ابنة القمر بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
رأسه بتفهم ثم عاد يتسأل
هل يوجد شيء لما كنت تهاتفيني أعتذر لم أجيبك لأن لم اكن متفرغا كان لدي عمل هام
تذكرت ما سمعته الليلة الماضية وراودها الشعور بالحزن والألم ولكن
استجمعت شتاتها ونظرت له بقوة وهي تهتف بصوت حاد
استمعت لحديثك أنت ومريم ليلة أمس
ابتلع ريقه بتوتر وهز كتفه بتساؤل
حديث! عن أي حديث تتحدثين
كل ما جرا يا أبن خالتي ولكن احب أن أخبرك بشيء أنا أراك
شقيقي الأكبر شقيقي الذي اكن له كل الاحترام لم أتذكر يوما أن
اغضبتك ولم أجرحك يوما بكلمة أو نظرة كنت أعاملك كأخي الذي لم
تنجبه أمي ولم أنتظر منك سوى أن تظل جانبي كأخ يحمي شقيقته
الصغرى يحتويها ويغدقها بحنانه وإذا تطلب الأمر نصيحة لم أنتظر أن تكون أنت الآخر يسخر من أو يستهزئ بمرضي فهذا ليس ذنبي بأن أعاني
أبن الخالة أشعر بأن منبوذة داخل عائلتي حتي أنت لم تقدر ظروفي
ووضعي الصحي أنا لست بمعاقة ذهنية ولا حركية ولا شيء ينقصني فأنا
أقف على قدمي ولدي ذراعان وعينان وكل عضو داخل جسدي بمكانه
الصحيح فلا تسخر مني أرجوك
ثم استرسلت حديثها قائله
الهدوء أحب الشمس أيضا وأتمني أن يأتي يوما وتعانقني أشعتها الذهبية
لتشعرني بدفئها ولكن حرمت منها لأنها ضارة لذلك أحافظ على نفسي وعلي لون بشرتي فاذا تعرضت لأشعتها جسدي لم يتحمل الأمها أنا خلقت هكذا وهذه نعمة وليست نقمة أما عنك يا أبن الخالة فقد چرحتني بكلماتك الفجة وكانت مثابة خنجرا غرز بقلبي كاد أن ېمزق روحي فأنا لم أؤذيك يوما لماذا أنت فعلتها لا أستحق هذا منك فأنا ما زلت قوية أقف على قدمي وسخريتك تلك لا تعنيني الآن أقف أمامك بصمود وادافع عن حقي دون أن أنتظر والدتي لتدافع عن فهذا حقي.
السير وهو خجل من نفسه على ما فعله بهذا الملاك البريء فكلامها مثابة
دلو ماء بارد وسكب عليه في ليل يناير وطقس شديد البرودة.
كان رحيل يقف بجانب حورية منبهر بما فعلته بداخل القاعة من أجل الاحتفال بشقيقه
تطلع حوله بانبهار ثم هتف مبتسما
حقا رائع سلمت يداك مدام حورية.
حمدا لله أن عملي أعجبك.
بالطبع أعجبني وسوف أخبر جميع رفاقي بالتعامل معك سأعطيهم عنوانك
وسأقوم بعمل دعاية لك بالوسط المحيط بي
وهذا شيء يشرفني بني فانا أعشق عملي وأفعله بإتقان وتفان.
أعطاها النقود المتفق عليها ثم همت بالمغادرة ولكن عيناها تبحثان هنا وهناك
عن وجود ابنتها.
لماذا تقف هكذا يا رجل
دار بجسده لصديقه ثم هز راسا نافيا لا شيء سور ظهور جنية واختفت في لمح البصر.
قهقه حاتم بصخب ظن منه بأن صديقه يمزح معه وبعد أن استرد أنفاسه
هتف رحيل بصوت عال يدعوهم لدخول
لماذا تقفون هكذا دعكم من كل شيء عليكم فقط التوجه لداخل الحفل
نظر أمان للورود التي أسفل قدميه ثم عاد ينظر خلفه دون جدوى فحقا
تبخرت ثم سار بجانب شقيقه وصديقه يدلفون لكي يحتفلوا بنجاح عمله
ولكن عقله
شاردا بما رأته عيناه ويتسأل داخله عن وجودها فقد سړقت
تفكيره دون مجهودا منها
فتلك هي الشرارة التي تضيء القلب وسط عتمته سحابة صافية في سماء ملبدة بالغيوم تحجب عنه هطول الغيث نسمة هواء باردة تداعبه وتضمه برفق ك صغير يتودد لعناق أجبته
بعدما غادرت حورية القاعة تطلعت حولها بترقب تبحث عن ابنتها لمحتها
علي مرمة بصرها تقف وامامها شاب يعطيها ظهره ظنت بأن ابنتها تتعرض
لمضايقة من ذلك الشاب فأسرعت في خطواتها لتلحق بابنتها وتبعد ذلك
المتطفل عنها وعندما اقتربت منهم تسمرت مكانها عندما استمعت لصوت
ابنتها الباكي وهي تصرخ منفعلة
اترك يدي نادر فمهما حاولت أن تعتذر عن ما بدر منك لن يمحي ۏجعي
أنا لا أنتظر شفقة ولا عطف منك أو من أحد على وجه الأرض ولا أريد اعتذارك.
