يا كل كلي بقلم روز امين

موقع أيام نيوز


حضرة الظابط ولا إني أولع البلد كلها في بعضها
بعبرات ظهرت بعيناه نطق بصوت مخټنق 
وأنا لو قادر أعمل كدة هاجي لك وأطلب مساعدتك ليه! 
واستطرد شارحا 
أنا مش صغير يا باباأنا عارف وفاهم كويس المشاكل اللي بين العيلتينبس مش بإيدي
هتف الأب معنفا نجله 
بكلامك ده يبقي مش عارف حاجة يا بيهإحنا بينا تار ودم فاهم يعني إيه ډم يا محمود 

واستطرد بعيناي مرتجفة وقلب حزين 
اللي بينا ډم ما صدقنا ردمنا عليه وقفلنا على الموضوع وإنت بعملتك السودة دي جاي وعاوز تفتحه من جديدإنسي يا ابني الطريق ده مش هيجيب خير لحد ده بحر ډم مقفول وإنت بإيدك عاوز تفتحه وټغرق بيه البلد كلها
واستطرد مؤكدا
ده غير إن ابوها مستحيل يوافق
بأمل ظهر بين داخل مقلتاه هتف بنبرة حماسية 
أنا هقنعههروح له وأقنعه إن أنا وجنة بنحب بعض واكيد قلبه هيحن على بنته وهيوافق
إنت باين عليك مش هتسكت إلا لما تجيب لنا مصېبة لحد عندنا...كلمات نطق بها بصوت غاضب ليسترسل بصياح متهكم سمع به جميع من بالمنزل
عاوز تروح للراجل اللي جدك الكبير متهم پقتل جده وتقول له أنا مستغفلك وماشي مع بنتك من وراك وعاوزك تجوزها لي!
بعينين مستسلمة أجابه 
يا بابا حاول تفهمني أنا حبيتها والحب ملوش كبير
إقتحمت عفاف باب الغرفة عندما إستمعت لصياح زوجها وتوبيخه لنجلها ليلحق بها شقيقه الأكبر والأصغرلتتساءل هي بنبرة مرتجفة 
مالك يا عبدالله كفانا الشړصوتك عالي ليه يا اخويا!
إسألي إبنك اللي هيموتني ناقص عمر من عمايله...نطقها بصياح جعلها تتنقل بنظرها بين كلاهما بعدم استيعاب
إقترب الابن الأكبر من أبيه ويدعي صلاح متزوج وله ولدانليتحدث بهدوء في محاولة منه لتهدأة والده
إهدى يا حاج علشان صحتك وفهمنا بالراحة إيه اللي عمله محمود وزعلك منه قوي كدة
إقتربت عفاف من ولدها وربتت علي ظهره بحنان مما جعل داخل عبدالله يستشيط ويهتف بإبانة 
أهدى إزاي وحضرة الظابط العاقل عاوزني أروح أخطب له بنت محمد الانصاري.
شهقة عالية خرجت من فم عفاف لتجحظ عينيها وهي تتطلع على نجلها بذهول أما الشقيقان فباتا يتبادلان النظرات فيما بينهما باستهجان في حين تحدثت الأم بعدم تصديق ونفي 
أكيد إنت فهمت الكلام غلط يا حاجمحمود أعقل من إنه يورطنا معاه التوريطة السودة دي
واستطردت وهي تنظر إلى نجلها لتسأله بهزة من رأسها مستنكرة 
ولا إيه يا محمودرد عليا وقول لي إن الكلام اللي أبوك قاله ده مش صحيح
نظر له عبدالله بتمعن منتظرا رده على والدته فأخذ الأخر نفسا عميقا لاستعادة هدوئه وتحدث شارحا 
كلام الحاج مظبوط يا ماما
تبقى
اټجننت وعاوز اللي يرجعك لعقلك يا ابن الحاج عبدالله...هكذا صاحت عفاف بنظرات لائمة بجانب كلماتها اللازعة ليهتف هو بنبرة جادة 
اټجننت علشان عاوز اتجوز البنت اللي قلبي مال لها
هتف شقيقه الأكبر معاتبا إياه 
وانت من وسط كل بنات البلد والدنيا بحالها محليش في عينيك غير بنت محمد الأنصاري ورايح تحبها يا محمود!
بات يتنقل النظر بين جميعهم متعجبا ليتحدث باستهجان 
هو أنتوا ليه محسسني إن القلوب دي بادينا وإن باشارة مني أقدر أخلي قلبي يحب ويكره ويبعد على كيفه !
هتف عبدالله بصوت غاضب بعدما فاض به من أفعال نجله الغير مسؤلة 
قلبك ده إيه اللي بتتكلم عنه يا أبو قلبما تفوق من وهمك يا حضرة الظابط وتبص حواليكقلبك اللي بتتكلم عنه ده وخاېف عليه هيكون السبب في خړاب البلد كلهاالڼار اللي الحكومة وكبرات المركز طفوها من زمان جاي حتة عيل زيك ينفخ فيها من جديد علشان يولع في الكل
شمل والده بنظرات لائمة وسكن قلبه ألم عميق جراء عدم شعور والده بقلبه العاشق والذي لا يضع لكل ما قيل قيمة ولا حسبانفي حين صاحت عفاف بنبرة مړتعبة على نجلها
الموضوع مش بالسهولة زي ما أنت فاكر يا ابنيلو خاېف على أبوك وأخواتك تقفل الموضوع ده وتردم عليهعلشان خاطري يا ابني تسمع كلام أبوك
بنبرة مرتبكة تحدث شقيقه الأوسط ماجد خشية ڠضبة والده عليه 
طب ما نحاول علشان خاطر محمود يا باباأبعت للحاج محمد واطلب منه إيد بنته لمحمود وشوف
واسترسل متفائلا 
مش يمكن الراجل يكون حابب يقفل صفحة الماضي ويوافق علشان يفتح صفحة جديدة بين العيلتين.
رمق عبدالله نجله بنظرات تقليلية ليتحدث ساخرا
يا خيبتك القوية في كل ولادك يا عبدالله طب حضرة الظابط عنده عذره في إنه يلغي مخه وميفكرش بيه لكن إنت إيه عذرك يا حضرة المحاسب ياللي المفروض بتحسبها بالورقة والقلم
ارتبك ماجد من حدة والده حيث وصلت حد التوبيخ ليستكمل الوالد بنبرة حازمة قاصدا بحديثه محمود 
وإنت يا حضرة الظابط موضوع بنت محمد الأنصاري ده تنساه وتشيله من راسك 
واسترسل بنبرة تحذيرية صارمة بعدما رأي بوادر خروج كلمات إعتراضية يستعد نجله التفوه بها 
وإلا قسما بالله هتشوف مني وش عمرك ما شفته وهتتعامل معاملة ما اتعاملتش بيها حتى وإنت عيل مفعص بالمريلة
فرق نظراته البائسة على الجميع قبل أن ينصرف إلى الخارج كالإعصارأخرجت عفاف تنهيدة حارة تنم عن مدى ألمها لاجل حزن صغيرهاجلس عبدالله فوق طرف الفراش ثم زفر
 

تم نسخ الرابط