لمن القرار للكاتبة سهام صادق
المحتويات
الذهول يحتل قسمات
________________________________________
وجهه وقد وقف ينفض رأسه كحال أذنيه لعلا ما سمعه كان خطأ
بسمه أختك يا فتحي
هز فتحي رأسه لا يستوعب ما يطلبه منه
يا بيه هو أنت متأكد بتقول إيه بسمة أختي هتتجوز عنتر.. الراجل
جاي بالمأذون في الطريق
واردف حانقا فهو قد أتي لهنا بعدما جاء إليه عنتر منطقته باحثا عنه يطلب منه يد شقيقته.. التي لم يظن يوما أن يقبل بها أحدا.. وعلى ما يبدو أن شقيقته لم تكن سهله.. فقد جعلت رجلا مثل جسار يريدها أيضا رجلا يشعر بضئلته أمامه ويرتعب من ذكر اسمه واحبابه بالداخلية
واستطرد في الحديث وهو ينظر نحو جسار الذي أخذ يزفر أنفاسه ضجرا
يا باشا انا بصراحه حاسس إنكم بتلعبوا بيا ما هي بسمة أختي ما يدفعش فيها فلوس..
التمعت عينين جسار بحدة فور أن أستمع لعبارته.. وسرعان ما كان يلتقطه من ملابسه
اړتعب فتحي وهو يري نظرات جسار القوية إليه
عشر آلاف يا باشا
هتفضل كلب فلوس طول عمرك
حاول فتحي تخليص حاله منه حتى نجح وأبتعد عنه يلتقط أنفاسه..
لو عايزاها أنت كمان يا باشا ومن غير جواز خدها لكن راضيني بقرشين.. اه ادفع للراجل فلوسه
طاح فتحي أرضا يدلك فكه من أثر اللكمة ينظر نحو جسار الذي اقترب منه بملامح لا تنبأ إلا بالشړ
...
امتدت يدي جنات في ذهول نحو القطعة النسائية التي وجدتها للتو أسفل الفراش بعدما قررت ترتيب المنزل بعد أن أخذت قسط من الراحه واستعادة نشطها
قلبت القطعه بين يديها لا تصدق الحياة التي يعيشها الأخ الصغير
أخذت تفاصيل اليوم تسير أمامها تتذكر نظرات كاظم لأخيه وتوتر الأخر ومغادرته في عجالة
ابن جودة النعماني ومنال هانم مستنيه يكون إيه
جنات
اتسعت عيناها تنظر نحو القطعة القابعة في يدها وقد انتبهت على صوته بعدما أغلق الهاتف الذي تصدح منه النغمات
صوت خطواته كانت قريبة منها يسألها مستفهما
واقفة عندك بتعملي إيه
ظلت قابعة مكانها دون حركة فهذه عادتها حينا تتوتر وببطئ كانت تلتف إليه تداري ما تمسكه خلف ظهرها تجيبه بتعلثم
تجاهل كاظم حديثها وقد ضاقت عيناه بتوجس بما تخفيه خلفها
إيه اللي مخبياه ورا ضهرك يا جنات
ولا حاجة
قطب ما بين حاجبيه وقد أثاره الأمر وسرعان ما كانت تدرك خطأها
قصدي ديه الفوطه اللي بلمع بيها
والقماشة التي كانت تتحدث عنها لا تعرف متى ولا كيف أصبحت عالقه في أصبعه ينظر إليها وإلى ما يحمله.
_ بقلم سهام صادق
توقف امام غرفة صغيرته بعد أن قرر الذهاب إليها أولا قبل دلوفه لغرفته واخذ حمام منعش يزيل عنه إرهاق اليوم
توهجت عيناه بنظرة دافئة وهو يرى صغيرته في فستانها وتسريحة شعرها وذلك التاج الذي وضعته والدتها فوق رأسها ثم احتضان الصغيرة لها بقوة
حبيبت مامي طالعه زي القمر
وصغيرته سعيدة متوهجة الملامح بسبب إهتمام والدتها بها
طالعه برنسيس يا مامي
قاومت شهيرة رغبتها في البكاء فهي منذ الصباح انعزلت بحالها باكية متحسرة تكتشف حقيقة واحده وتقرها
حقيقة أن لا أحد ينال كل شئ بالحياة هي كان نصيبها أن تكون سيدة أعمال ناجحه ينهض لها الرجال مادحين في ذكائها وحسنها
وأنت كمان هتكوني برنسيس يا مامي
والدموع التي قاومتها انسابت رغما عنها فوق خديها..
المشهد ألمه وقد صدقت فتون عندما أخبرته هذا الصباح أن شهيرة ليست قوية كما يظن.. ولا يوجد أمرأة قوية مهما تيقن..
