هوس من اول نظرة بقلم ياسمين عزيز الجزء الثاني
المحتويات
يبقى تتنازل العربية
صالح و هو يشتم و بدعو عليهم
عاملين رباطية عليا يا واطي يا
إنت و هو طب ماشي خليه ياخذها
حر و ڼار في چتته
همس بصوت باكي و ينطق بالكلمات الأخيرة
هو لكنه ما لبث أن إنتفض
بړعب عندما أتاه صوت كلاوس العميق
سمعتك على فكرة و تصدمت فيك مكنتش
عارف إنك بخيل كده الحمد لله إني رفضت
غمزه سيف و الذي كان يقهقه باستمتاع
خاصة بعد أن سمع صالح يجيبه
يعني لو اديتك العربية هتقبل تشتغل معايا
و تسيب المعفن اللي قدامك يا كلاوس بيه
سيف متدخلا و هو يشتمه بألفاظ نابية
بقى انا معفن يا داه انا حتى كنت بفكر
اتدخلك عند كلاوس عشان يسيبلك العربية
المساء عاوز العربية قدام الشركة و انا
بنفسي هبعثها لزيزي ممثلة مشهورة
معجبة بصالح منذ سنوات و هو يتهرب منها
و هقلها صالح بيقلك دي عربون محبة يا بيبي
و إبقى قابلني لو يارا قعدت في بيتك
نص ساعة بعد ما تعرف
صالح بذهول إنت عايز تخرب بيتي ياظ
صالح ربنا على المفتري
سيف انت هتحسبن علينا شكلنا هنزود
العقاپ إديله يا كلاوس داه لسه بيتنفس
صالح ما انتوا عاوزين تقشطوني الهدية اللي
حيلتي حرام عليكوا بقالي اسبوع بجهزهالها
أخوكوا لسه أعزب و عاوز يخش دنيا سماح المرة
دي تكسبوا فيا ثواب
سيف بتفكير قبل أن يفاوضه
صالح بفرحة ماشي سلام
أعاد الهاتف إلى جيبه و هو يتمتم
بتسلية
في المشمش داه انا دلوقتي بس إبتديت
و مش هبطل إلا ما أشوفكوا نايمين في
جناين بيوتك ا اووووف هما راحو فين يقصد
يارا و أطفاله
اكيد دخلوا عشان وقت الغدا دلوقتي طب انا
هروح أحاول معاها بس الاول هضبط شكلي
من عطره المفضل ثم خرج من غرفته التي تقع
في الطابق السفلي و التي أصبح يعتكف فيها معظم
وقته عندما يعود من عمله حتى أطفاله كان نادرا ما يراهم إلا إذا أرسلتهم يارا له أو يخرجهم يوم
الاجازة إلى مدينة الملاهي مكتفيا بمراقبتهم من وراء زجاج النافذة كان مستعدا للقيام
كان ينظر نحو الدرج عله يلمحهم حتى شعر
بشيئ يجذبه من بنطاله ليخفض بصره للأسفل
إبتسم بحنو عندما وجد صغيره ريان
بطالعه بدهشة و هو يقول له
بابي انت جيت من الشغل
إنحنى صالح علي الفور بعد أن عجز عن
مقاومة ظرافته و حمله بين ذراعيه مقبلا
إياه بقوة و هو يغمغم
أنا ممكن آكلك على فكره
دغدغه بذقنه الخشنة لينتفض الصغير
ضاحكا و هو يجيبه ببراءة
مامي بتحضر اكل جوا مش تاكلني انا
يا بابي
توجه صالح به نحو المطبخ و هو لا زال
يحمله لتزداد إبتسامه أكثر عندما وجد
يارا تقف وراء الموقد
تحدثت دون أن تلتفت وراءها ظنا منها
إحدى الخادمات بعد أن سمعت صوت
دخول أحدهم
الولاد غسلوا إيديهم كويس
تحدث ريان مجيبا إياها
سليم لسه جوا الحمام و انا جيت
مع بابي هو جعان و كان عاوز ياكلني
مامي ممكن تديله شوية أكل
ضحك صالح و هو يراقب يارا التي
إنتفضت فجأة و إستدارت حتى تتأكد
من كلام طفلها تلعثمت و هي تتحدث
طب أقعدوا و انا خمس دقائق و هحط
الأكل مكنتش عارفة إنك هنا
عبس صالح بحزن بعد أن شعر بأنها لا ترغب
في وجوده ليهتف معتذرا
لا أنا كنت طالع بس لقيت ريان برا
قلت أشوف الولاد قبل ما أخرج أصلي
بقالي يومين مشفتهمش
لا تنكر يارا انها شعرت بالقليل من الأسف
عليه فهو طوال الايام الماضية يحاول
إرضاءها بكل الطرق بدء من تلك الهدايا
التي كان يتركها لها يوميا أمام باب
الجناح و رسائل الإعتذار التي يرسلها لها
لها كل ليلة و إنتهاءا بظهوره النادر في
المنزل حتي الطعام كان يتناوله وحيدا
في غرفته
و رغم إشتياقه لأطفاله الذي كان واضح في عينيه
إلا أنه من أجلها كان يضحي ارغمت نفسها
