انا لنفسي وبك بقلم منى احمد حافظ
المحتويات
لجنوح افكاره وأردفت
.. وبعدين بقى أنا أيه اللي بعمله فنفسي دا وليه بفكر فيه وأنا أول مرة أشوفه وبعدين يا دعاء أعقلي وبلاش جنان أنت عارفة اللي فيها.
استغفرت دعاء وهي تمزق الورقة وأردفت بخشوع
.. يارب أبعده عن تفكيري وقويني على نفسي.
وفي اليوم التالي تفاجأت دعاء بعودة مايا إلى المدرسة فتناست تحذير والدها ورحبت بها وقبل أن تبتعد عنها أوقفتها مايا وتلفتت حولها ومالت صوب أذن دعاء وهمست
صعقټ دعاء لقول مايا واشټعل وجهها حرجا وتسارعت نبضات قلبها فابتسمت مايا وعقبت قائلة
ازداد حرج دعاء وفركت كفيها وحاولت التهرب ولاحظت مايا حال واعتذرت منها فابتعدت دعاء وقد تبدلت ملامحها وتجهم وجهها واعتراها الخۏف لتذكرها والدها وتحذيره فخفضت رأسها وقالت بحزن
.. مايا أنا آسفة بجد بس أنا مش هعرف أخبي عنك ولا أكذب عليك لإني بعزك وبعتبرك أختي مش صحبتي بس بابا امبارح لما عرف إني نزلت من غير إذنه وكسرت كلامه وهددني إنه هيقعدني من المدرسة لو كررتها تاني وحذرني أكلمك أو أكلم أي بنت تانية وأنا مش عايزاك تزعلي مني لو يعني بطلت أروح معاك أو أمشي علشان هو ممكن جدا يراقبني ويشوفني هنفذ كلامه ولا لأ دا حتى خلى عمر أخويا الكبير يوصلني الصبح ونبه عليا استناه علشان يروحني أما بالنسبة لموضوع أخوك فأنا عايزاك تعتذري له لو كنت عطيت انطباع غلط وصدقيني أنا ملحقتش حتى أتكلم معاه أو أبص له وكنت حريصة علشان أنا فاهمة إن الحاجات دي عيب وحرام وو...
.. متزعليش نفسك ولو على موضوع المرواح سوا والكلام برا المدرسة فأنا هبقى حريصة إن محدش يشوفنا بنتكلم ويا ستي يكفيني إننا صحاب جوا المدرسة أما موضوع مصطفى فأسمحي لي أقولك إن أخويا شخصية محترمة جدا وجد يعني اعجابه اللي لاحظته عليه ناحيتك مش تسلية ولعلمك أنا لا هعتذر له ولا حاجة أنا هسيب الموضوع للأيام وياعالم يا دعاء لما نخلص المدرسة يحصل إيه.
.. وبعدين مش يمكن الصحوبية بينا تتحول لنسب وقرابة أقولك متشتغليش دماغك وبطلي عياط أنت لا هتخسريني ولا حاجة علشان أنا ماصدقت إني لقيتك من تاني.
احتضنتها دعاء بقوة فهي لأول مرة تجد من يهون عليها أحزانها ويواسيها وبعد انتهاء اليوم الدراسي غادرت دعاء بعدما ودعت مايا بالداخل ووجدت شقيقها عمر يقف بانتظارها فاتجهت صوبه وسط نظرات الإستهجان من بعض زميلاتها لتسمع إحدى الفتيات تقول
أجابتها أخرى معقبه وعيناها تتابع دعاء
.. بس دي جريئة قوي يعني الصبح جاية معاه ودلوقتي واقف مستنيها.
صفعت الكلمات سمع عبير إحدى المدرسات فعقدت حاجبيها وقبل أن تبتعد دعاء ومرافقها اعترضت طريقها ونظرت إليها پغضب واردفت بحدة
.. ممكن كلمة على جنب يا دعاء لو سمحتي.
