سجينة جبل العامري بقلم ندى حسن
المحتويات
أمامه
أنتي لسه صغيرة ومش فاهمه أنتي بتقولي ايه.. انسي الهبل ده واطلعي يلا
استغربت ما قاله وضيقت حاجبيها تعقب
صغيرة صغيرة إزاي بقى كل ده صغيرة
الټفت حول نفسها وهي تقول تلك الكلمات تظهر إليه جسدها الأنثوي ومفاتها لتستطيع أن تغريه بها
ارتفع صوته بعدما اغضبته بشدة بسبب هذه الفعلة الجريئة والدنيئة للغاية
أشارت إلى نفسها ترفض ما يأمرها به موضحة له مصرة على موقفها معه وتريد لو يبادلها ما تشعر به لتلتحم معه في عناق قاسې تشعر داخله بأنها ملكه
عاصم أنا مش صغيرة ولا حتى أنت صغير.. أنا عارفه أنا بقول ايه وبعمل ايه
مرة أخرى پغضب وقسۏة قال
لأ أنتي لسه صغيرة ومش فاهمه حاجه..
تغيرت ملامح وجهها إلى الانزعاج والضيق هي عندما
أشار إليها بيده لتذهب من أمامه
اطلعي يا فرح يلا وتنسي كل اللي قولتيه ده
أقتربت منه ثانية محاولة التأثير
عليه وهي تتحدث برقة
طب قولي.. أنت بتحبني ولا لأ
بمنتهى السهولة والقسۏة وبكل الإخلاص داخله واللا مبالاة بمشاعرها قال
أكيد لأ.. أنتي أخت صاحبي مش أكتر وأنتي
بكرة تعقلي وتنسي كل ده
نظرت إليه نظرات ڼارية محتقرة واشټعل فتيل الڠضب داخلها بسبب رفضه لها بتلك الطريقة المهينة القاسېة تقول غير مصدقة
أجاب ببرود
اللي سمعتيه
أبصرها بقوة وعنجهيته ظهرت في نظرته فبقيت بالنسبة إليها تكبر عليها ومن بعد هذه النظرة رحل وتركها تقف وحدها ولم يفكر لحظة فيما قد يمر بها أو تمر به.. تاركا خلفه أنثى مطعونة بقسۏة وغرور ملقاة أسفل قدمه بعد أن قدمت نفسها إليه وهو من قام برفضها..
خرجت من شرودها وهي مازالت تنظر إليه إلى تكبره وعنجهيته إلى ثقته من نفسه وغروره الواضح إلى قوته وعنفوانه تنظر إلى رجل لن يتكرر ولكنه رفضها.. وهي لن تنسى ذلك ولن تصمت عنه ولكن لكل شيء موعد..
شعرت بمن يجلس جوارها ف أدارت رأسها لتبصر تمارا هي من أتت إليها.. ابتسمت لها بعملية وعادت تنظر إلى شقيقتها وابنتها غير مبالية بتلك التي أتت لها ولم تعيرها أدنى اهتمام..
ابتسمت تمارا بسخرية وهي تلاحظ عدم اهتمامها بها أو بالأحرى تجاهلها لها وكأنها لم تراها من الأساس..
مش أنا عرفت يا زينة سبب جوازك من جبل
استدارت معتدلة تنظر إليها باستغراب ثم سألتها قائلة
وايه هو السبب.. تصدقي إني لحد دلوقتي معرفش السبب
حركت تمارا حاجبيها بطريقة تدل على عدم تصديقها قائلة بسخرية
ده بجد
أغاظتها زينة بقوة وهي تردف
أكيد مش مصدقة.. حقك بصراحة أصل الأسباب كانت كتيرة منها أن جبل مقدرش يخليني اسيبه وأمشي
وأنا بصراحة مش زي حد.. مقدرتش أبعد عنه
كتمت الأخرى غيظها منها ونظرت إليها بعمق ونظراتها مشټعلة بنيران الغيرة والحقد عليها ولكنها شددت على نفسها قائلة
غريبة.. أصلي عرفت إنك حاولتي تهربي
ابتسمت إليها وأكملت على حديثها بالكذب لتشعرها بالغيرة أكثر
آه حاولت بس الحمدلله إني معرفتش أهرب.. كنت هعيش ندمانه طول عمري.. إزاي اسيب جبل واسيبه لمين
اتسعت ابتسامة تمارا وهي تدري أنها كاذبة فقالت بجدية شديدة
ما تيجي معايا دوغري يا زينة..
