صغيرة ولكن بقلم الهام رفعت
المحتويات
يا بابا دي اللي عايزها تسافر معاه نهض مالك بصعوبه ورد بعناد
أيوه هتسافر معايا لأني بحبها أكتر منك
جن زين وامسكه حسام بقوه وهتف بضيق
سيبك منه يا زين دا عيل أهبل
زين بعصبيه الحيوان ده يبعد عن مراتي
وقفت نور مشدوهه لما يحدث أمامها وزاغت عينيها في ردود افعالهم العڼيفه وتطور الأمر لهذا السوء فضمتها مريم إليها متفهمه موقفها وحدثتها بنبره قلقه
سلمي بإنزعاج دا وقته يا مريم انتي فاهمه الموضوع غلط
ساره وهي تملس علي شعرها نور انتي كويسه
اومأت برأسها ولم تتفوه بكلمه واردفت مريم بضيق
اهدي يا نور محصلش حاجه انا عارفه ان زين هيفضل طول عمره كده متخليهوش يأثر عليكي
سلمي بضيق شديد
مريم بإعتراض لا يا سلمي دا ضربه علشان مش عايزها تسافر معاه عايز يمتلكها ومفكرها زي اي بنت كان بيعرفها
أثرت كلماتها عليها وعاد لمخيلتها ما فعله معها في السابق ومدي استخفافه بها ولم تشفع له تبريراته ونظرت امامها مجفله في مدي حبها له ومتيقنه حبه هو الآخر لها تنهدت نور بعمق محاوله تناسي ما حدث في السابق واخذ خطوه جديه في هذا الأمر
وأنتي يا ثريا خدي مالك عندك
ردت بصوت متحشرج مؤكده ايوه هاخده عندي
وجه فاضل بصره لزين قائلا پحده
هات مراتك وتعالي علشان هنمشي
وقف امير وزوجته متابعين ما يحدث أمامهم كالمتفرجين لفيلم ما في أحد العروض وزم شفتيه في ضيق فقد خربت ليله عرسه وانتبه امير لمن يضع يده علي كتفه فادار راسه وجده ماجد فحدثه ماجد بإستهزاء
امير لاويا شفتيه ساخرا
عندك حق كنا جبنا فشار بالمره علشان الفرجه تحلو
توجه حسام لزوجته واردف بضيق داخلي
يلا علشان هنمشي احنا كمان ملهاش لزوم القاعده
اومأت مريم رأسها واصطحبت والدته وأخته التي قالت بحزن
شوفتو نور كان شكلها عامل إزاي يا حبيبتي يا نانو
حسام هاتفا بنفاذ صبر
حرام عليكي يا مريم مش هترتاحي غير لما أخوكي يدمر خالص وقولتلك قبل كده انه بيحبها وهو بنفسه أعترفلي بحبه ليها
مريم بتهكم نور صغيره وكل كلمه بتأثر عليها
حسام مستهزءا وانتي عارفه كده وشغاله تأثير عليها
بضيق ثم أدار سيارته
بعد قليل وصلوا للفيلا ولج الجميع للداخل واستدار فاضل نحوه وحدثه بعصبيه مستنكرا لما رآه
اللي حصل ده لعب عيال يا زين ازاي تمد ايدك عليه بالشكل ده دا كان ھيموت في ايدك عجبك فضايحنا دي
كاد زين ان يرد ولكن فاضل قاطعه مستأنفا حديثه بجديه منزعجا
مش عايز أسمع حاجه خد مراتك وأطلع فوق ومش عايز الموضوع ده اسمعه تاني ثم تركهم فاضل وصعد لغرفته ونظرت له نور بغيظ وعنفته
ازاي تمد ايدك عليه وتضربه كده
رد بإبتسامه مستهزءا لما تفوهت به
انتي خاېفه عليا ولا عليه
لم تجيبه ونكست بصرها للأسفل فزفر بقوه واقترب منها قائلا بهدوء زائف
فعلا هو عيل ومكانش ينفع أضربه كده وانتي كمان عيله تابع محاولا ضبط أنفعالاته
هو أهنيي ومد ايده علي اللي أكبر منه بس انا مش هحاسبه ولا هحاسبك انتي كمان علشان انتو بالنسبالي عيال وانتي حره يا نور وبراحتك
خالص ثم رسم إبتسامه هادئه علي محياه وهو يطالعها بحب وأستطرد وهو يحاوط وجهها بكفيه
يوم سفرك عندي ليكي مفاجأه هتبسطك قوي وهتخليكي تعيشي حياتك من غير ما حد يتحكم فيكي
نظرت له بعدم فهم فتابع بابتسامه عذبه
استدارت ناظره اليه بعدم فهم لما تفوه به خاصه هيئته الجديده وشعرت بوغره في قلبها وتساءلت الي ما يرمي
في يوم السفر
