ابنة القمر بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
بطيئة يدلف لداخل الحديقة ثم توجها إلى غرفة وتين وهو يضع الدرج الخشبي ليصعد عليه ويصل إلي شرفتها ثم يدلف لغرفتها ونجح في ذلك.
بدأ في البحث عن ضالته بأغراضها بعثر مكتبها وأفرغ أدراجه للبحث داخلهما ولم يجد شيئا يصله لغرضه زفر بضيق وجال بعينيه الغرفة وقعت أنظاره على خزانة ملابسها فتوجه إليها وبحث بين ثيابها ثم أعاد ترتيبهما ثانيا
عودة إلى المشفى
أمام غرفة الرعاية المركزة.
كان مجد بحالة يرثى لها بسبب شعوره بالذنب أثر ما حدث لشقيقه
مجد اريد أن الحديث معك
سار بجانبها دون أن ينبس بكلمة عندما ابتعدت عن العائلة وقفت ونظرت له بحنان
مروان سينهض ويسترد وعيه ولكن لا يجب أن يراك بتلك الحالة
انسابت دموعه التي حاول كبتها مرارا ولم يعد لديه قدرة على تحمل ذلك الالم الذي يعصر قلبه
ض_ _مته برفق وتشبث هو بها كالطفل الصغير وازدادت شهقاته
ابتعد عنها وكفكف دموعه ورفض أن يخبرها بشيء ولكن قال بصوت مكلوم
مروان كان يتعرض لضغط نفسي فاق قدره على التحمل ولذلك ذهب إلى طبيب نفسي يساعده في تجاوز المحڼ التي يمر بها
هذا شيء جميل أن يذهب لمتخصص ولكن لم أشعر بأن مروان يعاني من أي أزمة نفسية من قبل ولم يخبرني بشيء كهذا.
لا تخبري أحدا بذلك الحديث.
أومأت له بتفهم وقالت
لم أخبر أحدا وهذا وعد مني بذلك.
ابتلع ريقه بتوتر ثم هتف قائلا
مروان كان يشعر بأنه مذبذب المشاعر لأنه فاقد الثقة بنفسه ويشعر دائما بالاضطهاد من حوله الجميع يسخر منه يتعرض للتنمر.
شهقت پصدمة وقاطعته بأسف قائلة
لأنك كنت منشغلة بأبحاثك العلمية يا وتين
شعرت بالأسى على حالة مروان واسترسل مجد حديثه قائلا
كان يعشق فتاة ولكن لم تكن لديه الجراءة على الإفصاح لها بمشاعره لذلك ظل صامتا إلى أن خسرها
هتفت مندهشة
كيف!
زفر بضيق وقال
أصبحت لشخص آخر يبدو بأن مروان سيظل يعاني طوال حياته.
لمعة فكرة برأس زياد واراد تنفيذها أراد أن يذهب إليهم ويشاطرهم مشاعر المواساة عما يمرون به بسبب تلك الحاډث ويتعرف على عائلتها
وبالفعل قاد سيارته باتجاه المشفى وعندما وصلا إلى هناك أخرج هاتفه يتحدث معها.
عندما صدح رنين هاتفها أخرجت الهاتف لترا من المتصل عندما وجدته زياد ابتعد عن مجد لتجيب عليه بصوت هادئ
مرحبا زياد
مرحبا حبيبتي أنا بالاستقبال أين أنت لأصعد لكم
هتفت بدهشة
أنت هنا بالمشفى
أجل أريد أن التقي بعائلتك
ابتلعت ريقها بتوتر ونظرت للوضع المحزن أمامها ثم قالت
لا زياد لا تأتي الوضع غير سار
زفر بضيق ثم قال
حسنا ولكن اريد أن أراك
تسللت مبتعدة عن الجميع وهبطت دراجات المشفى لتجده واقفا أمامها بصالة استقبال المشفى اقتربت منه تصافحه
مرحبا
شدد على كفها بين كفه وقال بعينان تعانق عينيها ولكن لا تعلم بأن تلك العينين تطلع إليها بمكر
قال بصوت هامس
اشتقت إليك
سحبت كفها برفق وقالت
لماذا اتيت إلى هنا الوضع مؤسف للغاية
كيف حالته الآن
بالعناية المشددة ولكن العملية مرت بسلام ومازال وضعه غير مستقر
ثم نظرت له واكملت حديثها
يجب أن أصعد إلى لقاء
جذبها من ساعدها وقال
ابقي معي أتيت إلى هنا لكي تخرجي من حالة الحزن إلا أستحق أن تظلي قليلا
هيا أخبريني عن ما توصلت إليه تجربتك مع الفأر
التجربة ناجحة وبدء الفأر في مرحلة الإعياء
أبتسم لها وقال بحماس
مبارك يا حبيبتي هذا خبر سعيد ولكن أنا أشعر بالقلق من أجلك
لماذا
اخاڤ سړقة أبحاثك العلمية وأخاف على حياتك
لا تخف ابحاثي بمكان أمان وحياتي أيضا في وسط عائلتي بأمان
اين تضعي تلك الأبحاث المهمة
ابتسمت برقة وأشارت بسبابتها إلى راسها قائلة
أبحاثي هنا لن يستطيع أحد اختراقها
لوى ثغره بضجر وأخفى ما يشعر به من حقد مدفون بداخله بسبب تلك الفتاة..
