المطارد بقلم امل نصر الجزء الثاني
المحتويات
تتخطبي لواد خالك ساعتها ممكن نوافق نخطبكم مع بعض.
فغرت يمنى فاهاها من رد والدتها العجيب لتفاجأ بنظرة شقيقتها وكأنها تترجاها لتوافق همت لترد ولكن ثبات والدتها وتلهف شقيقتها لسماع أجابة تريحها جعلها على شفا الاڼهيار فلم تجد أمامها سوى أن تهتف بقلة حيلة
طب والله حرام عليكم والله حرام عليكم .
ثم خرجت من أمامهم مڼهارة كي تجد ركن لها وحدها تفرغ فيه حزنها بعيدا عن الجميع.
بغرفته صالح وهو جالس أمام النافذة الخشب والمفتوحة على مصراعيها امام الخضرة الجميلة التي أنعشت روحه المنطفئة بعد ان حرم من رؤيتها ورؤية كل شئ محبب اليه منذ زمن طويل عاد الى شروده ليتذكر الأيام الجميلة حينما كان يركض بحصانه الأسود على طول الشريط الأخضر بين الحقول الممتدة على مرمى البصر ملك عائلة والدته التي تمتلك معظم مساحة القرية المشهورة بين القرى المجاورة باسم العائلة ايضا نظرا لتاريخها العريق والممتد للأسرة المالكة ابتسم بسخرية مريرة وهو يتذكر حاله سابقا حينما كان شابا انيق الملبس وجميل الهيئة يأمر فيطاع يصله الشئ بمجرد أن يشير اليه بيده ثم انقلاب كل هذا بغمضة عين بلعبة شيطانية دنيئة جعلته منبوذ من الجميع ثم الزج به في غياهب السچن وهو المظلوم وصاحب الحق ايضا ولكن من يعلم وقد اصابه الخرس في الدفاع عن نفسه من أجل الأ يجرح أعز أحبايه بإفشاء المستور! تنهد پألم يمسح بكفيه على صفحة وجهه يحاول ان يستفيق مما به وهو يذكر نفسه انه استعاد ثأره اخيرا فهو الان لو انقضى عمره الان لن يندم على مافعله.
انتفضت مڤزوعة في جلستها قبل أن تنتبه اليه واضعة يدها على صدرها من الخۏف
بسم الله الرحمن الرحيم مش تنحنح ياجدع انت ولا تعمل أي حركة تخليني اخد بالي .
هز رأسه ببرود غير مبالي فاأكملت هي
ثم انت بالظبط من اداك الحق عشان تفتح شباك الأوضة وتبص على الجنينة كدة وتخلعني كمان
تبسم ببرود قائلا
مسحت بطرف كمها اثار الدموع العالقة على وجنتيها تردف بخجل وهي تشيح بعيناها عنه
رد بخبث
اممم هي أي نعم متخصنيش بس بصراحة خۏفت عليك وانت مندجمة في وصلة البكا دي لاتتلبسي وتحصلك حاجة في الحتة الخلا دي وزي ما انت عارفة المنطقة هنا مقربة من الجبل يعني مش مضمونة
في إيه ياجدع انت هو انت عايز تخوفني من بيتنا بالعافية ولا فاكريني هاصدق كلامك الفاضي دا كمان!
والله انت حرة بس انا اسمع من زمان الحديت ده وعلى العموم لو مش مصدقة استمري مع نفسك وانا ياستي هاقفل الشباك خالص عشان مازعجكيش وجربي .
لا وعلى أيه انا أساسا نفسي اتقفلت سايبهالك وقايمة.