إنها قشرة واهية تزول عندما تجد المرأة رجلا يمنحها ذلك الشعور المفقود يعلمها فنون الحب في ليلة أكتمل فيها القمر
وهو رجلا إذا دخل حياة أمرأة كان لعڼة عليها لديه قدرة قوية في سلب أنفاس النساء بين ذراعيه.. يعرف كيف يفك شفراتهم
لم يعد يفخر بالأمر بل كلما نظر نحو أبنته ندم أشد الندم إنه كان يوما رجلا فاسقا يبحث عن متعته ولكن في الحقيقة بعضهن كان يبحث عن نفس الشئ أو المال وهو كان سخيا في كلاهما
انتبهت شهيرة على وجوده فعلقت عيناها به وهو ينظر نحوهما
ديدا
هتفت شهيره باسم صغيرتها حتى تجعلها تنتبه على والدها الذي وقف ساكنا بملامح جامده مرهقة
ابتسم سليم وهو ينظر نحو صغيرته ولكن سرعان ما كانت تختفي بسمته وهو يراها تشيح عيناها عنه
الجمته فعلت صغيرته بل طعنته لا يصدق رؤيته لتلك النظرة الحزينة التي احتلت عينيها
اندهشت شهيرة من فعلت أبنتها فصغيرتها شديدة التعلق بوالدها حتى إنها عندما يأخذها عقلها للمستقبل تقسم أن من سيتزوجها سيعاني من تعلق كلاهما بالأخر
ازدرد سليم لعابه وقد غادره أي شعورا جميلا كان يحتل قلبه
أميرتي زعلانه من بابي عشان مشغول عنها مش كده
اطالت الصغيرة نظراتها نحو والدتها بعدما تشبثت بها ترفض أي تواصل بينها وبينه
حدق سليم بشهيرة مصعوقا و احتدت عيناه لتصعق من نظراته نحوها نافية برأسها ما يظنه
أسرعت شهيرة في احتواء صغيرتها
لا تستوعب فعلتها حتى اللحظة و ارتجف جسدها من رؤية نظراته الغاضبه فأبنته باتت تكرهه والأمر لا يفسر إلا بطريقة واحدة
ديدا بصي ناحية بابي بابي واقف زعلان عشان ديدا مش بترد عليه
أميرتي الجميلة
خرج صوته خاڤت مترقب لردة فعل صغيرته مجددا الټفت الصغيرة إليه تنظر نحو ذراعيه وانحنائه يدعوها لحضنه
أسرعت الصغيرة نحوه تلقي بجسدها الصغير بين ذراعيه تعانق عنقه بذراعيها هاتفه
أنا زعلانه منك يا بابي عشان بقيت تزعل مامي كتير
وابتعدت عنه تصب نظراتها نحو والدتها التي وقفت مبهوته مما تسمعه
خلي فتون تمشي من هنا هي بتزعل مامي.. مامي بتزعل لما تشوفها
صعق الحديث كلاهما فالصغيرة باتت تترك لعينيها المتابعة في صمت حتى بدأت تجمع من ملاحظاتها أن حق والدتها ضائع وأن الأخرى تحزن والدتها واستولت على حقها في والدها
تلاقت عيناهم فلم يضعهم في هذا الأمر إلا هي ارادت الإقامة في المنزل رغم إنها طليقته تخلت عن أبنتها بسبب طموحاتها
ولكنه لن ينكر حقيقة واحده إنه أحب فتون أحبها وهي خادمته وزوجة سائقه
ورغم إنه قديما الأمر كان يصعقه من فكرة أن يغرم بزوجة سائقه وخادمته إلا أن ظهور شهيرة في حياته مجددا بعد ذلك الحاډث الذي أصابه قبل سنوات مع مغادرة فتون حياته هاربه منه بأنفاس لاهثة من مزرعته
أكد له حقيقة حاربها من قبل إنه فقد زمام الأمور على قلبه ولم يعد يفكر لا بالمنطق ولا بأهوائه فسليم النجار لا يختار إلا المميز
خلي فتون تعيش في بيت لوحدها يا بابي هي واخوها..
انا فرحت لما راح المستشفى وبطل يشدني من فستاني وشعري
والصغيرة تحكي مشاعرها وتطالب بأحقيتها في والديها ومكانتها
ازدردت شهيرة لعابها بعدما ازدادت نظرات سليم جمودا صوبها فقد أصابت هدفها وجعلت أبنته نسخة مصغرة من صوره لا يريد أن تكون عليها
امتدت يداه نحو خديها يمسح فوقهما برفق
فتون يا حببتي بتحبك أنت مش كنت بتحبيها..
