ابنة القمر بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
تلتقي بوالدها بعدما أنهى أمان عمله داخل مكتبه بالاسفل صعد الدرج وقبل أن يذهب لغرفته طرق باب غرفة ابنته ثم طل برأسه ليرا إذا كانت مستيقظة ام ذهبت في النوم وجدها ساهرة وجالسة على الفراش يبدو عليها الشرود ولم تشعر بوجوده دلف بهدوء وهتف وهو يم سد على خصلاتها البنية بحنان
ما بك يا صغيرتي
أبتسم له بحب وقالت
إلا زلت صغيرة يا والدي الحبيب
مهما كبرتي وتيني ستظلين صغيرتي وطفلتي المدللة ثم استرسل حديثه قائلا
هيا أخبريني بما يشغل تفكيرك الآن
اخفت ما حدث عن والدها وقالت
لا شئ مهم فكري منشغل بالابحاث العلمية فقط
تسال عن زياد وعن الحديث الذي دار بينهما
ما حدث بالطعام برفقة زياد
لا شيء تناولنا الطعام وتحدثنا عن الدواء الذي أجري عليه بعض التجارب ثم عدت
حسنا يا حبيبتي أخلدي للنوم لكي لا تشعرين بالإرهاق بعملك ع
غدا تصبحين على خير
طبعت قبلة على وجنة والدها وقالت
وأنت من أهل الخير أماني
مددت ج سدها بالفراش ودثرها أمان بالغطاء قبل أن يغادر غرفتها ويتوجه إلى غرفته وهو شاردا بماذا سيقص عليها في الموضوع الخاص بمروان ولكن فضل أن يعلم ذلك من مروان نفسهفهو عندما يشعر بأنه يريد البوح عن مشاعره سيكون أفضل فضل الصمت في الوقت الحالي.
في صباح يوم هادئ حيث الشمس الدافئة وتغريد العصافير على الأشجار تعزف أجمل الألحان بينما هي تسير متخذة طريقها في الذهاب لعملها كعادتها كل يوم.
قبل أن تستقل سيارتها وجدت باقة من الزهور الحمراء موضوعة على سيارتها منما زادها دهشة وتطلعت حولها بغرابة
التقطها بين راحتها ثم قربته من أنفها ټشتم رائحتها العطرة ووجد داخلها كارت صغير الحجم جذبته من بين الزهور ونظرت له تحدق في الكلمات التى خطت داخله صباح الخير محبوبتي
زياد..!
رددت إسمه پصدمة فلم تتوقع منه ذلك التصرف قبل أن يراها أحد من أفراد عائلتها دلفت مسرعا لداخل السيارة ثم وضعت الباقة بجوارها وانطلقت في طريقها للمصنع كأنها تفر هاربة قبل أن يمسك بها أحد بالجرم المشهود..
عندما وصلت إلى مصنع
الأدوية تركت كل شي خلف ظهرها وارتدت المعطف الأبيض والنظارة وقبعت على المايكرسوب تباشر عملها بدقة وأهتمام فهي تعمل على دواء مهم للغاية ولن تسمح بأي خطا طبيبا يحدث فأرواح الناس بين يديها الان وعليها أن تركز بعملها وتترك قلبها وعقلها خارجا.
وقف على أعتاب باب معملها وطرقه بهدوء رمقته بنظرة خاطفة لترا من القادم عندما وجدته زياد زفرت بضيق ولكن أكملت عملها ولم تهتم لوجوده
أقترب منها بخطوات واثقة ثم وقف أمامها مباشرة يهمس بنبرة عاشقة
صباح الخير طبيبتي الماهرة
إجابته بلامبالاة
صباح الخير زياد
دس كفيه داخل جيب البنطال وعلم بأنه بهمة غير سهلة فلن يحصل على قلب تلك العنيدة بسهولة فهو من اعتاد على جديتها وقوة شخصيتها ليس كباقي الفتيات اللاتي يعرفهون.
ولكن لم يستسلم اقترب منها بهدوء وقال بهمس خاڤت بجانب أذنها
ما رأيك في باقة الزهور
أبعدت انظارها عن المايكرسوب وتطلعت له بجدية قائلة
زياد انا لا أحب تلك الأفعال نحن ليس بمراهقين
الذي يحب يفعل ما يحلو له تخلي عن جديتك هذا يا طبيبة الحب يصنع المعجزات لا فرق في الحب بين شخص وآخر الجميع يعشق ويعش الحب بكل حالاته الحب جنون دعي قلبك ينبض بالحب ولا تقيده بالاغلال رفق بقلبي وتيني
اشاحت النظر إليه فهي لا تريد أن تترك قلبها بين ي ديه
ولا تعلم بماذا نجيبه
شعر زياد بالانتصار وأنه سوف ينجح في الحصول على قلبها وسيجعلها تسافر معه إلى ألمانيا ويحصل على الدواء التي عملت على صناعته.