قالت بصوت مهتز وهي تنهض عن صخرتها واقفة فاستغل هو هفوتها ليشاكسها
نفسك اتقفلت عن البكا! ليه هو أكل هههه
انطلقت ضحكاته المكتومة مع الحذر من ألم رأسه فا أثار غيظها وهي ټضرب على الأرض بأقدامها لتغادر من امامه وهي تغمغم متأففة من سماجته كما تصفه دائما نظر هو في أثرها وتوقفت ضحكاته متسائلا مع نفسه بحيرة
وبعدين بقى معاكي يايمنى هاتوصليني معاكي لحد فين بس هو انا ناقص ۏجع تاني فوق الهموم اللي شايلها فوق ضهري !
...............................
في وقت لاحق وبعد أن الامته عظامه من الجلسة امام النافذة وازدادت الام رأسه من الۏجع المتكرر بها عزم للعودة ليريح جسده المتعب على التخت تحامل بصعوبة لينهض بمفرده دون طلب المساعدة من أحد ولكنه بمجرد أن لمست اقدامه الأرض وخطا خطوتين فقط سقط بثقله على الاريكة التي كادت ان تقع به لولا أن سند نفسه عليها يتأوه پألم وهو يحاوط رأسه بكفيه ليكبح صړخة من الۏجع القاټل بها ظل على وضعه لعدة لحظات حتى ارتفعت عيناه تلاقائيا نحو الباب الذي دفع ليدلف منه سالم بعد طرقة واحدة على الباب
بسم الله الرحمن الرحيم انت قاعد كدة كيف وفاتح ليه الشباك على اخره
قال سالم موجها كلماته بجزع نحو صالح الذي رد بارتباك
انا مافتحتش حاجة ياعم سالم لوحدي دا محمد هو اللي ساعدني اقوم من مكاني وفتحلي الشباك .
تمتم سالم ببعض السباب على ابنه وهو يتناول المقعد الخشب ليجلس أمام صالح وقد تغضنت ملامح وجهه بالڠضب .
شعر صالح بقلق الرجل فهم ليريحه ببعض الكلمات
ماتقلقش مني ياعم سالم انا عمري ما اعض الإيد اللي اتمدتلي ولو على قطع راسي
تقصد ايه بالظبط انا مش فاهم
سأل سالم متصنعا عدم الفهم فأردف صالح
ياعم سالم انا عارف انك خۏفت وقلقت عشان محمد كشف البيت قدامي واكيد مخك جابلك اني ممكن في يوم اهجم واسرقك مدام عرفت حوش البهايم والمداخل والمخارج لبيتك دا بصفتي ان هجام ولا حرامي حسب ما تتوقع .
تحمحم سالم بحرج وقد قرأ صالح افكاره فقال
اديك قولت بنفسك حسب توقعاتي ودا شئ طبيعي مدام انا معرفلكش اصل من فصل ولا اعرف انت مين ولا صفتك ايه
أنا مش حرامي ولا هجام ياعم سالم انا ابن ناس وعيلة امي اسمها مسمع في الصعيد كله دا غير ان ابويا الله يرحمه كمان كان شهيد في الحړب.
قال صالح فضيق سالم عينيه ناظرا اليه بتفكير قبل أن يسأله
ازاي يعني تكون ابن ناس ودا شكلك ودي حالتك
اطرق برأسه صامتا لبعض الوقت قبل ان يرفع عيناه الى سالم قائلا
انا شكلي المبهدل ده عشان يدوبك طالع من السچن بقالي اسبوعين !
هم ليرد سالم ولكن صالح أوقفه
مش عشان غلطت ولا عملت حاجة عفشة لا ياعم سالم انا اتحبست ظلم وبقضية ملفقة.
صمت سالم يستمع اليه بتركيز فاأكمل صالح
قبل ما احكيلك عن اي شئ عايز اقولك على اسم عيلة امي واسم ابويا الشهيد عشان اديك فكرة عن أصلي من البداية قبل مااقولك على سري بعد كدة .
...............................
الفصل التامن
انت لساك مكانك ياسالم وماتحركتش
قالت نجية وهي تدلف لداخل غرفتها وزوجها الجالس على تخته رفع رأسه اليها
متابعة القراءة