منقذي الزائف بقلم بتول علي
المحتويات
عليكم اللي يشوفكم يقول أنكم أم وبنتها مش مرات ابن وحماتها.
لوت آية ثغرها قائلة بنزق وهي تجلس واضعة ساق فوق ساق
والنبي اسكت يا شادي أنا زهقت منها وحاسة أني هطق بس مضطرة أستحملها عشان أحقق اللي في دماغي لأنها الوحيدة اللي بتحبني وبتدافع عني في البيت ده.
استكملت آية حديثها متسائلة باهتمام رغبة منها في معرفة أخبار حبيبها الذي ټحطم قلبه بعد رحيل والدته
تحكم شادي بصعوبة في مشاعره ودموعه التي كادت تهطل من عينيه بعدما تذكر والدته الحبيبة التي رحلت في غمضة عين ورد بهدوء شديد يخفي خلفه نيران اڼتقام مستعرة سوف ټحرق الأخضر واليابس إذا ثبت صدق حدسه
الحمد لله أنا كويس يا آية وكمان جيت القاهرة وكنت بتصل بيك من شوية عشان تيجي تقابليني.
أنت هنا بجد!! طيب ابعتلي مكانك بسرعة وأنا هكون عندك في أسرع وقت.
أنهى شادي المكالمة وأرسل لها موقع المطعم الذي يجلس به وبالفعل فتحت آية خزانة ملابسها وارتدت ملابس براقة واهتمت بتزيين إطلالتها ببعض الإكسسوارات اللامعة.
ابتسم عمرو وهو يرى آية من خلف نافذة شقته وهي تصعد إلى سيارة الأجرة واضعة الكثير من مستحضرات التجميل على وجهها
وكأنها ذاهبة إلى حفل زفاف وفي هذه اللحظة قرر أن يلحق بها وألا يترك الأمر كله على عاتق الرجل الذي كلفه محمد بمراقبة شادي.
وصلت آية إلى المطعم وتوجهت نحو الطاولة التي يجلس عليها شادي الذي تجهمت ملامحه بعدما رآها أمامه بهذا المظهر متجاهلة ۏفاة والدته التي لا يزال حزينا على فراقها.
مالك يا حبيبي بتبصلي كده ليه هو أنا عملت حاجة!
زفر شادي ومط شفتيه قائلا بتهكم
لا أبدا يا حبيبتي أنت بس مظبطة نفسك زيادة عن اللزوم وحاطة أحمر وأخضر على وشك ومش عاملة اعتبار لأمي اللي لسة مېتة قريب.
ارتبكت آية وحاولت أن تجد مبررا مناسبا لتصرفها الأهوج فهي قد بالغت في التزين ظنا منها أن هذا الأمر سوف ينال إعجابه ولكنها نسيت تماما أنه لا يزال مصډوما لرحيل والدته.
أنا أسفة جدا يا حبيبي بس أعمل إيه مع فادية اللي واقفالي زي اللقمة في الزور لدرجة أنها بتعد عليا أنفاسي وكل شوية تسألني رايحة فين وجاية منين وأنا عشان أخرج قدامها من غير ما تفتحلي تحقيق كدبت عليها وقولتها أني رايحة أحضر كتب كتاب واحدة صاحبتي وكان لازم أظبط شكلي عشان تصدق كلامي بسهولة.
أومأ شادي متظاهرا بالاقتناع ثم أمسك بكفي آية قائلا بنبرة ظهرت بها المرارة التي يشعر بها في قلبه
أنا حبيتك أوي يا آية وحاولت أعمل كل حاجة عشان نكون لبعض لدرجة أني فضلت جنبك بعد ما أنت اتجوزت من ياسين.
ربتت آية على يديه قائلة بلطف
أنا عارفة كويس الكلام ده يا حبيبي من غير ما أنت تقوله ومعنديش أي شك في حبك ليا.
انهمرت دموع شادي أمام آية وهو يردد
كان نفسي ماما الله يرحمها تفهم وتستوعب أنا قد إيه بحبك وأني مستحيل أحب واحدة غيرك حتى لو انطبقت السماء على الأرض بس للأسف هي ماټت قبل ما نحقق حلمنا ونكون سوا.
ارتبكت آية بعدما جلب شادي سيرة والدته ولاحظ الأخير هذا الأمر فقرر أن يمضي
في خطته حتى يتأكد مما يدور في عقله.