حسنا وتيني سوف اتركك لتكملين عملك ولكن مازال للحديث بقية لن استسلم عن الفوز بقلبك تذكري ليس لدي وقت سوف أسافر نهاية الاسبوع
إلي اللقاء يا حلوتي
انهى كلماته وطبع قبلة رقيقة أعلى خصلاتها البنية وعندما تطلعت له تلاقت أعينهم لحظات من الصمت لا تعي وتين بماذا تقول أما عنه لمعة عيناه بفرحة ولاحت ابتسامته الجذابة ثم ودعها وهو يلوح له بي ده
ظلت وتين تحدق بالفراغ ونبضات قلبها تعصف بكيانها مهما حاولت اخفاء مشاعرها ف قلبها غير مستقر حالته تارة ينبض بالحب وتارة يتراجع ويترك التسألات لعقله صراع قوي تعيشه بين قلبها وعقلها.
أما عن زياد فبعد أن استقل سيارته أتاه إتصالا هاتفيا اجابه بلهفة
لا تقلق سيدي ستحصل على الدواء في غضون أيام ثق بوعودي
صدحت ضحكته تجلجل ثم اغلق الهاتف وقاد سيارته وهو يدندن بأغنية يعشقها
رفقا مولاتي رفقا أني اتنفس عشقا
ثم عاد يضحك بمكر وتلمع عيناه بالانتصار..
ذهب مروان في الموعد المحدد له بعيادة الطبيب الخاص بالمخ والاعصاب والطب النفسي.
هتفت سكرتارية الطبيب بإسمه
باشمهندس مروان نادر اتفضل الطبيب بانتظارك
نهض مروان عن مقعده وسار إلي حيث غرفة الطبيب طرق بابها برفق ثم دلف لداخل بخطوات متوترة
مساء الخير
مساء الخير أهلا بك تفضل
جلس بالمقعد المقابل لمكتب الطبيب واتاته نوبة من التوتر فظل يهز بقدمه
ألقى الطبيب عليه بنظرة شاملة وعلم بمدا توتره أراد أن يهدئه فقال متسألا
كيف حالك مروان
جف حلقه وعاد يضبط من نظارته الطبيبة على عيناه ونظر له بتوتر قائلا
لست بخير
نظر له الطبيب باهتمام وقال
وأنا هنا لمساعدتك وانصت لك جيدا أخبرني بماذا تعاني
سحب مروان شهيقا قوية ثم زفره بهدوء وتطلع للطبيب قائلا بنبرة صوت كساها الحزن
أشعر باني منبوذ فكل من حولي يسخر مني أعاني منذ الصغر اتعرض للتنمر داخل مدرستي وعائلتي وكل الاناس المحيطين بي وحتى بعدما تخرجت من جامعتي وعملت مهندس بشركة معمارية لم أسلم من ألسنت اصدقائي بالعمل دائما يسخرون مني ويجعلوني أفقد الثقة بنفسي وبعملي
بعضهم يسخروني من بنيان ج سدي وينعونني بالهزيل والآخر يقولون عديم الشخصية شقيقي الأصغر أيضا يضل يتهمني بعدم الجراءة
ابتلع ريقه بتوتر ثم أردف قائلا وهو يتصبب عرق
لانه يعلم بأنني لدي مشاعر خاصة بفتاة ما ومتردد في البوح عن مشاعري لذلك يحاول أن يشجعني ولكن بأسلوبه الفج معي لا يعلم بأن كلماته جارحة لي ولذلك لم يكترث أيضا بمشاعري.
صمت فجأة ونظر للطبيب قائلا
هل أنا مريض نفسي
أبتسم له الطبيب بحبور ثم قال
المړض النفسي ليس بعار يا بني لذلك لا تخجل من كونك تشعر باضطراب في الشخصية وهذا ليس بمرض في حد ذاته ولكن لن انصحك بالسكوت من الممكن أن تتدهور الحالة وتصل لاكتئاب حاد يفقدك الشغف بكل شي ويعرضك لنوبات أنتحار لذلك لا تستهان بمشاعرك المكبوتة يا بني ولا تخاف سيمر كل شيء بجلسات الدعم النفسي لا تنظر للخلف من الآن وسنتقدم للامام معا ضع ثقتك بطبيبك ولا تيأس كل حزن سيمر وكل مرض سيتعافى باذن الله.