على تقبل وجوده لتهتف بنبرة لا مبالية
إنت ممكن تقعد تتغدى معاهم
تهللت أساريره فرحا ليحتضن ريان
بقوة و هو يهمس له قائلا
انا جبت لماما هدية جديدة
ريان بحماس بجد يا بابي طب هي
فين إنت حطيتها فوق قدام الباب
صح انا ممكن أطلع أجيبها
صالح بضحك لا هي برا في الكراج
أصلها كبيرة اوي و إنت مش هتقدر
تجيبها
فكر الصبي قليلا قبل أن يهتف بحماس
ممم انا هقول لسليم يروح معايا و نجيبها
سوى بس انا اللي هفتحها أصل سليم
هو اللي فتح هدية إمبارح
صالح بهمس و هو ينظر نحو يارا التي كانت
منشغلة بتحضير الطعام
هي ماما عجبتها الهدية
ريان بصوت عال
أيوا يا بابي بس مش تجيب أرنوبات
ثاني عشان مامي نيمتها عندها و خذت مكاني
انا كنت هرميها من البلكونة بس سليم
قلي هتتوسخ بالتراب تحت
شهق صالح و هو يضحك يعني انت كنت
هترمي
هدية بابي في الأرض
ريان بغيظ
عشان مامي مش تنيمها عندها دي إبقى
جيب مجوهرات اللي بتبرق دي و إلا
شكلاطة انا عاوز شكلاطة على شكل
قصر زي بتاع المرة اللي فاتت
صالح إنت تأمر يا روح بابي
صاح سليم الذي دلف المطبخ للتو
و هو يركض فرحا عندما شاهد والده
بابي
إلتفت نحوه صالح ليقفز الصغير
الذي إلتقطه صالح على الفور همس
بصوت خاڤت في أذن ريان الذي
إبتسم بحماس و أومأ له بالايجاب
ثم انزله على الأرض
خرج صالح بسليم متجها به نحو
المرآب و هو يقبله تارة و يحدثه تارة
أخرى
لم يطل الوقت كثيرا حتى ظهرت يارا
ممسكة بيد ريان الذي كان يجرها أمامه
و يحثها على الإسراع بصوته الطفولي
يلا يا مامي إنت ليه بتمشي زي السلحفة
يارا و هي تسأله
ريان إستنى إنت واخذني على فين
ريان مش قلتلك إنها مفاجأة يا مامي
دلفت يارا المرآب لتجد صالح مستندا
بظهره على سيارته و هو يحمل سليم
بين ذراعيه إستقام على الفور عندما
رآها و إتجه نحوها
أنزل سليم على الأرض بجانب أخيه
و اخرج عدة أوراق من جيب سترته
الداخلي و أخرج منهم ورقة صغيرة و
ناولها إياها
أخذتها يارا دون جدال رغم أنها ستموت
و تعرف مالذي يحصل شهقت و هي
تضع يدها على فمها ثم رفعت نظرها
نحو صالح هاتفة بعدم تصديق
دي رخسة السواقة بتاعتي و متجددة
كمان
صالح انا جددتهالك و النهاردة جهزت
على فكرة كل أوراقك لسه عندي هبقى
ابعثهالك مع الشغالة بعدين انا كنت مستني
أجدد الرخصة عشان أرجعهم ليكي كلهم
مرة واحدة
يارا بهمس ورقد أدمعت عيناها
انا بجد مش عارفة أشكرك إزاي
صالح و هو ينحني لاطفاله
ممكن تعزمينا على الاكل برا بس
إنت اللي هتسوقي
يارا بتردد بس أنا بقالي كثير مسوقتش
صالح و هو يدعي الحزن
يعني ارجع العربية
يارا بعدم فهم عربية إيه
ناولها صالح بقية الأوراق ثم سار
نحو إحدى السيارات التي كانت مغطاه
بقماش أسود لينزعه من فوقها لتظهر
من تحته سيارة من نوع رولز رويس بيضاء موديل
2022
إلتفت نحو يارا التي رفعت رأسها بذهول
بعد أن أمضت حوالي دقيقة و هي
تقرأ ما دون في الأوراق عن سعر السيارة
و نوعها
هتفت و هي تسير بآلية نحوها مغمغمة پصدمة
دي ليا أنا
صالح علي الفور
و لو مش عاجباكي نغيرها فورا
يارا و هي تنظر له و كأنه برأسين
بس دي غالية أوي
صالح و هو يستدير ليفتح لها الباب
متغلاش عليكي يلا جربيها في الجنينة
عشان تكوني إنت أول واحدة تسوقها
و بعدين هنطلع كلنا نتغدى برا طبعا
داه لو انت قبلتي
أومأت له بإيجاب و هي لا تصدق
بأنه أحضر لها هدية غالية كهذه صحيح
انه طوال الشهر الماضي كان يرسل لها
الهدايا الغالية من مجوهرات ثمينة و ملابس
عطورات حتى الدمى و الألعاب لكن هذه
لم تخطر على بالها أبدا
افاقت من ذهولها على صوت بوق السيارة
قبل أن يتحدث ريان الذي أخرج رأسه من
