وعد الريان بقلم اسماء حميدة
المحتويات
وعد انصرف طاهر بعد نصيحة ابنه زين بالتخلي عن ابنتي صديقه عزام الذي يرقد جسده على أحد أسرة العناية المركزة بين الحياة و المۏت و طاهر و زين على أتم العلم بأن هاتين الفتاتين ليس لهما بعد الله غير الذي يرقد جسده متصلٱ بالأسلاك خلف الباب الزجاجي لا حول له و لا قوة .
و ذلك التخلي من أجل هدف أسمى من وجهة نظر الاثنين ألا و هو أن لا دخل لهم بمعركة لا ناقة لهم فيها و لا شاه .
اقتربت نجوى من همس و وعد فاتحة ذراعيها حاضنة الاثنتين مقبلة أعلى روؤسهما و عينيها تفيض دمعٱمن الحالة التي وجدتهما عليها و بعد لحظات رفعت رأسها لتسأل أكثرهما تماسكٱ ايه اللي حصل يا وعد يا بنتي و الظباط اللي هناك مشوا الناس اللي في الڤيلا ليه
اقترب زين قائلا كده يا وعد امال أنا هنا بعمل ايه
أجابته وعد و الحرج يبدو على محياها و أنت ذنبك ايه بس يا زين أنا لا يمكن أسمح بحاجة زي كده .
و في هذه الأثناء كعادة لأي مشفى خاص اقتربت إحدى الممرضات من هذا الجمع .
هرولت وعد و خلفها زين متوجهان نحو مكتب الاستعلامات .
الموظف آسفين يا فندم مطلوب مبلغ تحت الحساب لأن الفيزا اللي حضرتك عطيتيهالنا موقوفة .
أظلمت الدنيا أمامها فهذا ما كانت تخشاه و بتلقائية اتجهت يديها نحو السلسال المطوق لعنقها المرمري و سوارها تخلعهما .
قبضت يد زين على أصابعها .
وعد بكبرياء لا يا زين مش هينفع .
ناظرها موظف الاستقبال بأستغراب فتخضب وجهها بحمرة البكاء و الاحراج فتنحنحت وعد زين لو فعلا هتساعدني في المشكلة اللي أنا فيها لازم اكتب لك شيك أو إيصال أمانة يضمن لك حقك .
التمعت أعين زين بالمكر قائلٱ بتخاذل خلاص يا وعد مش لازم .
وعد ارجوك يا زين متحرجنيش أكتر من كده و أنا هحاول في اقرب وقت اتصرف و أردهملك .
ناولها زين قلم و انتزع أحد ايصالات الأمانة من دفتره الذي يحمله مع دفتر الشيكات و بجرة قلم وضعت رقبتها تحت سيف هذا الدنيء و هو أكثر من مرحب .
استأذن زين بعد ترك شيك في الاستعلامات كدفعة تحت الحساب مع وعد بالقدوم لزيارة عزام مرة أخرى.
بعد ساعتين خرجت إحدى ممرضات العناية مهرولة في الردهة تستدعي أحد الأطباء المسئولين عن الرعاية المركزة وخلفها همس و نجوى أما وعد بخطى مرتعدة و أقدام متيبسة توجهت ببطئ ناحية الباب الزجاجي لغرفة العناية و جدت جهاز القلب قد توقف .
و بلحظة كان يمر أمامها شريط من الذكريات لها و لوالدها و أختها و والدتها المتوفاة خرجت منها آه مكتومة وهي تضع يدها على شفتيها المرتجفتان و شلالٱ من الدموع يعرف طريقه على وجنتيها .
في حين أتى طبيب العناية مسرعٱ يستخدم جهاز الصدمات الكهربائي و هناك ثلاثة أزواج من العيون تراقبه عن كثب .
الطبيب لطاقم التمريض واحد.. إتنين....تلاتة....
