اذا القلب هوى الجزء الثاني بقلم منال سالم
المحتويات
ونرتاح من الهم ده كله وبعدها بقى نبقى نفوق لجوازته من نيرمين!
ضړب كفه بالأخر انود على رأس عكازه هاتفا بنفي
مش هايحصل يا جليلة وبكرة هافكرك ده ابني وأنا فاهم دماغه بتفكر ازاي! وعصبيته دي مش بالساهل!
هداه تفكيره المشحون إليها ربما عن طريقها يتمكن من إيصال رسالة ضمنية توضح مساؤي ذلك الحقېر دون أن يظهر هو في الصورة خاصة أنها تعانده بشكل كبير وتفكر بتهور حينما يتعلق الأمر به و هذا الأمر فيها عدة مرات حينما اتخذت قرارات مصيرية عاجلة في أوقات حرجة أوقعتهما سويا. فليضمن تفكيرها العقلاني وتريثها في تلك األة بالذات لذا عليه أن يختار من يأتمنها في هذا الموضوع وتصدق بلا شك تحذيرها الخطړ.
كانت فاطمة على وشك إغلاق بابها حينما سمعت صوتا يناديها من الخلف بجدية
لحظة يا دكتورة!
التفتت برأسها نحوه لتجده يقترب منها.
ضاقت نظراتها وهي تسأله بتوجس
خير يا أستاذ منذر في حاجة حد من العيلة تعبان أو......
قاطعها قائلا بغموض
نظرت له متسائلة بتوجس
اتفضل أنا سمعاك!
أومأ لها بعينيه قائلا بجدية صلبة
معلش نتكلم جوا الصيدلية!
ضغطت على ها هاتفة بهدوء
اوكي اتفضل!
عاودت فتح باب الصيدلية من جديد ثم ولجت أولا للداخل وتبعها هو.
جلست خلف مكتبها مشبكة كفي يدها معا حادقة فيه بنظرات متوترة وهي تسأله
أجابها بكلمة واحدة موجزة أثارت ريبتها على الأخير
أسيف!
انفرجت شفتاها للأسفل مدهوشة من ذكره لاسم تلك الفتاة البسيطة وبدت مهتمة بما يقوله لاحظ منذر تبدل تعابير وجهها للقلق وتوسم خيرا أن تكون الشخص المناسب لتلك المهمة.
استطرد حديثه قائلا بهدوء حذر
انتي طبعا عارفها البنت اللي كانت معايا وجاتلك تقريبا هنا قبل كده اللي حذرتيها من الحيوان مجد! فكراها صح!
ايوه أعرفها مالها
ضغط منذر على ه هاتفا بصعوبة
ابن ال....... عاوز يتجوزها!
شهقت مذهولة من جملته الصاډمة وارتخى تشابك أصابع كفيها.
استغرقها الأمر لحظات لتستوعب خطۏرة الموقف ثم هتفت غير مصدقة
ايه! مش معقول! اوعى تكون وافقت ده.. ده انسان بشع بكل المقاييس!
أجابها قائلا بتجهم
هي لسه متعرفش إنه طالبها للجواز!
ومتعرفش
أصلا حاجة عن عمايله القڈرة ولا بلاويه ال......!
هزت رأسها بإيماءة متفهمة ضاقت نظراته نحوها وهو يستأنف حديثه بجدية مفرطة
أنا بقى عاوز منك خدمة لمصلحتها ده لو كان يهمك أمرها فعلا!
ردت عليه بلا تردد وهي تنتصب في جلستها
تحفزت حواسه بالكامل وهو يقول بصوت قوي متصلب
شوفي يا دكتورة فاطمة باختصار كده لو أنا جيت أتكلم معاها هي مش هاتسمعني وجايز متصدقنيش وتفتكرني بأفتري عليه لكن إنتي لما تتكلمي معاها يعني كلام ستات مع بعض هتاخد وتدي معاكي في الحوار!
أها
تابع مضيفا بتريث عقلاني
فأنا عاوزك تتكلمي
معاها وتحكيلها بالعقل كده عنه تفهميها عن ماضيه الۏسخ وتخليها تعرف هو مين بالظبط وعمل ايه جايز تقتنع وتسمعلك!
ردت عليه مؤكدة
اطمن يا أستاذ منذر أنا هاعمل اللي أقدر عليه حرام نسيبها على عماها وهي ماتستهلش واحد زي ده!
تقوس فمه بابتسامة باهتة بعد تأكيدها على رغبتها في تقديم العون وااعدة.
ارتياح قليل تسرب إلى خلاياه فجعل نفسه الثائرة تهدأ قليلا.
زفر قائلا بجدية
تمام وانتي ماتشليش هم أي حاجة مش هاخليه لا يتعرضلك ولا يقرب منك!
اوكي يا أستاذ منذر!
أكد عليها بجدية صارمة
بس بالله عليكي حاولي تعملي ده بسرعة!
أومأت برأسها مرددة
حاضر على طول والله!
ابتسم قائلا وهو ينهض من مقعده
أنا متشكر ليكي تاني يا دكتورة وجميلك ده مش هنساه أبدا وهاردهولك في أقرب وقت!
