حان الوصال بقلم امل نصر ( بنت الجنوب)

موقع أيام نيوز

الكسل اللهي تنستروا
ابسط حاجة هو التقدير عشان استمر
الفصل الخامس
حينما سألها قاصدا معرفة المستوى التعليمي لها 
ظلت صامتة ولم تجيبه على الفور حتى انه عاود الكرة مرة اخرى ليأتي الرد هذه المرة بنبرة مستنكرة 
وايه لزوم السؤال ده يا فندم 
حقا تعجبه جرأتها  
وهو لازم يكون له لزوم عشان تجاوبي يا بهجة  
يسأل ببساطة بجهل تام منه عن حجم الحرج الذي ينتابها في هذا الموقف كلما سألها احدهم تكره ان ترى نظرة الاشفاق منهم او الحزن على ما وصل اليه حالها كما تفعل بعض النساء معها .
ثانوية عامة يا فندم مكملتش جامعة. 
وليه بقى مكملتيش جامعة 
مطت شفتيها بابتسامة ليس لها معني ترد بامتعاض وقد ضجرت بالفعل من إلحاحه
ظروف حضرتك ودي بتحصل في كل العائلات كنت هتجوز..... 
اعتدل عن جلسته مقاطعا لها 
واتجوزتي بقى يا بهجة 
انكتب كتابي. 
يعني اتجوزتي 
دا غبي دا ولا ايه 
تمتمت بالجملة من داخلها وقد نفذت طاقتها 
يا فندم بقولك كنت وكان كتب كتاب يعني اتفسخت خطوبتي واتحسبت مطلقة على الورق زي ما اتجوزت على الورق ممكن بقى استأذن عشان انا بدأت اقلق على نجوان هانم .
قالتها والټفت تغادر دون انتظار رده ولكنه اوقفها على الفور بحزمه 
لكني برضو مخدتش منك رد نهائي عن موضوع الشيفت الزيادة . 
عادت اليه بحسم لا يقبل النقاش 
انا مستمرة في شغلي في المصنع والشيفت الاضافي بتاع مدام نجوان هنا كمساعدة لدادة نبوية بإستثناء اليومين دول بس في تعب الدادة ممكن امشي بقى يا افندم
اومأ لها بذقنه للأمام لتخرج على الفور تدخل بعض الهواء لصدرها بعدما انتهت من اثقل الأحاديث على قلبها.
دلف بخطواته السريعة داخل المنزل حتى وصل الى غرفة والدته دفع الباب دون انتظار بقلقه ليجفل المرأة التي رفعت راسها عن المسبحة تطالعه بتساؤل .
فيجلس هو على الفور بجوارها يسألها بتفحص 
ايه اللي حصل يا أمي حاسة نفسك تعبانة ولا النوبة رجعت تاني 
خرج رد المرأة باندهاش 
تعبانة ليه يا حبيبي ما انا كويسة قدامك اهو وبتفرج ع الشاشة والسبحة في ايدي .
امال كنتي بتسالي عليا ليه وانا برا في الشغل  
انا كنت بسأل عليك مين قال كدة . 
سامية هي اللي قالتلي .
قالها شادي وارتفعت ابصار الاثنان نحو مدخل الباب الذي وقفت واستندت على إطاره المذكورة لتبرر على الفور 
ايوة يا عمتي سألتيني عنه امال ايه هو انتي لحقتي تنسي لما كنتي كل شوية تقوليلي اتأخر عن ميعاده اتأخر عن ميعاده.
شردت المرأة تعصر عقلها قليلا ولما يأست من التذكر لطفت على الفور حتى لا تحرجها 
جايز يا بنتي جايز انا برضو عقلي مبقاش بيركز اوي اليومين دول..... استني صحيح...... مش انتي باين اللي كنتي بتسألي عن ميعاد رجوعه عشان يوصلك وانا قولتلك هو كل يوم بيجي بدري عن كدة اكيد كان معاه حاجة مهمة النهاردة خلته يتأخر.
قالتها المرأة بسجيتها لتفحمها دون قصد منها فيبصرها شادي بحنق شديد يكشف كذبها ولكنها كالعادة لا تغلب في ايجاد المبرر
اه يا عمتي فعلا انا سألتك بس دا عشان ادوقه من طبق المهلبية اللي عملتهولك من شوية قوليلو بقى هو عجبك قد ايه
اومأت والدة شادي برأسها توافقها بحماس 
ايوة طبعا دا عجبني قوي بنت عمتك نفسها حلو اوي قي الحلويات يا شادي هي جابت لنا طبق كبير انا خدت منه يدوب معلقتين عشان متعبش سيبتلك انت الباقي يستاهلوا بقك يا حبيبي .