ألقى شادي نظرة على كأس العصير الموضوع أمامه قائلا
أمي كانت بتحبني أوي يا آية وأنا كان نفسي تحبك أنت كمان بس هي للأسف أخدت عنك فكرة وحشة بسبب أبوك لما طردني زمان ورفض جوازنا.
وضع شادي كفه ومرره على وجنة آية مرددا بأسى
كان نفسي أنت وماما تتقابلوا تاني وتعرفوا بعض أكتر عشان فكرتها تتغير عنك بس للأسف هي ماټت قبل ما تشوفك وتعرفك على حقيقتك.
تظاهرت آية بأنها تأثرت بحديثه وهتفت بعطف محاولة إغلاق هذا الموضوع الذي يجعلها تشعر بالقلق
وأنا كمان كان نفسي أقابل مامتك وأتكلم معاها بس للأسف مش كل حاجة بنتمناها بتتحقق.
وها قد تأكد شادي مما كان يخشى الاعتراف به بعدما أنكرت آية رؤيتها لوالدته قبل يوم واحد من ۏفاتها وإذا كان هذا الأمر يدل على شيء فهو يؤكد أن آية لا تريد أن يعلم أي شخص عن هذه المقابلة حتى لا يتم اكتشاف جريمتها.
شعرت هبة بالراحة بعدما عادت للمنزل فقد خلصت أحمد من الورطة التي وقع بها بسبب مالك وأفعاله الدنيئة.
وقعت عيني هبة على صورة والدتها فجلست تتأملها وتذكرت موقف طريف مر بينهما في ذكرى عيد الأم الأخير في حياة أسماء.
انطلقت صړخة قوية من فم أسماء بعدما دلفت إلى غرفتها وأضاءت الأنوار فقد وجدت هبة ترتدي ملابس دب محشو وتمسك في يدها صندوق كبير يحتوي على هدية.
أخذت أسماء تركض خلف هبة وهي تصيح بتوبيخ
ېخرب بيت سنينك كنت ھموت من الخضة يا شيخة!!
هتفت هبة من بين ضحكاتها وهي لا تزال تركض فقد كانت حريصة على ألا تمسك بها والدتها
فيه إيه يا ماما ده أنا بهزر معاك يا حبيبتي كل
سنه وأنت طيبة يا قلبي ده أنا بمۏت فيك حتى شوفي الهدية الحلوة اللي أنا جايباها عشان خاطرك.
نجحت أسماء في الإمساك بهبة وأخذت تضربها بخفة على ظهرها قائلة بضيق
وهي الهدية ما تنفعش تتقدم يا بنت بطني غير بالخضة وبعدين إيه العبط اللي أنت حطاه على وشك ده! أنا مش فاهمة أنت عاملة فيها دبدوب ولابسة حاجه مطخناك يجي 100 كيلو زيادة فوق وزنك ليه!
أزالت هبة الدب الذي كانت تضعه فوق وجهها وضحكت بشدة قائلة
بصراحة يا ماما أحمد هو اللي قالي على الفكرة الحلوة دي وأنا أعجبت بيها وقررت أنقذها ايه رأيك بقى فيا وفي أفكار أحمد الجهنمية
كزت أسماء على أسنانها مرددة بغيظ
بقى كده طيب والله لهوريه وهخلي سنينه سودة بس أما أشوفه قدامي ابن أماني اللي مش هيبطل حركاته دي هي وصلت كمان أنه يحرضك ضدي!!
ضحكت هبة واحتضنت والدتها قائلة بحب
لا عاش ولا كان اللي يحرضني ضدك يا سوسو يا قمر أنا بس كنت بناغشك يا قلبي المهم يلا امسك الهدية وشوفيها وقوليلي رأيك فيها.
فتحت أسماء الصندوق وانبهرت بعدما وجدت أمامها علبة خلاط كهربائي متطور كانت قد رأت عنه إعلان على الإنترنت وحاولت شرائه ولكنها لم تفلح في إيجاد القطعة الأصلية منه وليست تلك المقلدة التي كانت معروضة في الإعلان.
احتضنت أسماء الصندوق هاتفة بسعادة
ربنا ما يحرمنيش منك يا حبيبتي طول عمرك بتعرفي إزاي ترضيني وتسعديني.
