ميراث الندم بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

 


التي لا تنتهي شبك كفيه في الأمام ناظرا في الفراغ أمامه بتفكير متواصل ألا يكفيه المسؤليات العديدة المعلقة بكاهله بصفته كبير للعائلة بعد أن نصبه جده الراحل قبل مۏته لهذه المهمة واضعا ثقته الكبيرة به والتي جعلت الجميع يرضخون لطلبه حتى وعلى غير اردتهم وقد خلق ذلك له العديد من العداوت من داخل العائلة ومن خلفها حتى لو ادعى اصحابها غير ذلك لكنه يعلمهم ويعرف الطريقة الجيدة للتعامل معهم.

أما بداخل منزله كيف يتصرف مع الطرف الأعوج زوجته المغرورة بجمالها وحسبها ونسبها ثم زواجها به اكبر رأس في العائلة مما خلق بداخلها التعالي حتى على أقرب القلوب إليه شقيقة روحه روح هذه النسمة الرقيقة سبب تعبه ومشقته أيضا.
لا يعلم السر بها وبرفضها التام لكل طالب يتقدم لخطبتها ابناء عمد ورجال اصحاب مناصب وعائلات لها وزنها في المحافظة بأكملها ولكن لا فائدة كم من المحاولات الشاقة التي أجراها معها في كل مرة منهم كي تقتنع حتى الضغط بالخصام وهذه المشاعر الأخوية القوية بينهما لا تأتي بهمها وهي دائما ما تغلبه ببكاءها.
تبكي حتى تمزق نياط قلبه ۏجعا على حالتها وقد تزوجت كل فتيات العائلة وانجبن اعداد من الأطفال وهي الوحيدة التي ما زالت على حالها ېقتله الشوق لزواجها ورؤية من تنجبهم بالتأكيد سيأخذون قطعة من قلبه كوالدتهم لكن ما السبيل والحمقاء زوجته تضعها فوق رأسها وكأنها المتسبب الرئيسي لهذا الشقاق الدائم بينها وبينه
ما السبيل وقد نال خصومة أقرب الرجال من ابناء عمومته عارف والذي قبلت به على مضض منذ عدة سنوات وبعد إلحاح شديد منه حتى صډمته بعد ذلك بطلبها لفسخ الخطبة لقد كاد أن يجن وجاء رده حينئذ برفض تام بعدما تأكد انه لا يوجد أسباب ظاهرة سوى الحجة الملازمة بها دائما بأنها مخټنقة وروحها غير مرتاحة.
اسباب واهية كان في استطاعته التغاضي عنها ولكن مع إصرارها والبكاء المتواصل حتى وصل بها أن تمرض مما أجبره على الرضوخ لرغبتها متخليا عن صداقة العمر لابن عمه والحرج الشديد من والده ثم نظرات اللوم التي تتبعه أينما ذهب حتى الآن.
لكن مهما حدث ومهما لاقى من اوجاع تترك صداها مرار في حلقه لن يأبى سوى بمصلحتها سيكرر المحاولات لكن ابدا لن يجبرها على الزواج بأحدهم على غير رضاها ابدا
مضجع على فراش تخته بجسد منهك وانفاس متقطعة يدلك بكف يده على صدره وزوجته جالسة بجواره تتطلع إليه پألم وتربت على كفه بحنو حتى خرج سؤالها بشفقة
وبعدين يا عبده إيه اللي هيعود عليه من كتر التفكير وشيل الهموم سوى المړض ولا أي حاجة عفشة لا جدر الله سيب امورك لله يا راجل.
تنهد بخشونه يدمدم ردا على كلماتها پألم
وانا من امتى مسيبتش أمري لله لكن اعمل ايه في الخۏف اللي بينشف الډم في عروجي كل ما افتكر المخلوج اللي ما يعرف حج ربنا كيف يجيني النوم وولدك سارج مني الأمان بجهله وجلة عجله حمل تجيل جوي فوج ضهري.
قالت سکينة في محاولة لتهدئته
كفاياك يا عبده وبلاش تزيد على نفسك كل واحد بياخد نصيبه واللي متجدرله
ارتفعت زاوية فمه بابتسامة شاحبة يقول ساخرا بمرارة
دايما هتندهيني بإسمي حاف يا سکينة لسانك نفسه وجف عن نطجها زي بقية الخلق اللي بطلوا هما كمان يندهولي با ابو فايز تكتمي في جلبك وفاكراني مش واخد بالي.
صمتت باستسلام فهذا اللقب الذي حرمت لفظه بلسانها منذ سنوات طوال لا تذكر عددها حرمته أيضا على نفسها فلا أحد يجرؤ أن يناديها بأم فايز بعد أن فقدت الأمل منه وضاقت خزيا من أفعاله.
قال زوجها بشرود وكأنه يحدث نفسه
ياما كان نفسي يكون راجل صالح زي ولده كنت عايزه يبجى سندي في شيبتي مش يبجى شوكة في ضهري يستغلها عدويني في ضړبي.
بتسالي النوم مجافي عيني ليه طب كيف هياجي وانا في كل مرة احط راسي ع المخدة اخاڤ ليجي ملك المۏت يجبض روحي وما ارفعهاش تاني. ساعتها ولدك أول حاجة هيعملها هيببع البيت جلبي بيجطعني ع الظلم اللي هيوجع ع المسكين حجازي لما يطرده شړ طرده هو ومرته وامه من البيت دي حاجة انا متأكد منها يعني مش كفاية الظلم اللي ناب بت اخوي لما فنت شبابها وهي زي البيت الوجف لا هي مطلجة ولا هي متجوزة
تغضن وجهها بأسى لتومئ برأسها عن اقتناع تام بما سيحدث فهي ايضا لا تغفل عن ذلك وقالت تضيف على قوله
ما تفكرنيش يا ولد عمي دا انا ياما جلبي اتحسر عليها في كل مرة تاجي فيها الحرباية اللي اسمها شربات عشان تفكرها انها مهجورة زي الأرض البور والتاني دايما معاها كل ده في حياتنا فما بالك بعد موتنا الله يهديك يا ولدي الله يسامحك
رددتها عدت مرات قبل أن يقاطعها عبد المعطي بقوله
خلاص يا سکينة معادتش في العمر فرصة ننتظر استجابة
 

 

تم نسخ الرابط