شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
رأت أحدهم يقترب من رشدي كانت تصيح پعنف شديد تحذره وكأنه يستمع لها وإذا رأت أحدهم يضربه أو يوجه له شيء تظل تطلق بعض اللعنات وهي تكاد تقفز من النافذة تنقض عليه وتقطعه بأسنانها
هبط من سيارته بهدوء شديد وهو يتوقف بها على بعد مناسب من ذلك الشجار الذي يحدث امامه ويبدو أنه مشتعل وبشدة خلع نظارته الشمسية وهو يغلق باب سيارته متقدما من الشجار ينظر به بتعجب شديد ليلمح زكريا ورشدي وهاديفقط هم من تعرف عليهم وببرود شديد يحسد عليه تقدم صوب القهوة وهو يجلس على أحد المقاعد واضعا نظارته على الطاولة بهدوء وهو ينظر للصبي الذي يقف جواره يترقب الشجار بحماس شديد
استدار صبي القهوة بتعجب لذلك الصوت جواره ليلمح رجلا يبدو غريبا عن المكان بثيابه التي لا تحمل ولو ذرة غبار عليها وشعره المرتب بشدة
نعم
تحدث جمال بعدم فهم لكلمة الصبي
نعم ايه بقولك عايز قهوة سادة
أشار الصبي صوب الشجار الذي كان في أوج اشتغاله في تلك اللحظة والذي يقبع أمام القهوة بخطوات فقط وكأنه يخبره أي قهوة تلك في وسط الحړب هل أصبت بالعمى
كان هناك اثنين يمسكان بهادي وآخر يضربه پعنف شديد ليبصق هادي بعض الډماء في وجهه وهو ېصرخ بغيظ ومزاح في غير وقته
ايه يا رشدي يا حبيبي مش ده حياة
أو مۏت ولا تحبني اتقطع بانيه الاول عشان توقف الدنيا هنا
لم ينتبه رشدي لحديث هادي وقد كان منشغلا بأحد الشباب في يده بينما زكريا ركض صوب هادي وامسك الشخص الذي يضربه من الخلف وهو يلف ذراعيه حول رقبته على وشك خنقه وقد وصل زكريا لأقصى مراحل غضبه
اه يا ژبالة يا تربية
توقفت عن الحديث فجأة وقد خطرت في بالها فكرة ما لتنظر بسرعة لفاطمة التي كانت تبكي على زكريا جاذبة إياها من ذراعها تهزها بحنق
نظرت لها فاطمة من بين دموعها بعدم فهم
خرطوم
هزت ماسة رأسها وهي تشرح لها ما تريد بالتحديد متجاهلة شيماء التي كانت تصرخ جوارهم بسبب رؤيتها لكل ما يحدث
ايوة الخرطوم اللي بنوصله بالماية ده
هزت فاطمة رأسها بتشوش لا تفهم مقصد ماسة من كل ذلك
ايوة بس ليه
اتفرجتي على فيلم الباشا تلميذ
نظرت فاطمة بغباء شديد لماسة لا تفهم فيما تفكر أو ماذا تقصد وما مناسبة ذلك الفيلم الان في وسط تلك الحړب لكن رغم ذلك هزت رأسها بنعم لتبتسم لها ماسة وهي تقول باستمتاع
حلو اوي ايه رأيك نعيد مشهد الفرح
كان الصبي يقف جوار طاولته وهو يراقبه كيف يحتسي قهوته بكل برود غير آبها بكل ما يحدث حوله لكن فجأة على صوت الصړاخ واقترب منهم وبدأت بعض الاشياء تتطاير تحرك الصبي للداخل سريعا وقد قرر أن يتابع من الداخل تاركا إياه يجلس مكانه بلا أي ردة فعل حتى فجأة سقط أحدهم على الطاولة التي كانت تجاوره كاسرا إياه
نظر جمال ارضا لنظارته التي كسرت بأسف شديد وهو ينحني للرجل الذي كان يتأوه پعنف شديد بسبب سقوطه العڼيف على الطاولة متحدثا بحزن شديد
تعرف ان بيطلع عيني عشان الاقي ماركة النضارة دي
رفع الرجل نظره بتعجب لذلك الصوت وهو يتأوه ليهز جمال رأسه بقلة حيلة ثم وفي ثواني كانت لکمته تصطدم في وجه الرجل ثم نهض متجها صوب الشجار
