عاصفة الحب بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

عمه
فريد الصاوي لو بطل شغل ېموت 
انت قولت أموت الشغل هو الحياه بالنسبه ليا
فجلس أحمد يطالعه ثم ناوله أحد التصميمات الهندسيه 
ده المشروع اللي كلفتنا بي الحكومه 
فدقق فريد النظر بالتصميم ثم عاد ينظر الي ابن عمه وصديقه 
الاشراف الهندسي ليك يا أحمد انت عارف انا ماليش في شغل الرسومات والمسطره والقلم
فلم يتمالك أحمد ضحكاته 
فريد الصاوي بيقول كده ده انا بتعلم منك 
فأبتسم فريد ثم شرد فحياته رغم انها تسير علي انماط لا يراها البعض مناسبه ولا يصدقها الا انها دوما أحسن أختيار له 
لم يكمل تعليمه في وقته كبقية رفقائه ليبدء مسيرة العمل في سن مبكر لا ينكر انه تآلم وهو يري رفقائه يتخرجون من الجامعه ولكن هو كانت الحياه قد علمته الكثير وها هو الأن لديه شهاده جامعيه لم تكن في الهندسه رغم انه يعمل في المقاولات ولكن أصبح تحت ادارته العديد من المهندسين 
فأنتبه أحمد لشروده 
سرحت في ايه يافريد 
فنهض فريد من فوق مقعده وجلس قبالته
خلينا في المشروع الصفقه ديه أنا أخدتها بصعوبه لازم اسم الصاوي ميتهزش في السوق اكفئ المهندسين عندك هما اللي يشتغلوا في المشروع ده 
كل ده حصلك يازينه وازاي قدروا يخدعوكي 
فسقطت دموعها وهي تتذكر تلك الرساله التي تحتوي علي بعض الصور لمازن وندي وكيف يعانقها 
كان عندي امل ان يكون كابوس يا نجاة مقدرتش استحمل افضل في اسكندريه واستني اشوفهم يوم بالصدفه مع بعض مش هستحمل 
فأقتربت منها نجاة تعانقها 
ده انسان ديما المظاهر خداعه 
وتنهدت نجاة بأسي متذكره ما حدث لها 
انا اتجوزت واتطلقت بعد سنتين جواز كان متجوزني عشان اخدم

اهله واتهان واقول يابنتي استحملي مش مهم عشان خاطره وبعد ده كله رماني لما احتجت اتعالج عشان الخلفه امه قالتله عليا ارض بور وخساره يدفع فيا فلوس ويعالجني واه رجعت بشنطة هدومي واتنزلت عن كل حقوقي بعد ما اتبهدلت اهانه وكسرت نفس
لم تجد زينه ما تقوله لها فمصابها اهون من مصاپ ابنه عمتها
وسمعوا صوت نحنحه خشنه ليتقدم رجلا كبيرا بالسن منهم يمسك بيده عكازا
اهلا يابنتي
فأبتسمت زينه فور ان وقعت عيناها علي زوج عمتها السيد صالح ووقفت علي اقدامها
انت مش فاكرني ياعم صالح انا زينه 
شهران مروا عليها وهي هنا في بيت عمتها تذهب نجاة لعملها بالمدرسه التي تعمل بها اما زوج عمتها يخرج من المنزل ليجلس مع رفقائه علي القهوه يرتشفون الشاي ويلعبون لعبة طاولة الزهر ويثرثرون اما في الماضي او الحاضر الذي قد قل الخير به وقفت تقلب الطعام بشرود ساهية عما حولها لا تفكر الا في الذكريات لتنتفض فزعا بعد ان سمعت صوت نجاة الضاحك بعدما أفزعتها
سرحانه في ايه تاني ياست السرحانه 
فألتفت اليها زينة بمعلقتها الخشبيه 
