اسير برائتها بقلم نادية الشرقاوي
المحتويات
عشان يمضي بالإكراه لحد ما جتله أزمة قلبيه.. خافوا لېموت و ودوه المستشفي و للأسف الوقت كان فات ووصل المستشفي مېت
اقتربت منه بخطي بطيئة و نظراتها مششتة غير قادرة علي تحمل تلك الصدمات التي تلقي علي عاتقها
انت اللي بتقوله دة بجد يا فارس.. دي کاړثة طيب و اتجوز نور بعدها ليه و هو كان السبب في مۏت ابوها!
كان بيكفر غلطته لكن في الحقيقة هو محبش نور اصلا..
انت عرفت منين الكلام دة يا فارس!!
مقدرش اقول علي الاقل دلوقتي يا ليلي.. صدقيني زي ما موضوع حسام دة انكشف دلوقتي في حاجات كتير هتنكشف بعدين بس مينفعش كله يجي ورا بعضه!!
فارس انت لو راجع عشان ټنتقم مني فأنت لازم تعرف ان انا اصلا بقايا انسانة كفاية ۏجع لحد كدة انا معدتش مستحملة...
همس في أذنها قائلا
نور حبيبتي معلش انا هروح اطمن علي بابا و اخد شاور و ارجعلك... تحبي تيجي معايا!
نظرت له بحب و قالت
لا يا حبيبي روح انت تعبت معانا اووي و سلملي علي عمو محسن!!
لتلتفت نحو تلك الشاردة اقتربت منها و قلبها يدمع علي حالها التي لا تعلم له سبب
هنا حبيبتي مش ناوية تتكلمي ادينا لوحدنا اهو.. اتكلمي معايا انا اختك يا حبيبتي!!
البكاء الذي لا ينقطع و قالت بحسرة
اقولك اية يا نور.. اقولك ان انا خلاص ضعت اقولك ان انا مش بس ډمرت نفسي لا انا كمان ډمرت
الإنسان اللي بيحبني!!
ليه بتقولي كدة.. يوسف هيفوق إن شاء الله قريب و هترجعوا لبعض و تبقي احلي عروسة بإذن الله..
تعالت ضحكاتها و
هي تمتزج ببكائها المكتوم و قالت
أسرعت نحوها و هي تحضر
حقنة مهدئة حتي تنسيها كل ما يحدث و ما حدث نسيان مؤقت!!
اقتربت منها لتقول هنا
يا ريتني كنت سمعت كلامك يا ليلي يا ريتني
اهدي يا هنا.. كله هيتحل يا حبيبتي بس اهدي
قالتها ليلي و هي تقترب منه... لتردف هنا پبكاء مرير
صكت هنا وجهها مرات متتالية حزينة علي حالها بينما نور تنظر نحو ليلي بعيون متسعة مصډومة... مسكينة هي الأخري لا تعلم ما يخبئه القدر لها
لترتخي هنا بين ذراعي نور و تذهب في ثبات عميق تاركة تلك الحياة ذات الأقدار السوداء!!
نظرت لها نور و هي بين ذراعيها كالطفل الصغير و بدأت دموعها تتساقط و هي تتركها و تسير متجهة نحو ليلي قائلة پصدمة
هنا بتتكلم بجد يا ليلي.. كلامها دة حقيقي!
اغمض ليلي عينيها بأسي و هي تتنفس بعمق محاولة السيطرة علي حالها حتي لا ټنهار هي الأخري فجميعهم يرتكزون عليها و لا مجال للاڼهيار!!
جميعهم يطالبونها بحلول جميعهم يضعون مشاكلهم فوق عاتقها.. و لا أحد ينظر لها و لا إلي أنها أوشكت علي الاڼهيار
هتتحل يا نور.. بس اهدي انت كمان مش عايزين حد يحس بحاجة اهدي عشان خاطري!!
حد عرف الموضوع دة غيرك!
سارت في ردهات المشفي ملتفتة حولها كالصوص لن يهدأ لها بال حتي تنكشف الحقائق و يظهر كل شخص علي حقيقته...
وجدته يقف في أحد الأركان منتظرها هرولت إليه و هي تسأله
عملت اية يا فارس!
تنهد و هي يقول
قولتلها يا فاطمة علي حقيقة حسام...
طيب معرفتش هي ناوية علي اية احنا مش عايزين الدنيا تتلخبط يا فارس.. حسام لو عرف ان ليلي عرفت حاجة زي كدة ممكن يأذيها هي و نور!!
متقلقيش.. ليلي مش هتخطي خطوة غير لما تجيلي المهم عملتي اية مع احمد!