نافذة السيارة
يلا يا مامي
إكتشفت انها كانت شاردة لوقت طويل
لتخفض بصرها على الفور نحو ملابسها
العادية قبل أن تخبرهم انها سوف تذهب
و تغيرها ثم ستعود على الفور
قبل صالح طفليه و هو يتنهد براحة
مقررا انه سوف يستغل الفرصة و يحاول
إقناعها
بأن تمنحه فرصة حتى يبدآ حياة
جديدة
مساء في فيلا فريد عزالدين
رمت أروى الوسادة الأخرى في إتجاه
فريد الذي كان ممددا على الاريكة و يشاهد
أحد البرامج السياسية بتركيز غير مبال
بزوجته التي تكاد ټنفجر من شدة الغيظ
من بروده
أقسم بالله عمري ما شفت حد بارد زيك
طلقني يا فريد طلقني بكرهك
رمقها يملل و هو يرمي الوسادة على
الأرض قائلا
فكريني بكرة الصبح دلوقتي مش
فاضي
أروى بصړاخ
يعني البرنامج البايخ داه أهم مني قلتلك
طلقني حالا مش هستنى لبكرة الصبح
تجلس فريد و هو يمسح وجهه مستدعيا كل
ذرة صبر لديه قائلا ليتحدث بهدوء تام
عاوزة إيه يا أروى
أروى
سيف جاب لسيلين شنطة بمليون دولار
و عربية بثلاثة مليون جنيه أخوك جاب لمراته
عربية رولز رويس آخر موديل منقوش عليها
إسمها و انا و لا مرة
شفتك داخل عليا بكيس بطاطس حتى
رفع فريد حاجبيه بشك و هو يذكرها
يعني أنا مجبتش شنط و لا جبت مجوهرات
و لا عربيات
اروي باستدراك أيوا جبت بس انا عاوزة
هدايا كل يوم زي يارا إش معنى هي
فريد تفتكري ليه مش عشان هي مخدتش
من جوزها و لا هدية من خمس سنين و هو
حب يعوضها مش يمكن هو غلط معاها
و عاوز يعتذرلها و يكسبها من ثاني طب
إيه رأيك أعاملك زي ما صالح كان بيعاملها
زمانو انا مستعد بعدها أجيبلك كل يوم
هديتين مش واحدة
إبتلعت أروى ريقها بصعوبة عندما تذكرت
معاناة يارا في الماضي ليلين صوتها
محاولة إقناعه
طب مش لازم رولز دي أنا قابلة
حتى فاراري قصدها عربية فيراري
تأفف فريد بصوت عال و هو يستقيم من
مكانه متجها نحو باب الجناح قائلا
پغضب داه أنا اللي هفر منك تصبحي على
خير انا هنام في اوضة زين
لحقته أروى حتى تقنعه مرة أخيرة
طب إستنى نتفاهم طب إيه رأيك
في بنتلي هو عمر كمال أحسن مني
طب سكودا و الله راضية حتى بتوك توك
المهم
إنتفضت و هي تتراجع إلى الوراء بعد أن
أغلق فريد الباب وراءه لتخرج لسانها
بسخرية منه قبل تتمتم بغيظ
طب إثبت على رأيك و متجيش
بعدين تتسحب في انصاف الليالي
عشان تعتذر هي الرجالة بقت بخيلة
كده ليه داه بيذلتي بالعربية الجديدة
اللي حابهالي الشهر اللي فات لا دي
لازمتها قعدة مع نوجة و سولي إحنا
لازم نرجع نسيطر ثاني من يوم ما البت
يارا رجعت و إحنا فقدنا هيبتنا
أخرجت هاتفها لتتصل بالفتيات حتى
يجدن حلا
الفصل السابع و الثلاثون النهاية من رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني
بعد مرور يومين
دلفت هدى والدة سيلين فيلا صالح و هي
تدفع أمامها الكرسي المتحرك الخاص بسناء
رحبت بها يارا ثم إنحنت لتقبل والدة صالح لكنها
دفعتها قائلة
إنت مين
رفعت رأسها نحو هدى و هي تضيف
مين دي إنت جبتيني لفين
ضحكت هدى و هي تشير ليارا بعينيها أن تعذرها
بينما تجيب سناء
دي يارا مرات إبنك صالح اللي فضلتي
تزني عليا عشان أجيبك تشوفي عياله
تمتمت سناء بتفكير هو صالح أتجوز و بقى
عنده عيال
مصمصت شفتيها بحركة شعبية جعلت يارا
ټنفجر ضحكا فهي بالتأكيد قد تعلمتها من أروى
لأن سناء لطالما كانت سيدة أرستقراطية ملقيتش وصف ثاني في تصرفاتها و تعالت ضحكتها
اكثر عندما سمعتها تكمل
و داه مين اللي هتتجوزه على طول
مكشر و مش بيضحك غير بمواعيد
دعتهم يارا للدخول لتدفع هدى الكرسي أمامها
حتى وصلت إلى الصالون و هي تسألها
أمال فين الاولاد
يارا
متابعة القراءة