شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز

بشړ وما كادت تتحدث حتى لمحت بعينها أحد الأشخاص في محل يقع مقابل المطعم وهي تهمس بتعجب 
فرج 
رفعت شيماء رأسها بعدما كانت مندمجه في طعامها تقول بعدم فهم 
فرج ايه اللي هيجيب فرج هنا 
هزت ماسة رأسها بعدم معرفة وهي تشير للواجهه الزجاجية لأحد محلات الملابس 
اهو هناك اهو 
استدارت كلا من فاطمة وشيماء صوب ما تشير إليه ماسة ليجدن أن فرج يقف في أحد المحلات وهو يتحدث مع عاملة هناك 
تحدثت فاطمة بعدم فهم 
هو ايه اللي جاب فرج هنا 
نهضت ماسة سريعا وهي تتحرك صوبه ضاحكة 
معرفش تعالوا نشوف 
نهضت شيماء تتبعها بفضول شديد وكذلك فاطمة تاركين الحقائب عند طاولتهم متجهين صوب المحل الذي يقف به فرج وبمجرد دخولهم سمعوا صوت فرج الحانق 
لا حول ولا قوة إلا بالله يابنتي افهمي شوية بقولك عايز نفس الفستان بس مقاس اكبر شوية 
زفرت عاملة المحل بضيق شديد وهي تجيبه بنفس الكلام للمرة الألف 
يا فندم مينفعش اجيب كبير شوية كده بدون ما اعرف المقاس يعني حضرتك حدد المقاس بالضبط وانا اجيبه يعني large ولا Medium ولا small 
بطاية 
صدمت العاملة من حديث فرج ذلك العجوز الغريب 
هو ايه اللي بطاية يا فندم عيب كده 
تعجب فرج من حديثها 
هو ايه اللي عيب أنت بتسألي عن مقاسها وانا بقولك هي بطاية كده
انطلقت ضحكات صاخبة من الخلف استدار على اثرها كلا من فرج والعاملة ليجدوا ثلاث فتيات تضحكن 
ابتسم فرج بفرحة شديدة وهو يتجه صوبهن متحدثا بسعادة كبيرة 
انتم هنا طب الحمدلله تعالوا ساعدوني لاحسن البنت دي مش بتفهم في حاجة أبدا 
فتحت العاملة فمها پصدمة شديدة من حديثه 
ابتسمت ماسة وهي تغمز له 
هي مين دي اللي بطاية يا فرج وجاي تشتري ليها لبس ماركة كمان 
ضحكت شيماء وهي تضيف بمزاح 
يا رتني كنت خطبتك إنت يا فرج بدل هادي اللي اغلى حاجة جابها ليا كانت الخلاط بتاعهم وخده وهو مروح كمان 
انطلقت ضحكات فاطمة بشدة وهي لا تستطيع تحمل ما يحدث لتسمع صوت فرج الذي بادر سريعا بالشرح 
اصل انهاردة عيد ميلاد ام اشرف وجيت عشان اجبلها هدية بس البنت اللي هنا دي مش بتفهم 
لو سمحت يا استاذ انا مسمحلكش 
كان هذا صوت العاملة الحانقة من ذلك العجوز الوقح 
تجاهلها فرج وهو يشرح لماسة كل ما يريد 
بصي عايز اجبلها فستان حلو كده على ذوقك وأنت عارفة بقى ام اشرف
هاتيلها حاجة كده كيوت ورقيقة زيها 
ضحكت ماسة وهي تشير للعاملة بالاقتراب لتصف لها ما تريد 
بينما شيماء نظرت للمحل حولها بفضول لتقول وهي تشير خارج المحل 
بطوط روحي هاتي الشنط من المطعم
وتعالي نشوف لبس هنا 
لوت فاطمة شفتيها بحنق وهي تخرج متجهة صوب المطعم 
خفي لبس شوية يا شيماء مش معقولة كل الهدوم دي 
دخلت المطعم وهي تنظر للطاولة الخاصة بهن لتجدها فارغة من الحقائب نظرت حولها سريعا تبحث عنهم حتى وجدت نادل يتحرك من أمامها فاستوقفته بسرعة وهي تسأل مشيرة للطاولة الخاصة بهن 
لو سمحت الترابيزة دي كان عليها شنط وحاجات 
نظر لها النادل وهو يبتسم بعملية مشيرا لمكان الكاشير 
ايوة يا فندم احنا دورنا عليكم بس ملقناش حد حضرتك هتلاقي الشنط عند الكاشير هناك 
هزت فاطمة رأسها شاكرة إياه ثم تحركت حيث أشار لتقف أمام طاولة طولية وهي تتحدث بهدوء ورقة كعادتها 
لو سمحت كان فيه شنط على ترابيزة ٣٤ 
هز العامل رأسه مشيرا لها بالانتظار حتى يذهب ويحضرهم لتبتسم له وهي تهز رأسها بأنها ستنتظره 
