براثن اليزيد بقلم ندى حسن
المحتويات
وحنق منهم هم الاثنين
انحنى يزيد وجلس على ركبته اليمنى ف بقى وجهه أمام بطنها تماما ووضع يده عليها وابتسم وهو يشعر بحركة ابنه داخل بطنها ولم تكن هذه أول مرة يشعر بوجودة وحركاته داخلها تحدث بحنان وحب قائلا
ما أنت مش خسران حاجه
على فكرة الموضوع مش مستاهل العصبية دي أنا واخده بهزار معاكي لأننا أكيد مش عايزين نتخانق مع أنك احرجتيني قدامهم
وأنت كمان احرجتني عايزني أعمل ايه لما ادخل ألاقيك قاعد
فوقه ونازل فيه ضړب ده لو مكنش علشان ابن عمي يبقى علشان جوز أختي على الأقل
أردف هو الآخر وهو يوضح لها أهمية ذلك الشيء الذي قاموا به معا للصلح بينهم
على فكرة ميار مزعلتش وكانت متفهمة وعارفه ليه عملنا كده على عكسك.. إحنا مش بنطيق بعض وأنت عارفه كده كويس الخناقة دي كل واحد خرج اللي عنده للتاني وهنبقى كويسين المفروض تفرحي لأن أكيد هنتجمع في مناسبات كتير ومش عايز يبقى فيه حاجه بنا
مين اللي بدأ وليه
ضحك مرة أخرى بقوة هي تعلم من الذي قام بذلك لما تتساءل الآن. نظر إليها وتحدث وهو يقدم نفسه إليها بطريقة مسرحية
جوزك يا روحي... حسيت أني محتاج اضربه فقومت وروحت مديله بالبوكس في وشه
مچنون والله
أبتعدت عنه بعد أن قالت تلك الكلمات ثم ذهبت للداخل لتبدل ملابسها بينما جلس هو مكانه مرة أخرى ينظر إلى التلفاز ثواني واستمع إلى صوت هاتفه يعلن عن وصول مكالمة ذهب إلى تلك الطاولة جوار باب المنزل الذي وضع عليه الهاتف والمفاتيح بعد دخوله..
أخذت الهاتف وجلست على الأريكة لتقول بمرح وسعادة
ناس معفنة بصحيح لسه فاكرة تسألي علينا..
أجابتها مرة أخرى وهي تضحك بصوت عال
لأ شهر العسل شكله جامد واخدك مننا
ضحكت معها مرة أخرى وهي تستمع إلى كلماتها ثم أجابت على سؤالها بهدوء وجدية
استمعت إلى صوت الأخرى تسألها باهتمام أكبر
امتى علشان نيجي
لأ لسه مش عارفه امتى بالظبط الدكتورة قالت إنه الأسبوع الجاي أكيد بس هروح يوم السبت علشان تحدد اليوم ممكن يكون تاني يوم أو في نص الأسبوع الله أعلم لسه مش عارفه
تحدثت معها قليلا ثم ودعتها وأغلقت الهاتف لتنظر إلى يزيد الذي كان يشاهد التلفاز وقالت بعد تفكير
نظر إليها بهدوء ثم وقف على قدميه دون حديث وذهب باتجاه المطبخ استدار إليها يقول بحب وهو يقف بعيد
عيوني ليكي
ابتسمت بوجهه برقة ثم أجابته
يسلموا عيونك الحلوين
بعد أسبوع
قلبه يخفق بقوة لا يدق بهدوء وانتظام بل بسرعة شديدة لا يعلم من
أين أتت عقله لا يقف عن التفكير خائڤ وبشدة مشاعر كثيرة تداهمه لا يستطيع شرحها بالتفصيل ولكن جميعها خوف وقلق..
أنها في الداخل منذ وقت طويل جدا أعتقد أنها لن تأخد كل ذلك الوقت ولكن قد أخذت الجميع يجلس هنا شقيقتها وصديقتها
نهى تامر ووالدها..
عاد إليهم مرة أخرى ليقترب من باب غرفة العمليات محاولا أن يسترق السمع لما يحدث ولكن لا جدوى في ذلك..
شعوره غريب متضارب لا يفهم ما هو فقط يريدها الآن في هذه اللحظة أن تخرج هي وطفله من الداخل بخير..
وقف تامر جواره والذي كان يشعر بقلقه بينما كان والدها يقرأ في مصحف صغير في يده وشقيقتها منشغلة مع صديقتها تحدث بعد أن وضع يده على كتفه قائلا بهدوء داعما إياه
متقلقش هيبقوا بخير بإذن الله
أومأ إليه بالايجاب وابتسم بوجهه وهو يعلم أن كلماته صحيحة بإذن ربه ذهب بعيدا مرة أخرى وهو يرفع رأسه للأعلى متمتما بين نفسه باسم الله وذكره العظيم
يارب
في تلك اللحظة استمع إلى صوت بكاء صغيره!.. لقد خلق أنه الآن موجود معهم!..
