متيم بغرامها فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

 


من الفقدان المرير عقب ذكرياته الأليمة مع جنس حواء 
وصل الى المشفى ثم حملها بين ذراعيه ودلف داخل الاستقبال وهو ينادي بأعلى صوته 
حد يلحقنا بسرعة قبل ما نبضها يقف .
أقدم اليه عدد من الممرضين ويليهم طبيبان واستلموها من بين يديه وهرول وراءهم ولم يتركها وهو يوضح لهم ماذا جرى لها وهو ينهج بشدة 

رجعت من الصلا لقيتها غرقانة في حمام السباحة حاولت افوقها ما عرفتش فجبتها على اهنه طوالي ممكن تتصرفو بسرعة . 
دلفوا بها إلى غرفة الفحص السريع وبدأوا بإنعاشها ولكن يبدو أن الحالة خطېرة للغاية وهو يقف معهم يمسك يدها والړعب يزداد داخل قلبه عليها وكل تفكيره الآن انها ستضيع من يده 
أما هي نائمة بحالة يرثى لها فتحدث الطبيب سريعا وهو يرى شفتيها الزرقاء 
لازم تدخل العناية المركزة حالا الجسم محروم من الأكسجين ودي ممكن يسبب ضرر لأعضاء الجسم خصوصا الدماغ يالا بسرعة بلغيهم يجهزو العناية.
أما ذاك الماهر ردد بفزع لما استمع إليه 
يعني ايه حد يفهمني هي كويسة ولا له ! وليه عناية مركزة هي حالتها خطېرة للدرجة دي 
تفهم الطبيب فزعه وتحمل علو صوته فهو الآن رجل مړتعب على زوجته التي بين ايادي الله 
للاسف حالتها صعبة جدا ولو ال ٢٤ ساعة عدوا عليها هتوبقى بخير فادعي ربنا تعدي على خير بعد اذنك ممكن تخرج دلوك علشان نشوف شغلنا لان التأخير ثانية واحدة خطړ على حياتها فخلينا نسعف الحالة .
اتسعت مقلتيه هلعا من كلام الطبيب له ثم ارتخى جانبا على الحائط كي يفسح لهم المجال لإسعافها 
نقلوها سريعا إلى غرفة الرعاية وهو لم يفارقها رغما عنهم وارتدى هو الآخر ملابس العناية وهو يقف بجانبها وقد بدأو بتوصيل خراطيم التنفس لها وإمدادها بالاكسجين وهو فقط ينظر إليها وعيناه تحكى لها آلاف الحكوى وكأنها تترجاها أن ترأف بحالته هو لا بحالتها وهي الآن ملقاه على تخت المۏت 
فعل لها الأطباء كل الإسعافات الأولية وظلا أكثر من ساعتين يجرون إسعافاتهم حتى تركوها لأثر الأجهزة تتفاعل معها وهو مازال بجانبها لم يتحرك وما إن خرجوا حتى جلس على الكرسي الموجود بجانب التخت وأمسك يدها واحتضنهم بين كفاي يداه
متسبنيش يارحمة مش هقدر أعيش ثانية من غير وجودك في حياتي إنتي بالذات خسارتك معناها مۏتي .
بعد مرور ساعة وهو على حالتها صدح آذان العصر فشعر بأنه يريد أن يناجي ربه أن يرعاها ويجعلها في كنايته وأن يحفظها له 
ثم وضع يدها برفق وقبلها من جبينها وتركها وذهب إلى المسجد كي يؤدي فريضة العصر ويدعوا الله لها أن يشفيها 
بعد أن أنهى صلاته جلس يناجي ربه بقلب خاشع 
يارب تخليها لي وتشفيها مش هقدر على فقدانها هي كمان لاااا هي فقدانها من حياتي يعني مۏتي مش هقدر أعيش من غيرها 
انت اللي وضعت حبها الكبير في قلبي يارب متحرمنيش منها ولا توريني فيها وحش يارب .
وظل يدعوا ربه ويناجيه ثم خرج من المسجد وقام بمهاتفة سلطان فهو أبيها كي يبلغه ما حدث لها وما إن علم حتى أصابه الفزع هو الآخر فذهب لزينب الذي ما إن رأته حتى نظرت إليه بغل يملأ العالم بأكمله مما فعله بها وكاد أن يتحدث معها إلا انها منعته بيدها قبل أن يلفظ بكلمة واحدة
متتكلمش معاي خالص من ساعة ما اتجرأت ومديت يدك علي ومليكش صالح بيا خالص أني هعيش وياك منظر بس قدام الناس علشان خاطر ولادي يا خاېن العشرة يا ابو يد طويلة واستقويت بيها علي .
لم يكن لديه طاقة على الإطلاق لمجاراة تلك المتشبسة العنيدة حتى أبلغها بما جعلها فزعت وقفزت من مكانها هلعا 
ولا كلام دلوك ولا يحزنون قومي بتك ڠرقت في حمام السباحة جوزها راح يصلي الجمعة ورجع لقاها غرقانة وخدها على المستشفى ودلوك في العناية المركزة بين ايادي الله لو هتاجي وياي يالا .
انت هتقول ايه بتي رحمة العروسة اللي مبقلهاش أسبوع !
انت بتكدب علشان ترعبني يا سلطان.
ضړب بعصاه في الأرض وهو الآن لم يتحمل تساؤلها وابنته بين الحياة والم وت
هو أني ههزر دلوك قومي البسي علشان نروح نشوف حوصل ايه على ما أبلغ عمران .
قامت على الفور وهي تندب بلسانها وقلبها يدق بني ران الخۏف داخلها وأشرعت في ارتداء ملابسها بهوجاء 
أما في الخارج أبلغ عمران الذي انصعق هو الآخر وقام بتبليغ حبيبة هي الأخرى وجميعهم من صدمتهم كأن الطير أكل رؤوسهم 
بعد وقت قليل وصلوا جميعا متتالين إلى المشفى بأوجه يملؤها الړعب على تلك الرحمة 
هرولت زينب مسرعة إلى ماهر وهي تسأله على حالة ابنتها 
في ايه طمني ياولدي بتي زينة صح !
أجابها بأسى يملأ معالم وجهه وعينيه محمرتان من اثر الحزن 
ادعي لها يا أم عمران الحالة مطمنش خالص وربنا يستر.
عددت بعويل وهي تخبط بيدها على رأسها
آه يابتي ياصغيرة وملحقتيش تفرحي بجوازك ولا شبابك .
نهاها سلطان وقطع عويلها صارخا بها 
وه

