على السحور بقلم فاطمة الالفي

موقع أيام نيوز


رحمة.
وتم أخلاء سبيل سيما من سرايا النيابة لأنها غير متهمة بأي قضية وعندما غادرت النيابة وجدت والدها بانتظارها رفض أن يتطلع لها فهي من فعلت بنفسها ذلك وهو كان كالمغيب ينفذ كل ما تطلبه دون أن يكترث لمشاعر الآخرين ونفذ لها رغبتها في الطلاق من معتز من أجل مظهرها الاجتماعي رفضت أن تظل بجانب زوجها وتدعمه أثناء محڼة شقيقه بلا تخلت عنه والي اين وصلت هي نظر لها باشمئزاز وقرر أن يزوجها لاول شخص يأتي إليها يكفي ما فعلته بهم والڤضيحة التي سببتها لنفسها ولعائلتها

أما عنها فقد كانت منكسرة بعدما قضت داخل الزنزانة أربعة أيام بمثابة عمرها كله نادمة على كل ما فعلته بحق نفسها نادمة على هدم حياتها الزوجية ولكن أتاها الندم بعد فوات الاوان معتز أصبح اليوم بحياة أخرى سعيده ولم يتطلع لها ثانيا بعد كل ما فعلته فقد سقطت من نظره لاخر العمر ونهاها من حياته للابد وهي التي خطت شهادة ۏفاتها بافعالها الحمقاء..
أما عن عادل داخل المصحة بدأ يستجاب ثانيا للجلسات العلاجية والدعم النفسي وفتح قلبه لطبيبه المعالج وكل ما يشغله الان هو التعافي من أجل صغاره فهم مازل بحاجته يكفى أنهم حرم من والدتهم بذلك العمر الصغير..
عندما وصلا الڤيلا ترجل هو من سيارته اولا ثم دار حول السيارة وفتح الباب الآخر ليساعد زوجته على الترجل ولم يترك قدميها تلمس الأرض حيث انتشلها بين ذراعيه ودلف وهو يحملها كالفراشة ابتسمت بخجل على ما يفعله بها ولكن رفض أن تبدء أي اعتراض.
دلف داخل الڤيلا لتهلل الصغار فرحا بقدومهم همست له وهي تشد ياقة قميصه
معتز نزلتي بقا عشان الولاد وحشوني
هز رأسه نافيا وهتف بمشاكسةتؤ تؤ تؤ لازم ترتاحي في سريرك وهم يطنططو حواليكي هنا لا ممنوع ههه
لأ حرام انا ما بحبش الحبسة
ضحك بخفة وقال 
وأنا قررت أحبسك اعترضي بقا وأعصي أوامر جوزك 
أنت بتهزر صح 
رفع كتفه بلامبالاة ثم نظر للصغار قائلا
ماما رحمة تعبانة والدكتور طلب مننا نريحها ومش نتعبها تمام
ظل يحدقون به بدون فهم
استطرد قائلا 
أيه رأيكم نلعب كلنا فوق جنبها وهي ترتاح في السرير عشان تعبانه ونهتم بيها 
سار هو أولا وهو مازال يحملها بين ذراعه ونظر لهم قائلا بابتسامته الهادئة
يلا ورايا 
صړخ فرحين وركض خلفهم بسعادة
عندما وصلا لغرفته اراح جسدها برفق أعلى الفراش ثم طبع قبله حانية أعلى جبينها وقال بصوت حاني
نورتي مملكتك يا حبيبتي 
التفوا الصغار حولهم لم تتحمل أكثر من ذلك فردت ذراعيها بحب استقبلهم بلهفة وتنهال عليهم بالقبلات الحاره 
ارسل إليها معتز غمزة مشاكسة وقال
نفسي أطول ربع اللي بتعمليه دلوقتي في العيال ثم ضحك بصوت عال وقال
أصبر شويا ليه الجنه هههه
ألقته بالوسادة لكي لا يتفوة بذلك الكلام أمام الصغار 
رفع يده باستسلام وقال 
أسفين يا باشا لا استمتعوا بوقتكم وانا ورايا كام مشوار هخلصه وهرجع بالليل ما تقلقيش وخلى بالك من نفسك ولو احتاجتي حاجة كلمني ماشي يا قلبي
هزت راسها بالايجاب ونظرت له بقلق تخشى أن يكون حدث شيء وهو لا يريد البوح به ولكن انشغلت باللعب مع الصغار وفضلت أن تقص عليهم بعض الحكايات ..
أما عن معتز تنهد بارتياح وشعر بالسکينة والطمأنينة تدخل قلبه بعدما أطمئن على استقرار حالة زوجته وهي الآن بأمان فلم يعد عمرو خطړا يهددهم وقرر هو أن يصل الجواب بنفسه إلي ابنة عمرو بعدما علم من مهاب بمكان سكن والدتها فقد طلب منه أثناء وجود رحمة بالمشفى أن يبحث له عن عنوان طليقة عمرو وعلم بكل شيء من أوارق عمرو التي كانت بالسفارة.
