ابنة القمر بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
يريد أن يتخلى بنفسه.
شعرت وتين بما يشعر به الآن فقد رسمت على ملامح وجهه الحزن انتظرت عودة رحيل ثم تركت له الصغيرة وصعدت تتفقد زوجها الحبيب وتحاول أن تخفف عنه ما يحتاج ص دره الآن من حزن.
دلفت الغرفة بهدوء ثم اقتربت من الفراش وجدته مستلقي على ظهره ويحدق في سقف الغرفة بشرود جلست جواره وهتفت قائلة بصوت رقيق
تنهد بعمق واعتدل وهو ينظر لها بعينان تتلألأ بالدموع وهتف بصوت منكسر
لم تتغير مازالت أشرقت هانم كما هي حتى لم تكلف خاطرها والنظر إلى حفيدتها
ارتمي باحض ان زوجته وترك لدموعه العنان م سدت على ظهره برفق وقالت بصوت حاني
لا تحزن حبيبي الحياة لا تعطينا كل ما نتمناه قد يأجل الله أحلامنا وتتحقق بمشيئته وأرادته هذا قدر الله الحياة لا تعطينا السعادة الدائمه ولا الشقاء الدائم هون على نفسك
لا اعلم اذا لم التقي بك يوما ماذا كنت سأفعل بحياتي دونك يا جنيتي
لمعت عيناها بفرحة ثم أقتربت منه وقالت بعشق
وأنا أيضا لا أعلم
شيئا عن مصيري بدونك يا أماني
مر عام يليه عام وأصبحت الصغيرة ذات الخامسة أعوام وتعرضت وتين لوعكة صحية وجعلتها تمكث بالمشفى واجتمع الأطباء أنها يجب عليها السفر إلى أمريكا لخوض عملية جراحية دقيقة وهي زراعة جلد بعدما تأكدت فحوصاتها بأنها تحمل سړطان الجلد ومتقدم في المرحلة الرابعة لم تكن تشتكي فجأة داهمها المړض وشحبت بشرتها وتساقطت خصلاتها الحمراء وهزل ج سدها لم يتحمل أمان رؤيتها بتلك الحالة وحاول أن يقنعها بالسفر وسوف يرافقها لإجراء تلك العملية النادرة ولكن رفضت وتين إبدال جدلها وأخبرته بأنها راضية ومتقبلة مرضها وغير ساخطة على أرادة الله ولن تغير من خلق الله لن تتقبل حياتها بهذا الجلد الغريب عنها سوف تشعر بالغربة من نفسها ولا تريد أن تكون داخلها وخارجها غريبا وكما أن تلك العملية معرضة للفشل فتلك ستكون التجربة الأولى من نوعها وهي لا تجازف تلك المجازفة تريد أن تغادر الدنيا بسلام.
أرجوك وتين لا تستسلمي للمرض أنا وابنتك بحاجتك لا تتخلي عنا
نظرت له بحب وقالت
لا أخاف على ابنتي لأنها تحظى بوالد حنون مثلك يغدقها بعطفه وحنانه أنت الأمان بالنسبة إليها أعلم بأنك ستكون قادر على تحمل مسؤوليتها وحدك ستعطيها كل ما تحتاجه من مشاعر أبوية وستكون عالمها الخاص كما أنت عالميابتلعت ريقها بوهن ثم قالت بصوت خاڤت وعيناها متعلقة بعينيه
لم يتحمل حديثها عن الفراق ولكن حاول التماسك والسيطرة على انفعالاته وساعدها في ارتداء حجابها الابيض ليخفي خصلاتها الحمراء فقد ارتدت الحجاب قبل مرضها بعام واحد فقط وعن أقناع تام منها وأصبح جمالها يزداد عفة ووقار تخلت عن المظاهر الخداعة والعروض المذيفة وليس لديها شيء سوى ان تعانق زوجها تحت أشعة الشمس التى حرمت منها طوال أعوامها وتلفظ أنفاسها الأخيرة باحض انه
خرجت تنهيدة حاړقة من بين أضلعه وردد داخله
أسال الله
ألا يضل قلبك بعد هداه
وألا تطف روحك بعد توهجها
والا تضل الطريق بعدما أوشكت
على نهايته وألا يبعد عنك عزيزا
تعجزي عن المسير بدونه
وأن يهديك سبل السلام وأن يمنحك
أياما رقيقة تنهي بها نيران القلق
يا رب لا تجعلها تتخبط في
الممرات الخاطئة وألهمنا اختيار
الوجهة وأرها وضوحها ويسر لها
سبلها وبشرها بالوصول
يارب لقد بلغت حدا عظيما من
التعب اصبحت حتى المواساة
تشعرها بالعجز وبالإهانة
صعدت روحها بسلام بين ذراعيه والدموع تنهمر على وجنتيه وهو محتضنها بقوة رافض التصديق لا يعلم بأن سعادته لم تدوم وحياته معها قصيرة المدة كانت خفيفة على حياته كالطيف الجميل الذي أنار حياته بهجة وسعادة واختفى فجأة في لمح البصر..
