غضبه يعمي عينيه حقا عصبيته تبتلعه إلى داخلها كاد أن يذهب إليه ليمسك بعنقه ويفتك به بسبب هذا الڠضب الذي يعتريه من أجله هو وزوجته ولكن أستمع الى صوتها الضعيف تهتف باسمه وهي تجذب يده إلى خارج الغرفة لتبتعد عن الجميع به فهو الذي كان يقف ضدهم معها ولكن هناك ما يخفى حقا..
_
جلس على الأريكة في غرفة الصالون الصغيرة التابعة لغرفة نومهم وجلست جواره بتوتر ثم تحدثت قائلة بحزم
ليه كل اللي حصل تحت ده يا يزيد ايه السبب
نظر إليها پغضب ثم أجابها وهو يبتعد بوجهة للناحية الأخرى قائلا بحدة
أنا مش فايق للأسئلة بتاعتك دي
نظرت إليه باستغراب ودهشة فهي ليست لها ذنب فيما حدث منذ قليل بل هو من المفترض أن يخفف عنها فالجميع أهانها بكلمات أو بأخرى وضعت يدها أسفل ذقنه وجعلته يستدير إليها وتحدثت بجراءة وحزم قائلة
اومال هتفوق امتى أنا كل ما بسألك عن حاجة يا أما بتهرب من الإجابة يا أما بتكدب عليا جاوبني ايه اللي حصل
أجابها قائلا بنفاذ صبر
فاروق كان بيحاسبني علشان اتعصبت على إيمان امبارح لما كانت هتضربك ومش مقتنع أنها هي اللي غلطانه كالعادة وشدينا في الكلام قصاد بعض زي ما شوفتي ها مرتاحة كده
مرة أخرى نظرت إليه تلقي عليه سؤالا أخر تريد الإجابة عليه
بشدة
أنت مسكت ايدي وكنت ماشي وقفت ليه بعد كلام فاروق.. ايه اللي ممكن يعمله وبيهددك بيه
وقف على قدميه مبتعد عنها ثم دلف إلى غرفة النوم ومن بعدها دلف إلى المرحاض متهربا من الإجابة ولكنها لم تتركه دلفت خلفه إلى المرحاض ثم تحدثت بحزم وجدية شديدة
مش هسيبك غير لما أعرف كل حاجه أنا من حقي أعرف
صاح بصوت عال وهو يشير بيديه قائلا بعصبية
مفيش حاجه ده أخويا يهددني ب ايه ايه الجنان اللي
بتقوليه ده فكري في كلامك قبل ما تطلعيه
أغمضت عينيها بقوة ثم فتحتهم وهتفت قائلة بضجر بعدما انتهى من حديثه الذي لا يدخل عقل طفل صغير إذا استمع إلى ټهديد أخيه له
هعتبر نفسي صدقت كلامك ده.. قولي بقى ايه السبب اللي كانت بتتكلم عنه إيمان ايه سبب جوازنا
ضړب بيده عرض الحائط بعصبية وقد قارب على فقد عقله بالكامل مما يحدث معه لينفجر قائلا مرة واحدة بصوت عال وڠضب جلي فجره بها
هيكون ايه يعني هو أنت محضرتيش الجوازة مثلا ولا مش عارفه إحنا اتجوزنا ليه تحبي افكرك اتجوزنا علشان التار اللي بينا علشان ابن عمك الك ده مايموتش ارتاحتي كده يلا أخرجي بره
خرجت وتركته يعاني وحدة من ذلك الحمل الثقيل الذي يكاد يفتك به وبروحه تركته يعاني مع ذلك السر الذي لو علم به الجميع لم يضع بباله ولكن هي فقط من يريده لا يعلم بشيء نظر إلى انعكاس صورته في مرآة المرحاض وقد حضر ضميره مرة أخرى بعد أن استفاق من غيبوبته معها..
بينما هي لم يدخل عقلها كل ما تحدث به ومازالت تريد أن تعلم الحقيقة ولكن الشيء الوحيد الذي يجعلها سعيدة في وسط ما حدث هو وقوفه جانبها وأخذ مكانة السند لديها أمان الجميع..
_
وهي تجلس في الحديقة على مقعد خشبي جذب انتباهها رائحة تعلم صاحبها جيدا لم تغفل عنه دقيقة واحدة منذ رحيله دقات قلبها تسارعت وسارت تقرع كالطبول خاڤت من أن تستدير لتراه يكن سراب وتتوهم من كثرة تفكيرها به ولكن هذه هي رائحة عطره حقا استدارت بهدوء وهي تدعي بداخلها ألا يكون تخيل وقد كان..
رأته يقف أمامها مباشرة كما هو لم يتغير به شيء ربما فقط زادت وسامته عن ذي قبل نظرت إليه باستغراب واندهاش فهو حقا أمامها قالت مبتسمة ببلاهة غير مصدقة تواجده
سامر!
أما عنه فقد رأها وهو يدلف إلى الداخل يعلم أن هذه جلستها منذ زمن وقف خلفها ينظر إلى خصلاتها ويملي عينيه من جمالها يرى تحركاتها العفوية ويتذكر ضحكاتهم سويا..
أجابها قائلا بابتسامة عريضة ونبرة تحمل الهدوء والحنان
أيوه سامر
ابتسمت وحاولت ضبط أفعالها ثم قالت بجدية مبتسمة وهي تسلم عليه بيدها
حمدالله على السلامة جيت امتى
هتف قائلا بهدوء وابتسامة تزين ثغره
الله يسلمك.. أنا جيت امبارح
نظرت إليه مطولا بهدوء ثم تحدثت قائلة بحماس وفرحة عارمة
نورت البلد كلها
ابتسم إليها بصدق وقد كان ذلك ظاهر إلى أبعد حد ثم سألها باستغراب وتساؤل
مين اللي دخلت عندكم الصبح ولون شعرها أصفر أو بني كده
استغربت سؤاله ثم أجابته بعد أن تذكرت مروة
قصدك على مروة
سألها مرة أخرى باستغراب وهو يريد أن يعرف من تكون وما درجة القرب بينهم
مين مروة دي
ابتسمت باتساع ثم أجابته متهكمة بسخرية
آه صح ما أنت كنت غايب عننا ومحدش عارف يوصلك.. المهم يا سيدي مروة تبقى مرات يزيد أخويا
دهش بشدة مما أستمع إليه فكيف يزيد تزوج ومتى ومن هذه الفتاة وأين
وجدها ولما لم يخبره تحدث قائلا بهدوء
إيمان فين أسلم عليها ويزيد
جوه تعالى
أخذته إلى الداخل حيث أخته وصديقه الذي لم يراهم منذ فترة طويلة بينما هي تسير بجانبه والسعادة تجتاح كيانها فقد عاد حبيب القلب والعقل والروح عاد إلى موطنه الأصلي بجوارها دون أن يشعر سوى ببعض النظرات والكلمات اللطيفة من جانبه..
__
بعد أن سلم على أخته بحرارة دلف إلى مكتب صديقه ليراه جالس خلفه وفور دخوله إليه رفع يزيد نظره إلى الباب ليراه يقف أمامه ابتسم باتساع ثم وقف على قدميه متقدما وفعل الآخر المثل اقترب منه محتضنا إياها مسلما عليه بحرارة وشوق كبير ربت يزيد على ظهره ثم تحدث قائلا
ايه المفاجأة الجامدة دي يا وحش.. حمدالله على السلامة
ابتعد سامر إلى الخلف وذهب
تم نسخ الرابط