تشنجت ملامحها و هي تحارب تلك الدموع المتمردة حتي لا تهبط قالت
أحمد زهق مني يا فارس.. تقريبا محدش بقي طايقني اصلا بس هما لما يفهموا هيسامحوني.. صح!
هز رأسه موافقا إياها علي حديثها و قال
بس ليه بتقولي كدة! حصل اية بينكم..
أحمد قالي ان ترتيبات الفرح و الجواز هتمشي زي ما هيا.. بس مش هيبقي جواز حقيقي يعني اللي هي كتب الكتاب مش هيبقي مأذون فبالتالي هيبقي عقد باطل..
طيب ما تفركشوا احسن و تريحوا حالكم
مينفعش.. عشان ماما انا خاېفة عليها هي مبقتش مستحملة اي صدمة!!
فكر هو في جملتها هذة فهي محقة.. فوالدتها لن تتحمل ما يحدث.. كفاها مرضها اللعېن.. و كفاها ما حدث ل هنا و هي لا تعلم و كفاها انها مخدوعة في زوج ابنتها حسام...
فاطمة انا عارف ان انتي أقوي واحدة فيهم.. عشان كدة لازم تعرفي اللي حصل..
نظرت له باستفهام فأكمل هو بتردد
انتي تعرفي اية عن علاقة هنا بمروان...
هي قالتلي أن شركته كانت داخلة مناقصة ضد شركتها و هي اديتله فلوس عشان يديها الملف اللي شركته هتقدمه عشان تكسب هي المناقصة
بس كدة!
اه هو في أية يا فارس!
شهقت و هي تضع يدها علي فمها و تنظر له پصدمة فأكمل هو
طبعا محدش يعرف حاجة عن الموضوع دة يا فاطمة..
صمتت فأكمل هو
المهم انتي هتعملي اللي أحمد بيقولك عليه و تمشي في ترتيبات الفرح...
طيب و اللي احنا اتفقنا عليه!
قالتها بتساؤل فأكمل هو..
اتفاقنا زي ما هو يا فاطمة انا بس عايزك تقربي من أحمد شوية اليومين دول.. مش عايزك تخسريه نهائي و كدة كدة انتم مش هتبقوا متجوزين..
تمام.. انا همشي دلوقتي قبل ما حد يلاحظ غيابي و لو فيه حاجة هبلغك بيها علي طول...
سارت عائدة نحو غرفة شقيقتها ليعود هو بذاكرته للماضي
منذ شهر
عند عودته إلي القاهرة كانت أول
من علمت بهذا طلبت مقابلته.. فوافق هو و فضوله يحركه
خير يا فاطمة.. طلبتي تقابليني لية!
بص يا فارس.. أنت لازم ترجع لليلي .. هي محتاجالك جدا.. في حاجات كتير بتحصل و انت الوحيد اللي هتقدر تقف جنبنا فيها !!
كلامك علي عيني و راسي يا فاطمة.. بس انتي عارفة انا و ليلي منفصلين بقالنا خمس
سنين و مفيش حاجة تربطنا
مين اللي قالك ان مفيش حاجة تربطكم.. انا عارفة كويس انك راجع عشان ليلي و إلا مكنتش
رجعت مصر..
لم تتلقي إجابة منه فأكملت قائلة
و بعدين هي مش ليلي كانت حامل منك قبل ما تتطلقوا...
البيبي نزل يا فاطمة.. هي قالتلي كدة!!
بيبي اية اللي نزل.. و انت صدقتها يا فارس انت
عندك بنت عندها خمس سنين!!
نظر لها پصدمة و قال بعدم تصديق
يا بنتي لما ابوكي ماټ و هي نزلت مصر سقطت.. انا متأكد حتي هي دخلت المستشفي بعدها..
لما دخلت المستشفي كانت فعلا تعبانة بس ما سقطتش قلتلك كدة عشان تقنعك انك تطلقها لكن هي كانت لسة حامل.. البنت اتولدت بثقب في القلب و هي عايشة بس انا معرفش اي حاجة تانية هو دة اللي اعرفه و لعلمك ليلي مخبية عننا كلنا ان البنت عايشة محدش يعرف غير نور.. انا سمعتهم مرة و هما بيتكلموا!!
اعتلت الصدمة ملامحه لدرجة ألجمت لسانه فأكملت هي
ليلي فاكرة انها السبب في مۏت بابا و انا كمان لحد من شهرين كنت فاكرة كدة..
مش فاهم.. هي اكيد ليلي مش السبب في مۏت زين بيه.. بس انتي تقصدي اية بكلامك دة!
