وجد بقلم اليكس عزيز

موقع أيام نيوز


هنتغدى انهردا عند مالك.. عازمنا اكتر من شهر ونص...
حاضر....
صباح الخير.. علي عيونك
صباح الخير يا مالك
فين حنين... 
قالها وهو يجلس امامها علي المكتب..
كالعادة عند وجد
ركز في عينيها التي تتهرب..... امسك وجهها... 
ليه عينيكي بيهربوا مني
ازالت يديه من علي وجهها.. ثم وقفت توليه ظهرها
انا مش بهرب ولا حاجة

وقف امامها
لا بتهربي.. بقالنا شهر.. بنتكلم.. وبقينا اكتر من صحاب... وبنتك بقت روحي فيها وهي كمان.. وانتي.. اول ماحسيتي بحاجة بقيتي بتهربي.. ليه...
لا..
كوب وجهها.. يمنعها من استرسال حديثها...
ماتحاوليش تقولي كلام مش حقيقي... انتي عارفة من البداية اني معجب.. والاعجاب اتحول لحاجة اكبر...
لا... دا بس حاجة عايز تطولها علشان بعيدة عن ايديك.. وسهراتك تشهد
بكل سهراتي.. وهزاري وكلامي... بس عمري ماعملت علاقة كاملة مع واحدة فيهم.. لافيهم واحدة دخلت قلبي.. ولا اوضة نومي...
وانا اكيد مش هدخلها.. قالت وهي توليه ظهرها
ليه.. انا بقولك بحبك. اه.. حبيتك.. وقربت منك... وعايز اتجوزك...
استدارت ونظرت له
هو انت عايز تبقي ماشي حياتك سهلة كده.. وبعدين لما تحب.. وتبقى عارفة سهراتك.. وعلاقتك.. والي خي مش كاملة علي رأيك... بس في... تقولك شبيك لبيك.... ليه يعني... انا ارملة ومعايا بنتي... وما استحملش اعيش كده... ولا تحب هي تشوف حد قريب منها كده...
بس انا اتغيرت... كله اتقطع.. علاقاتي.. سهراتي.. كله.. كله.. مافيش حاجة.. من اكت من اسبوعين.. 
. من وقت ما قربت جامد.. ومشاعري اتحولت لحب..
بس في ماضي ولسه هيمشي وراك...
وقف لحظة.. ثم سألها
انتي محسيتيش بحاجة ناحيتي.. علشان كده بتقولي كده
انا واحدة ارملة.. فاهم الناس بتقول عنها ايه... الصورة السهلة الناس بس بتاخدها عننا... وواحد بعلاقاتك... الناس هتفكرني كنت علي عللقة بيك.. وجيت لك هنا.. فاهم.. انا مش لوحدي.. انا ام.. فاهم يعني ايه ام.. لازم افكر في بنتي قبلي... بنتي الي اعمامها مانوا بيبيعوا ويشتروا فيا وفيها.. علشان الورث.. فاهم.. بنتي الي عمري ماهعمل خاجة في يوم تبعدني عنها...
فقد ينظر لها... لم يتحدث مرة أخرى.... نظرة الم عتاب... ثم انصرف من امامها
جلست علي مكتبها.. حزينة.. لم تبكي.. فما قاسته من الم من أهل زوجها.. رغبة في الاستيلاء علي ورث ابنتها.. جعل دموعها تتحجر.. فقد قلب يتقطع بالمعنى الحرفي
همست لنفسها
كده احسن.. ايوة يا رهف... دوسي علي كل حاجة الا بنتك
قربي وحدك.. احسن
تؤ.. مش هقرب.. اجري والحقني
دوللي يا روحي.. شايفة الجزيرة دي.. احنا هنا وحدنا... صراخك ماحدش بيسمعه.. وانتي الي بتجيبيه لنفسك
وحد قالك اني معترضة
ماشي... 
طب ارد.. استنى..
ردي
الو. بابي.. ازيك
ازيك يا ديالا.. انتو كويسين
الحمدلله.. اخبارك انت
انا كويس... حبيبتي... اسر جنبك
اه
ادهولي
... 