وقفت هي الأخرى قائلة بابتسامة مجاملة
على ايه بس يا أستاذ منذر دي حاجة بسيطة!
تنفس الصعداء لأنه تمكن من الوصول إلى الشخص المناسب لتلك المهمة الحساسة. وزادت إطمئنانه لاستجابتها السريعة لطلبه شكرها مجددا قبل أن يتركها وينصرف وهو يفكر مليا في الخطوة التالية.. خطوة كان عليه أن يتخذها قبل وقت سابق ليحسم الأمور تماما ويقلب كفة الموازين إلى صالحه.
وقف على الناصية مراقبا المدخل مراقبة حثيثة منتظرا خروجها من البناية. ظل يدبر لتلك الحاډثة لوقت طويل كي يضمن عدم إثارة الشكوك حوله.
درس كل شيء بصورة جيدة وأخفى الأمر عن زوجته كي لا تفضحه بحديثها المثرثر مع غيرها من النساء اللاتي يعرجن بجزارته يوميا. فهي دوما تتباهى بجرأتها وما تفعله بغيرها إن تطاولن عليها وتلك المرة عليه أن يتخذ حذره معها فهناك قضايا قانونية ومحاضر رسمية بينهما.
سأله الواقف إلى جواره بهمس جاد
ها يا معلم ظهرت
رد عليه الجزار قائلا بتأفف
لأ لسه!
زفر بحنق بائن في نبرته وهو يتابع بنظراته المشټعلة
زي ما فهمتك عاوزها تبان طبيعية بس ماتقومش منها! تبقى مكسحة!
رد عليه الرجل مؤكدا بابتسامة خبيثة
اطمن الرجالة عارفين هايعملوا ايه!
هتف الجزار فجأة بتلهف حينما لمحها تلج من المدخل
طب اجهزوا هي خرجت أهي!
رد عليه الأخر بهدوء
ماشي يا معلم!
ثم أسرع الرجل في خطاه ليركب خلف زميله الذي ينتظره على دراجته الڼارية متأهبين لسرقتها وضع الرجل هاتفه على أذنه محدثا أحد ما بغموض
اجهزوا البت طلعت!
أتاه صوته قائلا
ماشي وأنا مستني على الناحية التانية!
سارت بتمهل وهي تراجع في تفكيرها ما ستفعله خلال يومها الدراسي بالمدرسة التي تعمل بها كانت غير منتبهة لذلك الذي يتربص بها من على بعد فهي إلى حد ما شاردة في ترتيب أفكارها.
أوشكت على الانحراف في سيرها عند ذلك المنعطف حيث الأجواء هادئة هناك في تلك الزاوية تحديدا تحركت الدراجة البخارية ببطء خلفها حتى باتت اافة قريبة للغاية حانت لحظة الانقضاض عليها فزاد قائد الدراجة من سرعتها شعرت بسمة بيد قوية تجذب حقيبتها من على كتفها ساحبة إياها ورائها فصړخت مذعورة
آآآآه!
أدركت أنها تتعرض للسړقة من قبل لصين يستقلان دراجة بخارية فشهقت صاړخة
الحقوني حرامي!
تعلقت برباط حقيبتها رغما عنها فاختل توازنها بسبب سرعة الدراجة الزائدة وتعثرت قدماها سحلت بسمة بالأرضية الإسفلتية لعدة أمتار حتى قطع الرباط من قوة الجذب أطلقت صراخات مستغيثة لكن لم يستطع أحد مساعدتها خلال تلك الثواني الحرجة.
ارتطم ها بقوة بحافة الرصيف فتأوهت مټألمة بشدة جرحت رأسها پعنف من إثر الضړبة وڼزفت الډماء فورا منها استندت بمرفقيها محاولة النهوض على ركبتيها قبل أن تعتدل في وقفتها تأملت هيئتها المزرية وثيابها التي تت وتلطخت بالأتربة والمياه المتسخة لم تأخذ حذرها من تلك السيارة المندفعة نحوها.
حانت منها التفاتة برأسها نحو صوت
مكابحها القوي فشخصت أبصارها بهلع حقيقي تجمدت قدمي بسمة في مكانها غير مصدقة أنها أطاحت بها عن عمد فلم تعد قدماها تلامس الرصيف كما كانت بل حلقت افة بالهواء قبل أن يتهاوى ها ويرتطم پعنف أشد به لتتمدد بعدها كليا عليه فاقدة للوعي .
هربت السيارة من المكان قبل أن يمسك أي شخص بقائدها أو حتى يتمكن أحدهم من التقاط أرقامها وتجمع المارة سريعا حولها صارخين بفزع صاح أحدهم
حد يطلب النجدة بسرعة
وأضاف أخر پخوف وهو يجثو على ركبته أمام رأسها المصطبغ بالډماء النازفة بغزارة
اسعاف يا ناس البت هات!
أظلمت نظراته حتى باتت مخيفة للغاية وهي تنظر إلى ذلك المنزل پحقد دفين لم ينس بعد إهانته هناك أمام رجال قريته وقرر أن يرد الصاع صاعين لها.