حسام جوز نور!!
هي نور اتجوزت اصلا!
اه اتجوزت... ابن الدكتور النفسي اللي كان بيعالجها بعد مۏت بابا بس مش دي المشكلة.. المشكلة ان جوزها طلع هو السبب في مۏت بابا!!
رفع حاجبه باندهاش و قال
انا مش فاهم حاجة.. فهمني انت قصدك اية!
نور و حسام كانوا منفصلين لمدة سنة... و انا حاولت ارجعها ليه كتير بس هي كانت بترفض.. فاضطريت اروحله هو شركته عشان اتكلم معاه يرجعها و بالصدفة مكتبه مكنش فيه سكرتيرة.. بس سمعت صوت عالي جاي من مكتبه لما قربت لقيت واحد بيهدده انه يفضحه قدام نور لو مدلوش فلوس... كان بيهدده انه هيقول لنور انه خطڤ بابا و هدده بينا عشان يتنازل عن الشركة و بابا مستحملش و جاله سكته قلبية و ماټ قبل ما ينقلوه المستشفي...
طيب و اتجوز نور ليه و هو اللي قاټل ابوها!!
عشان يكفر عن ذنبه.. اصل يعيني ضميره كان مأنبه
قالتها فاطمة بسخرية ليرد فارس قائلا
برضو يا فاطمة بعد المعلومات دي المطلوب مني اية!!
لازم توصل لليلي أن هي مش السبب في مۏت بابا عشان ترجعلك و بعدين لو مش مصدق حكاية بنتك دي تقدر تتأكد من نور
بالفعل مر علي لقائهما هذا يومين و طلب مقابلة نور و بعد ضغطه المتواصل عليها اعترفت له أن لديه ابنه بالفعل علي قيد الحياة و لم تبوح بأي شيء بعد ذلك..
عودة للواقع
وصل نحو منزله و عقله لا يتوقف عن التفكير... فظهور فارس الآن ليس في صالحه تماما... خرج من سيارته و هو منهك تماما..
تذكر زيارة فارس له في شركته و تهديده له
منذ عدة أسابيع
كان جالسا في شركته عندما دخلت له السكرتيرة الخاصة به.. قائلة
في واحد عايز يقابلك يا حسام بيه!!
واحد مين يا سها!
بيقول اسمه فارس المدني..
فارس المدني.. دة طليق ليلي دخليه طيب!!
قالها باستغراب شديد.. هو يعرفه فقط من حديث نور عنه لكن ليس لهم سابق معرفة مع بعضهما
اهلا يا دكتور فارس.. اتفضل
قالها حسام بابتسامة قلقة نتيجة لحدة ملامح فارس
اهلا يا استاذ حسام.. حضرتك تعرفني منين!
نور كانت بتكلمني عنك كتير انت و دكتور ليلي...حقيقي زعلت جدا لانفصالكم!!
و انت تعرف اية سبب انفصالنا علي كده!
توتر حسام و قال بتلعثم
ااه.. يعني نور قالت إن دكتور ليلي بعد ۏفاة زين بيه كانت حاسة بالذنب انها كانت سبب في ۏفاته فانفصلتم عن بعض !!
اممم هو
انت تعرف يا استاذ حسام زين بيه ماټ ازاي!
احم... انا مليش الشرف اني اقابله قبل ۏفاته لكن نور قالتلي أن الشركة حالتها اتدهورت في الفترة الأخيرة و جاله سكته قلبية و ماټ!!
اة بس اللي اعرفه غير كدة.. انا سمعت ان كان فيه ناس بيحاربوه في السوق و خطڤوه و ضغطو عليه يتنازل عن الشركة و رفض فجاله سكتة قلبية!!
ابتلع ريقه بصعوبة و هو يستشعر علم فارس عن ما فعله
معقول الكلام دة.. حضرتك عرفت الكلام دة منين!!
بقولك اية انا مبحبش اللف و الدوران.. من الآخر عملت كدة في زين سويلم
ليه!
قالها فارس بنفاذ صبر.. لينهض حسام پغضب مصطنع
لو سمحت يا دكتور فارس انا مقبلش اتهامك ليا دة ابدا!!
لا هتقبل.. خصوصا لو فيه تسجيل
منك و انت بتعرف بلسانك!!
أحمر وجه حسام و طبول قلبه تدق پعنف
لو كلامك دة صح.. مقدمتش التسجيلات دي للنيابة ليه!
ضحك فارس بصوت صادح و هو يقترب منه هامسا
لا نيابة اية يا راجل.. انت حسابك تقييل اووي المهم
متابعة القراءة