همهم باعتراض
ايه
خد كلم بابي
ابتعد عنها
الو.. ازيك يا عمي
ابعد عن ديالا يا اسر.. وكلمني
اضطرب اسر لكنه لم يظهر شيئا لديالا
حاضر ياعمي.. هغير المكان... ما انت كنت بتكلمها عادي.. الشبكة دي لازم تمشورني يعني
حبيبتي.. جهزي الاكل... هتكلم بره في الشبكة وجي
الو يا عمي.. انا بعيد.. في ايه
اسر... تزلوا حالا... 
في ايه.. جود جراله حاجة
اسر. في فيديو بقاله ساعتين علي كل المواقع لوجد مرات جود.. انا عرفت من خمس دقايق... لازم تنزل.. جود في اسكندرية.. لازم تنزل
ابتلع لعابه بتوتر.. 
محتواه.. محتواه ايه
تلاته بيغت.....
خلاص.. خلاص.... انا نازل حالا
اغمض عينيه پألم... فيبدو ان هناك کاړثة علي الابواب...
دخل مسرعا للداخل.. قابلته ديالا قلقة
في ايه
يلا نجهز علشان نازلين مصر.. بسرعة
هتفت في قلق
بابي.. بابي جراله حاجة.. هو ماله
ماتخافيش.. هو كويس خالص.... بس 
بس ايه
فاكرة الفيديو الي حكتلك ان جود مسحه
اه.. بتاع وجد
في فيديو علي المواقع من ساعتين... ابوكي بيقول في تلاتة بيغ.. مش قادر.. وجود ما اعرفش عرف ولا.. لازم انزل
يلا... يلا ننزل بسرعة
دخل الي قرية مالك وصفا تهتم بجودي وحنين
ما ان دخل.. حتى تحولت نظرات الجميع لهم
لاول مرة بعد ان اعتادت على نظرات الناس
مالك.. نمشي..
الناس.. بتبصلي بطريقة غريبة.. 
ماتبصيلهمش.. تنتي بس متوترة شوية.. هندخل علي طول
دخل وجلسوا...
اقعدي بس... وخلي القطاقيط دول معاكي.. وانا جي علي طول.. ماشي
ابتسمت باضطراب...
دخل مكتب.. مالك.. وجده فقط ينظر لشاشة لابه... لا يتحرك.. فقط يبنظر بعيون متسعة علي اخرها.. حتي انه لم يلاحظ ان احدا دخل مكتبه. فقد طرق بابه اكثر من مرة.. لكن لم يجد رد.. فدخل فالسكرتيرة تعلم بعلاقتهم
تقدم منه ببطء.. وهو يتحدث في اخر خطوتين
حاطط كاميرا ولا ايه في ارضة رهف.. مسبل كده ليه.. اوعى.....
لم يكمل حديثه... لم يكمله... بل كاد ان يسقط.. فاستند على كرسي مالك...
وجد الفيديو الذي مسحه بيده... يشاهده مالك.. كان مازال في البداية وهم يقتربون منها.. كان كل شئ واضح....
لن يدري بنفسه.. الا وهو يكسر ذلك اللاب.. ويضرب مالك.. ويمسكه من تلابيه
جبت الزفت دا منين.. صړخ فيه 
اهدي.. اهدي..
اهدى ايه.. جبته منين
بقابه ساعتين متشير... حد بعتهولي دلوقتي... اهدي علشان نتصرف.. ونشوف مين فبركه
ترك ملابس مالك.. كاد ان يسقط.. فأسنده مالك
ماذا.. من اين جاء.. لقد مسحه ودمره بيده... وجد.. وجد وحدها في الخارج...
ركض مسرعا.. وخلفه مالك.. حتي لا تشاهد هذا بالخطأ
وهي جالسة.. اقترب منها طفل.. والحرس حولها... تركوه يقترب منها
وضع في يدها الهاتف.. وذهب
امسكت الهاتف.. مدت يدها تريد اللحاق به.. يبدو انه طفل مع والديه وهذا هاتف احداهما.. لكنها سمعت صوتها... صوتها نعم
ادارت الهاتف... ونظرت 
وجد.. حبيبتي... ردي عليا
رفعت عينيها الممتلئة بالدموع... والكسرك فقد كانت تناست هذا الموضوع نسبيا..