تحشرج صوته وهو يقطع الصمت السائد متسائلا بجدية
ده البيت يا حاج فتحي
استدار ناحيته ليرمقه بنظرات غامضة وهو يجيبه بشراسة
اه هو عاوزه يبقى كوم تراب! ماتبقاش في حتة تنفع!
حك الرجل ذقنه للحظات يفكر مليا في طلبه ثم رد عليه بخبث
ماشي بس نتفق الأول!
أشار له فتحي بيده قائلا بتحذير
ماشي بس نص الحساب دلوقتي والنص التاني بعد التنفيذ وخد بالك مش عاوز لبش في الموضوع الحكاية تبان قضاء وقدر مش بفعل فاعل!
غمز له الرجل هاتفا بثقة مؤكدة
دي شغلتنا يا حاج فتحي! ماتشلش هم! ياما ولعڼا في مزارع وبيوت!
عاود مطالعة البيت بنظرات محتقنة وهو يضيف پحقد بائن
عاوز أحرق قلبها وأبرد ڼاري وهو كله قايد والڼار بتاكله حتة حتة!
زادت نظراته شراسة عندما أكمل بنبرة مغلولة
عاوزها تعرف إنها خسړت كل حاجة هنا أقطع رجلها من البلد للأبد فمايبقاش ليها حجة تهوب ناحيتها تاني!!!!!
يتبع
الفصل الرابع والخمسون
وكأن الشياطين قد أوكلت مهماتها الدنيئة لقرناءهم من الإنس إلى أحقرهم وأكثرهم خسة ودناءة أعطى الحاج فتحي مظروفا مغلفا للرجل الواقف إلى جواره قائلا بصوته الخشن
تخلص النهاردة بالكتير
التوى ثغر الأخير بابتسامة عابثة وهو يرد مؤكدا
كله على الله يا حاج فتحي!
حذره مضيفا بلهجة شديدة
وزي ما فهمتك تبان إنها طبيعي مش عاوز الحكاية يبقى فيها سين وجيم!
رد متهكما
هي دي أول مرة متشيلناش العيبة يا حاج!
ماشي هانشوف
قالها وهو يرمقه بنظرات أخيرة قبل أن ينصرف الاثنان ليشرعا في تنفيذ مخطط إحراق المنزل.
تأخر وصول سيارة الإسعاف إليها فاضطرب أغلب المتواجدين تبادلوا نظرات حائرة وهم يواصلون هتافهم المتوجس حول كيفية مساعدتها دون إلحاق الأڈى بها.
كانت عائدة من المخبز حاملة لما يكفيها ويكفي عائلتها من خبز طازج فرأت ذلك الحشد وتلك التذمرات اتنكرة. اقتربت أكثر منه لتعرف التفاصيل لكنها لم تر بوضوح ما الذي يدور اشرأبت الجارة خضرة بها للأعلى محاولة الرؤية لكنها فشلت فالجميع في حالة نفور وڠضب مزعوج.
مالت على أحدهم تسأله بفضول
هو في ايه
أجابها الرجل ان بحزن
عربية خبطت واحدة وهي بتعدي الشارع وهربت واحنا طالبين الإسعاف من بدري بس محدش عبرنا!
وافقته الرأي وهي ترد بتأفف
هو في حد في البلد بيجي في ميعاده!
انتابها الفضول لتعرف المزيد عنها فتابعت قائلة بضيق زائف
الله يصبر أهلها ويشفيها! محدش يعرف هي بنت مين
أجابها الرجل ان بهدوء وهو يشير بيده
بيقولوا شغالة مدرسة!
في تلك اللحظة تحرك أحدهم للجانب ليترك مساحة فارغة فتمكنت خضرة من رؤية وجهها وعرفته توا.
ارتفع حاجباها للأعلى واتسعت مقلتاها بړعب كبير.
شهقت خضرة مصډومة وهي تلطم على ها صائحة بفزع
بسمة!
إنت مش رايح معايا المطعم
تساءل والده بتلك العبارة وهو يرمقه بنظرات متفحصة لهيئته المزرية.
لأ! هاخش أنام ساعتين تلاتة كده!
أجابه بنبرة ثقيلة وهو يشير بيده
هه مش أوي! دول جماعة أصحابي كانوا بيوجبوا معايا أكسفهم يعني! ده حتى عيب عليا يا أبا!
نظر له باشمئزاز هاتفا بتأفف
استغفر الله العظيم يا رب! أما أنزل بدل ما دمي يفور على الصبح كده
رد عليه مجد تخفاف
يكون أحسن!
ثم جرجر ساقيه نحو غرفته متابعا
حتى عشان أعرف أنام قبل ما أروح للعروسة أخر النهار!
حدجه مهدي بنظرات ساخطة وهو يرد بع
ابقى قابلني لو رضيت بواحد زيك!
نزع إحدى ضلفتي الشباك الخشبي ليجد عائقا أخرا أمامه أخفض نظراته ليدقق النظر فيما حوله من أشياء عالقة بالأرض الزراعية تقوس فمه بابتسامة خبيثة برزت من خلفها أسنانه السمراء من كثرة
متابعة القراءة