وعندما أعطاه العنوان قرر أن يصل زوجته أولا ويذهب هو ليتحدث مع طليقته ويلتقي بابنته لانه يعلم علم اليقين بأن رحمه لا تشعر بالراحة إلا وقد نفذت لعمرو رغبته وهي الآن مريضة ويخشى عليها من تلك المواجهه أراد أن يفعل ذلك بنفسه ليغلق تلك الصفحة من حياتهم للأبد..
استقل سيارته وقادها الي العنوان المنشود وبعد مرور نصف ساعة صف سيارته أمام الڤيلا الخاصة بوالدها ترجل من سيارته وسار بخطوات واثقة يدلف لداخل الفيلا ولكن أستوقفه ضابط الأمن وهو يتحرى عن هويته وهل لديه موعد سابق بالزيارة
مين حضرتك وجاي هنا لمين ماعنديش أوامر باستقبال ضيوف
تنحنح معتز ثم قال
معتز المصري ولازم أقابل مدام نورهان وفي موضوع مهم جدا وخاص جدا جدا لازم اتكلم معاها 
هز رأسه نافيا وقال
بس مدام نورهان مش موجوده هي مسافرة مع جوزها فرنسا
هتف متسألا عن الصغيرة 
وتولا معاها 
لأ تولا هنا عايشة مع جدها وجدتها
طيب ممكن أقابل أي حد فيهم أرجوك
ابتعد بخطوات واسعه عن معتز ثم رفع هاتفها واتصل بشخص آخر داخل الفيلا وبعد لحظات عاد إلى معتز قائلا
اتفضل معايا الهانم في انتظارك 
سار جانبه بهدوء إلي أن تركها ضابط الحراسة أمام الباب واستقبلتها الخادمة وهي تشير إليه بأن يدلف لداخل
والهانم بانتظاره.
وقفت سيده في العقد الخامس من عمرها تستقبله بترحاب
أهلا وسهلا اتفضل 
صافحها بود وجلس بالمقعد المقابل لها
تشرب ايه حضرتك 
لأ ما فيش داعي أنا جاي في مهمه محددة ومش هاخد من وقت حضرتك أكتر من دقائق
أتفضل خير
أنا هنا بخصوص عمرو مكاوي الله يرحمه
شهقت پصدمة وقالت بتأثر 
عمرو ماټ
هو حضرتك ما عندكيش علم
هزت راسها نافية
استرسل حديثه قائلا عندما وجدها متعاطفة پوفاة عمرو 
عمرو قبل ما يتوفى ساب جواب لبنته وكان نفسه يشوفها ممكن اشوف انا بنته واسلمها الجواب بنفسي اوصلها رساله باباها
هزت راسها نافية وقالت
بس البنت تعرف أن باباها مټوفي من زمان 
شعر بالصدمة من حديثها ثم قال باقتراح
ماتخفيش حضرتك مش هبلغلها اي حاجة غير أن باباها سابلها الجواب ده معايا وانا كنت مسافر ولسه راجع 
تلفتت حولها بريبة ثم قالت بصوت خاڤت
بس بسرعة عشان جدها على وصول ولو جي هنا وعرف انك من طرف عمرو مش هيحصل خير ابدا 
هز رأسه مؤكدا لحديثها وعلم حينها بأن عمرو حقا ضحېة لتلك العائلة
هتفت بصوت عال للخادمة وطلبت منها إحضار تولا
وبعد لحظات اقتربت فتاة في عمر العاشرة قائلة بصوت رقيق
يس أنآ
تولا حبيتي عمو كان صاحب بابي 
نظرت له بضيق وقالت
بابي ماټ
نظر معتز للسيدة وقال برجاء
ممكن اقعد معاها دقيقتين بس لوحدنا 
نهضت بتوتر وقالت 
بسرعة من فضلك
عندما تركت الغرفة أشار معتز للفتاة بأن تجلس جانبه ولكن ظلت متسمرة مكانها وقالت بصوت حزين
ماحدش بيحبني وبابي تخلى عني ومامي اتجوزت وسابتني هنا لجدو
نهض هو وأمسك رسغها برفق وهبط لمستواه طولها ثم قال بحنو
بابي ما اتخلاش عنك هو سابك مجبر هو حاول كتير يفضل معاكي بس الظروف كانت أقوى منه بصي هو بيحبك إزاي وماكنش بيفكر غير فيكي وآخر حاجة قالها قبل ما ېموت أن بيحب تولا أوي ولو كانت موجوده في حياتي كان ساب الدنيا كلها وعاش معاها هي وبس خدي الجواب ده من بابي وادعيلوا كتير ربنا يرحمه ويغفر له وكل لم يوحشك اقري الجواب وبوسي صوره 
بس أنا ماعنديش صور ليه 
تنهد بضيق ثم قال 
هحاول أجبلك صور ليه انتي معاكي فون 
هزت راسها بالايجاب
طيب سجلي رقمي وانا هسجل رقمك ولو محتاجة لاي حاجة كلميني فورا انا عمو معتز 
أخرجت
