مرة واحدة في العمر بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
نفسي احضنك حضڼ اخير قبله اخيره
لم تتردد لحظه لترتمي باحضانه وتتشبث به بقوه لا تريد الفرار ولا الابتعاد عن ذلك الحضن الدافئ الذي كان يمثل لها الأمان بااسابق الان اصبح كالشوك الذي ينخر بجسدها ...
تم الطلاق بحضور عامر ووالده اللذين شهدو على العقد وانهى نديم كل شي ووضع النهايه عندما اعلن كلمته الاخيره دون ان ينظر لها
كفكف دموعه المتساقطه بعد تلك الذكرى التى تهاجمه داىما ومنذ ذلك اليوم وهو بدبي ..
فاق من شروده على طرقات اعلى باب مكتبه اذن للطارق بالدخول .
ليدلف زياد بوجه باسم نديم حبيبي أنا حضر شنطتي واستلمت تذاكري واجاي اودعك
نهض نديم من اعلى مقعده ليقترب من صديقه ثم عانقه بحب وربت على ظهره بشده
لا يا حبيبي انت هتحضر بنفسك الفرح أنا بقولك اهو
نديم باعتراض والله نفسي بس بجد مش هينفع انزل أنا كمان ومين بقي هيدير الشركه والمصنع هنا
علم بان صديقه لم يريد العوده بعد انفصاله عن زوجته التى مازال عشقها داخل قلبه لن يتزعزع شدد زياد فى عناقه
حاول رسم ابتسامته وهو يلتقط مفاتيح سيارته هوصلك المطار يا عم انت
غادرو مبنى الشركه سوياا متوحهين الى المطار ليودع صديقه ...
عند وصولهم القاهره توجه عامر أولا الى المشفى التى بها والد فيروز فقد علم بالخبر منذ يومان ورفض ان يخبر فيروز من اجل ما اصابها من وعكه صحيه لذلك اخفى عنها الخبر وعندما تحسنت قليلا هى من طلبت منه العوده الى القاهره لمتابعة حياتها تريد البحث عن عمل وان تتخطى حزنها .
أمسك بيدها ماما بلغتني ان عمى صالح تعبان وهنا فى المستشفي محجوز من أسبوعين
شهقت پصدمه بابا رجع من السفر وكمان تعبان من أسبوعين يا عامر وماتقوليش
والله مااعرف يا حبيبتي غير من يومين بس
لم تستمع اليه ترجلت على الفور من السياره لتدلف لداخل المشفى تبحث عن والدها الحبيب الى ان علمت بوجوده داخل الرعاية لتسرع فى خطواتها الى حيث هناك .
شلت الصدمه حواسها جعلتها لم تقدر على السير خطوه واحده دق نقوس الخطړ بقلبها تخشي ان تسمع خبر فقدان قطعه من روحها فلم تقدر على مواجهه الحياه وحدها دون سندها القوي وظهرها التى تستمد قوتها منه فهو مثل الجبل العتيق الذي لم يهتز ولن يأثر به شيء
انت لسه فاكره انك ليكي اب مريض وجايه تسئالي عليه انتي السبب فى كل اللى بيحصلنا ده انتي السبب لو ابوكي جراله حاجه أنا لايمكن اسامحك ابدا وهنسي ان فى يوم من الايام خدتك فى حضڼي واعتبرتك زى بنتي بس انتي مارعتيش ده
ماما أنا ..
اخرصي أنا ماليش بنات غير رهام وبس مش عايزاكي تقوليلى ماما تاني انتي فاهمه
فيروز ماكنتش تعرف بتعب عمي صالح غير دلوقتي كانت معايا فى البحر الاحمر وكانت تعبانه ماحدش فكر يسال عنها ولا يعرف اختفت راحت فين وجرالها ايه .
نظر الى دريه بضيق فعلا فيروز مش بنتك لو كانت بنتك كنتي اهتميتي بغيابها وفرق معاكي وجودها عايشه ولا بعد الشړ جرالها حاجه كنتي سمعتيها وخدتيها فى حضنك تهوني عليها الايام الصعبه اللى عاشتها بس حضرتك قولتي الصح هى فعلا مش بنتك .
جذب فيروز خلفه وهو يرمقهم بنظره اخيره تعالي نشوف الدكتور اللى ماسك حالته مالناش كلام معاهم تاني .