سمع من والدته لينقل بأبصاره منها إلى هذه المراوغة بعدما اوقعت قلبه منذ قليل وأفسدت عليه لحظة الصفاء مع محبوبته ليكتشف الان كذبتها بشكل واضح ووالدته الطيبة بلعت كالعادة طعمها والان تغطي على فعلتها والعجيب انها تبادله النظر الان بوقاحة وكأنها لم تفعل شيء.
انا رتبت البيت كله يا شادي ووضبت المطبخ حكم دا كان متبهدل اوي طبعا بقى ما هي شقة عازب بس انت الله يكون في عونك محدش يلومك.
زفر بداخله يجاملها بامتعاض 
كتر خيرك يا سامية بس رحمة اختي الله يباركلها كل يومين تلاتة بالكتير بتيجي هنا تروق كل حاجة وانا بعمل على قد مقدرتي وماشية يعني مش محتاجة تعب منك .
تلقفت قوله ترد بنعومة 
تعبكم راحة يا شادي يا ابن عمتي هو انا ليا اعز منكم عشان اجي واطل عليكم واعمل بأصلي شوف بقى انت تقوم دلوقتي تغير هدومك ولا تتشطف على ما احضر انا الغدا بالمرة اتغدى معاكم حكم الوقت خدني ونسيت اكل من الصبح .
لم تعطيه فرصة للاعتراض لتختفي من امامه على الفور عازمة على ما انتوت عليه لينقل بغضبه نحو والدته 
البت دي ايه اللي مقعدها لحد دلوقتي ياما هنا ما تروح على بيتهم ولا تتنيل تكمل قعدتها عند اخوها وعيال اخوها مالها بأكلنا ولا شربنا
ضغطت والدته على شفتيها تحذره بهمس 
وطي صوتك يا شادي يا بني لتسمعك وهي في المطبخ جوا وتحرجها. 
ودي بتتحرج ولا تتكسف اصلا ياما..... 
قطع متأثرا هذه المرة بضغطها على قبضة يده لتعود مشددة 
متكملش يا شادي وتزعلني منك مش بعد ما تعبت في توضيب البيت من الصبح تكون دي جزاتها مننا سامعني
ازعن لرغبتها كابتا امواجا من الڠضب والانفعال بداخله فوالدته الحنونة وبرغم علمها جيدا بغرض ابنة اخيها إلا انها لا تخرج ابدا عن حدود الذوق معها وتجبره ايضا على مهاودتها وكأن الطيبة خلقت لها ولشقيقها الراحل اما الخبث والمكر فقد طمع بهم الشقيق الاخر له وحده والد سامية وزوج درية المرأة المتسلطة .
اما عن صبا والتي دلفت بحنقها الى داخل المنزل تغمغم بالحديث والسباب مع نفسها حتى لفتت انتباه والدتها والتي كانت تطوي بكوم الملابس الجافة بعد غسلها لتعقب ساخرة على حالتها
اسم الله عليكي يا حبيبتي من دلوك بتكلمي نفسك. 
بعبس لم تخفيه 
ومكلمش ليه نفسي بقى والبت الزفتة اللي اسمها سامية جفلت الباب في وشي انا ياما تجفل الباب في وشي
طب حيلك حيلك. 
رددت بها زبيدة تلوح بيدها لها 
فهميني الاول باب مين اللي اتجفل في وشك.
خرج ردها سريعا بكلمات غير مترابطة من فرط انفاعلها 
سامية الزفت بنت خال شادي انا كنت عايزة ادخل معاه بس خۏفت من تحذير ابويا اللي مانعني ادخل بيته نهائي طب انا عايزة اطمن على حماتي دلوك اعملها ازاي
يا بت انا مش فاهمة منك حاجة ثم مالها حماتك كمأن ما انا دخلت عليها الصبح واطمنت عليها .
رددت خلفها بتشتت 
يعني حماتي مفيهاش حاجة امال الزفتة دي بتعمل عندهم ايه اصلا  
ضړبت زبيدة كفيها ببعضهما وقد فاض بها من هذيان ابنتها 
لا حول ولا قوة الا بالله عمالة تهرتلي بالكلام وانا مش فاهمة منك حاجة ما تجيبي يا بت من الاخر انت عايزة ايه بالظبط
وكأنها كانت في انتظارها خرج ردها على الفور برجاء 
عايزاكي تروحي تطمني على خالتي ام شادي وبالمرة تروحي تشوفي الزفتة دي بتعمل عندهم ايه
خرج من غرفته بعدما بدل ثيابه لأخرى عادية للمنزل ليتفاجأ بوالدته خارجة من غرفتها تتأبط ذراع ابنة خاله ساميه والتي انتبهت عليه لتعلق بابتسامة سمجة
كويس انك لحقت بسرعة وغيرت الاكل سخن ومش محتاج انتظار. 