راح القلب الطيب راح
الحضن إللي أنا فيه برتاح
راح القلب اللي مقويني طعم حياتي
وأحلى سنيني وما فضليش غير دمعة عيني
متسبنيش قولي إزاي من غيرك اعيش
متسبيش خليك جنبي متكسريش
راح مين هياخدني في حضنه يا غالي
مين يطمن على أحوالي مين هحكيله على إللي جرالي
راح خدت الحلو إللي في أيامي
خدت معاك أجمل أحلامي وإزاي مش هلاقيك قدامي راح
متسبنيش قولي إزاي من غيرك أعيش
خليك جنبي ما تكسرنيش
عاش أمان أصعب فترات حياته لم يصدق فراق محبوبته كان يحتضن أبنته ويبكي بصمت عندما تتسأل عن والدتها لا يعلم بماذا يخبر صغيرته ذات الخمسة أعوام ماذا يقول لها عن والدتها ايخبر صغيرته بأن والدتها فارقتهم وفارقت الحياة بأكملها هل سوف تستوعب ذلك كانت هي النفس المتبقي من وتينه روحها مازالت موجودة بصغيرته يشعر بانفاسها تحتويه بكل ركن من غرفتهم كل ركن بأركان المنزل شاهدا على وجودها فيه أنفاسها الدافئة تطمئن قلبه طلب منه نادر أن يأخذ الصغيرة وتعيش معهم بتلك الفترة ولكن رفض أمان أن تغادر صغيرته منزله وعكف هو على الاعتناء بكل ما يخصها حتى عندما كان يذهب لعلمه يأخذها معه وتظل جانبه بالشركة وعندما ذهبت إلى مدرستها كان يرافقها ويصلها بنفسه ويعود ويصطحبها من المدرسة ويظل جانبها يفعل كل ما كانت زوجته تفعله ورحيل ومريم بجواره فقد تزوجا ويقطنون معه بنفس المنزل حيث نشأت الصغيرة بينهم.
ورفض أن يتركها لوالدته فاتت بعد ۏفاة زوجته تريد أن يعود للعيش معها بالقصر وهي سوف تتولى تربية الصغيرة ولكن رفض ذلك وهذا ما جعلها تعود كما كانت تعيش وحيده إلي أن توفت وهي وحدها.
مر عام يليه عام الي أن أصبحنا بعام 2045
اليوم هو يوم مميز بحياة أمان فصغيرته كبرت واليوم تحصل على
الدكتواره في صناعة الدواء الخاص لعلاج أطفال القمر دواء يقيهم من
أشعة الشمس التي تصبغ جلدهم وتسبب سړطان الجلد .
فهي خريجة كلية الصيدلة وطوال أعوام الدراسة وهي تبحث على ايجاد
دواء لتلك الحالات كما أنها أرادت أن يحيو هؤلاء الاطفال في بيئة صحية متكاملة
دون أي عائق في
ممارسة حياتهم كباقي الأطفال وكان شاغلها الشاغل هو صناعة دواء
يجعلهم لا يشعرون بأنهم مختلفون عن الآخرين.
واليوم حققت ذلك النجاح ليس نجاحها فقط وانما نجاح مجتمعا بأكمله
وسوف تصدر ذلك الدواء لباقي الدول العربيه والأوروبية ولكن يتم
تصنيعه داخل مصنعها وتحت إشرافها .
هتف رئيس الجامعة معلنا عن تفوقها
اليوم تشهد جامعه صيدلة القاهرة احتفالا باحدي أبناء الجامعة الطبيبة
وتين أمان الشناوي لحصولها على الدكتوراه في صناعة الأدوية
حيث أنها صنعت دواء في غايه الاهميه سوف ينقلنا الي مكان آخر بين
الشعوب العربية والعالمية ونتشرف بكونها ابنة تلك الجامعه وتتقدم الطبيبه
وتين بالقاء كلمتها .
نهضت من جانب والدها وتقدمت بخطواتها الواثقه تصافح رئيس الجامعة
وعميد كلية الصيدلة ثم وقفت بثبات تنظر للحاضرين داخل القاعة.
امسكت المايكروفون وهتفت قائلة
مساء الخير أحب أوجه الشكر والتقدير إلى السادة الحضور من أعضاء الجامعة وعلى رأسهم السيد الدكتور حمدي الفخراني رئيس الجامعة
ثانيا أوجه امتناني وعرفاني إلى الشخص الذي أفنى عمره من إجلي وكان
حريصا على وصولي لاعلى المراتب دائم التشجيع لي وادين له على ثقته
الغالية فهو أول من أمن بي وبحلمي وسعى معي من أجل تحقيقه هو
فخري وعزتي والدي الحبيب أمان الشناوي
هو مثلي الأعلى وقدوتي في الحياةوهو يستحق ذلك التقدير والعرفان على ما قدمه من أجل وصولي الي هنا .