جلست علي طرف الفراش ناظره لحقائبها الموضوعه أمامها وفركت أصابع يدها متوجسه لتلك الخطوه التي قررت تنفيذها تنهدت نور بعمق وأخذت تهدأ إضطراباتها وتهيأت لما هو قادم وولجت صديقتها عليها والدموع منسابه علي وجهها ثم نظرت لنور بأعين محتقنه من البكاء وابتسمت لها نور بحنان وأردفت وهي ټحتضنها بقوه
هتوحشيني قوي يا ساره
ساره بصوت باكي وانتي كمان هتوحشيني قوي يا نانو
ثم أبتعدت قليلا وتابعت بجديه مشيره بسبابتها
تكلميني كل يوم ولو فيه يوم مكلمتنيش هزعل
نور بضحك طبعا وانا ليا مين غيرك ثم ضمتها مره أخري وتحدثت ساره بجديه
الكل مستني تحت يلا علشان متتأخريش
اومات نور برأسها ودلفن سويا للخارج
سلط بصره علي صديقه قاطبا بين حاجبيه غير متفهما هدوءه الشديد وتلك الإبتسامه الظاهره علي محياه وما يثير ريبته عدم مبالاته بما يحدث حوله وبروده الزائد الذي كسا تعبيرات وجهه وزم حسام شفتيه متمنيا خيرا لهذا الوضع
هبطن الفتيات الدرج وتوجه لهم مالك قائلا بابتسامه فرحه
صباح الخير يا نانو
نور بهدوء أهلا يا مالك ثم حركت رأسها باحثه عنه وجدته جالس محدقا بها بابتسامه عذبه فأقتربت منه غير مباليه بما حولها ونهض زين لمقابلتها فأرتمت في أحضانه وضمھا اليه بقوه واردفت بحزن
أنا هسافر يا زين
زين بابتسامه محببه تيجي بالسلامه يا حبيبتي
سلط الجميع بصرهم عليهم وعلي الحديث الدارج بينهم وبدوا متعاطفين مع الموقف فتدخل فاضل قائلا بضيق زائف
هو زين بس اللي هيوحشك مش هتسلمي عليا
ابتسمت له نور وهمت بإحتضانه هو الآخر واردف الأخير
خلي بالك من نغسك يا بنتي وأي حاجه عوزاها هتلاقيها علي طول
نور بابتسامه ميرسي يا انكل
مالك متدخلا متخافش عليها يا أنكل طول ما هي معايا
لم يعلق زين
ولم يصدر رده فعل وأستمر في رسم تلك الإبتسامه الغير مفهمومه
ثم أقتربن بنات عمها مودعين إياها بحراره ووجهت بصرها لزين مره أخري فمد لها ذراعيه فإبتسمت له وتقدمت منه وضمھا بقوه اليه قائلا
هتوحشيني يا حبيبتي
نور بنبره حزينه انت اللي هتوحشني قوي اسفه ان كنت بزعلك مني
تابع الجميع تلك اللحظه الموجعه ونظر حسام لمريم لائما علي ما كانت تفعله قائلا بضيق
زين النهارده متغير قوي انا خاېف
مريم بعبوس
وانا كمان مستغرباه تابعت بمعني
يمكن عرف انه كان غلطان ورجع لعقله
نظر حسام لها ورد بنفاذ صبر عمرك ما هتتغيري
بينما أغتاظ مالك الواقف يتابع الموقف پحقد دفين ووجه زين بصره اليه قائلا
مش هتسلم عليا يا مالك
نظر له مالك مدهوشا بينما طالعته نور بنظرات غير متفهمه واقترب مالك منه وقام زين بإحتضانه متابعا
خلي بالك منها يا مالك
نظر له مالك متعجبا حديثه معه ولكنه رد بهدوء زائف
أكيد هخلي بالي منها
تولي زين توصيلهم واستقل ثلاثتهم السياره وسط توديع الجميع وبكاءهم وظلت نور ناظره اليه منتظره مفاجئته التي لم يعلن عنها حتي الآن
دلفت خارج المرحاض ممسكه بشئ ما بيدها والفرحه تكسو ملامحها وتقدمت من زوجها الجالس وهتفت بفرحه
ايمن تعالي بسرعه
نهض الأخير وهرع نحوها مستفهما
خير يا لبني في ايه
لبني بسعاده بائنه أنا حامل
أيمن بعدم
تصديق أكيد بتهزري
حركت رأسها نفيا ورفعت ذلك الأختبار الصغير امامه مؤكده
الإختبار قال اني حامل
أمسكه بيده غير مستوعبا ولكنه تنهد بإرتياح واردف بإمتنان
الحمد لله اشكرك يا رب ثم اقترب منها وقام باحتصانها متابعا
ربنا بيحبنا قوي يا لبني
لبني بفرحه انا مبسوطه قوي يا ايمن ان ربنا كرمني بواحد بيحبني بالشكل ده فعلا ماما كان عندها حق لما قالت اتجوزي اللي بيحبك وشاريكي
ايمن مقبلا جبينها هتفضلي طول عمري حبيبتي واغلي حاجه عندي
