خيوط الغرام بقلم دينا ابراهيم

موقع أيام نيوز


القلب لام غالية ....
وقالوا ايه علينا دولا وقالوا ايه !!!!
فيلتفت بسعادة و جديه مصطنعة صائحا بصوتا اجش...
لشهاده رايحين ...ماتقولوا امين !!!
فيردد الطفلين بسعادة ...
اميييييييييييييين !!
تجمعت دموعه في مقلتيه و ذكرياته تعود به من بين اصوات ضاحكة عابثة انتهت من اداء تحية عسكرية وهمية لثلاثتهم فيبدأ المرح الحقيقي ويحيي يركض خلفهم و كأنها مداهمه لاصطيادهم ......

تنفس من فمه يحاول تمالك مشاعره و دموعه المحاربة للسقوط ... لقد ظن ان تلك الدموع جفت پوفاة والدته رحمها الله ولكن الحياة تصر علي اختطافها من بين جفنيه ومعاقبته بالعيش وحيدا....
خيم عليه الحزن اكثر وهو يستمع الي اصوات البكاء من اعلي .....
ابن عمه والاخ وصديق عمره رحل في مقتبل العمر كزهره اقتطفت في اوج ازدهارها ....
ذلك العريس الذي لم يمضي علي زواجه السبعة ايام و زوجته الصغيرة يافعه الشباب و قلبها المحطم و صوت بكاءها الذي يرفض الابتعاد عن ذهنه !!!
اغمض عينيه بشده ليعاود فتحها وهو يتمني ان يكون مجرد كابوس و يستفيق منه في اي لحظه ....
صوت بكاء و صړاخ هستيري يأتي من اعلي ...تلك المسكينة ترفض مغادره عش الزوجية التي لم تتهنا به هي او هو.....
شعر بصغيريه يحاوطان قدميه پذعر....
فمال بحنان و قلق يرفع كلا منهما و يضعهم علي ساقيه يحتضنهم الي صدره قائلا وهو يري دموع صغيرته....
ماتعيطيش يا حبيبه بابا مفيش حاجه ...
انا خاېفه يا بابي !! ..
وانا كمان !! هي طنط شيري مالها !
قالها يوسف و هو الاخر علي حافه البكاء و لكن كعادته يحاول امساك دموعه امام والده و شقيقته الصغيرة حتي لا يزيد خۏفها ... 
نظر لهم بحيره يبحث عن مقوله لا تكسر بخاطرهم و براءتهم في ان واحد و لكنه لم يجد....
طنط تعبانة شويه بس متخافوش هي هتبقي كويسه قريب ممكن تبطلي عياط يا فيري عشان خاطر بابي مش بيحب يشوف الدموع دي !!..
قالها ظافر بنبرة حانيه و هو يزيل بقايا دموعها من علي وجهها الصغير البرئ ..
ظل يوسف ينظر له مطولا تلك النظرات الواعية التي تحزن ظافر علي ضياع طفولته ليلتفت له ظافر وهو يعقد حاجبيه بتساؤل فيبتسم الصغير قليلا و يعاود ډفن رأسه في صدر والده ......
علت صرخات شروق القادمة من الشقة العلوية و ووصلت الي اذانه خبطات اقدام و كأنها تركض بحيره يمينا و يسارا فوق رأسه .. 
تأكله القلق و قرر التدخل انسانيا علي الاقل وليس لأي غرض اخر يشعره بخجل وتأنيب الضمير !!....
حمل يوسف و فيري معا لتبرز عضلات يديه المكتسبة من العمل فقد شقى كثرا في شبابه هو و يحيي عندما فقدا كل افراد اسرتهم الصغيرة و المكونة من والده و عمه و زوجتيهم الواحد تلو الاخر ....
بدأت عندما فقد والده وعمه لواءين سابقين تم اغتياله بسبب احباطهم لبعض الارهاب مصادفة ....
ليليه والدته التي لم تتحمل الصدمة فيصبح يتيم الاب و الام و هو علي مشارف الجامعة ...
لينتهي يحيي في الكلية الحړبية راغبا في اتباع مسيرة والده و عمه و ان يفقد والدته سريعا بعد صراع مع المړض ...
اما هو فلجأ لمجال اخر يبحث به عن حياة افتقدها ....
قد تبدو حياة تعيسة فاقدة لكلمة حياة حتي ولكنه ويحيي كانا سندا لبعضهم البعض وتعلما الفرحة والحب معا !!!
احبط بشده وهو يتذكر وقوعه في
شباك الفتاة الغنية جميلة الجميلات ليتزوجها فيكتشف مع الايام انها قبيحة الروح و جافية القلب ليضيع من عمره ثلاث اعوام شاقه مع تلك البغيضة الشمطاء يحاول اصلاح الامور دون جدوي و الامر الجيد الذي خرج به منها ويريح قلبه هو يوسف الذي اكمل عامه الثاني حينها و فريدة التي تركتها له وهي رضيعه لم تكمل شهور بقسۏة لم يعهدها او تقابله يوما !!!!! 
نظر بأسي الي طفليه وهو يدثرهم بفراشهم و يتحسر علي فقدانهم لحنان الام و امانها فعلي الاقل هو عاش اسعد ايامه مع والديه وتعلم معني الاحتواء الذي يفشل هو بمفرده في توفيره .....
ابتسم قليلا ليوسف الذي يقسو عليه قليلا ليصبح رجلا و يتحمل مسئوليه ليست له و لكنه بكل شجاعة يصر علي اتمام دوره لإسعاده و حمايه شقيقته ....
امسك بيده الصغيرة يقبلها و يربت عليها فترتسم ابتسامه يوسف صراحه و فخرا لأنه يرضي والده ....
اتسعت ابتسامه ظافر بحب و فخر و عاد يقبل رأسه و يربت علي شعره مره قبل ان يردف قائلا....
ناموا وانا هطلع اطمن علي طنط و هنزل اطمنكم اتفقنا !...
اتفقنا ....
قال الصغيران بصوت ناعس ليبتسم داخله يعلم تمام ان الاثنان سيغطان في نوم عميق ما ان يغلق الباب .....
ترك النور مضاء لإرضاء فريدة و ما ان اغلق الباب حتي زالت ابتسامته وهو يضع رأسه علي الباب و يرتسم الحزن ملامحه تنفس بعمق واتجه ليصعد ويرى ما يحدث بالأعلى!!! ....
وهو علي الدرج وصل الي اذنه صوتها الحزين الباكي....
سيبوني حرام
 

تم نسخ الرابط