جلست هبة على الأريكة وأراحت ظهرها قائلة بهدوء
تسلمي يا حبيبتي بس أحب أعرفك أن الفكرة دي كانت من دماغ أحمد لأن هو اللي اقترح عليا موضوع الخلاط لما أنا عرفته وقولتله أنك بتدوري عليه.
تمتمت أسماء بضيق مصطنع
صحيح أن أحمد غلس ورخم ودمه يلطش ونفسي أضربه بس طلع ذكي وكله مفهومية.
استفاقت هبة من ذكرى ذلك اليوم الذي بدأت فيه أسماء تتقبل أحمد وتعامله مثل ابنها.
وضعت هبة الصورة جانبا ثم دلفت إلى المطبخ وقامت بسكب الطعام في طبقين وجلست تتناوله في هدوء وهي تتذكر لحظاتها مع والدتها التي كانت تهتم كثيرا لأمرها.
انتهت هبة من تناول الغداء وجلست تتأمل السکين الذي قررت أن تستخدمه في تنفيذ ما يدور في رأسها وجملة واحدة تتردد في عقلها
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد
تلك المقولة جعلتها تقوم بعمل تعديل بسيط في خطتها وهي أنها سوف تنفذ خطتها اليوم بدلا من الغد.
اقتنعت هبة بفكرة أنه يجب أن تنال حقها في أسرع وقت وعليها أن تأخذ ثأرها وألا تترك مالك يتمتع بحياته ويحظى بوقت أطول بعدما دمرها وتسبب في مۏت والدتها.
ارتدت هبة ملابسها وخرجت من المنزل بعدما وضعت السکين داخل حقيبتها عاقدة العزم على عدم العودة إلى هذا البيت إلا بعد تحقيق هدفها.
نهاية الفصل
الفصل الرابع والعشرون
طيب وأنت يا دكتور مصطفى إيه تحليلك للوضع بعد ما أنا حكيتلك كل حاجة يعني هل أنت عند حضرتك تفسير منطقي لكل اللي بيحصل لمالك
قالتها أحلام وهي تنظر إلى قريبها مصطفى الذي يعمل طبيبا نفسيا فقد جعلت عماد يتصل به ويطلب منه أن يحضر إلى منزلهما.
أخبرت أحلام قريبها بكل شيء عن حالة مالك منتظرة منه أن يمنحها تفسيرا منطقيا لكل ما يجري معه.
تنهد مصطفى
ليحدث عماد وزوجته بجدية مطلقة بصفته طبيب وليس بصفته قريب لهما
بص يا أستاذ عماد أنا مقدرش أحكم على حالة ابنك غير لما أقعد معاه وأشوفه وأشخصه بنفسي ولكن كل اللي أقدر أقولهولك أن الكلام اللي أنت حكيته ليا دلوقتي ده بيدل على شيء واحد بس وهو أن ابنك عنده نوع من أنواع الانفصام في الشخصية.
نظر عماد إلى زوجته وكاد يتحدث ولكن قاطعه مصطفى بقوله
أنا ما ينفعش أجزم بأن مالك مريض نفسي لأن فيه جرائم كتيرة بتحصل دلوقتي وكل مچرم بيحاول يخلص نفسه بادعاء المړض النفسي اللي عمره ما كان مبرر ومش كل مچرم هيتقال عليه مريض نفسي وعشان كده أنا لازم أشوف ابنك وأقعد معاه وأقيم حالته بنفسي.
اعتلى الحزن ملامح عماد الذي طلب من مصطفى أن يشرح له بشكل مبسط عن انفصام الشخصية حتى يعلم إذا كان مالك يعاني بالفعل من الانفصام أم أنه يتظاهر أمامه بالجنون حتى يجعله يهتم به أكثر من اللازم
بدأ مصطفى حديثه
عن انفصام الشخصية بأنه مرض نفسي يؤدي إلى اختلالات شديدة في طريقة نظر الشخص إلى من حوله ويتسبب هذا الاختلال في تغيرات تطرأ على سلوك الفرد وتجعل لديه أوهام راسخة نحو أمر ما رغم وجود جميع الإثباتات التي تؤكد عكس اعتقاده كما أن المړيض بالانفصام يقوم بتصرفات غريبة على عكس عادته وتلك التصرفات ينساها في وقت لاحق ويصاب بهياج عصبي شديد إذا نعته أحد بالجنون أو حاول التحدث عن مرضه أمامه وسبب هذا
متابعة القراءة