أيغفر العشق بقلم ناهد خالد
المحتويات
بتوتر وهي تدرك خطأها في الحديث فدارت عيناها في المكان وهي تقول بارتباك
_ ق.. قصدي يعني اتصل عليه ييجي..
نظر لعيناها بشك فرأي ارتباك حدقتيها فتأكد أنها تخبئ عنه شئ بخصوص صالح
_ ملك صالح بره
نظرت له قبل أن تشيح ببصرها عنه وقالت باعتراف
_ بصراحه آه هو هنا من أول يوم دخلت فيه المستشفى وكان بيدخل يشوفك دايما بس لما فوقت مبقاش يدخل وحلفني ما أقولك أنه بره.. بيروح الشغل بالنهار وبييجي بليل يفضل لحد الفجر وبعدين يمشي بعد ما بفضل اتحايل عليه.
_ زعلان مني مش كده!
_ايوه واخد علي خاطره منك أوي ومش مصدق أنك ظنيت فيه وسرقته.
أومئ لها بحزن وهو يقول
_عنده حق أنا عن نفسي مش عارف ازاي شكيت فيه كده لما بفكر في الي عملته بضايق اوي وبستغرب ازاي مفكرتش في الموضوع وصدقتهم..
ربطت علي كتفه بهدوء وهي تقول
_ المهم تصالحه وصالح طيب وبيحبك يعني هيسامحك.
_ يعني بعد الي قولته وبأنب في نفسي وملامحي الحزينه بطبطبي علي كتفي هو أنا واحده صاحبتك
رفعت حاجبها بتساؤل
_اومال أعمل إيه
تحولت ملامح وجهه للبراءه الزائفه وهو يزم شفتيه برجاء
_ حضڼ.. حضڼ زي يوم ما فوقت فاكره
عادت بذاكرتها للوراء تتذكر يوم إفاقته
كانت تجلس بجوار فراشه تنظر له بحزن وملامح مرهقه لأقصي حد فلم تذق النوم منذ الأمس.. وسفرها للإسكندريه وعودتها.. يوم مرهق بكل المقاييس.. بالاضافه للضغط العصبي الرهيب عليها..
وجدت جفنيه يرتجفان رجفه بسيطه فانتبهت له تطالعه باهتمام حتي وجدت عيناه تبدأ في الإنفتاح ببطئ.. ركضت له بلهفه وهي تردد
_ غيث.. غيث أنت
صوتها حفزه لفتح عيناه ففتحها وهو يحاول رؤية وجهها بوضوح وبعد ثواني كان يستطيع النظر لها ورؤيتها وتمتمت بخفوت وتقطع
_ س.. سا.. معك
ابتسمت بسعاده بالغه ولم تشعر بنفسها وهي تحتضنه برفق واضعه رأسها علي كتفه الأيسر..
شعرت بابتسامته وبعدها صوته يقول بهدوء ماكر
_ يعني حضڼ الكتب الكتاب أخده وأنا.. مش عارف أبادلك الحضن حتي!!!.
_ ليه! بتبعدي ليه احنا لحقنا!..
نظرت له بضيق من كثرة خجلها وقالت
_ بس ياغيث المهم طمني عليك حاسس بحاجه
عادت من شرودها علي صوته الماكر وهو يقول
_ إيه بتفتكري الحضن!
تخضبت وجنتيها بحمرة الخجل وهي تهتف بتوتر
_ طب يلا بقي عشان اتأخرنا ولا عجبتك قعدت المستشفي!
_بصراحه عجبتني كفايه أني بصحي وبنام علي الوش القمر ده ومسبتنيش لحظه هعوز أيه تاني! .
نظرت له بتحذير وقالت
_ هسيبك واطلع بره.
جعد أنفه باشمئزاز وقال
أنت أصلا ملكيش في الرومانسيه..
تنهد بهدوء وقال
_ المهم اطلعي لصالح وقوليله إني مش قادر أغير هدومي خليه يدخل يساعدني .
أومأت بهدوء وخرجت لصالح تخبره بأن يدلف معها لمساعدة غيث علي تغيير ثيابه لعدم استطاعته تغييرها بمفرده..
دلفت ملك وتبعها صالح واجم الوجه وقف أمام غيث واتجه له بدون حديث ينوي مساعدته في خلع ثياب المستشفى..
شهقت ملك بتفاجئ وهي تقول بخجل
_ أيه ده أنت بتعمل إيه
نظر لها صالح بدهشه وقال
هساعده يغير مش أنت الي منادياني!!
ردت بخجل وهي تتجه للباب لتخرج
_ مش قدامي يعني استني أما أخرج..
أغلقت الباب خلفها والإثنان يطالعها بدهشه حتي تمتم صالح بدون وعي
_ أيه ده! هو مش انتوا اتجوزتوا!
نظر له غيث وقال بيأس بينما نظراته تتعمق به
_ هي لسه مش مقتنعه أنها مراتي ..