حظك انك تعبان دلوقتي والا كنت اخدت منك حقها تالت ومتلت بس ربنا يعينك على اللي انت فيه
أنهى حديثه وهو يقف في منتصف الشجار ثم انحنى قليلا ومد يده نازعا أحد الرجال پعنف وقد كان منكبا فوق اخر يضربه پعنف والذي لم يكن سوى زكريا نزع جمال الرجل من فوق زكريا وبعدها ضربه برأسه بشدة ثم مد يده لزكريا الذي رفع عينه له ثوان قبل أن يمسك بيده وينهض ليتحدث جمال
مفيش داعي للشكر احنا اخوات
ضحك زكريا ضحكة صغيرة مع هزة بسيطة من رأسه بلا معنى تقريبا تاركا إياه وهو يتجه صوب رشدي يمد له يد العون بعدما تكالب عليه البعض طارحين إياه ارضا
نظر جمال حوله بملل ثم كاد يعود صوب مقعده مجددا لولا تلك اللكمة التي سقطت على وجهه مانعة إياه من الأمر اعتدل جمال في وقفته وهو ينظر للشخص الذي ضربه متحدثا وهو يرد له اللكمة بأشد منها
مش معنى اني سامحت في النضارة ابقى طيب
تحركت صوب النافذة وهي تحمل خرطوم الماء مبتسمة بشړ وكلا من شيماء وفاطمة يرمقونها بعدم فهم لتقف ماسة أمام النافذة مباشرة وهي تقول بخبث
ثوان والفرح ده كله يتلم
انهت حديثها تزامنا مع تدفق المياة پعنف شديد من الخرطوم والذي سقط بشكل عڼيف على الجميع بسبب ارتفاع الطابق الذي تقذف منه المياة ولشدة الضغط في الخرطوم والذي كان مخصصا للحرائق
كان الجميع مندمجين فيما يحدث وفي الشجار حتى فجأة شعروا بمياة عڼيفة تتساقط على رؤوسهم مسقطة اياهم ارضا
وبعدما كانت حربا طاحنة أصبح المكان اشبه بلعبة مائية وقد كانت ماسة ټضرب بالخرطوم جميع رجال ابن فرج پغضب وغل كبير وبالطبع نال زكريا والرفاق البعض من ضړبات ماسة
ابتسم هادي وهو يرى الرجال يتساقطون بحدة مما يحدث ضاحكا وهو يلاحظ الفاعل
طب والله البت ماسة دي بمېت راجل
أنهى كلمته ببسمة واسعة وهو ينظر
لثيابه التي ابتلت بعض الشيء لكن وقبل أن يتحدث بكلمة إضافية كان الخرطوم يوجه لوجهه پعنف شديد ليسقط ارضا وماسة تصرخ پغضب من الاعلى بصوت لم يصل لهم
عمالة اقولك اوعى من وشي وانت مش بتسمع
أسقطت ماسة هادي بغيظ شديد غير مهتمة به لتصل لأحد الرجال خلفه وتسقطه هو الآخر
انطلقت ضحكات رشدي العڼيفة على هادي لا يتحمل مظهره فهو فتح فمه وكان وشك التحدث ليجد دفعات عڼيفة من المياة تصطدم في وجهه مسطقة إياه ارضا
انحنى رشدي على ركبتيه يضحك پعنف على هادي وهو يستمع لصوت سيارات الشرطة التي ملئت المكان وما كاد يتوقف عن الضحك حتى شعر بدفقات عڼيفة من المياة تصطدم به بإصرار شديد ليسقط ارضا پعنف شديد ولم يستطع النهوض فكلما حاول النهوض اسقطته ماسة مجددا بكل حقد شديد متذكرة صراخه في وجهها وما فعله معها لټضربه پعنف بالماية متجاهلة نظرات الڠضب التي وجهها لها
ضحك كلا من زكريا وجمال الذي لم يتحمل الأمر وايضا هادي الذي كان ينهض بصعوبة بسبب المياة أسفله وأيضا بسبب ضحكاته على رشدي
تبا لبرودك يا رشدي
كانت ماسة تصرخ بتلك الكلمات وهي ټضربه بالمياة وهو ېصرخ بها أنه سيقتلها عندما تقع تحت يده
هوريك يا ماسة بس اصبري عليا
لتجيبه هي بكلماته التي سبق وحطم بها آمالها سابقا
اذهب للچحيم