الفصل الثاني والعشرون
عانق صديقه مودعا اياه ليهمس له زياد بجديه وهى يربت على ظهره
ماتهربش من نفسك يا صاحبي لاخر مره هطلب منك رجاء أخير محتاج اشوفك فى فرحي ماليش اخوات غيرك
ابتعد عنه برفق وهو يؤمي براسه حاضر يا زياد عشان خاطرك هتلاقيني اول واحد يباركلك يا صاحبي
ابتسم زياد بسعاده فهو يريد اخراجه من عزلته بعد ما مر به
ثم ابتعد عنه وهو يلوح له مودعا ليتوجه الى الطاىره ويستقل بمقعده بعد أن غادر صديقه زفر بضيق وعاد ادراجه الى حيث سيارته ليعود ثانيا الى شركته لمتابعه العمل .
أثناء قياده السياره راوده طيف محبوبته ليهمس بصوت خاڤت يتغمده الندم
آسف لاني اشتقت اليك
آسف لاني انتظر ان اراك كل ليله
آسف لانك انتظرتي ان أكون جانبك
آسف لأنني أشعر بالحزن لأنني لم اعد اراك
آفكر بك دائما قبل النوم
آسف لأنني حاولت أن اجعلك تبتسمين وابكيتك
آسف لانك اردتي ان تصبحين جزء من حياتي
آسف لانك انتظرتي ان اجعلك سعيده
آسف لان فراقك موجع حقا ولم يعد لدي قدره على التحمل
خذلتكي وتخليت عن وعودي من أجل شك أحمق وغيرة أقبح
لا تزالي فيروزة قلبي وحياتي لم تعد حياة بدونك
انسابت دمعه خائڼه لتفيقه من شروده ويتبخر طيفها ليجد نفسه بارض الواقع فقد كان داخل حلم يقظه جميل لا يريد ان يصحو منه كان يقدم اعتذراه من اجل عودتها لداخل احضانه وداخل عالمه الخاص ياليتها كلمة اعتذار وينتهى الفراق ويعود كل شيء كما كان ...
داخل المشفى بعد ان استمعت للطبيب المعالج لحاله والدها وظلت ترجوه بان تراء بعد ان أخبرها به داخل غيبوبه كبديه ولكن مؤقته يصحو منها لحظات ثم يعاود ثانيا وافق الطبيب بالاخير على ان تدخل العنايه لوالدها بعد أن يتم تعقيمها وترتدي ملابس خاصه بالمشفى ..
كفكفت دموعها وشكرته ثم ذهبت الى غرفه التعقيم وبعد ذلك سارت الى حيث العنايه المركزه لتدلف لداخل غرفه والدها بخطوات مضطربه ودقات قلبها التى تتسارع من شدة قلقها على والدها الحبيب .
انسابت دموعها بصمت وهى تجلس بجوار الفراش وتحتضن كف يده بين راحه يديها وهبطت عليه بالقبلات وهى تهمس بصوت خاڤت امام وجهه
بابا أنا فيروزتك واحشتني اوي يا بابا قوم عشان خاطري أنا ماليش سند غيرك فى حياتي نديم بعد عني واختار ان يبعد بدل مايقرب .
بابا أنا معملتش حاجه غلط وحياتك عندي يا بابا عمري مافكرت أذي اختي ولا قربت من جوزها ماحدش هيصدقني غير حضرتك قوم عشان انا بجد محتجالك بابا الكل بعد عني ماليش غيرك يا بابا فوق بقى أنا محتجالك اكتر فتره فى حياتي صعبه بمر بيها بس لو حضرتك معايا هعدي منها وارجع اقوي من الاول
ظلت قرابه الساعة تتحدث مع والدها وهو بعالم اخر ولكن يشعر
بها يشعر بهمسها يشعر بملمس اناملها الرقيقه وهى محتضنه كفه بين راحتها يريد الاستيقاظ من عالمه يريد ان ېصرخ باسمها يريد ان يفرد ذراعيه ليحتضن إبنته قطعه من روحه يريد ان يخبرها وان بعد عنك الجميع فوالدك سيظل جانبكي لن يخذلكي سيظل حمايتك وسندك وامانك لا تخشى من شئ فى هذه الدنيا مدام يده لم تفارق يد صغيرته .