انتبه صالح لكونه يتحدث معه فأشاح بوجهه وهو يساعده في صمت.. ما إن انتهوا حتي باشر بالخروج لولا يد غيث التي قبضت علي معصمه توقفه وهو يقول بتنهيده
_ متزعلش مني يا صالح أنا عارف أني زودتها معاك بس ربنا يعلم أني مش طايق نفسي بسبب الي عملته ومش مصدق أصلا أني شكيت فيك ومديت ايدي عليك صدقني أنا وقتها مفكرتش حتي لو كنت فكرت لثواني كنت هعرف أنك مستحيل تعملها بس اعذرني يا صالح أنا كنت متلغبط الفتره دي ومش عارف أنا بتصرف ازاي وزي ما قولتلك فكرت أن أبوك ضغط عليك عشان تعمل كده أنا مش ببرر لنفسي بس بجد ندمان علي تصرفي معاك سامحني يا صالح ومتزعلش مني أنت عارف أنت بالنسبه لي أيه..
رفع صالح نظره له وقال
_عارف لو كنت قولت الكلمتين دول قبل خمس أيام عمري ماكنت هسامحك بس لما عرفت الي حصلك حسيت بقلبي بينخلع عليك ولما اتخيلت حياتي من غير أخويا وصاحب عمري حسيت أني تايه ومش لاقي طريقي.. أنت مهم عندي أوي يا غيث وللأسف مش هقدر مسامحكش لأني محتاجك جنبي زي ماتعودنا.
وقف غيث ببطئ واقترب منه محتضنا إياه برفق وهو يقول
_ أنا آسف حقك عليا ميهونش عليا زعلك يا اخويا.
تنهد صالح بقوه وهو يقول
_ وأنا معرفش أزعلك منك يا غيث.
ابتعد عنه وهو يربط بيده علي وجنته برفق مبتسما فابتسم له الآخر بهدوء..
انتبهوا علي دقات فوق الباب فأذن غيث بالدخول ففتح الباب ووجدوا محسن وإبراهيم و تامر يطلون من خلفه..
نظر لهم غيث بجمود ووقف في مواجهتهم بشموخ..
_______ ناهد خالد ______
بالخارج..
كانت تقف بقلق وهي تري عائلة غيث تدلف له تخشي أن يحتد الأمر بينهم ويغضب غيث وجرحه مازال حيا..
وجدت أحدهم يضع كفه علي كتفها فالټفت لتجد جدها يقف خلفها وخلفه بقليل يقف عمها بوجه واجم..
_جدي!
قالتها بتفاجئ وارتمت بأحضانه ترحب به ابتعدت عنه وقالت
_تعبت نفسك ليه
رد بهدوء
_ تعبك راحه يابتي أنا جولت اتأخر في الزياره هبابه شويه علي ما چوزك يشد حيله
شويه.
_نورت يا جدو..
_ ده نورك يابتي..
أكمل وهو ينظر لها بخجل
_ عرفت أن چوزك مرضيش يجول مين الي طخه وجال أنه مشفوش وكان جدام بيته.
أومأت بتأكيد وهي تقول
_ صدقني مدخلتش في قراره.. بس هو قالي مش عاوز حاجه منهم غير إنهم يسيبونا نعيش بسلام بعيد عن الډم والمشاكل.
ابتسم الجد بحزن وهو يقول
_ أصيل يابتي.. وشاريك كل مدي بيتثبتلي إني كنت غلطان.. ياريتني سيبتك تختاري الي جلبك رايده وممنعتكيش عنه..
تنهدت بهدوء وهي تقول بابتسامه راضيه
_ كل نصيبه ياجدي.. مقدر ومكتوب متشيلش نفسك ذنب.
أومئ لها بتنهيده وقال
_ أنا چبت عمك يعتذرله ويتشكره كمان.. واچب بعد الي عمله.. وكمان عندي ليكوا مفاچأه.
نظرت له بفضول وكادت تسأله لكنها ابتسمت حين قال
_لما نشوف چوزك هجول المفاچأه جدامه.
_________ ناهد خالد ____
أما عن تالا ويامن.. فقد اعتاد يامن علي زيارتها كل يوم صباحا قبل ذهابه للعمل والاطمئنان عليها لوجود لينا معها في هذا الوقت..
ردت بهدوء رغم قلقها من الحړب التي ستنشب بينهما الآن
_ الو!
استمعت لصوته الخشن يقول بحنق
_ممكن أفهم مبترديش ليه عليا.. ٧ مرات أكلمك في نص ساعه ويديني مشغول! بتكلمي مين نص ساعه كامله!
قطبت حاجبيها بدهشه وهي تقول
_ نص ساعه كامله! هي نص ساعه كتير بعدين كنت بكلم.. بكلم..
هتف بنفاذ صبر
بتكلمي مين أنت علقتي!
بلعت ريقها وهي تبتسم ببلاهه وكأنه يراها وقالت
_ لينا .
استمعت لسبه خافته خرجت منه لكنها لم تتميزها بالتحديد فقالت بتساؤل
_ يامن أنت بټشتم!
رد بجمود
_ لأ المهم عامله أيه
_ الحمد لله.
