للقدر حكاية بقلم سهام صادق الجزء الثاني
المحتويات
زوجها ونست لما أتت لتنتبه على صوت شهاب
انسه سمر انتي معايا.. ممكن اوراقك
نفضت أفكارها واعطته أوراقها بأبتسامه متسعه
اتفضل يافندم
تنهد شهاب وهو يطالع أوراقها متمتما داخله حانقا من زوجته
اقول فيكي ايه ياندي.. جيبالي واحده ضايعه
....................................
تنهدت ياقوت بملل وهي تنظر إلى الطعام منتظره قدومه تعلقت عيناها بالوقت فقد مضى وقت انتهاء عمله.. نظرت للطعام الذي اعدته.. رمقت هاتفها تخجل من مهاتفته ولكنها لم تجد شئ غيره.. ألتقطت هاتفها كي تدق عليه فسمعت صوت الباب يفتح ليدلف للشقه فنهضت نحوه قلقا
طالعها حمزه وهو لا يعرف بماذا يجيبها فقد أصبح منقسما بين واجبه مع أسرته الأخري وواجبه عليها
كل يوم يكتشف انه دخل حياه لن يصبح عادل فيها.. فلن ېحطم عائله بناها من أجل شغف قلبه.. كانت نيته وهو عائد من عمله ان يذهب حيث يرغب قلبه ولكنه عدل عن الأمر وذهب للفيلا كي ينعم بعشاءه وسط عائلته وصغيرته
انت كويس..اكيد جعان
هغير هدومي تكوني سخنتي الاكل وناكل سوا
ابتسمت وهي تطالعه خجلا وذهبت لتسخن الطعام الذي سخنته من قبل
عاد بعد أن ابدل ثيابه وجلس أمام المائده.. صنعت له كل الطعام الذي يفضله
انا سألت ناديه على الاكل اللي بتحبه..
قالتها بحماس..ليطالع حماسها مبتسما
شرع في تناول الطعام ببطئ وبدأت هي بالأكل وبعد لقمتان اكلهم
تسلم ايدك الاكل طعمه يجنن
نظرت الي الطبق الذي لم يمس منه إلا القليل ولم يكن الا صنفا واحدا قد تناوله
بس انت مأكلتش حاجه
ابتسم بلطف وتناول معلقتها منها
عايز اكلك بنفسي
انساها لما تأخر عنها ولما لم يأكل طعامه وكانت هي كالعطش الذي يرتوي من الحب والحنان حتى لو كان عدد من الساعات التي تنتهي بهم كما يرغب هو بين ذراعيه
........................................
كانت ماجده بالمطبخ تجهز الطعام من أجل شقيقتها اما مها جلست تتحاشا الحديث معه تتلاعب بأصابعها
ايه يامها انتي مخاصمه جوز اختك ولا مبقيناش نشرفك
صمتت دون رغبه في سماع حديثه
ولم يكن الشئ الا انتهاك حرمه جسدها
احلويتي يابت يامها
هتف بها سالم بصفاقه.. فضاقت أنفاسها من سماع صوته فمجيئها اليوم لم يكن الا بسبب شكوك شريف في رفضها للذهاب لشقيقتها التي تظن انه يحرمها من عائلتها ولكن الحقيقه هي من لا ترغب بالذهاب فلا هي تستطيع الحديث وهدم حياه شقيقتها ولا هي تعرف كيف تأخذ حقها
وعلى كده شريف باشا شايف شغله وقايم بالواجب
لم تفهم مقصده في البدايه ولكن بعدما اكمل باقي عباراته البذيئه مشيرا نحو علاقتهما
ماجده انتي فين... تعالي انا مش عايزه اكل
ونهضت نحو المطبخ هاربه تتعثر في خطواتها ولكنها لم تعد تحتمل حديثه داعيه ان الوقت يمر ويأتي شريف ويأخذها
ضحك سالم علي هروبها متلذذا
ياخساره بقى حتت الفرسه ديه تضيع مني وادبس في اختها
...............................
نظرت مريم لهديل صديقتها بسعاده
اخيرا خلصنا امتحانات وبقي فاضل لينا سنه وندخل الجامعه.
كانت هديل تحدق بالمكان الذي اصطحبتها إليه مريم بأنبهار متسائله
مريم ما تيجي نقوم من هنا.. المكان شكله غالي
طالعتها مريم ضاحكه تنظر حولها
متقلقيش يابنتي.. انا مش عارفه اتأخرت ليه ديه كمان
تنهدت هديل ييأس من صديقتها وافكارها
بلاش تمشي ورا رؤى يامريم... وكمان حرام عليكم اللي هتعملي في مرات باباكي ديه شكلها طيبه
احتدت نظرات مريم ولانت ملامحها وهي تشير بيدها نحو رؤى القادمه نحوهم
جلست بينهم ولم تعود مريم لصداقتها مع رؤى الا عندما شعرت بحاجتها لمكرها اما الأخرى مدام ترى الجميع يعاني في حياته وليس لديه عائله تهتم لأمره فهم احبائها
فينها يامريم انا متحمسه اوي
ضحكت مريم بأستمتاع لتلتقط عيناها ياقوت القادمه وقد اتت إليها بسعاده حتى يقتربوا من بعضهم
واقتربت من طاولتهم بأبتسامه صادقه ولم تنتبه لغمزات مريم مع صديقاتها
.