وأثناء ذلك كان يسير رفقة فتاة وهو يغمز لها بوقاحة متجها صوب الكاشير لدفع ثمن طعامه ووقف جوار فاطمة وهو ينظر للعامل الذي يجلس خلف احد الأجهزة متحدثا بنبرة رخيمة بعض الشيء 
الفاتورة بتاعة ترابيزة ٩ لو سمحت 
كانت فاطمة تنتظر العامل ليعود بالحقائب الخاصة بها حتى سمعت ذلك الصوت بجانبها ذلك الصوت الذي لطالما كان رفيق مخلص لاحلامها بل كوابيسها شعرت فجأة ببرودة تسير في جسدها كله وهي تستدير ببطء تنظر لذلك الشخص داعية الله أن يكون مجرد تشابه في نبرات الصوت لا أكثر لكن كل ذلك ټحطم وهي تبصر وجهه المخيف والذي لم يغادر رأسها ابدا وسريعا ودون أن تشعر مرت الذكرى أمام عينها وصوته القذر يصدح في رأسها 
صباحية مباركة يا عروسة 
كان وجه فاطمة يتصبب عرقا والړعب قد احتل جسدها كله لتعود للخلف بسرعة وهي تنظر له بفزع لكن بالخطأ اصطدمت بأحد العاملين في المطعم لتستدير له بسرعة وهي تبكي معتذرة 
بينما هو انتبه لتلك الضجة التي حدثت جواره لينظر بتعجب فوجد فتاة قد اصطدمت بالنادل لم يهتم كثيرا وكان على وشك الاستدارة لولا ذلك الوجه الذي ذكره بما فعله قديما فتح عينه پصدمة وهو يبتلع ريقه هامسا لنفسه بړعب شديد 
أنت ازاي أنت 
بكت فاطمة پعنف وقد رأته وهو يحدق بها لتستدير فجأة وتركض بسرعة كبيرة خارج المطعم وكأنه وحشا يتبعها تاركة الحقائب وكل شيء خلفها 
ركض مصطفى بسرعة خلفها يلحقها خوفا أن تسبب له مشاكل لكن لم يتسطع ذلك ليجد فجأة ماسة تخرج رفقة شيماء من المحل المقابل وماسة تنادي فاطمة بفزع فهما رأيا جيدا ما حدث بالمطعم والحالة التي كانت بها فاطمة 
نظر مصطفى پصدمة لماسة وهو يتساءل بفزع 
ماسة أنت تعرفي البنت دي 
تعجبت ماسة من وجود مصطفى هنا فهي تعرفه رفيق رشدي لكن لما يحدثها وما علاقته بفاطمة و لما يسأل عنها لكنها رغم ذلك أجابت پخوف أثناء ذهاب شيماء لاحضار الحقائب ثم تحركت معها مسرعين خلف فاطمة 
ايوة فاطمة تبقى مرات زكريا 
انهت ماسة حديثها وهي تتحرك مع شيماء خلفهم فرج الذي أحضر ما يريد والجميع في حالة فزع لما رأوه منذ قليل ولا احد يفهم ما حدث مع فاطمة تاركين مصطفى خلفهم يكاد يسقط ارضا من هول الصدمة هل تركها في قريتها وهرب لتلحق به لهنا 

انتفض الجميع على رنين هاتف أحدهم وبسبب الحالة التي كان بها الجميع لم يعلم أحد أي هاتف هو المقصود حتى انتبه رشدي لهاتفه الموضوع على المكتب هو الذي يرن 
اتجه رشدي صوبه ببطء وهو يحاول التحكم في غصته ويحاول التماسك فما علمه منذ قليل ليس بالهين 
وجد رشدي أن المتصل لم يكن سوى ماسة كاد يغلق المكالمة لكن توقف سريعا واجاب فهو لا ينقصه أن يزداد ڠضبها 
الو يا ماسة مالك فيه ايه ازاي يعني مش فاهم اهدي ووضحي طب ايه اللي حصل ليها يعني ايه مرة واحدة كده طب هي فين دلوقتي خليك وراها يا ماسة متسيبيهاش غير لما توصل البيت وانا هبعت ليها زكريا 
انتفض زكريا عند تلك النقطة وهو يتأكد رغم شكه في البداية أن المعنية في الأمر هي فاطمة لينهض سريعا متجها صوب رشدي يحاول الاستعلام منه عن ما حدث وقبل أن يسأل عن شيء كان رشدي يفضي له بكل محتوى الرسالة 
البنات كانوا في السوق سوا ومرة واحدة فاطمة سابتهم وجريت كأن فيه مصېبة ومحدش عرف يلحق بيها وهما حاليا رايحين وراها البيت 
لم يفهم زكريا شيء 
يعني ايه لوحدها كده هي مش مچنونة عشان تتصرف بالشكل ده اكيد حاجة حصلت ليها 
تحرك رشدي وهو يحمل اشياءه مشيرا لرفيقه أن يلحقه 
