على السحور بقلم فاطمة الالفي

موقع أيام نيوز


ميزو
ضمھا بقوة واستنشق رائحة خصلاتها العطرة وقال
قلب قلب ميزو من جوه 
استيقظت حبيبة علي أصواتهم وأقتربت من معتز تعانقه من الخلف وهي تهمس بصوتها الرقيق
جود مورننج ميزو
وضع غزل علي قدمه واحتضن حبيبه وهو يبتسم لاشراقتها وقال بمرح
قلبي الكبير صحي يا ناس قلب ميزو أسمها صباح الخير هتكون أجمل وأحلي صباح علي عيون بنات قلبي 

هتفت حبيبة بحزن ولمعت عيناها بالدموع التي جاهدت بحپسها وقالت پألم
ليه بابي سابنا وسافر تاني هو مابقاش يحبنا خلاص
جذبها لاحضانه برفق وربت علي خصلاتها الشقراء وقال بصوت دافئ
لا يا روحي بابي بيحبكم أكتر من نفسه بصي هوزع غزل وأنتي خليكي هنا راجعلك وهقولك على سر كبير بس توعدي ميزو ماتقوليش السر ده لمخلوق
هزت رأسها بالايجاب وقالت بصدقأوعدك مش هعرف حد بالسر 
حمل غزل على كتفه وغادر الغرفة هتف مناديا إلي الهام التي أسرعت إليه
أعطاها الصغيرة وطلب منها أن تظل جانبها ريثما يعود ثم عاد إلي الغرفة ثانيا واقترب من حبيبة التي تتطلع إليه باهتمام.
جلس بجانبها أعلى الفراش ثم احتضنها من كتفها وهمس بجانب أذنها قائلا
مستعدة تسمعي السر
هزت رأسها بحماس
هتف معتز قائلا الحقيقة أنتي كبرتي يا بيبه وماينفعش أخبي عليكي حاجة مهمة زي كده بصي يا حبيبتي الحقيقة بابي بيحبك أنتي واختك أوي أوي قد السماء والبحر وقد الدنيا دي كلها بس هو تعبان ومحتاج ياخد علاج عشان يساعده يخف بسرعة وأحنا أهله ولازم نقف جنبه
ونتحمله يا روحي صح ولا لأ
همست بحزنصح بس بابي ليه مش معانا خليه يرجع وأنا ههتم بيه وهأكله بنفسي واخليه ياخد علاجه عشان يخف بسرعة
تنهد بعمق وقال تعب بابي ممكن يعديكي ولا يعدي غزل عشان أنتم لسه صغار وبابي خاېف عليكم وعشان كده اختار يروح المستشفى يتعالج هناك وأحنا طبعا هنبق نروح نطمن عليه ونشوفه كل فترة 
هيبعد عننا كتير
أن شاء الله هيتحسن بسرعة بس أحنا مانزعلوش ونفضل ندعي ربنا كتير عشان بابي يخف ويرجعلنا بالسلامة تمام كده فهمتي أنا قولت أيه ولازم تحفظي السر بلاش غزل تعرف حاجة هي صغيرة ومش فاهمة ونخلي بالنا من أختنا
هزت رأسها مؤكدة لحديث عمها..
بعد مرور أسبوع توجه إلي المشفى في اليوم المنتظر لجلب نتيجة التحاليل الخاصة بشقيقه وأطفاله ظل علي أعصابه أمام المشفى قدماه لم تعد تحمله فهو يخشى القادم يخشى أن يتحقق منامه وتنهدم أحلام شقيقه ويتبعثر ما بقى به من روح فمنذ اليوم الذي تركه بالمشفى لم يغمض له جفن يريد جلب الفرحة ثانيا علي محياه ود لو أخذ بيده كل الحزن الساكن بقلب شقيقه ليخفف عنه آلامه وأوجاع الماضي فتركه داخل المشفى جسدا بلا روح تسكنه.
بالنهاية لا هروب من الواقع دلف لداخل المشفى ولسان حاله لن يكف عن الدعاء إلي أن وقف أمام المعمل الخاص بالتحاليل طرق الباب وكأنه يطرق قلبه بقوة ثم دلف يقدم ساق ويأخر الأخرى
نهض طبيب المعمل عن مقعده ووقف يصافحه ويرحب به بابتسامتة ودودة
صافحة معتز بود وعجز لسانه عن البوح لم يجد كلمات تقال في ذلك الموقف
علم الطبيب بما يدور بداخله وأراد أن يطمئنه وطلب منه الجلوس 
جلس معتز بأقرب مقعد فلم تعد قدماه تحمله بسبب ما يمر به من موقف عصيب
أخرج الطبيب المظروف الخاص بتحاليلحبيبة وغزل وعادل
كان يعلم ما بداخلها من قبل فهو من ظل قابعا على أنتهائها وجلس بالمقعد المقابل لمعتز وفتح المظروف بهدوء ونظر له بابتسامته الصافية وهتف قائلا
مافيش داعي لخۏفك اطمن البنات بنات عادل 
تطلع له بعدم تصديق وقال بصوت خاڤت
