جواز اضطراري بقلم هدير ممدوح
المحتويات
ده اللي زيي زيه وبعدين لما نبقى نتطلق بقا نبقى نشوف عمر شريف بتاعك ده هيكلمك أزاي يلا خليني أحسره على شبابه
أنا مش هقعد أهري معاك ف أي كلام أنا نازلة
نزلت وتركته في عصبيته كان قد كور قبضة يديه وظل يضرب بها يده الأخرى في غيظ شديد وقبل أن ينزل هو الآخر وجد هاتفه يرن وكان المتصل هو حازم صديقه فأجابه على الفور
حبيبي يا أدهوم وبعدين هو أنا لسه بقيت عريس
طبعا يا صاحبي مش روحت أتقدمت وطلبت من والد ليلة تكتب الكتاب علطول وهو وافق خلاص تبقى عريس يا عم
طب سيبك مني صحيح اللي سمعته ده أنتا ومريم بجد هتتطلقوا
أدهم بدهشة وأنتا عرفت منين
هكون عرفت منين يعني أكيد من ليلة المهم ليه أيه اللي حصل يعني الكلام ده بجد
ليه يا صاحبي أنتو باين عليكوا بتحبوا بعض أوي لو في أي خلاف بينكوا نحاول نقعد مع بعض ونحله
مفيش خلاف ولا حاجة
هنتطلق من غير سبب زي مقولتلك نصيب
أنا مش قادر أفهمك يا أدهم هي مراتك ديه تتساب بأخلاقها وتدينها وجمالها وكل المميزات الكتييير اللي فيها أي راجل لازم يمسك فيها بأيده وسنانه مش يقول نصيب وميعافرش عشان يحافظ عليها
حازم بعد صمت لحظات أدهم مش هينفع تطلقها.. على الأقل دلوقتي
أدهم بدهشة أشمعنا يعني دلوقتي
حازم بتردد أنا مكنتش عايز أقولك وأقلقك بس مضطر عشان مريم تفضل ف حمايتك وتحت عنيك مش هينفع تسيبها دلوقتي خاالص وإلا مريم هتكون في خطړ
البارت 29
أدهم بقلق في أيه يا حازم قلقتني
جاسر هرب من السچن ومريم وليلة وأحنا كمان معرضين للخطړ بس طبعا البنات هما الأهم أنا...
قاطعه أدهم قائلا جاسر مين اللي هرب وهرب أزاي وخطړ أيه
حازم موضحا جاسر السيوفي يا ادهم اللي كان هيخطف البنات
أدهم بعصبية وهو يعني أنا بسألك عشان تعرفني عليه أناا قصدي هرب أزاي وأمتا وأنتو معرفتوش تقبضوا عليه
متخافش والله هجيبه هي مسألة وقت أهم حاجة أنتا متسيبش مريم دلوقتي خالص لحد ما نقبض عليه أجل مسأله طلاقكوا ديه
ماشي أكيد مش هسيبها يعني ..وخد بالك من ليلة أنتا كمان
بإذن الله يلا أشوفك على خير يا أدهوم
بإذن الله أول ما ارجع من الصعيد هكلمك ونتقابل ولو في جديد كلمني
أكيد طبعا يلا سلاام
سلام
أغلق حازم الخط وأنتهت المكالمة بينه وبين أدهم الذي شعر بالقلق الشديد يعصف بكيانه لم يكن قلقا على نفسه بل كان كل ما يشغل باله هي زوجته وحبيبته هبط إلى أسفل وجلس مع أخوته لكنه كان شارد الذهن أما مريم فقد كانت مع بقية النسوة في القاعة الآخرى وحينما صعدا غرفتهما بدلت ملابسها وقرأت وردها اليومي ونامت أما هو فقد جفا النوم عيناه كان ينظر في وجهها بين كل لحظة وآخرى حتى يطمئن أنها مازالت بجواره وأنه لم يصبها مكروه ...
مرت الأيام التالية بهدووء شديد مريم مندمجة مع بقية نسوة الدار والعروس وأدهم منشغل بالتفكير
في هروب جاسر وكيف سيقنع ابنه عمه بعدم طلاقهما الآن دون أن يخبرها عن السبب حتى لا يثير قلقها ....