بدأت جلسات مروان الاولى بالتعرف على شخصيته ووضع خطوط عريضة لخطة علاجه النفسي غادر مروان عيادة الطبيب ولدية مشاعر أخرى غمرته السعادة باتخاذه تلك الخطوة الهامة بمصير حياته.
الفصل الثاني والعشرون
شعر أمان بتبدل حال ابنته ولا يعلم ما سبب تغيرها المفاجئ قرر أن يتحدث معها ولكن سبقه شقيقه رحيل وقال وهو يربت
على كتفه
لم تصدق وتين ابنتك معجبة بصديق لها
نظر له بجدية وقال باندهاش
هل ما سمعته صحيحا رحيل
هز رحيل رأسه وهو يبتسم له ثم وضع كفه يلثم بها فمه وقال بصوت هامس لكي لا يسمعه أحدا
أنا لم أخبرك بشئ هذا سر بيننا إذا علمت وتين بأنني افشيت سرها لا تتحدث معي ثانيا ولكن وجدتك شاردا ومنشغل لذلك أرادت اخبارك بما عرفته
لا يعلم أمان لماذا شعر بوخذة داخل ص دره عندما أخبره شقيقه بهذا الخبر تنهد بعمق ثم قال بتساؤل
ومن هو ذاك الطبيب
أخبرتني بأسمه يدعى زياد
هز أمان رأسه بتفهم وردد داخله
زياد أممم لذلك كانت تتناول الطعام معه بالأمس
ات الصغير خالد يركض إلى والده ويحتمي به من ڠضب والدته
أبي خباني قبل أن تمسك بي ذات اللسان الغليظ لن تكف زوجتك عن توبخي دائما
أبتسم أمان لشقيقه ثم نهض ليبتعد عنهما فسوف يقام شجار الآن
صعد الدرج الي حيث غرفته ولازال شاردا بحديث شقيقه.
أما عن الوضع بالاسفل..
ركضت مريم تصرخ كالمجنونه وهي تبحث عن صغيرها الذي تركها ولم يكترث لمذاكرت دروسه وقفت أمام رحيل صاړخة
اين ذهب خالد لن أرحم ذلك الشقي لديه اختبار غدا ولم يحاول أن يهتم ويجلس معي لمراجعة الدروس هذا الولد سيجلب لي جلطة حتما
هتف رحيل ببرود
هوني على نفسك حبيبتي هذا الولد من حقه أن يرتاح قليلا من حصار المذاكرة الولد ذكي وسوف يجتاز الاختبار لا تقلقي
هتفت بانفعال
أنت أيضا ستصابني بالجنون ما هذا البرود الذي تتحدث عنه خالد في مرحلة الإعدادية متى إذا سيهتم بمذاكرته هل اتركه وشأنه دون رقابة ابنك لم يفعل بحياته سوى اللعب بالببجي أنت وهو ستجعلني أفقد عقلي حسبي الله عليكم
ابتعد عنهما ودلفت للمطبخ أما الصغير فنهض من خلف الأريكة ونظر لوالده صارخا بسعادة وهو يق بل وج نته وهتف قائلا
عاش والدي الأسد ما رأيك باللعب معي
أبتسم له رحيل وقال بصوت هامس
أصعد غرفتك أولا وانا سألحق بك عندما تهدأ والدتك
ركض الصغير الي غرفته ينتظر والده لمشاركة اللعب بتلك اللعبة التي يعشقها الببجي
أم عن رحيل فقرر أن يذهب خلف زوجته ليتفقدها لانه حقا يخشى عليها من نوبات الصړاخ المستمر
كانت ترتشف الماء اقترب منها ببطئ وقبض على خ صرها يجذبها إليه
تركت الكوب من ي دها سقط أرضا وتهشما نظرت له پغضب
انت وابنك ستجعلني أجن يوما ما
لم يكترث للزجاج الذي تناثر بأرض المطبخ حملها برفق وسار بها خارج المطبخ ثم صعد بها الدرج إلى حيث غرفته ما وهو يقول بصوت حاني
أعلم حبيبتي بكم تعاني يوميا من شقاوة الصغير لا تفكري بشي الآن سوى حبيبك رحيل فقط
وضعها برفق أعلى الفراش ثم دنا منها يق بلها بشغف ويمطرها بكلمات من الحب والغزل ليجعلها تنسى العالم ولا تفكر إلا به ولكن ابتعدت عنه فجأة ورمقته بنظرات غاضبة وهي تهتف بأسي
ما سبب تلك المشاعر الآن لابد وأنك ستتزوج على ولذلك تحاول أن العيني عن العبث وراك
تأفف بضجر وقال بحنق
الحق معي كنت أود أن انسيكي أعباء المنزل
متابعة القراءة