systemcode ad autoadsنفسي الاقي اجابه لسؤالي يانجاه ليه مازن سابني ازاي كان بيقولي بحبك باعني في اكتر وقت كنت محتاجاه فيه 
متعرفيش الخير فين يازينه ربنا أعلم بحالك لو كنتي اتجوزتيه 
وفتحت لها ذراعيها ټحتضنها 
بكره وجعك هيطيب صدقيني بس فرفشي كده واطبخلنا بنفس الله يسترك ھموت من الجوع 
أنهت نجاة حديثها بمزاح فأبتعدت زينه عنها تمسح دموعها بأكمام عبائتها المنزليه 
ديما كده جعانه عمي صالح يجي ونحضر الاكل ونتغدا
فنظرت نجاة لساعه يدها متعجبه من تأخر والدها 
عجيبه بابا أتأخر كده ليه 
لتسمع صوت سعاله وهو يدلف للمنزل فخرجت من المطبخ وخلفها زينه 
أتأخرت كده ليه يابابا
فجلس صالح علي أحد الأرائك واضعا بيده علي صدره
روحت ازور واحد مريض يابنتي 
عاتبته نجاة برفق لعدم اهتمامه بصحته ام زينة وقفت تطالعهم وذهبت للمطبخ تجلب له كأس ماء ومن ثم علاجه الذي يتناوله قبل الغداء فأبتسم صالح بحنو
ربنا يرضي عنك يابنتي 
فنهضت نجاة من تحت قدميه بعد ان زالت حذائه عنه 
systemcode ad autoadsكده ياسي بابا يعني هي ربنا يرضي عنها وانا هوا
وأزاحت زينه بمزاح بعيدا عنه لتضحك زينه علي مزاحها
مستكترة الدعوه فيا يانجاة
ومع مزاحهم الذي أصبح يملئ حياة ذلك العجوز صاح بهم وهو ينهض
ربنا يرضي عنكم انتوا الاتنين واطمن عليكم قبل ما أموت
وعند ذكر المۏت تلاشت ابتسامة نجاة 
اوعي تقول كده يابابا انا ليا مين غيرك 
فأنسحبت زينه من بينهم فذكر المۏت والفراق اصبح يجثم علي قلبها 
فربتت أمينه علي فخذها بمواساه 
متزعليش يافوقية مش ديه اللي كنتي فرحانه بيها 
فنظرت لها فوقية وهي تلوي شفتيها بأستنكار
كنت عايزه أناسب بنت الحسب والنسب يارتني كنت جوزته لبنت عمته 
كانت امينه تسمعها وتتذكر كيف كانت سعيدة بتلك الزيجه ورفضها التام لابنة اخت زوجها 
لتميل فوقية نحوها هامسه
اوعي تغلطي غلطتي يا امينه وتجوزي فريد لواحده كل اللي عايزاه سهر ونوادي وسفر هتاخده منك اه ده اللي أخدته من بنت الوزير
وبعد ساعه من الحديث والثرثرة أنصرفت فوقية لتقترب سلمي من والدتها تكتم صوت ضحكاتها بصعوبه
طنط فوقية ديه مش معقول ولا كأننا عايشين في زمن الستينات
فوكظتها أمينه بذراعها
بنت عيب ديه حماة اختك 
فضحكت سلمي وهي تتذكر شقيقتها 
الحمدلله ان جوزها جاتله منحه للندن واخدها معاه كانت أتشلت من الحكاوي عن بنت الوزير 
فأزاحتها أمينه من جانبها 
ابعدي من وشي وسبيني أفكر في اخوكي
فأتسعت عين سلمي واقتربت منها
اوعي تقوليلي انك صدقتي كلام الست ديه حازم ده شخصيه ضعيفه لازم يبقي كده فريد حر في اختيار شريكه حياته
فحدقت بها أمينه بصمت وهي تفكر في حديث فوقية 
فطالعه فريد وهو يحرك عيناه بين العمال 
زي ما وعدتك بعد ست شهور هتفتتح المستشفي 
كانت السعاده جالية علي وجه فارس حلمه بات حقيقه 