في ليلة الحنة كان الطقس شديد البرودة وحينما صعد غرفته ليبدل ملابسه وجدها أمامه وحينما رآها لم يتمالك نفسه من الضحك على هيئتها ف لقد كانت ترتدي جاكته وكان كبير عليها جدا يصل قبل ركبتها بقليل وأكمامه طويلة عليها وترتدي في قدميها جوربه الصوفي كانت هيئتها مٹيرة للضحك حقا وحينما لم تتوقف ضحكاته الساخرة نظرت له مريم بغيظ وهي تحاول كتم ضحكاتها هي الآخرى قائلة
أيه اللي بيضحك كده يعني شوفت أراجوز!
أدهم وهو يضحك بشدة أكتر هههههه همووت والله مش قادر منظرك يفطس من الضحك أيه اللي أنتي لابساه ده وعامله ف نفسك كده ليه وبتسأليني أيه اللي بيضحك أنتي مبصتيش على نفسك ف المراية يعني أنتي بذمتك مش عايزة تضحكي ده أنتي ماسكة نفسك بالعافية
الله بردانة جدا ولقيت الجاكيت بتاعك حلو وبيدفي ف لبسته هعمل أيه يعني أنتا اللي كبير
أدهم وهو يضحك أنتي اللي
صغيرة يا حبيبتي مش أنا اللي كبير طب وبالنسبة ل شرابي أيه طمعتي ف كل حاجاتي
بردانة يا أدهم وبعدين شرابك صوف وتقيل ولقيته بيدفي هو كمان ف لبسته
أدهم محاولا تمالك نفسه من موجة الضحك التي انتابته مريم بجد مش قادر منظرك فظييييع وانطلق بضحكاته مجددا
مريم بضيق طفولي أوووف أدهم بقاااا وبلهجة تحذيرية أردفت قائلة ماشي براحتك أتريق أتريق وياريتني بعد كل اللي لبسته ده أتدفيت لسه ايدي ورجلي متلجين معرفش أنا أعمل أيه ف نفسي طول الشتاء أيدي ورجلي زي الميتين
أشفق عليها فاقترب منها وأجلسها على الفراش وخلع عنها جوربه وأخذ يمسد قدميها لكنها فاجأته أنها تغار ف ظلت تتملص ل تخلص قدميها من بين يديه وهي تضحك
أدهم خلاص بقا بغير والله
أدهم ببراءة مصطنعة وهو أنا عملت أيه بس! طب بصي خلاص والله مش تعالي بس
مريم غير مصدقة بجد ولا بتضحك عليا
أدهم مبتسما ابتسامة قد سلبتها لبها أنا حلفت يا مريم أكيد مش هحلف كدب تعالي والله
تحركت نحوه وكأنها منومة تنويما مغناطسيا أثر ابتسامتة الرائعة أخترق عيناها بنظرته الحانية وحينما تقابلت عيناهما شعر كلا منهما بالدفء يغمره فارتبك بشدة من أثر لقاء أعينهما وحتى يتخلص من هذا الشعور بالارتباك ترك يدها ضاحكا
كفاية عليكي كده أنتي سقعتيني جيت أدفيكي بردتيني
ضحكت هي الآخرى وقالت هو أنا كده بردتك أنا هوريك البرد بجد بقا
حرام عليكي يا مفترية أيدك تلج تقومي تحطيها ف قفايا منك لله يا شيخه ده كأنك حطتيلي تلجة أعوذ بالله روحي شوفيلك جوانتي البسيه ف أيدك
مريم ضاحكة والله ما بيفرق يا ابني بردو بتفضل أيدي سقعة وأنا لابساه مفيش فايدة على رأي عمك سعد زغلول
أدهم ضاحكا خليتي سعد زغلول باشا عمي كمان ياخوفي يطلع أحمد عرابي جدي
مريم بجدية مصطنعه احنا هنهزر عرابي مين ده اللي جدك ثم استطردت وهي مازلت تضحك عرابي ده يبقا جوز خالتك
فين خالتي كانت سمعتك وظبطتك
مريم بجرأة مصطنعة ولا بخاف لأ ده أحنا جامدين أوي
والله أنتي بق لو حد زعقلك بس بتروحي تتكومي ف أي ركن وتقعدي ټعيطي
بتتريق عليا يا أدهم مااشي وبعدين ده كان زمان لكن دلوقتي....