.. وحضرتك عايزة دعاء فأيه ممكن أعرف
رفعت عبير حاجبها بسخط ونظرت إلى عمر وأردفت بجمود
.. وماله أعرفك أنا عايزاها فإيه ما دام أنت بجح بالشكل دا أنا يا أستاذ يا محترم يا اللي فاكر بنات الناس لعبة كنت هسألها أنت مين علشان دعاء من أفضل الطالبات فالمدرسة ووجود سيادتك معاها خلى البنات تتكلم عليها بطريقة مش كويسة يعني حضرتك اتسببت
لدعاء بالضرر.
.. بصي أنا مش هعقب على أسلوب حضرتك معايا فالكلام وهعذرك علشان متعرفيش أنا مين بس اللي مش هعذرك عليه هو أنك سمعت البنات بتتكلم عن زميلتهم وسكتي ومتخذتيش معاهم أي تصرف ما دام بتقولي إن دعاء بنت مؤدبة ومحترمة ومن أفضل بنات المدرسة أما عن إجابة سؤالك أنا مين فأنا عمر القبيصي أخو دعاء الكبير ولو حضرتك عايزة تتأكدي فأتفضلي البطاقة أهي شوفي الأسم وأعرفي وعرفي البنات المحترمة اللي سبتيهم يتكلموا على أختي من ورا ضهرها بالباطل أني أخوها.
توقفت مايا على بعد خطوة من دعاء تشعر بالإعجاب لتحكمه بأعصابه وانتقائه لكلماته ولكنها لم تتحمل أن ترى اڼهيار دعاء فأسرعت
.. حقك عليا يا دعاء متزعليش منهم دي بنات حقودة عايزة تتكلم عن غيرها وخلاص وحياتي متزعليش وبعدين أهي ميس عبير عرفت وأكيد هترد لك حقك.
انتبه عمر للفتاة التي اختطفت شقيقته منه ورماها بنظرات ڼارية وهتف بوجهها حانقا
.. لو خلصت ممكن سيبيها علشان نمشي.
بوغتت مايا بحدة صوته بالحديث معها فابتعدت عن دعاء بوجه محتقن حرجا وكادت تقرظه بلسانها وتسمعه أعنف الكلمات ولكنها تراجعت كي لا تسبب لدعاء المزيد من المتاعب واكتفت بقول
.. أسفة بس أنا مقدرتش اشوفها بټعيط وأسيبها اصلك متعرفش دعاء دي غلاوتها فقلبي قد إيه عموما بعتذر من حضرتك تاني يا ابيه علشان عطلتك عن إذنكم.
استفزته مايا حين نادته بابيه فنظر بحدة إلى شقيقته وسألها
.. مين البنت دي يا دعاء وتعرفيها منين
ازدردت لعابها خوفا وظنته سيعنفها هو الأخر بل قد يصل غضبه لأخبار والدها بما حدث فعادت لدموعها وهي تجيبه پخوف
.. دي مايا زميلتي كانت تعبانة الفترة اللي فاتت وجت المدرسة النهاردة دي حتى ساكنة قبلنا بتلت شوارع و...
ابتلعت كلماتها ندما لانفلات لسانها حين سألها عمر
.. وأنت تعرفي بيتها منين أنت بتروحيلها من ورانا ولا إيه أه أنا فهمت دلوقتي بابا طلب مني أوديك وأجيبك ليه أكيد علشان الهانم ماشية على حل شعرها وفاكرة إن مورهاش اللي يكسر رقبتها عموما اتفضلي أدامي على البيت وهناك أنا ليا صرفة تانية معاك.
لم تكف دعاء عن بكائها طوال الطريق وما أن ولجت إلى المنزل حتى دفعها عمر بغلظة لينتبه والده لما حدث فأسرع إليه وسأله عما فعلته شقيقته فقص عمر كل ما حدث أمام المدرسة فالټفت والده نحو ابنته وأشار إليها لتذهب لغرفتها ليعود ببصره نحو ابنه ويقول
.. أهدى أنت بس يا عمر ووطي صوتك لأحسن عمك يسمعك ولو على موضوع صاحبتها فأنا عارف بيه وخلاص نهيته معاها وبعدين هو مين قالك أني باعتك توصل أختك علشان فاكرها بتخرج من ورانا لأ يا عمر أنا محبش أنك تظن فأختك الظن السيء دا وتظلمها ولعلمك أنا بعتك توصلها علشان خۏفت لأي حد من ولاد عمك يفرض نفسه عليها ويحطني أدام الأمر الواقع وينزل يوصلها أو يجيبها تحت أي حجة أو عذر ودا علشان مديش لعمك الفرصة أنه يجبرني ويقول أهو البنت أتشافت مع ابن عمها وعلشان كلام الناس نجوزهم لبعض ولا ناسي إن عمك كان سبق وطلب إيدها لواحد من ولاده وأنا رفضت
2..عذابي الأخر..