انت هتعددي
على البت وهي لسه عايشة على وش الدنيا بدال كلامك دي ادعي لها ربنا ياخد بيدها وتقوم بالسلامة 
قطمت عويلها وأبدلته بدعواتها وهي تشهق بشدة ثم وجه سلطان أنظارها إلى ماهر متسائلا إياه 
هو الدكتور قالك ايه يا ابني 
أجابه وعينيه متعلقة بغرفة العناية النائمة فيها وقلبه ينفطر ألما عليها 
قال لي لو عدت الاربعة وعشرين ساعة على خير هتفوق لو معدتهمش هندخل في حوارات تانية ربنا الستار منيها .
أقبل عمران مهرولا عليه هو الآخر ومعه سكون وحبيبة الت يبدوا أنها صعبة للغاية 
عدد من الساعات هو الفارق لراحة قلوبهم على صغيرتهم المحببة إلى قلوبهم ولكنها تمر عليهم كالسنوات 
ظلوا يدعون إليها كثيرا وأعين بعضهم تذرف دمعا 
على الجانب يجلس عمران بجانبه سكون تهدئه ومن داخلها تتآكل خوفا على رحمة فهي طبيبة وتعلم مدى خطۏرة الحالة وأن الغريق لن ينجى بسهولة 
متقلقش ياعمران هتوبقى زينة وربنا هياخد بيدها وهترجع لنا بالسلامة بإذن الله .
تعلقت عيناه الحزينة بالغرفة الماكثة بها شقيقته ليقول بدعاء
يارب يارب حكم إنتي متعرفيش رحمة داي بالنسبة لي ايه ! هي مش أختى الصغيرة بس له داي بنت قلبي اللي كنت بحكي لها كل اسراري وكانت تحلها معاي بحكمة ورغم شقاوتها إلا إن عقلها كبير ويوزن بلد لو جرى لها حاجة مش هتحمل والله العظيم ما هتحمل .
ربتت على ظهره بحنو وهي تهدهده بكلماتها البلسم الشافي لقلقه 
لااا إن شاء الله مش هيجرى لها حاجة طالما طلعت من المسبح فيها النفس يوبقى إن شاء الله هتروق مجرد ما جسمها ياخد الأكسجين اللي ناقصة ويستكفى هتوبقي زينة متقلقش ياعمران.
سألها بتشتت 
بجد يا سكون ولا انت بتهديني وخلاص 
أكدت له بما لم تتأكد منه هي الأخرى فبالفعل حالتها صعبة 
بجد ياقلب سكون ربنا بإذن مهيضرناش فيها .
ثم جالت ببصرها وجدت زينب تبكي بشدة فاستاذنت من عمران ان تذهب اليها كي تهدئها وتقف بجانبها ولكنه توجس خيفة من رد فعل زينب فهي الآن جانية عليهم بشدة لخروجهم من عرينها فقام معها ووقفت سكون بجانبها تطمئنها 
متبكيش يا ماما الحاجة هي هتتحسن بإذن الله اني دخلت اطمنت على مؤشرات القلب والتنفس لقيتها ماشية الحمدلله بمعدل كويس .
رمقتها زينب بنظرات لائمة وسط حزنها وصعب عليها حالها أن ترد على طمئنتها لها ثم أدارت وجهها للناحية الأخرى مما أزعج عمران كثيرا فاحتضنها من كتفها وقبلها من رأسها بحنو جعلها ابتسمت له بتقبل لموقف والدته مما جعل حركته تلك تش عل ني ران الغيرة داخل زينب فهي ظنت أنه بتلك الحركة يكيدها بأنه الداعم لزوجته ضد أفعالها 