أكمل أدهم ضاحكا لكن دلوقتي أهبل من الأول
قذفته مريم بالوساده في وجهه مش أنا هبلة يبقا تستاهل ديه بقا..بس بقا سيبني عشان ألحق أغير وأنزل أشوف الستات اللي تحت عندي نمرة الليلة الحنة والسهرة هتبقا صباحي
أدهم وقد رفع حاجبيه بدهشة نمرة هو أنتي يابنتي عندك ميول تشتغلي رقاصة وبعدين مش قولنا بلاش موضوع الرقص ده
مريم بعناد ملكش دعوة أحنا ستات ف بعضينا بتدخل ليه
أدهم غامزا طب وهو جوزك ملوش نصيب يتفرج على النمرة ديه
مريم وكأنها فجأة تذكرت حديثه السابق فقالت بغيظ لأ ملهوش ومتقولش جوزك بس كلها كام يوم وتنسى الكلمة ديه وأبقا أتجوز بقا اللي ترقصلك وتعملك أحلى نمرة وأهم حاجة متنساش تكون متجوزتش قبل كده عشان تقدر تتعامل معاها عادي
قالت جملتها الأخيرة ولم تنتظر رده بل أنصرفت من أمامه مسرعة ودخلت الحمام بدلت ملابسها وارتدت عباية مزركشة قد أعطتها لها زوجة عمها عفاف لترتديها يوم الحنة وحينما خرجت من الحمام وجدت أدهم قد أرتدى جلباب صعيدي وفوق رأسه طاقية ولف عليها عمامة بيضاء ف بدا وسيما بحق وما إن رأته حتى نظرت له في أعجاب قائلة
شكلك حلو في اللبس الصعيدي شكلك صعيدي بجد
أدهم ضاحكا أمال أنا أيه ما أنا صعيدي
مريم بسخرية قال صعيدي قال ده أنا أول مرة اشوفك لابس جلابية
حوش يعني البت اللي اللبس الصعيدي مالي دولابها ما أنتي زيي لا تعايرني ولا أعايرك الصعيدي طايلني وطايلك
أنتا هتألف أمثال كمان
أدهم بفخر عيب عليكي أدهم بيعرف يعمل كل حاجة لأ وتعالي اتفرجي عليا وانا بأرقص بالعصاية عل المزمار وكمان هيكون في تحطيب وهرقص بالفرس كمان
مريم بانبهار بتهزر ! بتعرف أصلا
طبعا أهو دول الحاجات اللي منستهومش وبحبهم التحطيب والرقص بالعصاية والفرس أبقي تعالي أتفرجي بس متخرجيش بصي كده من بعيد ل بعيد
مريم بفرحة ماااشي يلا أنا هنزل بقا
على فكرة أنتي كمان شكلك حلو جدا ف اللبس ده
مريم وقد نظرت له باسمة
شكرا يلا بقا عشان متأخرش
مااشي مستعجلة أوي يا أختي أنزلي
سلاام
هبطت حيث القاعة الموجود بها النساء في الدار وكانت الليلة رائعه حقا رقصت فيها مريم مع الفتيات الموجودات في مرح وسعادة وسمعت أيضا أغاني فلكورية شعبية صعيدية لم تسمعها من قبل وكانت تضحك كلما سمعت أغنية جديدة وحينما بدأ التحطيب خرجت وشاهدت أدهم دون أن يراها الرجال وكان مميزا في التحطيب وايضا في الرقص بالعصا أما حينما ركب الفرس ورقص به خطڤ قلبها أكثر نظرت له وقد هامت فيه حبا وقالت في نفسها أنه وسيم جدا بهيئته تلك ثم تنهدت تنهيدة طويلة وعادت أدارجها إلى قاعة النساء مرة آخرى
وفي اليوم التالي جاءت ليلة العرس وكانت في إحدى قاعات الأفراح الموجودة هناك كان الجميع سعداء خاصة مريم التي أحبت العروس بشدة ويبدو أنها لا تشبهها شكلا فقط لكنها كانت قريبة منها في الطباع ....
كانت ترتدي فستان رقيق لا يتسم بالتكلف وفوقه حجابها وقد لفته بطريقة عاديه وقد حرصت أيضا أن تظهر بلا أية
متابعة القراءة