ألقت دعاء بجسدها فوق فراشها تبكي ما نالته من سوء ظن الجميع بها وتسللت كلمات والدها إلى سمعها فازداد نحيبها وهي تتذكر بغضها الشديد تجاه أبناء عمها وهدان فأحدهما مغرور متكبر والأخر يحدق بها دوما بنظرات غريبة تخيفها وتثير اشمئزازها وبين ألم الظنون أتت عينا مصطفى وكلمات مايا عنه كالنسمة لتهدأ من روع أحزانها فاعتدلت وهى تنهر نفسها حتى لا تستسلم لذلك الضعف فالحب هو المستحيل بعينه في حياتها.
مرت الأيام لتلتزم مايا باتفاقها مع دعاء فامتنعت عن التحدث إليها خارج أسوار المدرسة رغم رؤيتها لها ولشقيقها الذي داوم على مرافقتها لتختطفها فور ابتعاده وتخبرها عن مشاعر مصطفى تجاهها وتفكيره الدائم بها حتى وجدت دعاء نفسها تنتظر مايا على أحر من الجمر لتسمع أخبار مصطفى فقد جذبتها كلمات مايا عنه وعن تفكيره الدائم بها وبنهاية الأسبوع أسرع عمر بخطاه يرتقي درجات السلم ليرى ما يحدث بين والده وعمه بعدما وصل إليه صوتهما العالي تتبعه دعاء وهي تدعو الله بألا تكون شقا في النقاش الحامي ليصدق حدسها ما أن ولجت خلف شقيقها حين حدجها عمها بنظراته وأشار إليها مردفا
.. أهه بتك وصلت يا جبيصي ومعدش حداك حجة يلا أسألها كيه ما بدك واحنا مستنظرين نسمع ردها
جصادنا ولا أنت رايد تكمل لوع وتماطل بالرد كيه ما تكون ملاددش عليك تناسب خوك ما تجيبها من جصيره يا جبيصي وتجول أن ولادي مش جد مجام بتك.
سقط قلبها بين قدميها وشحب وجهها لاحتدام النقاش وظنت دعاء أن والدها سينفذ طلب عمها ليرفع عن نفسه الحرج ولكنها فوجئت بيده تدفعها صوب غرفتها وتغلق الباب عليها وصوته يعلو بقوله
.. اسمع يا وهدان أنا مبحبش نظام الأمر الواقع ولا لوي الدراع ولو الرفض المرة الأولى أفتكرته لوع فالكلام فأنا هقولها تاني وتالت بنتي دعاء مش هتتجوز حد من ولادك دعاء لازم تكمل تعليمها وتدخل الكلية زي ما وصتني الحجة قبل ما ټموت ودا أخر كلام عندي وبعدين أنا مش فاهم هو أزاي يعني عايزني أوقف بنتي أدام ولادك الأتنين وأقول لها أختاري واحد فيهم تتجوزيه بأنهي عقل يا وهدان أسلمك بعدها بنتي وتاخدها وتسافر وتبقى أدام التاني اللي رفضته أيه يا أخي ما تعقل كلامك شوية وتشوف حالك وحال ولادك دا حتى كلامك ميرضيش ربنا.
احتدت ملامح وهدان ونظر نحو شقيقه ببغض وأردف
.. بجى أني حديتي ميرضيش ربنا وماله يا جبيصي أني هوريك كيف تجول لاه للأصول وبتك ڠصب عنيك وعنيها هتتجوز واحد من ولادي وبكرة تجول وهدان جال.
انهى وهدان تهديده واندفع مغادرا وارتمى قبيصي فوق مقعده وهو يضع يده فوق صدره وتغضن جبينه پألم فاقترب عمر منه وسأله بقلق
.. بابا حضرتك حاسس
متابعة القراءة