وقفت حورية بينهم ثم رمقت نادر بنظرات غاضبة وعلي صوتها بانفعال
قائله بتساؤل
ماذا يحدث هنا ثم اقتربت منه قائله بضيق
ماذا فعلت لابنة خالتك لما اغضبتها
كفكفت وتين دموعها ثم سحبت والدتها من يدها قائله بثبات
لا يوجد شيء أمي هيا لنعود إلي المنزل فالوقت تأخر
هتفت حورية معترضة لم أتحرك من مكاني هذا دون أن أعلم بماذا يحدث
وما سبب ذلك الشجار القائم بينكم
هتف نادر بتوتر ليس بشجار وانما هو سوء تفاهم قابلت وتين
صدفة فأنا كنت بعملي قريب من هنا ثم أردف قائلا
دعوني اصلكم للمنزل فسيارتي مصفوفة بجانب الطريق
هتفت حورية بسأم بعدما استشعرت بقلبها سبب حزن ابنتها سارت بجانب
صغيرتها قائله لا عليك نادر معي سيارتي
تأفف نادر بضيق بعدما غادرت خالته وابنتها وشعر بمدى وقاحته بالتصرف
وتطاول على تلك البريئة وسخر من مرضها وهذا ليس ذنبها.
انبهر أمان بما فعله شقيقه من أجله وجلسوا ثلاثتهم يحتفلون بنجاح
أمان في عمله ولكن قطع حاتم عليهم تلك اللحظة وهم واقفا وهو يقول لصديقه
حان موعد تغريدي والذهاب إلى غصن الهوى.
رمقه امان پغضب ثم قال متي تكف عن أفعالك يا رجل متي ستسترد
عقلك فانت شاب على مشارف الأربعون ولم تتزوج بعد اذهب وتزوج وكف عن تلك القذارة
أبتسم حاتم وقال وهو يهندم خصله ويحك لم اقترب من الأربعون فأنا
ما زلت في الثلاثين.
هتف أمان بضجر بل اقتربت من عامك الخامس والثلاثين.
قهقه بصوت عال ثم قال ما زال العمر أمامي يا رجل ولن أقيد نفسي بقيود الزواج أنا مثل الفريك لا أحب الشريك وأنا مبسوط بحياتي هكذا.
ضحك رحيل بعدما غادر حاتم المكان ونظر لشقيقه قائلا
دعك منه فهو لا يتغير مهما حدث. ثم أرسل غمزة مشاكسة وهتف قائلا
تزوج أنت
ضيق ما بين حاجبيه ثم قال بجدية
زواج!
هز راسه نافيا ثم استطرد قائلا
لدي أحلام أريد تحقيقها أولا.
أليس الزواج من ضمن أحلامك المستقبلية
زفر أنفاسه بضيق ثم أخرج سيجارته من علبة التبغ وبدأ في إشعالها.
وهمس بصوت حزين ليس لدي استعداد بأن أقحم نفسي داخل صفقات فاشلة.
هتف رحيل بدهشة وهل الزواج أصبح صفقة
نعم وينتج عنه الفشل أيضا ألا ترى العلاقة بين والديك
قال كلماته وهو يسحب دخان سيجارته ليعبئ رئته بالدخان الضار بصحته
يعلم أنها تضر بصحته ولكن يتمسك بها فهي من اختياراته ولم تفرض عليه
كما فرضت عليه أشياء عديدة بحياته.
تبدلت ملامح وجه رحيل أيضا عندما ذكره شقيقه بالحياة التي يعشونها
داخل المنزل وعن تسلط والدتهم الدائم الذي زرع داخلهم خوف من الإقدام
على الزواج.
الفصل الثالث
داخل منزل حورية.