لديه تجربة خاصة مع تلك المتلازمة الخاصة بأطفال القمر فقد كانت
والدتي رحمها الله واسكنها فسيح جناته تعاني من تلك المتلازمة وكان
يطلقون على أصحاب المتلازمة أطفال القمر بسبب عدم تعرضهم لأشعة
الشمس فقد عانت الكثير وقتها كما أنها حرمت من الذهاب إلى مدرستها
وجامعتها وكان لديها ظروفا خاصة وليس هي فقط التي حرمت من
الظهور في وضح النهار وتحت اشعة الشمس الدافئه ولكن ما تسببه لهم كانت
اشعة ضارة حاړقة لاجسادهم لذلك حاولت البحث والاهتمام بهؤلاء
الابطال المميزون فهم حقا ابطال ويستحقون التكريم على موهبتهم لأن
ذلك المړض واعتذر بأن اسميه بمرض فهو لم يعد مرض بعد الآن ولكن كان
المصطلح المتداول أنه مرض وكما أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن لكل داء دواء..
وكما خلق الله المړض خلق له العلاج .
فكل طفل وطفلة حمل تلك المتلازمة كانت لديهم موهبة مدفونة خرجت
اثر عزلتهم عن العالم الخارجي فمنهم من أصبح روائي مشهور ومعروف
ومنهم من أصبح طبيبا نفسيا واخر عالما بمجاله الذي يفضله ووالدتي التي
جاهدت وكانت عارضة ازياء في فترة من الفترات ثم أصبحت ملكة جمال العرب عام 2023
واصدرت عدة دواوين شعرية ثم تفرغت لتربيتي ولكن جاءها المړض الذي
اودى بحياتها وحينها كنت طفلة في الخامسة من عمري وكنت أعلم كما
عانت وتعرضت لاذي وتنمر بسبب المتلازمة واتتني الفكرة عندما
علمت بمرضها وقررت
أن أصبح طبيبة يوما ما واصنع بيدي دواء لعلاج والدتي وبعد ۏفاتها
تمسكت بالحلم وساعدني والدي على تحقيقه والآن أنا فخورة بكوني ابنة
تلك السيدة الجميلة وفخورة بوالدي الذي كان داعم لها على طوال سنوات
زواجهم ولم يتزوج بعدها لأنها كانت مثابة الروح لج .سده لن يستطيع أحد
بأخذ مكانها فهي سبقته لدار الحق وهو سيلحق بها عندما يأتي الأجل
اسأل الله أن يمد بعمر والدي من أجلي فهو الصديق والرفيق والحبيب و
الاب والسند والأمان وكل ما احتاج اليه
واطلقت على اسم الدواء وتين الشمس نسبة الي والدتي رحمها الله
وأخيرا وليس أخرا انا فخورة أني ابنة ذلك الرجل العظيمأمان أحمد الشناوي
صعد اليها وعانقها بحب ثم التقط منها المايكروفون وقال
أنا فخور جدا بابنتي وما توصلت إليه من علم من أجل إحياء هؤلاء
الأطفال فهم يستحقون العيش دون تنمر أو تعسف بمجال حياتهم هم
بحاجه لأخذ حقهم في الحياة كباقي الأطفال
بحاجة لدعم كافي من الدولة للأخذ
بأيديهم وعبورهم لبر الأمان ..
لا للتنمر لأنه مؤذي جسديا ونفسيا ومعنويا رفقا بأطفالنا ولا تكسر لهم خاطر
الفصل التاسع عشر
بعد انتهاء الحفل استقلت السيارة بجانب والدها الذي قادها إلى المقاپر
لكي تزور والدتها وتقص عليها ما حدث معها وأنها نجحت في تحقيق حلمها
وكانت تتمنى أن تشاركها تلك الفرحة
تركها والدها تبوح عن كل ما تكتمه بقلبها لوالدتها وابتعد ليترك لها الحرية
جلست أمام القپر ووضعت الأزهار برفق أمام قپرها ثم رفعت كفيها تقرأ لها
الفاتحة انسابت دموعها التي جاهدت في اخفاءها لكي لا يشعر بها والدها
ولكن لا تعلم بأن أمان يشعر بها قبل أن تتفوه بكلمة
كفكفت دموعها ثم ابتسمت وقالت
اشتقت إليك يا وتيني هل تعلمين بأن أبنتك الصغيرة اجتازت مرحلتها
العصبية في صناعة الدواء لقد حصلت اليوم على الدكتوراه في صناعة
أهم الأدوية في العالم كنت اتمنى أن تشاركيني فرحتي يا أمي الحبيبة
أردت أن أهديك نجاحي وما توصلت إليه كل ذلك بفضل الله
متابعة القراءة