ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
المحتويات
أشهرها العناد والإصرار أشار إليها بيده وقال
روحي يا راوية حضري ليا الغدا ربنا يهديكي.
صدح رنين جرس منزله فكادت تتجه نحو الباب فأوقفها
ادخلي أنتي جوه هاشوف أنا مين.
ظهر إليه عرفة ويبدو عليه العجلة من أمره ألقى عليه التحية فبادله يعقوب ثم سأله
خير يا عرفة فيه إيه اللحمة ما كفتش الناس
بص يا معلم عم حسين اللي حكيت لك عنه اللي بيته وقع السنة اللي فاتت بسبب الزلزال وجه سكن في الشقة اللي قصادنا.
ماله
ألتقط أنفاسه ثم أجاب
تعب ودخل المستشفى والدكتور قال لينا لازم يعمل عملية لأنه بعيد عنك جاله جلطة في القلب والعملية تكلفتها عشرة تلاف جنيه بنته الوحيدة معهاش غير ألف فبصراحة أتصرفت عشان يدخلوه العمليات ودفعت التلات آلاف اللي المفروض أطلعهم لله.
مش مشكلة أهو طلعوا لله برضو انت كدا عايز باقي المبلغ تعالي أقعد عقبال ما أدخل أجيب لك المبلغ.
ذهب إلى غرفته وفتح الخزانة فتح درج خشبي صغير وتناول منه مبلغ من المال وقبل أن يغلق الدرج لاحظ أن هناك نقص في النقود الموضوعة.
عاد إلى عرفة وقال له بصوت خاڤت
تسعة تلاف ادفع باقي حق العملية والباقي إديه لبنته مؤكد هيحتاجوا فلوس ولو في أي حاجة تعالى قولي.
رفع عرفة يده في وضع الدعاء
ربنا يبارك لك يا معلم ويرضيك ويرزقك من حيث لا تحتسب.
مع مرور كل دقيقة أصبح الانتظار لا يحتمل تجلس رقية متكئة ومرفقيها أعلى فخذيها وكفيها على وجهها تردد الكثير من الأدعية من أجل والدها تتلو ما تحفظه من آيات القرآن الكريم حتى وصل إلى سمعها صوت فتح باب غرفة العمليات خرج الطبيب ويعتلي الوجوم ملامح وجهه نهضت على الفور تسأله وقلبها على حافة الهاوية
نظر إلى أسفل بحزن وأسف قائلا
البقاء لله.
2
2
صوت الشيخ محمد رفعت يدوى بين أرجاء المنزل حيث تجلس النساء يرتدين الثياب السوداء وأمام المنزل نصبت السرادق يأتي الرجال لتأدية واجب العزاء الذي قام بالإشراف عليه عرفة وبعض رجال الحارة وقد أتى يعقوب فنهض عرفة ليرحب به ويعد له مقعد خاص
رفع يعقوب يده ليوقفه قائلا
ما تتعبش نفسك يا عرفة أنا جاى عشان أعزي الآنسة رقية هي فين
أجاب وهم بالعودة إلى داخل البناء
ثواني هقول لأم محمود هخليها تنده لها من جوا أصل الشقة عندها مليانة ستات كتير.
ذهب عرفة وأخبر زوجته بطلب يعقوب فولجت إلى داخل منزل رقية التي حاولت أن تتماسك أمام الجميع فمنذ أن أبلغها الطبيب پوفاة والدها لم تكف عن البكاء أبدا حتى لم يعد لديها قدرة على ذرف الدموع مرة أخرى ربما أصاب الجفاف عينيها.
وخرجت إليه بينما هو كان يخفض بصره قال لها عندما وقفت أمامه
البقاء والدوام لله يا آنسة رقية.
سرعان ما اخترق سمعه صوت أنثوي ناعم قد أرهقه الحزن
حياتك الباقية يا معلم يعقوب.
يلا بينا يا معلم.
كان صوت عرفة وعندما أدركه يعقوب تحمحم قائلا
لو محتاجة أي حاجة أنا تحت أمرك احنا جيران وكلنا واحد.
أومأت إليه وأجابت
تسلم يا معلم.
قاطع تلك اللحظة دخول مجموعة من السيدات قد
جاءوا من أجل تأدية واجب العزاء فشعر بالحرج قائلا
بالإذن.
هو انتي فاكرة بقى العمل بتاع حسنات ده هيخليه ما يتجوزش عليكي
قالتها هذه السيدة النحيفة ذات الملامح الحادة وتمسك بين يديها صينية يعلوها كوبان من الشاي وتمدها أمام شقيقتها التي أخذت كوب تسألها بقلق
قصدك إيه يا سعاد
جلست بجوارها وابتسمت كالحية حينما تزحف حول فريستها قائلة
جوزك الله أكبر عليه حلو وصاحب أكبر محل مفروشات والفلوس في إيديه زى الرز يعنى فيه الطمع
تناولت راوية رشفة من كوب الشاي وهي تفكر في الأمر مليا ثم عقبت برفض ونفي
لا يا سعاد استحالة يعقوب يعمل كده جوزي وأنا عارفاه أهم حاجة في حياته الشغل.
رفعت سعاد جانب ثغرها بتهكم
هاتفضلي هبلة طول عمرك إذا كان شغله ده بالذات هو اللى تخافي منه طول النهار ستات داخلة خارجة تشتري وجوزك لسانه حلو معاهم.
أفرغت الكوب وتركته على الصينية ويخالج ملامحها الخۏف والقلق بعد أن ثار الشك بداخلها فسألت شقيقتها
طب والعمل شوري علي.
هقولك ب...
قاطعها طرق شديد على الباب عقدت ما بين حاجبيها وهي تنظر نحو صوت الطرق
ده مين اللى بيرزع الباب كدا لما أقوم أشوف مين.
فتحت الباب فظهر لها فتى يخبرها
ألحقي يا خالتو أم حمزة جاسر فتح دماغ الواد على ابن المعلم جابر وهرب.
ابني.
فتح باب منزله وولج إلى الداخل على وجهه علامات الڠضب يتجول ببصره باحثا عن ابنه فصاح مناديا
جاسر جاسر
خرجت راوية إليه من الغرفة تحدق إليه پخوف
أيوه يا سي يعقوب فيه حاجة
نظر إليها بضيق وڠضب يسألها
ابنك فين
ابتلعت لعابها ثم أجابت
نايم.
عقد ما بين حاجبيه وأمرها بحزم وإصرار
ادخلي صحيه.
قولي بس الأول هو عمل إيه
كان سؤاله كافيا لسبر أغواره فصاح في وجهها
اسمعي يا ولية اللي بقولك عليه بدل ما
متابعة القراءة