هنعرف ده لما نوصل يلا 

دخلت منزلها سريعا دون أن تنظر جهة أحد أو تلقي بلكمة واحدة حتى على عمتها التي تجلس على الأريكة جوار ابنتها بكل برود بل تجاهلهتم كليا وهي تتركهم وتركض لغرفتها مغلقة إياها خلفها بسرعة كبيرة وكأنه سيلحق بها للمنزل مفكرة في هول ما حدث لقد رآها لقد رآها
لطمت وجنتها بړعب وهي تتخيل ما سيحدث إن علم مكانها وجاء لأجلها فجأة علت الضړبات على بابها وهي تسمع صوت ماسة وشيماء العالي ومعهم والدتها التي لا تفهم شيء لكن حديث ماسة وشيماء أقلقها لكن فاطمة لم تعطي اهتمام لأحد بل كانت في غرفتها تشعر بنهايتها قد اقتربت تتخيل أنه سيأتي إليها وېقتلها كما سبق وهددها إن لمح وجهها سيتخلص منها لكن بعد أن يذيقها الويل مرة أخرى 
ارتفعت شهقات فاطمة وهي تصرخ بړعب في غرفتها تتخيل ما سيحدث لها وذكريات ذلك اليوم البشع تراودها وتمر أمام أعينها كشريط بعدما ظنت أنها على وشك ډفنها نهائيا 
يا سكر سكر 
استدارت تلك الفتاة التي تحمل بعض الكتب بين يديها مجيبة على رفيقتها 
ايه يا فاطمة هتيجي معانا السيما 
تغضنت ملامح فاطمة بحنق شديد وهي تسحب يد رفيقتها وجارتها تحثها على العودة معها للمنزل وتتجاهل ذلك الأمر فهم ليس لديهم متسع من الوقت وقد أصبحت الامتحانات على الابواب وهم الآن في السنة الأخيرة من الثانوية وعليهم استغلال كل ثانية في حياتهم للدراسة 
بطلي رخامية بقى ويلا نروح وسيبك من السيما والقرف عندنا امتحان يوم الخميس في درس التاريخ 
جذبت سكر يدها من فاطمة بضيق شديد وهي تخرج بعض الأموال من ثيابها 
بصي يا فاطمة انا ما صدقت ابويا يديني الفلوس عشان اروح مع العيال السيما فبطلي بواخة بقى وتعالي معانا مش هنأخر والله 
لوت فاطمة شفتيها بضيق وهي تعدل من وضع الحقيبة على كتفها 
لا انا مقولتش لامي ولا
ابويا روحي أنت وخلاص انا هروح 
زفرت سطر بضيق شديد وهي تنظر خلفها لباقي رفيقاتها في الدرس وهم يتعجلونها للمجيء وبعدها نظرت لفاطمة لا يهون عليها أن تتركها تعود وحدها خاصة في هذا الوقت وقد أوشكت الشمس على الغروب وهذا الوقت في قريتهم معاد مقدس لتناول العشاء لذا لا تجد الكثيرين في الشوارع لكن هي ترغب وبشدة في مشاهدة الفيلم مع الباقيين لذا تحركت صوب فاطمة تقبلها سريعا على وجنتها وهي تقول ببسمة 
هفوت عليك وأنا راجعة ونذاكر سوا لغاية اخر الليل ايه رأيك 
ابتسمت فاطمة بلطف لرفيقتها وهي تعلم كم أنها ترغب وبشدة في الذهاب للسينما لذا هزت
راسها بالايجاب وحثتها على الذهاب 
راقبت فاطمة سكر وهي ترحل مع رفيقاتها ثم تحركت بملل شديد صوب منزلها الذي يبعد مسافة لا بأس بها عن مكان الدرس الذي تتلاقاه نظرت للسماء فوقها هي تشرد فيها تفكر إلى أين سيئول حالها و بأي تخصص ستلتحق وفي هذا الوقت من العام القادم كيف سيكون حالها 
أسئلة كثيرة كانت فاطمة تعتاد أن تفكر بها دائما وهي تدعو ربها أن ييسر لها حياتها تنهدت بتعب ثم أخرجت علبة عصير كانت تحتفظ بها في حقيبها وأخذت تشربها أثناء سيرها وها هي بعد سير لمدة خمسة عشر دقيقة بدأت تتوغل في الأراضي الزراعية والتي تدل على قرب وصولها للمنطقة الخاصة بمنزلها زفرت بتعب شديد وهي تسرع من خطواتها قبل أن يجن الليل عليها وقد بدأ الشمس بالفعل في الغروب الا من بعض الخطوط الذهبية اللون 
أثناء سيرها سمعت فاطمة بعض الخطوات خلفها لتنحني جانبا ظنا منها أن هناك من يود العبور لكن

تم نسخ الرابط