صمتت قليلا وقالت بلامباله مصطنعه
_ بس غريبه أنك مجتش النهارده!
ابتسم لشعوره باشتياقها له الذي تحاول مدارته وقال بتعقل
_ أحمد قالي أن لينا مش هتبقي موجوده النهارده وأنك طلبتي منها تروح ومتبتش معاك لأنك بقيت تقدري تقومي وتتحركي فأنا عارف أنها علي ماتجيلك قدامها للضهر مكنش ينفع أعدي عليك وأنت لوحدك ولا أيه
فهمت قصده فابتسمت باتساع وهي ترد
_ معاك حق طبعا أنا بس استغربت فقلت يمكن تكون مروحتش الشغل النهارده..
_ لا روحت.. وهعدي عليك بليل عشان ماما هتيجي معايا.
هتفت بحرج
_ والله طنط تاعبه نفسها دي تالت مره تجيلي.
هتف بمرح
_ ياستي هي عاوزه كده أنت مالك! بعدين أنت عندها حاجه كبيره أوي معرفش بتحبك علي إيه
شهقت باستنكار وهي تقول
_ بجد! يعن.
قاطع حديثها صوت جرس الباب فقال يامن وهي تتجه لتفتح الباب
_ هي لينا جت
ردت باستغراب وهي تقترب من الباب
_ لأ دي قالتلي قدمها ساعه وتتحرك من البيت استني هشوف مين..
_ معاك..
قالها بقلق لا يعلم لم
ادخلي.
أنهت حديثها وهي تنزل الهاتف من فوق أذنها الټفت لها رودينا بعدما كانت تعطيها ظهرها وتمرر بصرها علي المكان من حولها بسخريه امتدت يدها فجأه جاذبه الهاتف من يد تالا لتصرخ بها الأخيره
_بطلي قلة ذوق يابني آدمه أنت وهاتي الفون.
كانت تصرخ بها پغضب وهي تحاول التقاطه منها في حين أبعدته رودينا عن مرمي يدها وهي تنظر لمن يهاتفها فوجدته يامن ابتسمت بسخريه يتواري خلفها الڠضب وهي تغلق المكالمه بل والهاتف بأكمله والقت به بعيدا عنهما فوق الأرضيه.. اتسعت أعين تالا پغضب ودهشه لما تفعله تلك المختله وفجأه وجدت نفسها تبتعد قسرا عن الباب بفعل يد الأخري التي دفعتها فجأه بعيدا عن باب الشقه فشهقت بتفاجئ وهي تضع يدها فوق جرحها بقلق وتابعت عيناها الأخيره وهي تغلق الباب وأحكمت غلقه بالمزلاق الترباس.. ارتفع صدرها تتنفس بسرعه وخوف من القادم ولكنها لن تبين خۏفها لها فهي طبيبه وتعلم جيدا أن خۏفها إن ظهر سيرضي نفسها المريضه
اعتدلت في وقفتها وهي تنظر لرودينا پحده وقالت
_ أنت عاوزه إيه بالضبط
الټفت لها فجأه ونظرت لها بنظرات مشتعله حاقده مظلمه.. لا تفي بشئ سوي أن القادم ليس خيرا
_______ ناهد خالد ________
انتفض يامن من جلسته بعدما استمع لصوت تالا الناهر لرودينا لدخولها دون أذن والتقط مفتاح سيارته وركض خارجا من شركته ووجهته معروفهمنزل تالا..
كان يسترق السمع لما يحدث وهو يستقل سيارته ولكن فجأه أغلق الخط بعدما استماع لصوت تالا الغاضب وهي تطلب الهاتف من رودينا.. ضړب بقبضته علي تارة السياره پغضب وهو يشعر بالخطړ يحوم حول حبيبته.. لا يضمن أبدا نية رودينا من هذه الزياره المفاجئه..
قطع الطريق بأقصي سرعه لسيارته ولكن ما إن وصل لأحد الكباري حتي وجد زحام كبير بسبب سياره منقلبه فوقه.. ضړب المسند المجاور له عدة مرات پعنف وهو يسب پغضب حاول الرجوع للخلف ولكن وجد نفسه حشر في الزحام والسيارات ترتص خلفه..!!
______ ناهد خالد _______
اقترب محسن بهدوء حتي وقف أمام غيث الجامد بنظراته لهم.. نظر له قليلا بصمت ثم بدأ في الحديث وقال متسائلا بعتاب
_ فكرت بچد إننا مهيهمناش غير مصلحتنا! لما جولت الحديت ده يوم ما چيت تبلغنا بأنك رايد تتچوز ملك فكرت أنك جولته من ضيجتك وجتها مكنتش خابر أن ده الي في جلبك من ناحيتنا يا غيث.. معجول شافينا وحشين للدرچادي.. مش هاممنا ابن أخوي ولا يفرج يفرق معانا ويهمنا بس الفلوس والشغل! مكنش العشم يا ولدي.. ما أنت ولدي مش بس ولد أخوي.. أنا الي ربيتك مش أبوك
متابعة القراءة