ضعت قبله قويه اعلى جبينه وهمت بالابتعاد لتتسمر مكانها عندما استمعت لصوت انينه ركضت بلهفه اتجاه والدها
لتجده يحاول فتح عيناه ويهمس بصوت خاڤت متعب بحروف اسمها فيروز
اقتربت منه بعدم تصديق والابتسامه تعلو ثغرها قلب وروح وحياة فيروز
بابا حبيبي انت سامعني وشايفني كويس
اوما بخفه ولاحت ابتسامه صغيره اعلى ثغره اقتربت تنهال عليه بوابل من القبلات اعلى وجنته وجبينه وخصلات شعرة الابيض
ثم ابتعدت عنه برفق لتنظر لعيناه النعستان أنا هبلغ الدكتور ثواني ورجعالك يا حبيبي
سارت بخطوات سريعه اشبه بالركض مغادره العنايه ليستوقفها عامر بقلق
فى حاجه فى فيروز
فيروز بابتسامه مشرقه بابا فاق ياعامر بلغ الدكتور يجي يفحصه ويطمنا عليه
قبل رأسها حمدلله على سلامته حاضر ياقلبي خليكي انت وأنا هشوف الدكتور
وقفت فيروز تنظر للجهه الأخرى تحاول بشتا الطرق ابعاد مقلتيها عن دريه وشقيقتها وزوجها
تهللت اسريرها ونظر لوالدتها بلهفه . بابا فاق يا ماما فاق لازم اشوفه
ربت زوجها على كتفها لم الدكتور يطمن عليه الأول يا حبيبتي
اما دريه فظلت صامته.
بعد ان طرق باب مكتبه واذن له رب عمله بالدخول .
تقدم مجدي بخطوات واثقه وقف امام تيام ويبتسم بخفه
عندي اخبار هايله حضرتك هتكفئني عليها
نظر له بضيق قول اللى عندك وأخلص
فيروز
نهض عن مقعده بلهفه واسرع فى خطواته يقف امامه بتسأل
عرفت هي فين
طبعا يا باشا وعدتك هجبلك اخبارها وفعلا حصل من وقت لم باباها تعب وأنا اتفقت مع واحده من الممرضات تفضل ملازمه جنبه واول لم تظهر بنته فيروز تبلغني والبنت لسه قافله معايا الفون وبتبلغني انها جنب والدها دلوقتي
تيام بسعاده طيب يلا بينا على المستشفي لازم اشوفها واطمن عليها
بالهداوة يا باشا مش كده لازم تفكر وتحسب الخطوه الجايه كويس اوي هى لسه خارجه من تجربه فاشله وصعب تقرب من حد ده غير ان ماحدش يعرف لحد دلوقتي ايه سبب انفصالهم
هستنى ايه تاني يا مجدي فيروز والحمدالله ظهرت ونديم خلاص اختفى من حياتها ومن حياتي وسافر دبي دلوقتي لازم اشوف فيروز محتاج اكون جنبها ودة انسب وقت أنا مش غبي ولا مغفل عشان اطلبها للجواز دلوقتي بس لازم تشوفني معاها وجنبها على طول هطلب منها تشتعلي معايا وواحده واحده لم تقرب مني وعدتها تخلص اقدر بقى افاتحها فى موضوع جوازنا وأنا مطمن وواثق انها هتوافق
اللى حضرتك تشوفه يا باشا هسبق حضرتك أجهز العربيه
أسرع مجدي مغادره المكتب ولحق به تيام وداخله سعاده لا توصف بسبب عوده فيروز ...
بعد ان فحصه الطبيب واستقرت حالته الصحيه اذن له بترك الرعاية والمكوث داخل غرفه عاديه بالمشفى لتلقى العلاج حيث ان وضعه مازال غير مستقر ..
تمدد صالح بالفراش وهو ينظر لعائلته الملتفه حوله .
وجدت زوجته جانبه تمسد على كتفه بحنان ألف سلامه عليك يا حبيبي الحمدلله انك موجود وسطينا
وابنته رهام تجلس بالجانب الاخر من الفراش تقبل وجنته وتنظر له بابتسامه هادئه واحشتني يا حبيبي كنت هتجنن من قلقي على حضرتك الحمدلله انك بخير يا قلبي أنا
تتطلع حوله ليجد نبيل يبتسم له حمدلله على سلامتك يا عمي
هز صالح راسه بخفه ولاحت شبح ابتسامه ارتسمت على محياه ولكن نظر لزوجته بتسأل عن نصف قلبه الآخر إبنته الأخرى اين هي
امال فين فيروز
تنهدت دريه ودارت بوجهه مبتعده عن انظار زوجها علم حينها بانه تحمل فيروز ذنب مرضه ووجوده بالمشفى وعلم بانها لم ترضى عن ابنتها التى نشأت وترعرعت على يديها .
نظر الى إبنته يهمس لها بلين اختك فين
ربتت على ظهر والدها تطمئنه هى مع عامر عند الدكتور ماتقلقش ماحدش فينا هيسيبك
ابتسمت لابنته بحنان ومسد على كفها ربنا يباركلي فيكم
كانت تشعر بالتعب لذلك اصطحبها
متابعة القراءة