منقذي الزائف بقلم بتول علي
المحتويات
المړض يكون في الغالب ناتج لمرحلة طفولة غير متزنة مر بها الشخص المړيض.
تمنى عماد لو كانت نسرين لا تزال على قيد الحياة حتى يجعلها ترى نتائج أفعالها فهي قد زرعت الحقد في قلب ابنها رغما عنه تجاه عائلة رضا وأجبرته على كرههم وها هو الآن يحصد ثمار تلك النبتة الخبيثة التي وضعت بذورها بالقوة داخل عقله.
لم يعد هناك أي مجال للشك بالنسبة لعمرو فقد تكشفت أمامه جميع الحقائق وصار واثقا بنسبة مليون في المئة بوجود علاقة غرامية تجمع بين كل من شادي وآية وذلك بعدما رأى بعينيه ذهابهما إلى نفس المطعم في توقيت واحد وجلوسهما معا على طاولة واحدة.
قسما بالله لهخليك تدفعي التمن غالي أوي يا آية لأن واضح أوي من لبسك ومنظرك وأنت رايحة تقابلي شادي أن علاقتك بيه قديمة ومن قبل مۏت ياسين الله يرحمه.
صدع هاتف عمرو بصوت رنين فأجاب على الفور دون أن يركز بصره على الشاشة حتى يرى اسم المتصل.
هتف محمد بجدية بعدما سمع صوت عمرو وهو يلقي السلام
ألقى عمرو نظرة على الطاولة التي يجلس عليها شادي برفقة آية وقال
شكرا ليك يا محمد بس خلاص مفيش داعي أني أفتح الإنترنت وأشوف الصور لأني موجود في المطعم وشايفهم بنفسي وهما قاعدين قدامي.
هي البنت اللي قاعدة قدامك دي هي نفسها أرملة أخوك الله يرحمه
أومأ عمرو قائلا بإيجاب وهو يوجه نحو آية نظرات توعد تدل على قسۏة العقاپ الذي يفكر في إلحاقه بها
أيوة هي نفسها وأنا مش هسيبها غير لما أشرب من ډمها وأجيب حق أخويا اللي هي كانت مستغفلاه.
امسك أعصابك يا عمرو واهدى شوية ومتعملش أي حاجة لأن البني آدمة دي متستاهلش أنك تودي نفسك في داهية عشان خاطرها.
تابع محمد حديثه بعدما أخذ شهيقا وزفيرا محاولا إقناع عمرو بعدم ارتكاب أي حماقة من أجل امرأة لا تستحق أن يلوث أحد يده بضربها
أخذ عمرو يستغفر ريه ويفكر بجدية في كلام محمد وبالفعل رأى أنه يتوجب عليه أن يتريث ويفكر بشكل عقلاني لأن والدته وزوجته الحامل لا يوجد لهما أحد غيره وسوف يواجهان الكثير من المتاعب في حالة عدم وجوده معهما.
تذكر محمد في هذه اللحظة ما حدث له بعد
الحاډث البشع الذي تعرض له أثناء خدمته في الشرطة فقد اڼفجرت قنبلة زرعها أحد المجرمين في مكان عام وأصيب جسده بشظاياها بسبب قربه من موقع الانفجار وكاد ېموت ولكن مثلما يقال على الألسنة في اللهجات الدارجة كتب الله له عمر جديد حتى يرى وجه زوجته الحقيقي.
تلك
الإصابة البالغة كانت سببا في تركه للشرطة ومكوثه في البيت لفترة زمنية طويلة بسبب العلاج الذي كان يتلقاه كما أنه كان يعاني من وجود الكثير من التشوهات في جسده وصعوبة في المشي بسبب الشظية التي دخلت في قدمة وتركت بها إصابة بالغة جعلته يحتاج إلى مساعدة زوجته في الحركة.
سأمت زوجة محمد هانيا منه ولم تعد تتعامل معه بشكل جيد بل صارت ترمقه بازدراء وتتأفف بضيق كلما رأته وهو جالس على الكرسي المتحرك الذي استعان به بسبب الألم القاسې الذي كان يشعر به كلما وقف على قدميه وحاول السير بهما.