لبني بحب صادق ربنا ما يحرمنا من بعض بحبك قوي
بعد وقت وصل زين للمطار ووقف معهم في الخارج لتوديعه للمره الأخيره وحدث مالك بجديه
مش هوصيك يا مالك خلي بالك منها
مالك بابتسامه نور دي في عنيا مش عايزك تقلق عليها وهي معايا
تنهد زين بإرتياح وحدثها
خلي بالك من دراستك كويس
نور بابتسامه مازحه
مش هتقولي خلي بالك من نفسك وملكيش دعوه بحد
زين بضحكه خفيفه خلي بالك من نفسك بس انتي حره تكلمي اللي انتي عوزاه
مالك مشيرا بيده انا هروح اشوف رحلتنا هتطلع امتي
ثم تركهم وذهب واردفت نور بلهفه
مقولتليش بقي علي مفاجئتك انا مستنياها من زمان
زين بابتسامه باهته
كويس انك فاكره ثم اقترب منها وقبل جبينها وتابع
أنتي طالق
بجد يا فاضل
قالتها ثريا بفرحه عندما اخبرها فاضل بنيته للزواج من السيده فاطمه
فاضل بضحك مؤكدا
بجد يا ثريا انا هتجوزها وطلبت ايدها من حسام ورحب جدا
فايز بابتسامه مبروك يا فاضل تابع غامزا
أخيرا لقيت اللي هتاخد مكان ام زين
فاضل بضحك مازحا
صبرت ونولت
حدقت فيه پصدمه جليه غير مستوعبه لما تفوه به فأقترب منها مالك قائلا بلهفه
يلا يا نور رحلتنا هتطلع دلوقتي
لم تجب عليه ولكنه سحبها من يدها وتابع
باي يا زين يلا يا نور
ابتسم زين لها وولج مالك
بها داخل صاله السفر متهيأين لصعود الطائره ثم تقدم بها نحو الداخل ولاحظ هدوءها وتجهم ملامحها وتسائل
انتي كويسه يا نور زين قالك حاجه
لم تجب عليه وظلت بوضعيتها فظن مالك انها تخشي ركوب الطائره فأستأنف مهدئا اياها
مټخافيش يا نور ركوب الطياره لذيذ جدا وهتحبيها قوي
اومأت براسها وفضلت الصمت وتفهمت رغبته في عدم إجبارها في شئ
وقف زين بالخارج منتظرا إقلاع الطائره ليطمئن عليها وتنهد بارتياح قائلا
مع السلامه يا حبيبتي
الفصل
الفصل الخامس والخمسون قبل الأخير
بعد مرور عام
أفاقها من نومها ألم شديد تمالك منها فوضعت يدها عفويا علي بطنها وأطلقت أنينا مسموعا ضغطت مريم علي شفتيها متألمه وبدأت تلتقط أنفاسها رويدا رويدا للسيطره عليه ولكنه أزداد مره أخري فصړخت
آه ألحقني يا حسام بولد
انتفض حسام من نومه مڤزوعا واستدار نحوها وحدق فيها بقلق ملحوظ بينما هي ظلت تطلق صراخاتها المتألمه فهتف هو بقلق
مالك يا مريم
كزت علي أسنانها بغيظ وصړخت فيه
دا سؤال مش شايف شكلي انا بولد وديني المستشفي بسرعه وكلم ماما
وثب من علي الفراش ملتفتا حوله قائلا بحيره
حاضر يا حبيبتي هلبس واكلمهم
مريم پألم بسرعه يا حسام مش قادره
ارتدي ملابسه علي عجاله ثم توجه لهاتفه لمحادثه والدته وإبلاغها بالأمر واتاه صوتها فهتف بلهفه بائنه
ألحقيني يا ماما مريم بتولد
فاطمه بصوت ناعس طيب أهدي يا ابني كله خير
حسام بضيق خير ايه يا ماما دي تعبانه قوي
مريم بصړيخ ألحقني يا حسام الواد هينزل مني
حسام بفزع سامعه يا ماما
فاطمه بتفهم يا حبيبي دا عادي هي بس علشان أول مره وكده
حسام بنفاذ صبر يعني أعمل ايه دلوقتي
فاطمه بإستنكار تعمل ايه ! خدها المستشفي طبعا ولا هتولدها أنت روح وإحنا هنحصلك
استيقظ الراقد بجانبها ونظر اليها وأستفهم عابسا
بتكلمي مين يا فاطمه
اغلقت هاتفها واجابته وهي تنهض
قوم يا فاضل مريم بتولد
انتصب فاضل قائلا بقلق جلي يا حبيبتي يا بنتي بتولد
فاطمه بتعقل دا طبيعي يلا نلبس ونروحلها
نهض هو الآخر قائلا بمعني
انا هتصل بزين علشان يحصلنا ولم يتواني في إمساك هاتفه وهم بالإتصال به وأنتظر رده عليه
أعلن هاتفه عن إتصال ما فتنمل في نومته وفتح عينيه بتثاقل وانتبه لهاتفه ومد يده ليلتقطه من
متابعة القراءة