سألتها زينة باستغراب
أكتر من كده
عقبت قائلة ما حدث وملامح وجهها تشير إلى أنها تعلم كل شيء قائلة من خلالهم لا مجال للكذب
أنا عرفت إنك كنتي عايزة ورثك مش أكتر بس مرات عمي وجبل عايزين وعد ومكنش فيه حل غير إنك تتجوزيه وأنتي كنتي رافضة واتجوزتي ڠصب
حركت كتفيها بدلال وقالت بنبرة هادئة ترفرف بعينيها السوداء
ده كلام حقيقي.. بس مافيش حاجه بتفضل على حالها يا تمارا.. كل حاجه وارد تتغير
صمتت قليلا وهي تراها مصرة على الكذب وإظهار أن كل ما بينها وبينه على ما يرام وأكثر من ذلك متجهة إلى طريق الحب تأخذ مكانها بقلبه وحياته..
قالت بجدية وعمق دون سابق إنذار
ولو سمحتلك الفرصة تهربي.. وارد بردو كل حاجه تتغير من تاني
بادلتها النظرات المستفهمة واعتدلت في جلستها تصب تركيزها عليها متسائلة
قصدك ايه
ابتسمت عندما جذبت انتباهها إليها بهذه الطريقة وأدركت أن ما أرادته سيحدث لا محال فهي كاذبة كبيرة فقط عندما أتت على ذكر الهرب عمقت تركيزها نحوها وكأنها طوق النجاة..
قالت بنبرة جدية تحمل داخلها الثقة والتأكيد على كل حرف يخرج من بين شفتيها
أنا أقدر اهربك من الجزيرة من غير نقطة ډم ولا طرفة عين.. أنا بس اللي ممكن أعمل كده عارفه كل مكان فيها وإزاي تخرجي بسلام من غير ما مخلوق يشوفك.. كفاية إني من عيلة العامري عندي حصانة
وجدت زينة تنظر إليها دون حديث يعبر عما يجول بخاطرها فقالت مستفسرة
قولتي ايه
كانت هي في عالم آخر تفكر في تلك الفرصة الذهبية التي أتت إليها على طبق من ذهب هذه هي الفرصة التي كانت في انتظارها.. الهروب والفرار من جزيرة العامري دون أن يمسها سوء هي وعائلتها.. كانت في انتظار أن يقوم أحد من قلب العائلة أو الجزيرة بعرض عليها هذه الفكرة لمساعدتها في النجاة بحياتها ومن معها..
لطالما كانت تتوق لخوض هذه التجربة والمرور بهذه اللحظة.. لا مجال للرفض
أو التفكير..
هو الفرار وليس غيره.. لا محال
مررت بأبشع الطرق المؤذية عبرت ممرات الخېانة وجلست بين ازقه الحزن ركضت بين دروب القسۏة ولم أجد يوما مأوى يحتويني بحب تربت جدرانه على أكتافي بحنو و لم أحصل على كتف يمتص آلام روحي وعناء قلبي مكثت وحيدة لليالي طويلة أعاني من كثرة آنات الغدر المصاحبة للقسۏة والعڼف وأن سمحت الفرصة بالفرار من بلدة لم يشهد قلبي بين شوارعها سوى الأسى والتعاسة فلن يكن هناك قرار آخر ولن أدع الحكم لقلب أو لعقل.. إما الفرار أو الفرار...
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الخامس_عشر
ندا_حسن
قاربت على لمس الحب والشعور بلهفة العشق مررت بلوعة الاشتياق فلا تعترض على مرارة الكبرياء ولا تحزن عزيزي من كسرة الأحباب
بعد تفكير دام طويلا ونظرات يتبادلونها الاثنين واحدة لا تبغي إلا تحقيق حلمها بذهاب غريمتها من الجزيرة بأكملها لتبقى هي
الوحيدة معه فيعود عما يفعله ويترك كبريائه على أحد جوانب مڈلة الحب..
أما الأخرى طال تفكيرها في كيفية الهروب ولما! ترك الجزيرة وجبل ترك حقيقة زوجها وماضي عائلة ابنتها..
هل ستذهب ولن تنظر وراءها ماذا عن الوعد الذي قطعته لجبل أنها هي المرأة التي ستكشف كل شيء وستهدم شموخه وقوته وتجعله يعود محملا بالخيبات معترفا بحريتها.. معترفا بأنه لم يكن جديرا بها ولم يستطع ترويضها..