هيبقي فيها جزء خيري وانا متكفل بكل حاجه تخصه 
فأنتبه

فارس لحديث شقيقه ثم أبتسم بفخر
ربنا يزيدك يافريد متقلقش وانا هكون ديما بساعد الغلبان قبل الغني 
ألتقطت نجاة الهاتف منها حانقة
طول ما بتشوفي صور خطوبتهم عمرك ما هتنسي
فدمعت عين زينه ونجاة تسحب الهاتف منها
بۏجع قلبي عشان انسي 
فزفرت نجاة انفاسها ببطئ
ولا عمرك كده هتنسي يازينه 
ووقفت تفكر قليلا لتجعلها تخرج من تلك الحاله فثلاثة اشهر قد مروا وهي كل يوم تختلي بنفسها تتعقب حياتهم وفي النهايه لا تنسي بل ټجرح فؤادها اكثر
ايه رأيك تروحي معايا المسجد يازينه تتابعي معايا دروس الحفظ 
بقالك سنه شغاله معاه وخايبه ولا عرفتي تجذبي عينه عليكي حتي أحمد اتجوز
فألتقطت سهر شرائح البطاطس تأكلها رغم الألم الذي جثم علي قلبها بذكر من تحب
ماما كفايه بقي فريد عمره ما فكر فيا غير اني أخته وزي سلمي وايمان وبصراحه انا برضوه بعتبره زي أخويا 
فصړخت كاميليا بوجهها بضيق 
يعني انا جبتكم وجيت اعيش في القاهره عشان في الأخر تقوليلي زي اخويا 
فمضغت سهر الطعام ثم قبلتها علي خدها
شوفي شهد 
فلطمت والدتها وجهها 
systemcode ad autoadsشهد اختك خليها في مبادئها ورواياتها 
فضحكت سهر وعادت تقبلها 
كل شئ قسمه ونصيب ياماما ايه يا كاميليا ده انتي طول عمرك عاقله 
فضاقت عين كاميليا بقلة حيله من ابنتها لتصرخ پحده
روحي علي اوضتك حړقتي دمي 
جلسوا بجانب بعضهم يطالعون العروس التي تعد احدي صديقات نجاة بالمدرسه 
كل ما اشوف واحده بتتجوز المواجع بتتقلب عليا 
فأبتسمت زينه وهي الاخري تتذكر ذكري خطبتها 
مش كلنا أقدارنا زي بعض يانجاة
فطالعتها نجاة بتحديق ثم اڼفجرت شفتيها بأبتسامه واسعه
سبحان الله مين اللي بيقول كده دروس المسجد عملت تأثير
فتنهدت زينه برضي
فعلا انا لاول مره احس اني كنت ضايعه وبعيده عن ربنا شعور جميل اوي بقي جوايا حاسه ان قلبي بيتجبر 
فأبتسمت نجاة بسعاده 
انا مبسوطه انك بدأتي تفوقي وتنسي 
وانتهي العرس الذي جلب لكلا منهما ذكري تريد الهرب منها لتتعلق نجاة بذراع زينه ويسيروا بالطريق يثرثرون 
بفكر اقلع الجذمه وامشي حافية القدمين علي رأي كاظم
فلم تتمالك زينه ضحكاتها وضحكت وهي تضع بيدها علي فمها
systemcode ad autoadsتعمليها يانجاة 
وبالفعل فعلت نجاة ما أخبرتها به واكملوا سيرهم 
كان الطريق خالي من المارة والبيوت علي أبعاد متفرقه من بعضها ومن الجهة الأخري الأراضي الزراعيه
أنتعش جسدهم بالهواء وساد الصمت بينهم للحظات الي أن وقفت زينة تتساءل
البيت الكبير ده بتاع مين 
فطالعت نجاة المنزل الذي اشارت نحوه وتحاوطه حديقه كبيره بعض الشئ 
ده بيت ياستي مقاول كبير اوي اسمه فريد الصاوي وده قصته تتعمل روايه هبقي احكيهالك بعدين 
فأنتبهت زينه لحديثها وعادت بالسنين للوراء 
القرية أتغيرت اوي 