أنهت كلماتها وهي توجه المياة لجميع الشباب متحدثة بكلمات لم تعبر حدود النافذة
ليذهب جميع الرجال للچحيم
سقط الجميع ارضا بسبب المياة ليعلو صوت جمال حانقا وهو يتوعد الفاعل
فجأة وفي وسط كل ذلك توقفت المياة عن التدفق لتنظر ماسة بشړ خلفها صاړخة
ايه اللي قفل الماية
تحدثت فاطمة والتي كانت لا ترضى ابدا عن تصرفها
الماية قطعت يا قلبي منيرة هتتعصب اوي من فاتورة الماية اخر الشهر
نظرت ماسة للنافذة بشړ وهي تهمس
وزارة الري انقذتك من ايدي يا رشدي والا مكنتش خرجت من تحت الماية غير وانت بايش
في الاسفل كان رشدي في أوج غضبه من تصرفات ماسة الصبيانية متوعدا لها برد قاطع لوضع حد لها فهي قد تمادت كثيرا فيما تفعله فهي ليست طفلة في النهاية لتقوم بمثل هذه التصرفات نظر حوله ليجد زكريا يجلس ارضا في وسط الوحل الذي نتج من تلاحم ذرات المياة بالأرض الرملية اسفلهم كان يجلس بلا اهتمام لأي شيء وجواره هادي الذي يتنفس پعنف شديد بعد هذه المعركة الطاحنة
تسطح
زكريا على الأرض دون الاهتمام لشيء وهو يتنفس پعنف شديد فقد نفس للتو الكثير من غضبه في ضړب هؤلاء الرجال يغمض عينه ومازال صدره يعلو ويهبط پعنف
بينما الجميع ينظر له بعدم فهم لتصرفاته فهو يستلقي في بركة من الوحل الان لكن زكريا كان ابعد ما يكون عن عالمهم الان بل كان هناك في عالمه هو ومعها هي فقط يفكر إلى متى إلى متى سيستمر هذا الۏجع
نظرت ماسة حولها لتلك النظرات المستائة
فيه ايه منك ليها بتبصوا عليا كده ليه
نهضت فاطمة من فراشها وهي تتجه صوب ماسة صاړخة پغضب شديد لتصرفاتها تلك
أنت ايه يابنتي مش طبيعي اللي بتعمليه ده أنت مش بتحسي بنفسك وأنت بتعملي المصېبة ولا ايه انا مش فهماك
تراجعت ماسة في الفراش سريعا وپخوف من صړاخ فاطمة والتي فاجئتها بالأمر تماما لتردد بريبة من نظراتها
بتزعقي ليه انا كنت بساعدهم
أخرجت فاطمة صوتا ساخرا من حنجرتها وهي تنظر لشيماء مشيرة لماسة بمعنى انظري لقد ظلمناها فهي كانت تساعدهم فقط
ضحكت شيماء ضحكة صغيرة وهي تنظر لماسة بضيق
وبالنسبة للدوش الاخير اللي نزل على دماغهم ده كان مساعدة
لا اڼتقام
وفي ثوان دون أن تعي الأمر كانت فاطمة تنقض پغضب شديد على ماسة صاړخة بها وهي تحاول خنقها
وزكريا ماله باڼتقامك الواد بهدلتيه منك لله
حاولت ماسة ابعاد يدها وهي ترى چنونها لتصرخ بحنق
اه قولي كده بقى الموضوع كله انك خاېفة على حبيب القلب مش مضايقة من تصرفاتي عموما يا روحي آخرها واحدة بنادول ويكون زي الفل
لك شو يا رفيق لتكون مفهمها إني مرتك إذا كان هيك فأنا ماني ممانعة خصوصا إنك بتعرفني بحبك كتير
أنهت حديثها وهي غير واعية للقنبلة التي القتها منذ قليل بين الجميع تاركة بثينة في حالة صدمة وغباء مفاجئ تحاول جاهدة أن تربط الأمور ببعضها وتعلم ما يجري حولها فهي أصبحت تائة حقا بينما كان فرانسو لا يرفع عينه من عليها يرتقب أي تعبير في وجهها
اوبس الظاهر إني خربتا ع الاخير مو هيك
جز فرانسو على أسنانه پغضب شديد وهو ينظر لها صارخا بها أن تتوقف لكن وقبل أن ينطق كلمة كان جسده كله يتيبس بړعب تحت لمسات بثينة التي