كان يعلو مع صوت الطبيب صوت أزيز جهاز الصدمات و لكن دون جدوى.
تماسكي يا وعد هذا ما حدثت به نفسها .
أخرجها من صډمتها و صمتها صړخة مدوية خرجت من نجوى مع صوت ارتطام شئ بالأرض الحقيني يا وعد .
وما كان صوت الارتطام سوى جسد همس و هي تفترش الأرض فاقدة الوعي تدافع إليها إثنان من أفراد التمريض وتم نقلها للغرفة المجاورة مع شرح الطبيب لحالتها عندها صدمة عصبية و أنا عطيتها مهدئ و إن شاء الله هتفوق كمان ساعتين .
توجهت وعد إلى نجوى في محاولة منها للثبات فما هو آتي يشيب له شعر الرأس ماما نجوىاول ما تفوق همس خديها و امشي من هنا بسرعة شوية و خبر الۏفاة هيتسرب و البوليس و الصحافة هيملوا المستشفى.
................................
وعد ريان بقلمي أسماء حميدة .
بعد اسبوع في الإسكندرية .
رن هاتف مصطفى برقم والدته فأجاب على الفور .
مصطفى ست الحبايب اللي غايبة و قاطعة بيا .
نجوى قلب امك بص يا درش انزل قوام الشقة اللي في البدروم و طلع منها السرير اللي تحت عشان تنصبه جمب السرير اللي في اوضتك فوق .
مصطفى خير يا أماه انت هتأجري الاوضة بتاعتي للطلبة و لا ايه بقى كده يانبع الحنان طمعتي في اوضتي .
نجوى لا والله ياحبيبي مش القصد .
مصطفى بااااس يبقى هتجوزني شوفي و أنا اللي دماغي راحت يله انا اللي مفيش سلكان بس يا أماه السرير اللي تحت ده مش هيستحمل .
نجوى شوفوا الواد خلص يا ابن زكري انزل مفيش وقت انا قربت على البيت بسرعة الله يرضى عليك .
مصطفى طب فهميني في ايه طه
نجوى ماتخلص يا اللي تنشك في قلبك .
أغلقت نجوى الهاتف و توجهت بنظرها إلى سائق السيارة الأجرة .
نجوى القمة اللي جاية يا سطا عند البيت الأخضر اللي هناك ده .
السائق عنيا يا حجة .
توقفت السيارة و فتحت نجوى الباب المجاور لها و هبطت من السيارة مع نزول همس من المقعد الخلفي و كانت تصاحبها نظرات السائق .
السائق بصوت غير مسموع خسارتك في الاسود يا أبيض هو فيه كده !
اسرع السائق لإخراج الحقائب من السيارة و وضعهم بجانب الرصيف .
أضاء مصطفى كشاف هاتفه و هو يهبط الدرج للوصول إلى الشقة الموجودة بالبدروم و التي جعل منها والده مخزنٱ لمواد البناء يوجد بها بعض الاثاث الغير مستخدم و يختزنه وقت الحاجة .مصطفى وهو يعبث بجيب بنطاله أف أديني نسيت المفتاح فوق أما أطلع أجيبه قبل ما الغالية تيجي وشبشبها يزغرط على وشي .
وعد ريان بقلم الكاتبة أسماء حميدة .
البارت الثالث .
أثناء صعود مصطفى لجلب مفتاح شقة المخزن .
كانت همس تتطلع لشاشة هاتفها بعدما و لجت لمدخل المنزل القديم وهي ترغب أن تستند بظهرها على أعلى السلم من شدة التعب و أثناء رجوعها إلى الخلف لتتكأ على جدار السلم التوى كاحلها أثر ملامسة قدميها لدرجة من درجات السلم تآكلتها الرطوبة فإختل توازنها و دار بعقلها العديد من السيناريوهات أقلها ضررٱ أن تسقط من أعلى الدرج فتصاب إصابة
متابعة القراءة