تقدم يتناول ذراع والدته منها قائلا بضيق 
مخرجاها ليه طيب من الاوضة ما احنا بنجيبلها الاكل لحد عندها.
شهقت بمبالغة 
يا نهار اببض وتوسخ الفرشة من تحتيها لا طبعا يا شادي كدة احسن ع الاقل تفرط رجليها في الخطوتين دول.
لا ينكر صحة حديثها ولكن الخۏف هو ما يمنعه دائما عن تنفيذ ذلك كما يحدث الان مع ارتعاش جميع جسد والدته في كل خطوه تخطوها فيه. 
انا فاهم كلامك بس برضو الامر ما يسلمش تعالي يا ماما اقعدي.
قال الاخيرة يجلسها على مقعد السفرة الصغيرة وجلست هي بلهفة تدعوه 
ياللا بقى انت كمان معانا تلاقيك راجع هلكان من الجوع. 
دا انا جايبة محشي ورق عنب حكاية جيبت طبقين واحد طلعته لبيت اخويا والتاني جيبته هنا.
رفض عرضها السخي بابتسامة صفراء 
متشكر اوي يا سامية على زوقك بس انا للاسف اكلت فعلا قبل ما اجي . 
كلت فين يعني في الشغل ولا برا الشغل 
خرجت منها بانفعال جعلته يرد عليها بالمثل 
اكلت مطرح ما أكلت بقى المهم اني شبعان وخلاص كلو انتو بالهنا والشفا.
همت ان تزيد عليه ولكن منعها صوت جرس المنزل الذي دوى فجأة ليذهب اليه فجأة ويرى من الطارق ليزداد داخلها الغيظ حينما لمحت وجه هذه المرأة السمراء والدة الملعۏنة صبا التي تكرهها يتلقاها هو بترحاب مبالغ فيه
خالتي زبيدة اتفضلي الف اهلا وسهلا. 
اهلا بيك يا حبيبي انا جاية اطمن على حبيبتي الغالية الست الوالدة هي صاحية ولا نايمة.
اشار لها بيده نحو والدته التي تبسمت لها لتهلل زبيدة برؤيتها جالسة بعيدة عن فراشها 
وه وه بسم الله الله اكبر عيني باردة عليكي يا غالية .
تقدمت للداخل تتبادل معها المزاح والحديث الودي اما شادي فقد توقف على مدخل المنزل بابتسامة متسعة وعيناه الى الخارج ليثير فضول ابنة خاله التي شعرت بعدم الراحة بوقفته هذه واعطاءها ظهره لتميل برأسها حتى تحققت من الجهة التي يتطلع اليها تلك الملعۏنة خطيبته تقف على مدخل الشقة المقابلة لهم تتوعد له وتحذره وهو ييتسم لها بملئ فمه بوجه مشرق مستمتعا بحنقها وكأنه عاد مراهقا يشاكس ابنة الجيران.
على مائدة الطعام التي كانت تجمع الاسرة يجلس على رأسها خميس يتناول طعامه بنهم كعادته وزوجته لا تكف عن تقديم المزيد من اصناف اللحوم في طبقه برعاية تجيدها في أرضاءه
كل يا خميس دا انت بتشقى وتتعب. 
ليتمتم لها بفم ممتلئ 
ربنا يخليكي ليا دودو هي البت سامية فين مش قاعدة معانا ع السفرة يعني
راحت تقضي يوم مع ولاد اخوها وبالمرة تقعد شوية مع عمتها ما انت عارف بنتك بتحبها قد ايه 
اوما بهزة من رأسه ليأتي تعقيب سامر مستنكرا 
اه طبعا وتلاقيها هتقعد تتركن هناك ما انا عارفها وعارف اللي في دماغها.
هو ايه اللي في دماغها يا واد انت انت هتتكلم بالالغاز عندك حاجة قول. 
زفر سامر بعجز عن الافصاح عما يدور بخلده وما يعلمه عن تهور شقيقته وحزم ابن عمته الباتر في كل ما يخصه ليصمت مجبرا واضعا همه بطعامه.
وتدخل سمير يغير مجرى الحديث. 
شوفت بت اخوك يا حج امبارح راجعة قريب الساعة واحدة بالليل والهلف اخوها واقف مستنيها على ناصية الحارة.
ومدام الهلف اخوها كان واقف مستنيها يبقى هعملها ايه انا بقى 
تفوه بها خميس في رد مباغت لابنه ليتوقف
تم نسخ الرابط