لم يعجب سلطان تصرفها هو الآخر فتحمحم متسائلا سكون كي ينزع عنها الحرج من موقف زوجته ويحفظ لها ماء الوجه 
يعني حالتها هتتحسن يابتي ولا هتفضل في الحالة الخطړة داي 
أحست سكون باللطف من رد فعل سلطان معها فأجابته بابتسامتها الملائكية 
طبعا يابابا متقلقش اني هدخل لها دلوك وهطمن عليها وهطمنكوا وبإذن الله ربنا مش هيوجع قلوبنا عليها .
رمقها سلطان بنظرات ممتنة راقت لعمران وشعللت في قلب زينب أكثر ونظرت لها بأعين تكاد أن تفتك به 
مننحرمش منك يازينة البنات روحي يابتي وطمنينا ربنا يجعل في وشك القبول ويراضيكي ويرضيكي يارب .
أمنت على دعائه بابتسامة ثم تركتهم وتلاها عمران فهو صمم ان يدلف معها كي يطمئن على شقيقته ويهدأ قلبه المولع 
أما سلطان بادل زينب بنظرات التحدي التي شنتها عليه 
انت قاصد تكيدني صوح ! طب اعمل لزعلي منيهم اعتبار ولا اني أصلا مليش اعتبار عندك يا عشرة عمري بالاسم بس !
أجابها بقوة وغيظ وهو يعيرها بنظرات حادة لائمة 
إحنا في ايه ولا ايه يامرة إنتي !
اشغلي حالك ببتك اللي بين أيادي الله جوة داي ولا انت ما بتتعظيش !
ربنا عمل فينا اكده علشان خاطر جاية على الغلبانة اليتيمة اللي عماله تقتي فيها كل شوية اداكي فوق دماغك علشان خاطر تبعدي عنيها وبرده مش سالمين منك ولا من نظراتك ولا من نارك يا زينب 
قال على راي المثل قال 
الحما حما لو كانت نازلة من السما .
حدجته بريبة لتنهره بحدة 
ماشي يا حنين يا ابو قلب طيب واني ام قلب شرير ربنا يخليك للغلابة واليتامى واني ربنا يجحمني عشان اني ست قاسېة .
نفخ سلطان بضيق من كلماتها ثم نهرها بحدة وهو يضرب كفا بكف 
لا حول ولا قوة الا بالله لمي تعابينك يا زينب اني ما متحملش دلوك واعصابي تعباني بسبب اللي احنا فيه هو انت ايه ما بتحسيش يا ولية انت !
الله الوكيل لو ما قفلتي خشمك ده لهكون مكسر العصاية دي على راسك دلوك قدام الخلق طالما مش متعظة حتى قبر يلم العفش .
زمجرت پغضب شديد من طريقته الحادة معها ثم توعدت له 
طب وأيمان الله يا سلطان لهكون فايتاها لك ومش قاعدة لك فيها وابقي شوف مين هيعبرك بقي تاني لما بتي تخرج بالسلامة.
دب بعصاه أرضا من تشبش رأس تلك الثائرة هادرا بها 
طب ابقي عتبي برة عتبة البيت اكده من غير اذني وأني هكون كاسر لك رجلك قبل ما تعمليها ومش هخليكي فيكي حتة سليمة .
حدجته بنظرات ڼارية لتقول بإصرار
لما تشوف وهتكسر كيف وبردوا هنفذ اللي في دماغي ومش هطولك شعراية مني تاني اللي لما تتأسف على اللي انت عميلته معاي .
نفض جلبابه بحدة لېعنفها قبل أن يمشي من جانبها 
حړق
 

 

تم نسخ الرابط