الثقة الزائدة بمن نحب هي المبرر الأول لخېانة تلك الثقة.
الفصل الخامس والعشرون
في صباح اليوم التالي.
داخل غرفة العناية المركزة فتح عيناه بوهن تطلع حوله ليعلم إين هو
شعر بوجود الأجهزة المحاطة
بج سده هاجم رأسه صداع شديد أغمض عيناه ثانيا
أعلن جهاز الانذار عن إفاقته فدلف الطبيب العناية ليتفقد حالته بعدما أفاق تم فحصه بجهاز ليزر يتفحص قاع عينيه ويرا الدماغ أثر ما أجراء من عملية جراحية لوقف الڼزيف الداخلي للمخ.
هتف الطبيب بتساؤل
كيف حالك
قال بصوت واهن
أشعر بصداع يهاجم رأسي
أبتسم له الطبيب وهتف
حمد لله على سلامتك كتب الله لك عمرا جديدا فقد تعرضت لحاډث مروع وعلى أثره أنت هنا الآن وتم السيطرة على الڼزيف الداخلي ولم تصب بأي ضرر حفظك الله.
ثم استرسل حديثه قائلا
عائلتك تنتظرك بقلق سوف أخبرهم بإفاقتك.
غادر الطبيب العناية والټفت العائلة حوله بلقلق ابتسم لهم باطمئنان وأخبرهم بتحسن حالته وسمح لهم بزيارته ولكن واحدا تلو الآخر لا يتزاحمون بالغرفة من أجل سلامته.
دلفت ميسون أولا وهي تكفكف دموعها المتساقطة على وجنتيها ثم اقتربت بخطوات متلهفة لرؤية فلذة كبدها
دنت منه ومالت على وجهه تتفقده بلمستها واحتضنت وجهه بين كفيها
مروان حبيبي كيف تشعر يا قرة العين
ابتسم لوالدته بحنو وقال بصوت واهن
بخير يا أمي لا تحزني حبيبتي أنا بخير.
طبعت قبلة أعلى جبينه ثم ابتعدت عنه وهي تقول
يجب أن أخرج لكي يأتي والدك وشقيقك الجميع قلق عليك بالخارج
بعدما غادرت ميسون غرفة ابنها دلف والده ثم شقيقه الذي أنهار أمامه بالبكاء لشعوره بالذنب فيما حدث له
التقط مروان يد شقيقه وقال بحنان
لا تحمل نفسك الذنب ليس لك دخل بالحاډث هذا قدر الله
اخجل منك حقا
لا عليك يا صغيري أنا بخير
دلفت مريم بلهفة لتقطع حديثهم
حمدا لله على سلامتك يا حبيبي معافى
ودلفت العائلة بأكملها حتى أمان الذي كان ينكث رأسه بحزن ولم يجد كلمات يقولها غير أنه تمنى له الشفاء العاجل
وجاء دور وتين التي ظلت تطلع له وكأنها ترى لأول مرة تعمد وقتها بأن يتلاشى النظر إليها ولم يجيبها إلا باقتضاب
شعرت بأنه غاضب منها ولكن لا تعلم ما سبب ذلك الڠضب هي لم تفعل له شيء غادرت الغرفة مسرعة وهي تتسأل داخلها لماذا يعاملها بهذا الجفاء.
كان الحزن مخيم على صفيحة وجهه بعدما غادرت وتين الغرفة أغمض عينيه بقوة يريد أن يمحي كل الذكريات الجميلة التي جمعتهما منذ الطفولة إلى الآن وكل مراحل حياتهم معا لم يصدق بأنها ستكون لشخص آخر غيره لم يستوعب تلك الصدمة بعد.
عادت العائلة إلى المنزل ولم يبق سوى مجد فقط الذي يلازم شقيقه كما أصر مروان على والديه بالعودة إلى منزلهم لا يريدهم بأن يظلوا بالمشفى يكفي وجود شقيقه فقط.
ذهبت وتين إلى المصنع لتباشر تجربتها ظلت تراقب الفأر رينو
كما أطلقت عليه ذلك الاسم.