الفصل الخامس والثلاثين
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
خرجت من المطعم تتمالك دموعها التي سقطت رغما عنها.. الصغيره جعلتها وسط اصدقائها المرأه اللعوب التي ترمي شباكها على الأثرياء.. أتت من بلدتها تبحث عن وظيفه وفي النهايه حصدت زواج وأكثر ما قهرها انها كانت تأتي لمنزلهم من أجل أن تقترب من والدها
مجرد دردشه كما سمتها الصغيره وماوراء ذلك كان مكرا وخبثا
انا اسفه
اعتذرت ياقوت من المرأه التي انحنت تلتقط ما سقط منها بعدما اصطدمت بها
انا شوفتك قبل كده صح
حدقت بها هند لفتره كي تتذكرها
انا ياقوت شوفتيني في المعرض بتاعك
صافحتها هند بود ولم تكن تعلم لا هي ولا زوجها مروان انها لم تعد فقط فتاه عاديه جلبها معه حمزه
افتكرتك.. وكويس اني قابلتك
رمقتها ياقوت بقلق وعندما شعرت هند بقلقها ابتسمت حتى تطمئنها
متقلقيش عايزاكي في شغل.. مش انتي بتعرفي ترسمي
..................................
ارتعشت ايد صفا پصدمه وهي تنظر لملامح ذلك الجالس مع رب عملها.. خشت ان يتذكرها ويذكر ملامحها..
وضعت القهوه أمامهم وانصرفت سريعا تداري حالها في المطبخ الذي أصبح مكان جلوسها
...............................
أنهت جلستها مع هند بسعاده بعدما اقترحت عليها الأخرى العمل ضمن الفريق الذي اسسته في مركزها
سارت تتمشى قليلا حتى تنسى لقاءها مع مريم فوقعت عيناها علي حديقه صغيره بسيطه
جلست بها تتأمل الجالسين حولها.. لمعت عيناها وهي ترى من يجلب لزوجته قرطاس من الترمس ثم يربت علي بطنها المنتفخه
ومن يجلس بجانب خطيبته وتمسك ورقه وقلم ويبدوا وكأنهم يدونوا ما سيحتاجونه وتكفيه أموالهم
ومن مازال في زهوه حبه.. ومن تجلس مع ابنها تلاعبه
تنهدت بأنفاس مثقله تتمنى لو تزوجت رجلا بسيطا وكان لها وحدها ولكن الحياه لا تعطي كل شئ ببساطه دون ضريبه
تاهت في حياتها التي تعيشها لتنتبه على رنين هاتفها تظنه هو ولكنها تفاجأت بهناء تدق عليها
ياقوت انتي فيكي حاجه تعباكي
ابتسمت ياقوت لشعور هناء بها فزفرت أنفاسها وهي لا تعلم بما تجيب عليها اتخبرها انها بخير اما انها ضائعه.. شعرت بها هناء فأجابت بمقت
مافيش غيرهم الرجاله هما اللي بيدخلوا حياتنا ويبوظوها
كانت لأول مره هناء تخبرها عن الرجال هكذا.. الرجال كانوا في مخيلتها هم الأمان والحب.. كانت تتكلم بقلب عاشقه اما الان أصبحت امرأه خذلها الحب
شكلك زعلانه مع مراد يا هناء
ضحكت وهي تتمنى ان تخبرها ان زعلها منه شيئا قليلا عما تعيشه معه ولكنها تجاوزت الحديث عن حياتها
سيبك مني انا وقوليلي فيكي ايه
صمتت ولم تتحدث ففهمت هناء ما تعيشه فوالدتها اخبرتها عن مخاوفها من زيجه ياقوت.. رغم انه رجلا ذو خلق الا ان حياته المعقده ومسئولياته لن تناسب ياقوت التي حلمت كثيرا بزوج تكون هي عالمه كما سيكون هو عالمها الصغير
ياقوت اخرجي من دايره احلامنا في الجواز... بلاش احلام الروايات .. كل ده مش موجود في الجواز
واردفت وقد آلمتها ذكرى أحلامها التي هدمها مراد دون رحمه
الجواز مش عايز الست الحالمه اللي فاكره جوزها هيكتبلها كل يوم قصيده شعر وهيجروا ورا بعض بالمخدات ويحضنها وهي في المطبخ..
اثار حديث هناء جزء داخلها رغم ان علاقتها بحمزه هادئه الا انها
مش هي ديه كانت احلامنا ياهناء
فضحكت هناء وهي تتذكر انها من أثرت عليها بتلك الأحلام
ذنبك في رقبتي انا عارفه..