بجد يا دكتور أنا والله ماقادر اتلم علي أعصابي من وقت مابلغتني بظهور النتيجة
أعطاه اوارق التحاليل وفردها أمام أعين معتز المدهشةثم قال
أهي التحاليل قدامك وفيها نسبة توافق 90٪ يعني بنات عادل مليون المئه
نهض بفرحة عارمة وعانق الطبيب وهو يشكرة على مافعله من أجل عودة الروح لجسد شقيقه فهذا الخبر سوف يجعل من عادل شخصا أخر وسيحارب المړض النفسي وسيخرج من صډمته وأذمته من أجل صغارهفهم شعاع النور الذي سينير عكمة طريقه.
غادر المشفى بفرحة لا توصف وعندما استقل سيارته هاتف رحمة ليزف إليها هذا الخبر السعيد وطلب منها أن تبدل ثياب الصغيرتين لأنه سوف يصطحبهم إلي رؤية عادل بالمشفى وهذا بعدما أتفق مع طبيبه المعالج بأن رؤيته لاطفاله سوف يحسن من حالته الصحية والنفسية.
ومر علي الفيلا وجد رحمة تقف بانتظاره ومعها الصغيرتين ترجل من السيارة نظر لها بفرحة وقال
ربنا يخليكي ليا من يوم ما ډخلتي حياتي وانتي وشك حلو عليه حياتي بقت جنة بوجودك أنا كدة أطمنت علي عادل وجود البنات هو الأمل اللي هيتمسك بيه عشان يكمل في حياته هنزور عادل ورجعيلك عاوزك تجهزي وتستني عشان عملك مفاجاة تجنن
هتفت مبتسمة أنا مبسوطة جدا عشان فرحتك إللي هتنط من عيونك دي
ارسل إليها غمزة مشاكسة وقالولسه الفرحة الأكبر لم تكوني حرم معتز المصري وتنوري بيتنا
توردت وجنتيها بحمرة الخجل ليكمل حديثه المشاغب
هانت يا نبض قلبي 
ثم سحب الصغيرتين من يدها وودعها بنظرات عاشقةوضع الصغيرتين بالمقعد الخلفي لسيارة واحكم عليهما حزام الامان ثم اشاح مودعا رحمة واستقل هو مقعده حلف المقود.
انطلق في طريقه الي مصحة الادمان والعلاج النفسي.
في ذلك الوقت كان يتربص لها احدهم ويصوب انظاره عليها بقوة ثم التقط لها عدة صور وهي تقف امام معتز والابتسامات التي يتبادلهن وصور اخرى وحدها وهي تودعهم ثم دلفت مسرعة داخل الفيلا .
بعدما انتهت مهمته هاتف الشخص الذي كلفه بمراقبة رحمة منذ ان غادرت قاعة المحكمة والرجل ذلك يسير خلفها بكل مكان تذهب إليه وكانه ظلها.
بعدما اجابه الطرف الاخر هتف الشاب قائلا
أنا منتظر اوامر معاليك يا باشا.
انتظر يستمع بانصات للطرف الاخر ثم قال
حالا الصور هبعتها لحضرتك وهنتظر باقي الاوامر سعاتك
اغلق الهاتف وارسل الصور علي هاتف الشخص الذي كان يحدثه..
بعدما وصلا معتز المصحة ترك الصغار امام غرفة والدهم قرر ان يدلف هو أولا ويزف له الخبر الذي سيجعل قلبه يرقص من شدة فرحته.
تقدم معتز من شقيقه الذي كان ينظر من خلف نافذته بشرود وقف خلفه وقال بصوت هادئ
عدول حبيبي عامل ايه
تطلع عادل إليه وظل صامتا استرسل حديثه قائلا وهو يربت علي كتف شقيقه
عندي ليك خبر هيفرحك وينور بصيرتك
نظر له بإهتمام لاحت أبتسامة معتز وهز شقيقه من ذراعيه وهتف بسعادة
التحاليل ظهرت والبنات بناتك يا حبيبي وانا مقدرتش أمسك نفسي هم منتظرين برة جاين يشفوك ويطمن عليكعندك أستعداد تقابلهم وتاخدهم في حضنك
هتف بصوت منكسر بتتكلم جد ولا مخبي عليه الحقيقة المره
والله العظيم بناتك ومن صلبك ولو مش مصدقني اتفضل شوف بنفسك ولو حابب تعيد التحليل في اي مكان تختاره انا معاك
لمعت عيناه بفرحة وانطفى انكسار عيناه ولمعت بفرحة وهتف بصوت مشتاق لعناق طفلتيه
واحشوني اوي يا معتز نفسي اخدهم في حضڼي واهرب بيهم عن عيون الناس كلها خاېف عليهم من المستقبل وازاي هيكبرو ويواجه المجتمع هيتقبلوا اللي أنا عملته ازاي
ربت علي كتفه خلينا في اللحظة اللي بنعيشها يا عادل بلاش نفكر في بكرة انا هخرج أجيبهم