وجد.. اهدي.. همسحه من علي كل المواقع.. ظرف ساعة.. ومش هيبقى موجود
مواقع
همست... ثم اغمضت عينيها... مستسلمه لذلك السواد العميق الذي احاط بها
خملها سريعا وحرسه خلفه... ومالك ذهب خلفهم... بينما الأطفال... كانوا مع الحرس في سيارة اخرى
وصل سريعا لقصره... حاملها للاعلي...
جاء الطبيب واعطاها حقنه.. واخبره انها ستفيق وحدها
صفا اخذت الاطفال الي الشاطئ يلهون
بينما ظل مالك وجود بالاسفل
عايز هكر.. وحالا
اردف پغضب في رئيس حرسه.
خمس دقايق.. هو في الطريق
خمس دقائق فقط وكان اشهرهم موجود عنده
عايز الفيديو مايبقالوش اثر... وعايز اعرف مين حمله
جود باشا.. الحذف محتاج فلوس كتير
لو هدفع ثروتي.. مش عايزله اثر فاهم
مرت ساعتين.. وتم تحريل مبلغ طائل من الاموال لحسابات مختلفة...
للاسف.. مش هعرف دلوقتي مين الي حمله.. اديني لبكرة بس
معاك بكرة بس.. حرسي معاك... واخرك لو ماوصلتش لحاجة عيبقى بكرة برضه
ابتلع ذلك الهاكر لعابه بصعوبة
ان شاء الله
جود
امشي يا مالك دلوقتي.. وخد جود وحنين.. خليهم انهردا عند رهف وخد صفا معاهم..
والحرس
ذهب مالك.. فهو يعرف صديقه جيدا.. في اوقات غضبه كلماته سيف.. ولا يحبذ تكرارها
صهد الي الاعلي.. وجدها تفوق... 
جوووود
انا هنا.. هنا يا قلبي.. هنا
قال وهو مسيطرا عليها 
ال... الفيديو...
اتمسح.. مافيش حد هيشوفه تاني.. خلاص
تاني.. همست پجنون
ثم وقفت
وقف امامها وهي تنظر الأسف
بصيلي.. بصيلي.. ارفعي عنيكي
رفعت عينيها تنظر له... لم تتماسك من شده مشاعره التي تسكن عينيه... وترجيها الشديد الذي يسكن عينيه..
بل انزلتهم سريعا...
اقترب اكثر.. واكثر... ومع اقترابه تسقط دمعاتها... حتي اصبح يسجنها داخل ...
تشبثت في سترته بشده... وعلت همسات ۏجعها... وبكائها
حياته معها.. بألف حياه... فضحكاتها.. ابتساماتها... دعاباتها.. طفولته... كل شئ... كل شئ بها... حياة بالنسبة له
همس.. 
ماتعيطيش... ماتعيطيش.... الموضوع مش هيعدي كده...
اه... وهي متشبثة لاتريد الخروج.. فقرارها الذي اتخذته... ه.. سيجعلها... لن تدخله مجددا...
ازدادت شهقاتها بشده....... تألم... 
اغمض عينيه پألم... فالذي حدث.. كيف حدث... كيف... اقسم سينهي من فعل هذا... وكيف استطاع
اه من ۏجع يتجدد بعد التئام... اه من ۏجع قلبها الذي متأكد انه يشعر فقط بمقدار ضئيل فقط
اخذ يزيل دموعها... 
هششششش... والله هجيب الي عمل كده.. وهحطه تخت رجليكي.... وحياتك.. وحياتك...
ازداد انسياب دموعها اكثر....
... وهو يهمس بكلمات تطمئنها...
انا اسف... مش عارف.. جابه منين.... انا اسف.... والله اهدي... مالوش اثر دلوقتي.... وحياتي...
هدأ نشيجها.... ثم ابتعدت قليلا ترى عينيه
رفعت كفها المرتعش...... 
همست 
انا.... انا بحبك.... واسفه علي كل حاجة.. اسفة... علي.. علي كله
قالت پبكاء اذاب نياط قلبه..
تريد ان تصرخ فقط... فقط.. 
خمس دقائق.... فقط... ثم ابتعدت عنه... .
وضعت قميصه علي 
وجعك هو ۏجعي
وضعت يدها علي فمه...
ثم اكملت
وهي تنظر داخل عينيه... تترك العنان لرصاصة ستذيق روحها الالم الاخير.. النهائي.... الذي لن تعيش بعده
ط... ط. طلقني... 