سريعا دون التفكير ذهب إلى الباب مرة أخرى ليسترق السمع ويستمع إلى صوت صغيره!.. بينما وقف الجميع جواره يبتسمون بسعادة غامرة وقد حلت عليهم حقا أكثر من السابق بحلول ذلك الصغير..
آه أيوه.. خبيث
كلمات متقطعة خرجت من بين شفتيها دون دراية منها وهي مازالت تحت تأثير المخدر ابتسمت ميار وهي تستمع إليها بينما وقف زوجها جوارها يمسك بيدها ويمرر يده الأخرى أعلى رأسها..
تحدثت مرة أخرى وهي تنظر إلى الأعلى بعين يزيد الواقف جوارها وقالت بضيق
ساڤل.. عايز فرصة
وقفت ميار وذهبت لتقف جوارها الناحية الأخرى هتفت باسمها لتستدعي انتباهها ولكنها أكملت حديثها قائلة
فرصة ويبقى ساڤل وقليل الأدب
وضع يزيد
يده سريعا على فمها فهي على وشك التحدث في أمور خطأ هو أدرك أنها ستفعل ذلك لأنها لم تكن تقول له هذه الكلمة إلا في مواقف معروفة بالنسبة إليهم
يخربيتك هتفضحينا اسكتي
خرجت ضحكات ميار العالية عقب كلمات زوج شقيقتها لتستدعي انتباه زوجها ووالدها نظروا إليها باستغراب فلم يسمع أحد منهم ما قالته مروة..
أزاح يده عن شفتيها لتتحدث مرة أخرى وهي تبتسم ببلاهة وسخرية
عايز دسته عيال... ابقى هاتهم أنت
نظر إلى شقيقتها وأردف قائلا ب إرهاق وتعب شديد وبينما هناك ابتسامة على شفتيه
أعمل ايه في أختك اللي هتفضحني دي.
أجابته ضاحكة وهي تنظر إلى شقيقتها ثم إليه
موقفك صعب أوي الصراحة
سألها باستغراب بعد أن لاحظ عدم وجود صديقتها هنا لقد انشغل بزوجته بعد أن خرجت من غرفة العمليات
هي صاحبتك مشيت
آه علشان جوزها
ثم ذهب منها المخدر كليا ليبقى الألم هو معها وهي تشعر بچرح بطنها الغائر بينما هو جوارها ولم يتركها..
تساءلت بهدوء وهي تنظر إليه قائلة
إياد فين..
أجابها بجدية وحنان وهو يراها بهذا الشكل الصعب لقد خضعت لعملية جراحية صعبة في بطنها
دكتور الأطفال بيكشف عليه يا حبيبتي
أغمضت عينيها بضعف مرة أخرى بينما هو شدد على يدها لتسمعه يقول بقلق شديد متسائلا
تعبانه أوي.
ذهبت ميار ووالدها وزوجها للخارج حتى تستطيع مروة أن ترتاح قليلا وبقى هو فقط معها..
دقائق أخرى مرت ثم دق الباب لتدلف إليهم واحدة من ممرضات المشفى تحمل الطفل بين يديها دلفت إلى الداخل ووقفت حيث والده ثم هتفت قائلة بابتسامة
إياد يزيد الراجحي
ترك يد زوجته التي كانت فتحت عينيها بعد أن استمعت إلى تلك الكلمات وقف على قدميه ثم نظر إلى الصغير بين يدي الممرضة أعطته إياه ببطء حمله على يده ببطء شديد وراحة غريبة سارت في جسده ما هذا الشعور الغربب..
لقد شعر بفرح سعادة خفق قلبه بقوة جسده ارتجف للحظة لا يدري ما الذي يحدث ولكن ربما لأنه يحمل طفله بين يديه..
طفل كان يتمناه منذ زمن وقد أتى إليه من أعظم امرأة عرفها
بحياته. ما هذا الشعور. إنه رائع أن يرى قطعه منه أمامه هكذا شيء لا يوصف..
دقق النظر به إنه صغير للغاية يكاد يختفي بين يديه لا يوجد شعر كثير على رأسه يعد على الأصابع عينيه
أنزل الطفل بين يديه إلى مستواها لتستطيع أن تراه بوضوح ظلت تنظر إليه وهي تبتسم بسعادة ممررة يدها بحنية على وجهه..
خرجت الدموع من عينيها دون قصد ولكن فرحتها به لا توصف ومشاعرها تجاهه لا تستطيع أن تعرف ما هي..