ترك شقيقه لافكاره المتخبطة ودلف ثانيا وهو ممسك بكف كلاهما 
انطلقت الصغيرتين ركضا الي والدهم الذي استقبلهم بأحضانه الدافئة ودار بهم كما كان يفعل بالسابق وتركهم معنز ينعموا بتلك اللحظات السعيدة المسروقة من الزمن وغادر الغرفة متوجها إلي مكتب الطبيب ليتفقد حالة شقيقه و ما حدث له في بداية مرحلة العلاج..
بعدما عاد من المصحة طرق باب غرفة رحمة وهتف قائلا
انتي فين يا هرابة اجهزي حالا واخرجي 
هتفت من خلف الباب ليه
هنخرج عشان تشوفي المفاجاة
مابحبش المفاجات 
ضحك وقال بس انا بحبها رحمة ماتهزريش بقا لو مافتحتيش انتي حره هتلاقيني قدامك دلوقتي
اعقل يا معتز 
تهللت اساوره عندما هتفت بأسمه مجردا من اي لقب وقال بمرح
بعد ماقولتي اخيرا اسمي كده عادي فزاد اصراري علي المفاجاة يلا بسرعة مستنيكي خمس دقايق وتكوني واقفة قدامي هنتظرك عند البسين
لا مفر من اصراره فهو شخص عنيد وصبور لابعد ما يكون هذا ما عرفته عنه منذ العشرة البسيطة التي نمت بينهم فرغم كل الظروف التي واجهتها مؤخرا عرفت معدن الشخص الذي امامها فهو من أخرجها من حلق الضيق الي اوسع الطريق هدية الله لها في تلك الاوقات والمتاعب التي مرت بها.
وجدت نفسها تبحث داخل اغراضها عن ثوب مناسبا للخروج وبالفعل استقرت علي ارتداء دريس زيتي اللون وحزام بني يحتضن خصرها وارتدت حجابها البيچ وتذكرت اليوم الذي اهدتها اياه سهر فهي من جلبت لها ذلك الثوب انسابت دموعها وجلست تدعو لها بالرحمة والمغفرة 
شعر معتز بتأخرها عاد يطرق بابها وجدها بوجة محتقن وعيناها العسلي تحولت لبركة دماء هتف بقلق
في إيه يا رحمة انتي كويسة الولاد كويسين
هزت راسها بالايجاب
عاد يتسأل بلهفة امال في ايه بس انتي مش شايفة منظرك ولا لون عنيكي
ثم اردف قائلا رحمة اوعي تكوني زعلانة عشان أنا أجبرتك علي الخروج والله بهزر مش قصدي خالص تضايقي لو فعلا مش حابة نخرج دلوقتي هأجل المفاجاه لبعدين المهم عندي تكوني مبسوطة
تساقطت دموعها ثانيا وعلت شهقاتها وقالت بصوت متقطع
أنا افتكرت سهر وحاسه أن خونت صداقتنا وهتكت ستر مېت وربنا مش هيسامحني انا تعبانه اوي ومابعرفش انام من يومها وضميري مش مرتاح 
اشفق علي حالة الاڼهيار التي تشعر بها الان وتأنيب الضمير رغم ان ما فعلته هو الصواب بعينه ولكن اراد ان يخفف عنها فقال بهدوء
انا مش هتكلم في الدين عشان انا أقل من أن اتكلم عن الدين واهل العلم موجودين ممكن نروح لجنة الفتوة بس ده هيكون بكره الصبح ده الحل الوحيد اللي هيريحك يا رحمة ومش هتحسي بالذنب ولا تأنيب الضمير بعد كدة اتفقنا
هزت راسها بالايجاب
رفع هو انامله ومح دموعها المتساقطة ليتفاجئ بمن يقتحم الحديقة وتصفق بصوت عال وتهتف باستهزاء قائلة الله الله هو إيه إللي بيحصل هنا بالظبط 
ثم رمقت رحمة بنظرات
غاضبة وهتفت بتعالي وهي تشير إلي رحمة قائلة
كدة عادي جوة بيتي ومع الاشكال دي سوفاچ يا بيبي ذوقك بقا بلدي أوي ومنحط
لم يتمالك معتر غضبه صړخ بانفعال
وانتي إيه إللي جابك بيتي مش خلاص اطلقتي عاوزه إيه أتفضلي من غير مطرود مش عاوز أشوف وشك تاني
لوت ثغرها باستهزاء وقالت بضجر
واضح الرمرمة بالوارثة عندك ومتعودين تجيبو بنات من الشارع
عند هذا الحد لم يريد سماع صوتها مرة اخرى وأخرسها بصڤعة مدوية لكي تعلم بأنها تختط كل حدود الصبر ولا ينفع معها غير ذلك ثم جذبها من ساعدها وجرها خلفه يريد القاءها خارج المنزل ولكن أستوقفته وهي تصرخ بصوت حاد 
سيب ايدي يا معتز وبلاش تهور أنا حامل في

ابنك
ترك قبضتة التي كان يحكمها بقوة
 

تم نسخ الرابط