الخامس عشر
هاله ما سمعه.. ماذا تطلب الطلاق.... 
بحبك يا وجد.. وما اسمعش الكلمة دي تاني...
همست بۏجع.. 
انا بأذيك... كراجل انا بأذيك.. فيديو لمراتك... كله كله شافه.... انت.. انت كنت الدوا ليا.. وانا. ب....
بت ايه.....انا راجل.. وكبير كفاية... واتجوزتك.. وخبيتك. وقربت منك... وانتي حبتيني.. وحبيتي بنتي... وكنا خلاص بنخف... انا مش عيل... انا اقدر اواجه اي حد... والي عمل كده.. زي ما قلت لك هيكون تحت رجليكي.... هندمه علي عمره كله.. و
ثم كوب وجهها يزيل دمعاتها الاي لا تتوقف
عارف.. عارف انه صعب عليكي.. الكسر لاول مرة صعب.. بس لتاني مرة بيبقى مضاعف.. خاصة لو كنا خلاص بنشفى منه.... بس زي ما قدرنا نتخطى الي حصل في الاول... هنتخطى ده
همست بۏجع وبكاء
دول.. دول ساعتين.. يعني.....
ساعتين... وهسفف الي نشرهم عڈاب جهنم في الارض عليهم.... وجد... انا الي فارق معايا انتي وبس.. مش حد تاني.... انتي مغلطيش.. انتي كنتي ضحېة... خلي ده بالك... انتي مش خاطية ولا مذنبة.. انتي ضحېة.... وهتقفي علي رجليكي...
هقف... نظرات الناس في القرية اول ما دخلت... انا مش هقدر.. ان
يولعوا الناس... اقفي علشاني.. علشان ماما وبابا.. علشان جودي... علشان تبقي درس للكل.... ان الي حصلك يكسر بس انتي وقفتي... انتي اتأثرتي بالي حصل.. ولسه تبعاته كمان بتأثر عليكي.. لسه.. انتي واجهتي كل المأساه لاخرها...
قالت بنشيج مؤلم
خاېفة يكون لسه في تبعات تانية.. خاېفة... 
انا جنبك... جنبك وبس.... الي جي هنواجه سوا.. انتي بس خليكي قوية شوية...
.. بكائها لا يتوقف... وعقله ايضا لا يتوقف عن التفكير.... والڠضب والالم يأكل قلبه
مافيش رجالة كتير زي جود... يمكن قليلين الي هيقفوا جنب الست لما ... واقل بكتير ممكن يتعاملوا مع الموقف زي ما جود اتعامل.... حتى لو كان واقف جنبها... بنسبة كبيرة.. بعد نشر الفيديو ده... اكيد هيسيبها ويتخلى عنها... هيعتبرها حاجة خدشت رجولته.. ضغط الاهل والمجتمع... وبسبب فيديو عي ضحېة فيه...بيحاسبوها هي.. وسايبين الجلاد الي سلب برائتها..... كل فكرهم بيبقي. كإنه فيلم ... واهواء مريضة...
يمكن سن جود ونضوجه... وخبرته.. ومركزه خلته قادر يواجه... او قادر يحتوي وجد والموقف...
في رجالة كتير.. ... بتتهرب.... ما بتفكرش في احساس الست.. المدبوحة..... يا ما فيديوهات اتنشرت ... والست فيها ضحېة... والفيديوهات ماتمسحتش... والست بقت متعلم عليها.. حتى وهي ضحېة... ما حدش بيتقبلها زوجة.. او ام.... مجتمع مريض... بيحسسها انها وصمة عار.. بينما السبب في كل ده.. وهو الجاني والظالم والجلاد... حتى لو اتعاقب... بيتعاقب عقۏبة ابسط بكتير من فعله... وبيخرج عادي جدا ويمارس حياته...

مجتمع وفكر مزدوج....
حل الصباح ومازالت.. تبكي.. انهكت احبالها الصوتية... هي نفسها انهكت... هدأت تدريجيا.. حتي سكنت...
رفعها بخفة وسطحها علي الفراش........ 
ثم صعد مرة اخرى.... القى عليها نظرة وجدها كما هي نائمة... بدل ملابسه....
ثم نزل.... وجد حرسه..
 

تم نسخ الرابط