هانيا ابنة الحسب والنسب رأت أن امرأة مثلها تستحق رجل أفضل بكثير من محمد الذي صار مريضا ويحتاج إلى من تقوم بخدمته فهي ابنة اللواء صبري علام وشقيقة المقدم وسام صبري كما أن نسب عائلتها مرموق لدرجة تدفع جميع العائلات إلى السعي لمصاهرتهم.
طلبت هانيا الطلاق بعد وقت قصير من إصابة زوجها وحصلت على مرادها بالفعل تاركة خلفها محمد الذي صار ناقما وكارها لجميع النساء باستثناء زوجة والده وشقيقته وخالته التي دعمته في محنته وها هو يرد لها الجميل بوقوفه بجوار أحمد ومساندته في أزمته مع هبة.
تحسن محمد كثيرا وصار بإمكانه التحرك على قدميه دون الشعور بأي ألم كما أنه تخلص من التشوهات التي نتجت عن الانفجار أما هانيا فقد ندمت على فعلتها وحاولت التواصل معه وطلبت منه أن يسامحها ويقبل بعودتهما سويا ولكنه رفضها.
ما يشعر به محمد في قلبه تجاه هانيا هو كره كبير ولا يوجد شعور أسوأ من الكره الخالص بعد العشق الغير محدود.
أخذ الضابط المسؤول عن قضية يحيى يتابع تسجيلات كاميرات المراقبة بكل دقة حتى يتمكن من إيجاد طرف خيط يجعله يصل إلى القاټل.
دلف الساعي إلى الغرفة وهو يحمل فنجان قهوة ووضعه على المكتب وهو يردد باحترام
اتفضل يا عبد الرحمن بيه دي القهوة بتاعتك.
أمسك عبد الرحمن القهوة وشكر الساعي ثم ارتشفها على مهل وهو ينظر بدقة إلى شاشة الحاسوب.
دخل ضابط أخر إلى الغرفة هامسا بتساؤل
عملت إيه يا عبد ومع ذلك لسة فاكرها لحد دلوقتي ومش قادر أنساها.
رفع عبد الرحمن أحد حاجبيه قائلا بمكر
قصدك مش قادر تنسى صاحبة القضية يا أبو عين زايغة.
جلس وائل وأخذ يتابع التسجيلات برفقة عبد الرحمن حتى يساعده في حل لغز تلك القضية التي أخذت وقتا أكثر من اللازم وصار من الواجب العمل عليها بجد حتى تتكشف جميع الحقائق المخبئة.
أشار وائل بسبابته نحو الشاشة هاتفا بجدية وقد اتسعت عينيه بعدما لاحظ شيء غفل عنه صديقه
وقف التسجيل وبص معايا كده يا عبد الرحمن.
استجاب عبد الرحمن لطلب وائل وانتظر منه أن يخبره بسبب طلبه ولكن الأخير أخذ يعيد المقطع ثم قام بتشغيل فيديو أخر وأشار في النهاية نحو الشخص الذي دخل إلى منزل يحيى وخرج منه بعد مدة زمنية ليست طويلة ولا قصيرة وقد ظهر هذا الأمر بشكل أوضح في المقطع الثاني الذي قام وائل بتشغيله.
أخذ عبد الرحمن يشاهد الفيديوهات المرتبطة بخط سير هذا الشخص ووصل في النهاية إلى المقطع الذي اتضحت به معالم وجه الشخص الذي صار المشتبه به الوحيد في تلك القضية.
هز وائل كتفيه قائلا بفخر
أنا مش عارف أنت يا عبد الرحمن كنت هتعمل إيه من غير وجودي في حياتك فاكر لما اتقبض عليك من رجالة عاطف وأنا أنقذتك
احتدت نظرات عبد
أنا عمري ما كنت أتصور أن يجرالي كل ده طول حياتي كنت عايشة في حالي وعمري ما أذيت أي حد عشان يكون جزائي في الأخر أن ابن عمك يفضحني وسط الناس ويخلي أهلي يقاطعوني ويتبروا مني.