في ايه بينك وبين مراد ياهناء خلاكي كده
نظرت للقلم الذي تحمله في يدها وتكتب التقرير الذي طلبه منها مديرها
صدقيني يا ياقوت انا حاليا في أحسن وأفضل فتره في حياتي.. قوليلي بتعملي ايه في يومك رجعتى شغلك
تنهدت ياقوت بيأس فحمزه رفض فكره عملها بالشركه عندما فتحت معه رغبتها بالعوده
حمزه رفض..بس النهارده جالي عرض شغل تاني
ولم تمهلها هناء إكمال تفاصيل ذلك العمل..لتهتف بأصرار
أنتي بتحبي هوايتك اوعي تضيعيها منك.. واتغيري يا ياقوت الحياه عايزه الست الذكيه
ومضت المكالمه كما مضى لقاءها بهند ولكنهم حركوا شئ داخلها
..................................
أسرعت صفا في وضع الأطباق فوق المائده خشيه لان ينتبه مكرم لملامحها
كان يبدو من وجوده مع فرات انه شخصا قريبا منه يثق به.. منذ الصباح وهو معه في مكتبه يتناقشوا بأمور عده.. وجوده يخيفها تخاف ان يتذكرها ويأخذها بذنب ليس لها دخل فيه الا انها ابنه رجلا لم يعرف الرحمه يوما ولم يكن الا شيطانا
متعرفش وجودك هيفرق اد ايه معايا في الشغل يامكرم
قالها فرات وهو يسير جانبه نحو مائده الطعام.. فأطرقت صفا عيناها أرضا حتى لا يري مكرم ملامحها
رمقها فرات بسخط
واقفه عندك ليه
وقوفها كانت من اوامره فتعلثمت في ردها
ديه أوامر حضرتك
لم تخفي ملامحها علي مكرم ولكنه فضل الصمت بذكاء حتى يفهم كيف وصلت للعمل مع فرات
شرعوا في تناول طعامهم.. وعقل مكرم يدور في وجودها هنا ولكن أخيرا وجدها فحق شقيقته سيأخذه منها هي وكأن وقت الحساب قد اتي
تظاهر مكرم بتذكره مكالمه هامه
تسمحلي يافرات بيه.. اعمل مكالمه
ابتسم فرات بلطف مشيرا اليه انا يفعل ما يحلو له.
خطواته اخذته الي المطبخ الذي خمن وجودها فيه... وجدها تجلى الأطباق بذهن شارد
يااا على الزمن صفا بنت عدنان الأنصاري اخرتها خدامه وخريجة سجون كمان
ألقى عباراته متهكما.. فأغمضت عيناها پخوف فما خشت منه حدث
أنتي وصلتي لفرات النويري ازاي.. ولا شكله الصيده الجديده بعد حضرت الظابط.. عدنان الأنصاري هيخلف ايه غير أفعى
سقطت دموعها وهي تتذكر مكرم صديق طفولتها وشقيقته منال توأمه.. منال صديقتها الجميله التي انتهك والدها حرمة جسدها بعد أن جعلها فتاه مدمنه ومن اجل ان تنال جرعتها كانت تعطيه جسدها كعربون... لم تعرف كل هذا إلا يوم ۏفاتها
فاكره منال يا صفا
دموعها ملئت وجهها ولم تشعر الا بالطبق يسقط من يدها ودخول فرات عليهم متعجبا من وجود مكرم بالمطبخ
بتعمل ايه هنا يامكرم
اجابه بصلابه وهدوء
كنت بطلب منها كوبايه مايه
وغادر المطبخ دون كلمه آخري حتى لا يثير شكوك فرات.. ليرمقها فرات وهي تنحني تجمع الأجزاء المنثوره فوق الارضيه
ابقى خدي بالك
بعد كده
تمتم عبارته بجمود وانصرف ليتركها في الماضي الذي ابي ان يتركها رغم ما تدفعه لتكفير ذنوب والدها
....................................
انتظرت قدومه بفارغ الصبر حتى تعلمه بمقابلتها لهند وعرض عملها.. ابتسمت وهي تقترب منه ولكن ابتسامتها اختفت سريعا
ليه عاملتي مريم وحش يا ياقوت قدام صحابها
اڼصدمت بما يخبرها به فأردف بأسف لفعلتها
كنت فاكر عقلك أكبر من كده
لم تتحمل اهانته الظالمه فلم تفكر ان تخبره بأهانتها لها أمام صديقاتها ولم تهينها كما اهانتها ولكن في النهايه يكون هذا جزائها
انت جاي تتهمني
أشارت نحو حالها بآلم فتنهد بضيق
فين هينتك احنا بنتكلم.. ياقوت مريم بنتى ولازم تتقبلي ده
ابنته وماهي الا خاطفه الرجال كما اسمتها الصغيره.. ذلك هو الخلاص الذي تمنته.. اتضحت لها مكانتها بحياته وكما اخبرتها زوجه ابيها ستعود
متابعة القراءة