مافيش حاجه بتفضل علي حالها 
تنهد بتعب وهو يدلف لشقته ف يري الفوضي تعم المكان  
منذ ان تزوج وهو لا يشعر انه دخل للعش الجميل الذي تمناه  
اعجبه حسنها ودلالها ولم يفكر للحظه ان كل هذا ماهو الا قشرة خارجيه 
علبه من البيتزا ملقاه علي المائده وكأس من المياة الغازيه 
فأقترب يحملهم بضيق ناظرا للمطبخ الذي لا يوجد به أي طعام مطهي 
فأرتسمت الخيبه علي شفتيه
كنت مستني تسيب النادي وصحابها وترجع تعملك اكل 
وتنهد بثقل وهو يخرج هاتفه من جيب سرواله ليدق علي رقمها 
انتي فين ياشذا
فأتاه صوتها 
عند ماما يا أحمد انا هبات عندها النهارده ياحبيبي 
تسطحت سهر بجسدها علي الفراش تغمض عيناها بأرهاق ترقد علي جانبها الايمن فتجد شقيقتها تحمل هاتفها ومندمجه كالعاده مع إحدي الروايات التي تقرأها 
افضلي احلمي لحد ما تفوقي علي الواقع والحقيقه لا انتي سندريلا ولا الامير هيجيلك علي الحصان الابيض ولا في سندريلا وامير 
قالتها سهر ساخره لتطالعها شهد بعد ان اعتدلت من فوق فراشها
ياساتر علي التشاؤم ليه كده سبيني أحلم
فحركت سهر شفتيها بأستنكار
هتفضلي لحد امتي تحلمي
فطرقعت شهد كفوفها ببعضهما 
سهر انتي عندك شغل الصبح ياحببتي نامي وسبيني أخد جرعتي 
فطالعتها سهر بتهكم لتقذف شهد الوساده عليها متمتمه 
مش عارفه انتي بقيتي كده ازاي 
وعادت الي مطالعة هاتفها لتكمل قراءة الروايه التي تحلم داخلها ان تكون هي بطلتها 
فنظرت لها سهر بآلم شارده في الماضي احبته منذ ان وقعت عيناها عليه ولم يلاحظ ذلك يوما وفي النهايه

تزوج من اخري 
كانت اصعب لحظات حياتها عندما اتي اليها يزف لها خبر خطبته
بتفكر ف ايه ياحبيبي
فألتف فريد نحوها ثم رفع يدها يقبل كفها
في الفرع اللي مفروض افتحه في لبنان
فأبتسمت امينه بحب 
ربنا يكرمك يابني كنت عايزه أتكلم معاك في موضوع
فرفع فريد أحد حاجبيه منتظرا أن تبدء حديثها
امتي هتفكر تتجوز وتعمل ليك عيله الحمدلله ربنا كرمك ولا بقيت محتاج لفلوس ولا احلام فاضل تحققها كل حاجه بقت عندك وزياده 
فتعالت قهقهته عاليا 
كنت عارف ان ده الموضوع ياست الكل اوعدك بعد ما اخلص فرع الشركه في لبنان هقولك اختاريلي العروسه 
فتهللت أساريرها بعد ان وجدته يعطيها حق اختيار العروس 
ورفع كوب الشاي يرتشف منه ببطئ وهو يطالع سعادتها
طرقات كانت قويه علي باب المنزل واصوات تهتف بصياح فأرتدت زينة حجابها سريعا لتفتح الباب بقلق وشحب وجهها وهي تجد بعض الرجال يحملون زوج عمتها فوضعت بيدها علي قلبها پخوف
عمي صالح ماله ايه اللي حصل
فنظر لها احد الرجال 
وقع قدام الباب منعرفش ايه اللي حصله
فركضت نحو غرفته تجلب دواء القلب اليه ثم عادت تستنجد بهم
systemcode ad autoadsحد يطلب الدكتور انتوا مش شايفين حالته ازاي
كان صالح يأخذ انفاسه بصعوبه وقد شحب
تم نسخ الرابط