كانت صدمة أحمد لا تقل عن صدمة هبة فهو لم يكن يصدق حتى هذه اللحظة أن يكون مالك هو المتسبب في فبركة ونشر الصور المخلة وكان يظن فقط أنه قد استغل ما حدث
جلس أحمد أمام هبة وحاول تهدئتها هامسا بحنو
مټخافيش يا هبة أنا هخلي مالك يدفع تمن كل اللي عمله غالي أوي بس من غير ما نكون مضطرين نوسخ إيدينا بدمه لأنه ميستاهلش أنك تقضي حياتك في السچن عشان ټنتقمي منه.
في هذه اللحظة صعدت أماني ومن خلفها رضا بعدما سمعا صوت صړاخ كل من أحمد وهبة ولم يكن رضا بحاجة للسؤال عما يجري
تمر بحالة اڼهيار وبجوارها أحمد يحاول تهدئتها والتخفيف عنها.
غادرت آية المطعم تحت نظرات عمرو الذي ظل يتابع من مسافة بعيدة ومن خلف نظارته السوداء شادي الذي يجلس على طاولته بهدوء وكأنه ينتظر حدوث شيء أو قدوم شخص معين.
نهض شادي ولكنه لم يغادر مثلما توقع عمرو بل تقدم نحوه وجلس أمامه على الطاولة قائلا ببرود
قولت لنفسي بما أنك هتفضل تراقبني من بعيد ومش هتيجي تكلمني فلازم أنا اللي أبدأ في الكلام معاك يا أستاذ عمرو.
خلع عمرو نظارته السوداء ورمق شادي بنظرات حادة متحدثا بخشونة بعدما زم شفتيه
شكلك بيقول أنك واحد غبي بس الظاهر كده أن أنا طلعت غلطان لأني مفكرتش في أن يكون عندك نسبة ذكاء صغيرة تخليك تاخد بالك من أنك متراقب وتلاحظ وجودي رغم أني بعيد عنك وكمان متنكر.
ابتسم شادي مقررا الدخول في الموضوع مباشرة قائلا بجدية
أنت مش مهم عندك إذا أنا كنت غبي ولا ذكي أنت كل اللي يهمك أنك تخلص من آية والدليل على كده هو مراقبتك ليها وليا عشان تمسك
عليها حاجة وأنا بقى معايا المفتاح اللي يخليك ترتاح من وجودها في حياتك.
رفع عمرو حاجبه الأيمن متسائلا
وإيه بقى اللي هيساعدني أرتاح من آية وليه أنت عايز تساعدني أخلص منها وأنت المفروض أنك بتحبها!
ظهرت الحسړة في صوت شادي وصارت واضحة أثناء قوله
أنا عايز أنتقم من آية لأنها قټلت أمي زي ما قټلت ياسين أخوك.
الفصل الخامس والعشرون
متعمليش في نفسك كده يا حبيبتي اللي حصل خلاص منقدرش نغيره وقټلك لمالك مش هيرجع أمك مرة تانية ولا هيخلي الناس تنسى الصور اللي شافتها.
تدخل رضا في الحوار هاتفا بجدية أراد من خلالها أن يقنع هبة بصحة وجهة نظر زوجته حتى لا تتهور وتحاول القيام بفعل أحمق يدمر حياتها
أماني عندها حق يا هبة أنت لو عملت اللي في دماغك هتقضي حياتك كلها في السچن ومش هتستفيدي أي حاجة بل على العكس عمرك كله هيضيع في زنزانة مفيش أي بني يقدر يستحمل يقعد جواها أكتر من ربع ساعة.
تركت هبة كأس العصير قبل إنهائه وأخذت تبكي بمرارة هاتفة بۏجع سكن قلبها منذ مۏت والدتها
معنى كلامكم ده أني أفضل قاعدة وحاطة إيدي على خدي
وأسيب اللي دمرني يعيش حياته كده عادي من غير ما يتحاسب وكل ده عشان حياتي مش تتدمر!!
هزت هبة رأسها معبرة عن رفضها الشديد لهذا الاقتراح الذي يجعلها تتخاذل وتتهاون في الاڼتقام لسمعتها التي تلطخت ووصمت بالعاړ
أنا مش عندي حاجة أخاف أني أخسرها ومالك لازم يدفع
متابعة القراءة