بعدما عادت من الخارج توجهت إلي حيث غرفتها لكي تبدل ملابسها
فوجئت بوجود والدتها خلفها
تطلعت إليها حورية پألم يغزو قلبها ثم همست بصوت حزين قائلة وهي
تربت على كتفي ابنتها
لماذا لا تخبريني بأن نادر ومريم يضايقونك بالكلام
ابتسمت پألم قائلة تقصدين يسخرون مني ويتنمرون على وضعي الصحي
جذبتها لصدرها تحاوطها بقوة تخشي ابتعادها عن أحضانها وهمست من
بين دموعها قائلة لا أعلم أنك تتعرضين للتنمر من أقرب الناس إلينا كنت أظن بأنها فقط اقتصرت على مرحلة طفولتك ولم أعلم أنها تلاحقك في شبابك ايضا
ابتعدت عن أحضان والدتها وعيناها تذرفان الدموع قالت بقلب مكلوم
لم أعش طفولتي كأي فتاة مثلي ولا مراهقتي وأيضا شبابي حرمت من
أشياء كثيرة تعرضت للخذلان من أبناء شقيقتك الچرح يدمي بقلبي يا أمي
هتفت حورية بحزن لن أسمح لأحد أي كان صلة قرابتي به بأن يؤذيك يا روحي
قاطعت والدتها قائلة بصړاخ
لم لم تتخلي عني أنت أيضا لماذا لم
تفعلي بي مثل ما فعل بنا لماذا
أنا أيضا ابنته مع ذلك تخلي عني وعنك
أنت ابنتي قطعة من قلبي وروحي لا أشعر بخفقان قلبي إلا بقربك
لأحضاني روحي تحي بيك هو أختار البعد بإرادته وأنا اختارتك أنت
سأظل أحميك لآخر نفس في عمري ولن أسمح لأي مخلوق على وجه
الارض بأن يهد كل ما بنيته وزرعته بك طوال عمرك وإياك يا وتين كلام
نادر يضعفك ويهز ثقتك بنفسك وقوتك تضعف بسبب تلك الترهات ابنتي
اقوي منهم جميعا فأنت نعمة رزقني الله سبحانه وتعالي بها وسأظل
أحافظ عليك من أي شيء يؤذيك حقا أنا أخاف عليك وحجبتك عن
أشعة
الشمس الضارة بصحتك لأجلك لتظلي بأمان تمارسي حياتك مثل أي
فتاة بعمرك منعتك عن الخروج من منزلك نهارا ولكنك درست
وتخرجت وفعلت كل ما تحلمين به تعشقي الكتابة وتهويها وتمارسي
شغفك أمام حاسوبك وداخل غرفتك ولكن إذا اتتك الفرصة للعمل خارجا
لما لا
صړخت بانفعال ولكن حياتي عبارة عن سجن داخل غرفتي وإذا قبلت
بأي عمل ماذا عن وضح النهار نسيت بأني كائن ليلي سوف أقضي
الباقي من حياتي سجينة داخل عالمي الخاص.
ازدادت حورية في نوبة بكاء ثم هتفت قائله هل كان بوسعي أن أفعل لك
شيئا ولم أفعله أنا على استعداد أسافر بك لآخر الدنيا إذا علمت بوجود
علاج لحالتك أخبريني ما أفعله لكي تمارسي حياتك الطبيعية هل أنا
مذنبة بحقك لما تشعرينني بالتقصير الآن
الأم دائما هي الحضن الدافئ والكتف الحاني الذي نستند عليه من عثراتنا
وتخبطنا بالحياة الشمس المشرقة التي تضئ حياتهم منبع الحنان وبئر
الأمان النظرة من عينيها تحينا وذراعيها تطوقنا بحنانها صوتها يغدقنا
بالسكون والهدوء فهي العالم بالنسبة الينا.
عاد أمان برفقة شقيقه بعد أن احتفلا سويا ثم توجه كل منهما لغرفته.
كان يشعر بالإرهاق والتعب دلف إلي المرحاض ليزيل عن جسده تعب اليوم
تحت المياه الباردة ثم أحاط خصره بالمنشفة وغادر المرحاض ليفاجأ
بوجودها خلفه.
شلت الصدمة حواسه عندما وجدها أمامه ترتدي ملابس اشمئز من محاولاتها الفاشلة
وصړخ بها بصوته الرخيم
ابتعدي عني أيتها الوقحة
استمعوا لطرقات أعلي باب غرفته ارتبك أمان بسبب وجودها على تلك
الهيئة أما هي فابتسمت بانتصار ووجدتها فرصة لكي ټنتقم منه
احتضنته بقوة وهي تجذبه اليها ثم ارتمت أعلي الفراش ليكون هو أعلاها
انفتح الباب في تلك اللحظة ودلفت أشرقت مناديه باسمه
أمان هل نمت
شهقت پصدمة عندما رأته أمام أعينها بهذا الوضع فابنها عاري الجسد
ويمارس علاقة خاصة مع الخادمة داخل غرفته.
بعدما رأت ابنها في ذلك الوضع هتفت بصوت جلي
لم تجد سوى الخادمة لتمارس معها الرذيلة أنت والخادمة بفراش واحد
أمان بيك.
انتفض أمان مبتعدا عن زيزي التي حاولت أن تجذب الغطاء حولها
اقتربت منها اشرقت بانفعال أنت اتركي القصر حالا لا أريد أن أرى وجهك هذا
هتفت زيزي بكذب سامحيني يا هانم أنا لم امتلك حق الرفض
صړخ أمان منفعلا ليسكت كذبها اخرصي لولا أنك فتاة كنت تصرفت
معك تصرف تندمين عليه
جذبتها اشرقت پعنف من الفراش وسارت بها تغادر الغرفة وهي تهتف بصوت غاضب غادري حالا
ثم
متابعة القراءة