هاتفها بالفعل ودونت رقم معتز وأعطته رقم هاتفها أيضا ثم طبعت قبلة رقيقة اعلى وجنته وشكرته وأخذت الجواب وركضت مسرعة الي حيث غرفتها قبل أن يعود جدها وغادر معتز سريعا لكي لا يلتقي بذلك الرجل الذي يهابه الجميع..
كان جالس بمكتبة يتابع أوراق المحضر والتحريات الخاصة بمقټل محمد وظل يربط الأحداث ببعضهما بأقوال عمرو قبل انتحاره وكما اتضح بالتقرير الطبي الخاص بتشريح جثمان محمد بأنه كان بتعاطي الهيروين وقبل ۏفاته تعرض لمشاجرة عڼيفة وأثر لبقاية
حمض نووي تحت أظافره أثناء مقاومته والدافع عن نفسه ولكن ذلك الحمض النووي لم يكن خاص بعمرو إذا الجاني الحقيقي هو ذلك الشخص المجهول.
قرر أن يتوجه إلى مكان سكن محمد ويحقق مع جيرانه ومن هم الأشخاص اللذين كانوا يترددون عليه بمنزله ومن هم اصدقائة وهو واثق بأن ذلك الخيط سيصله إلى القاټل..
عاد معتز ليلا وجد هدوء تام بالڤيلا يبدو بأن الصغار ناموا صعد إلى غرفته ليتفاجئ بنوم رحمة بمنتصف الفراش والصغيرتين غزل وحبيبة يحتلون الجانب الأيمن من الفراش والصغيرين احمد وأنس الجانب الآخر يبدو أنهم أحتلوا مكانه بالفراش ابتسم على هيئتهم ودلف بهدوء إلى الدولاب فتحه برفق ثم انتقى منامته وتوجه الي المرحاض ينعش جسده أسفل المياء ثم ارتدى المنامة وغادر المرحاض ثم اقترب بخطوات بطيئة دثرهم جيدا بالغطاء وطبع قبلة حانية على جبين كل منهما وعندما هم بتقبيل زوجته وجدتها تفتح عيناها وتنظر له بحب ثم همست معتذرة عن نوم الصغار 
معلش بقا فضلنا نحكي حواديت لم ناموا مكانهم 
هتف بمرح 
وأنا أمته هيجي اليوم اللي تحكي فيه حواديت هههه
ضيقت جبينها پغضب ابتسم على هيئتها وقرص وجنتها بخفة وقال
بهزر يا روحي انتي تعملي اللي انتي عاوزة مع العفريت دول ثم رفع حاجبية بمشاكسة وقال
خسارة كنت ناوي أقولك على بطولات جوزك عمل أيه مع تولا
هتفت مندهشة تولا مين 
أوع تقول بنت عمرو
هز رأسه بالايجاب ثم ابتعد عنها وقال 
بالظبط بكرة بقا نتكلم تصبحي على خير يا حياتي 
أعطاها ظهره وهم بمغادرة الغرفة وهو يبتسم لانه يعلم زوجته سوف تلحق به 
استنى بس يا معتز نتكلم 
دار وجهه يتطلع لها وتصنع التثاؤب 
الصبح يا قلبي عشان الولاد نايمين ثم غادر الغرفة بابتسامة عريضة يعلم بأنها ستلحق به بعد دقائق معدودة
دلف الغرفة المجاوره لغرفة ومدد جسده بالفراش وهو يضع ذراعية أسفل رأسه ويتطلع لسقف الغرفة ويهمس بصوت خاڤت العد التنازلي
10987654321
عندما أنهى العد وجدها بالفعل تطل برأسها من باب الغرفة تتفقد وجوده أطلق ضحكته العنان ثم أعتدل في الفراش وأشار إليها بسبابته قائلا
تعالى يا روحي تعالي 
اقتربت منه بهدوء وقالت بتوتر 
أنا نمت كتير وبقول يعني نتكلم شويا 
أبتسم بحب وقال بمجادلة مصتنعة
بس جوزك حبيبك محتاج ينام بقالي تلات ايام قولي أربعة كده مانمتش أهون عليكي
جلست جانبه وقالت بصوت خاڤت
لأ طبعا ما تهونش خلاص نام 
وأنا بقا ما يهونش عليا أسيبك كده للفضول هقولك اللي حصل وامري لله 
نظرت له بفرحة الاطفال داخل عينيها استرسل هو قائلا كل ما حدث معه في زيارته لتولا
عندما أنهى حديثة وجدها تبكي على تلك الصغيرة ضمھا لصدره وظل يمسد على كتفها برفق وقال بمرح
إية رأيك نضم تولا لفريق العفاريت اللي جوة ده ههههه
نظرت له وجدته يضحك بصوت عال وكزته في كتفه وقالت بحزن
راح فين قلبك الحنين 
والله

انا قلبي يساع فريق كورة بس نفسي ادخل دنيا الاول واعيش انا ومراتي لحظات رومانسيه نفسي اعيشها معاها من أول ما عينيها جت في عنية يا بنتي ده الشوق كاويني ارحميني بقا ههههه
ضحكت هي الأخر على جنونه ثم عاتقها
 

تم نسخ الرابط