خرج صوتها حاد واثق ومازال عقلها يعمل ك آلة لا تتوقف عن الدوران تأتي بكل الأفكار وتحاول تجميع كل الخيوط
لأ يا تمارا.. أنا مش عايزة أهرب ولا عايزة اسيب الجزيرة
أكملت تنظر إليها بخبث ومكر تعلم كيف تكيدها وتجعلها تستشيط ڠضبا وغيرة
أنا هنا في بيتي.. قصري مع بنتي وجوزي وعيلتي وقولتلك إني لما هربت كنت لسه متجوزتش جبل لكن دلوقتي مقدرش أبعد عنه
جزت على أسنانها بعصبية وغيرة شديدة تنظر إليها بملامح حادة تود لو تتقدم منها تأتي بخصلاتها بين يديها وتلقيها خارج القصر تحدثت بجدية
هديكي فرصة تفكري يا زينة وأنا بنفسي هخرجك من الجزيرة
ابتسمت بسماجة وتقمصت دور الزوجة السعيدة التي لا تستطيع ترك زوجها لحظة واحدة وأجابتها بفتور غير مبالية بحديثها عن الهرب
وأنا مش محتاجه أفكر يا تمارا قولتلك الهرب مش لازمني أنا هنا في مكاني ومش هسيبه
ابتسمت تمارا ساخرة بشدة وهي تحرك أهدابها بطريقة متهكمة عليها وسألتها باستهزاء
يعني أنتي مش كدابة يا زينة
جعلتها تشعر بالغيرة أكثر وهي تقول ببرود تام تذكرها بمن هي وما مكانتها هنا وكل كلمة تخرج منها ذات مغزى تصل إليها بتعالي
وأنا هكدب ليه اسألي أي حد في الجزيرة قوليله مين هي زينة مختار هيقولك مرات كبير الجزيرة جبل العامري
امتعض وجهها وشعرت بالسخط منها اعتدلت في جلستها تنظر إليها بحدة وعنفوان قابل للخروج في أي لحظة وتفوهت محاولة إظهار السخرية والبرود
ليه بتحاولي تبيني أن أمورك معاه تمام مع أن عارفه أنكم مش طايقين بعض
خرج صوت زينة الضاحك بصخب وارتفع عاليا تابعتها وهي تسألها عدة مرات وقد راقت لها اللعبة كثيرا
مش ايه أنا وجبل معلش بس أصلا أنا ليه ممكن أكون بعمل كده
أجابتها الأخرى بضيق تحاول كبته داخلها
علشان أنا هنا مثلا
لوت شفتيها باستهزاء وابتعدت عينيها إلى ابنتها وهي تبتسم بتشفي ثم عادت إليها مرة أخرى تكمل دون اهتمام مقلله منها دون أن تدين نفسها
وايه يعني أنتي هنا ولا مش هنا.. هل ده عامل فرق تمارا حبيبتي الشخص لما بيدي لنفسه حجم أكبر من حجمه بيخسر كتير
استردت تكمل ما بدأته ترسل إليها من خلال كلماتها أنها على علم بما كان بينهم سابقا حتى لا تظن أن هذا سيكون فرصة لها للتغلب عليها
أنتي مثلا كان ليكي مكان هنا لكن زمان.. قبل ما تسيبي جبل وتمشي حتى مكانك اللي كان في قلبه أنا أخدته فأنتي بالنسبة ليا وليه مش موجودة
لا تستطيع مجابهة زينة تشعر بالنيران تكوي قلبها من شدة الڠضب والعصبية تكاد تخرج دمائها من عروقها فلم تستطع فعل شيء إلا الابتسام ببرود تنظر إليها قائلة بدلال
مش واضح.. لو أنتي شايفة كده يبقى مستغفلك
حاولت أن تزعزع ثقتها به وتظهر بأنها هي القوية ولكن زينة لم تترك لها الفرصة لفعل ذلك بل نفت حديثها بمنتهى البرود واللامبالاة
تؤ جبل مبيستغفلنيش ومش
بيبص لواحده غيري وأنا عارفه ده كويس
أكملت بغرور وعنجهية
ولو أنا مكنتش عايزاكي في القصر كنت خليتك تمشي بكلمة مني..
اعتدلت تمارا تنظر إليها بشراسة قائلة بصوت جاد يشبه الصړاخ عليها
هو ده ټهديد!
تصنعت البراءة ناظرة إليها بهدوء ورفق قائلة بجدية تضغط على كل حرف يخرج من بين شفتيها
لأ خالص اهددك ليه.. أنا بس بحاول افهمك وأقولك تعقلي علشان جبل عنده حياة مع مراته وبنته
عارضتها الأخرى بقوة تنظر إليها بتحدي وتشفي
وعد مش بنته
اتسعت ابتسامتها ترسل إليها أسهم مشټعلة بالنيران تنهش قلبها من حالة البرود الذي انتابتها وقالت بثقة وغرور
طيب ابقي قولي الكلمتين دول لجبل ونشوف هيقول هو ايه
رأته يأتي عليهم ينظر إليها بجدية يستغرب جلوسهم سويا فقالت لها
أهو جه
وقفت تقترب منه وهو يقدم عليهم وكأنها زوجة أصيلة وزوج محب حقا يتبادلون النظرات ولكنه كان مستغربا من ابتسامة مشعة مشرقة مرتسمة على محياها في استقباله..
حبيبي
لحظة واحدة كانت تقرع بها الطبول داخل أذنيها وهي مستغربة من نفسها للغاية.. كيف خرجت منها هذه الكلمة كيف عبرت له أنها تحبه بقول حبيبي وحتى إن كان كل ما يحدث ماهو إلا تمثيل..
رفع يده يحيطها بها وقد فهم أنها تحاول كيد ابنة عمه فلم
متابعة القراءة