أنها أشياء كثيرة غريبة ولأول مرة تشعر بها ولكن جميعها تشير إلى السعادة والراحة الشديدة..
ابتسم هو الآخر وتحدث بسخرية قائلا بينما ينظر إليها وإليه
ضحكت بصوت عال على كلماته ثم سريعا ضغطت بأسنانها على شفتيها حتى لا تضحك هكذا فذلك يتعبها وبشدة..
رفعه يزيد بهدوء ثم وضعه في ذلك الفراش الصغير الخاص بالأطفال وتوجه إليها جلس جوارها وتحدث قائلا بحب وحنان كبير
حمدالله على سلامتك يا حياتي
ابتسمت بهدوء واجابته بينما تتذكر أنه قالها كثيرا
الله يسلمك بس أنت قولتها كتير أوي
مش مصدق أن بقى فيه ولد مني ومنك... كنت مفكر أن عمري ما هشوفه ممكن تنسى اللي حصل.. خلينا هنا
قمر أوي بجد... بابا مكنش عايز الممرضة
تدخله ليكم كان عايز يقعد بيه
ابتسموا بسعادة ثم تحدثت مروة قائلة بضيق بعد أن تعبت من هذه الوضعية المجبرة
يزيد ارفعني شويه عايزة أقعد تعبت
ملحقتش ارفعك يا مروة اهدي
تحدثت ميار قائلة بجدية وهي تتجه لتساعده عندما حركها هكذا مرة واحدة
لأ براحه هي هتحتاج معامله خاصة شوية لأن الچرح بيشد عليها
كان وجهه قريب من وجهها للغاية وهو مازال محتضن جسدها كي يرفع وهي تضغط بكلتا يديها على ذراعيه بسبب الألم نظر إليها قائلا بندم
أنا آسف يا حبيبتي مش قصدي
أغمضت عينيها بضعف واراحت رأسها قرب صدره بينما أتت ميار وساعدته بهدوء في رفعها إلى الأعلى قليلا دون أن يهتز جرحها حتى لا يشتد عليها مسببا لها الألم..
عقبالك يا أبو نسب
يارب
ياعم بس كده الفرح اتأجل خلاص
نظر إليه يزيد مبتسما بسخرية شديدة وتحدث بتهكم صريح قائلا له وهو يشير إلى وجهه
اتأجل علشان مروة ولدت ولا علشان اللي في وشك ده
لقد اختفت الآثار الذي كانت على وجه يزيد أما تامر يختفى تدريجيا ولأن حالته كانت أسوأ من يزيد إلى الآن لم تختفي كليا نظر إليه بضيق وانزعاج ثم قال
لأ علشان جمالك أنت ومراتك
يزيد أنا هاجي أقعد معاكم الفترة دي لحد ما مروة تكون كويسه
وافقها الرأي سريعا مؤكد حديثها فهو يحتاج لشخص آخر معه بعد ما علم ما تعانيه
آه أكيد الموضوع صعب شويه أكيد هنحتاجك
نظر إليها تامر بانزعاج شديد كيف لها أن تذهب وتجلس معهم في نفس البيت كيف ستبقى هناك مع شخص غريب عنها تجلس وتأكل وتنام حتى أنها لم تقول له ما تنويه تحدثت فقط!..
رأته ينظر إليها بانزعاج فجأة لا تدري لما وقف يزيد ليذهب إلى زوجته ويرى كيف حالها الآن قبل أن تأتي الطبيبة لتراها مرة أخرى..
جلست ميار جوار زوجها وسألته بجدية واستغراب رسم على ملامحها
مالك ملامحك اتغيرت فجأة كده
تحدث بخفوت ونظرة حادة قليلا سائلا إياها باستغراب ودهشة
أنت إزاي
هتروحي هناك ويزيد معاها وإزاي تقعدي هناك أصلا
أجابته بدهشة واستنكار هي الأخرى ولم تفهم ماذا يريد من هذا الحديث
يزيد ده جوز أختي لو مش واخد بالك وأختي محتاجه ليا
أردف بخفوت وهدوء مجيبا إياها بعد أن زفر بضيق
مقولناش حاجه لكن تروحي تقعدي وتباتي طب إزاي يعني
ومين قال إني هبات.. أنا هروح الصبح وأرجع بالليل أنا عارفه كويس أن ماينفعش لكن عايزة أقولك أن يزيد عمره ما بصلي ربع بصه كده ولا كده وأكيد أنت واثق فيا
ابتسم بهدوء ثم قال بجدية
على فكرة أنا أقصد علشان راحتك وعارف الكلام اللي بتقوله لكن ده شيء
متابعة القراءة