وجدته ممددا بجسده داخل الصندوق وعلامات الإعياء تبدو بمرحلة متأخرة جلبت الإبرة ثم سحبت من المصل الذي صنعته خصيصا للقضاء على سړطان الجلد وملئت السرنجة بالمصل بجرعة محددة ثم فتحت الصندوق واعطت رينو تلك الإبرة ببطء شديد وبعد ذلك مسدت على جسده برفق وعادت إغلاق الصندوق ثانيا وتركته وعادت إلى معملها الخاص.
جلست خلف مكتبها وفتحت الحاسوب الخاص بها التي تدون عليه جميع التجارب التي مرت بها في مراحل تصنيع المصل.
أتى زياد من خلفها وظل يتابعها باهتمام وترقب بماذا تفعل كما أنه علم اين تضع تلك الملفات المهمة وكلمة السر التي تحفظ بها الملفات الخاصة بتجاربها لمعت عيناه بفرحة ثم عاد بخطواته للخلف وكأنه لم ير شيئا.
كل ذلك وهي غير واعية بكل ما يحدث من خلفها فقد كانت منشغلة بأبحاثها وتدق بأناملها على الحاسوب تضيف بعض البيانات لتجربتها.
هتف قائلا بصوت عال
طبيبتي المجتهدة كيف حالك
تطلعت له بابتسامة طفيفة ثم همست بخفوت
بخير الحمد لله.
اقترب منها بتساؤل
هل أنهيت تجربتك
هتفت بجدية
نعم وأعتقد أن التجربة ستنجح.
تردد قليلا ثم حسم أمره وقال
هل تعلمين إذا تم شراء تجربتك تلك سوف تحصلين على مليارات الدولارات.
قال ذلك بطمع
حدجته بدهشة ثم هتفت قائلة
ولكن لا يهمني المال كما يهمني صحة المړيض ولن أبتاع أي من تجاربي بمقابل مادي بلدي أولى بكل ما يحدث من تطور في شراكات الأدوية هذا حق بلدي وحق الاناس اللذين أقطن معهم هم بحاجتي وسوف اوفر لهم ذلك الدواء دون عناء هم فقراء لا يستطيعون جلب رغيف العيش كيف سيكلفهم أضعافا مضاعفة بسبب جرعة دواء تشفي أجسادهم.
ردد داخله بضيق
لا تنفع مثاليتك مع ذلك العالم يا حلوتي.
ثم هتف قائلا
حسنا يا حبيبتي متى سألتقي والدك الحبيب حبيبك مولع بالارتباط بك.
حسنا عندما تتحسن الأوضاع
كان يحاول الاقتراب بجراءة ولكن استوقفته بنظرات حاسمة
إياك تجرؤ زياد.
ضحك بخفة وقال هامسا
أحبك يا وتيني قربك مهلك للمشاعر.
لا تريد الحديث عن المشاعر تهربت من ذلك الحديث وقالت
متى ستعود إلى برلين
عندما أفوز بقلبك نسافر معا ما رأيك!
نظرت له بعدم فهم
ماذا تقصد
أريد أن نتزوج ونسافر معا لقضاء أجمل اللحظات معا نتشارك كل شيء سوف نتجول في جولة سياحيه حول العالم ثم غمز لها بعينه اليسرى وقال
وتنسين كل شيء وتتفرغين لزوجك فقط.
قال بجدية لإنهاء الحديث
سأفكر في الأمر.
تطلع حوله ثم قال
ألا تدعيني أرتشف القهوة من يديك الرقيقتين
نهضت
عن مقعدها وتوجهت إلي ماكينة صنع القهوة وعيناه تلاحقها يريد أن يحصل على كل ما شاهده على حاسوبها الشخصي وإذا نجح الأمر سوف يعود من حيث ات قبل أن يتورط بزواجه منها لأنها لم يكن لديه نية مسبقة بالحب والزواج منها كل ذلك يحاول رسمه من أجل الحصول على مبتغاه فقط..
بعد مرور أسبوع استقرت حالة مروان الصحية وعاد إلى منزله ولكن ظل حبيس لغرفته تعرضت لصدمة لم يستوعبها عقله حتى الان عقله وقلبه رافضا فكرة أن تكون وتين حبيبة عمره تكون لشاب آخر شعر بغصة داخل صدره
انسابت دموعه في صمت قاټل لمشاعره فقد الاح ساس حتى بنبضات قلبه مشاعر قاسېة تهاجمه يريد أن يفتك بذاك الشاب الذي سيأخذ معشوقته سيفوز بقلبها ستكون زوجة أخر لن ولم يتحمل مجرد الفكرة
حاول إغماض عينيه ووضع وسادته على رأسه لكي يتخلص من تلك الأفكار العالقة بذهنه يرفض التصديق يريد أن يستيقظ من ذلك الکابوس لا بد وأنه داخل
متابعة القراءة