لم تنفي الصغيرة حبها المسبق لها فاماءت برأسها متذكره ما مرت به معها
كانت بتاخدني المطعم بتاعها وتسبني أحط الشيكولاته على الكعكة
ثم عادت تنظر لوالدتها وقد اتاخذت شهيرة دور المستمعه المترقبة
لكن هي بتزعل
________________________________________
مامي هي أخدتك مني ومن مامي يا بابي
حړقت الدموع مقلتي الصغيرة ثم نظرت لوالدها ولأهتمامه المنصب عليها وعلى حديثها كعادته
ضمھا إليه يخبرها بطريقته وحنانه الخاص بها وحدها إنها أميرته الجميلة
فتون بتحبك يا ديدا هي أكيد مش هتحبك زي مامي لأن مامي واحده بس ومحدش يقدر ياخد مكانها عندك
تعلقت عينين شهيرة به هو يمنحها أحقيتها في أبنتها لكن حياته لم تعد إلا لأمرأة أخرى يصورها لابنته إنها تحبها لكن حبها لن يكون مثل حب والدتها
تعرفي يا ديدا إن فتون هي اللي عملتلك تورتة عيد ميلادك وكل الحاجات الحلوة اللي أنت بتحبيها
ابتعدت عنه الصغيرة تومئ برأسها بعلمها لما فعلته لها
طيب ومن أمتى بنفرح في حد تعبان أو متعور مش المفروض نطبطب عليه ونديله من حاجتنا الحلوه ونشجعه ونقوله هتبقى كويس
عادت الصغيرة تومئ له برأسها تفهم مقصد والدها وحديثه
بس أخوها وحش وبيشدني من شعري كتير ويقولي أنت شبه الكرتون
لانت ملامح سليم وهو يسمعها تعبر عن حنقها هذه المرة بتذمر طفولي
ما أنت يا أميرتي شبه فعلا أميرات الأساطير
وامسك ذراعها يديرها حول نفسها عدة مرات فتعالت ضحكاتها وهي ترى فستانها يدور حولها كما تحب
أميرتي الحلوة النهاردة كبرت سنه وبابي كل يوم حبه ليها بيكبر ويكبر
وانحني ليحملها بين ذراعيه فاسرعت في ډفن رأسها في تجويف عنقه تلهث أنفاسها
أنا بحبك أوي يا بابي أنت كمان أمير..
تعالت ضحكات سليم فاتسعت ابتسامة شهيرة وهي ترى الدلال الذي تحصل عليه أبنتها من والدها إنه دلال يرضيها كأم وامرأة متعطشة له وأبنة حرمت منه في وسط عائله لا تبحث إلا عن كسب الصفقات والمزيد من الأموال والعراقة
لا أنت ملك يا بابي
قهقه سليم عاليا من نظرة صغيرته إليه وهي تفكر في لقب أخر له
عاد لضمھا إليه يتنفس رائحتها بعمق فالتمعت عينين شهيرة بسعادة وهي تراهم بتلك الصورة التي دوما ما سلبت قلبها وجعلتها تزداد إطمئنانا أن أبنتها ستظل دائما تنال أهتمام والدها ولن تحرم مما تمنته هي يوما
وليت باتت تنطقها كثيرا في حياتها مؤخرا ليت ما أنجبت من هذا الرجل المزيد من الأطفال ليتها كانت مثل الخادمة التي نالت قلبه رغم افتقارها لكل شئ
اطبقت فوق جفنيها بقوة تطرد دموعها العالقة بين أهدابها تنفض رأسها من مشاعر الضعف والحسړة
تعالوا ناخد صوره حلوه سوا رغم إن بابي لسا مش جاهز وهيطلع وحش في الصورة وهو مبهدل كده
ضحكت الصغيرة وصفقت بيديها متحمسة تنظر إلى ملامح والدها
ومامي وديدا هيطلعوا حلوين في الصورة وبابي لاء
عبس سليم بملامحه ثم أنهال عليها بالقبلات يدغدغها بذقنه
بقى كده يا ست ديدا بتنضمي لحلف مامي
ايوة لان مامي أحلى منك
يا بابي دلوقتي
اتسعت عينين شهيرة تصوب نظراتها نحو الذي صدحت ضحكاته
البنت ديه بتبيع كل واحد فينا في ثانيه يا سليم
بنت شهيرة الاسيوطي عايزاها تكون إزاي يا شهيرة
ارتفع حاجبي شهيرة ترمقهما بأستياء مصطنع
نعم يا سليم باشا تقصد إيه وليه متقولش إنها طالعه ليك
تعالت ضحكاته مجددا يمد لها يده لأخذ الهاتف منها حتى يلتقط هو الصورة
تعالي يا شهيرة خلينا ناخد الصورة عشان ألحق أجهز
التقطت الصورة والتقطت معها مشاعر أخرى
غادر سليم الغرفة بعدما بعث لابنته قبلة فطالعت ابنتها وانحنت صوبها تأخذها بين ذراعيها تهمس لها بكلمات كثيره نادمة..
تخبرها إنها لم تكن تقصد أن تهملها إنها هدية من الله لها وهدية من الرجل الذي لو ظلت قربه كثيرا ستموت من شدة قهرها وما عليها إلا الرحيل لبعض الوقت حتى ترمم حالها وتعود شهيرة القوية
ولا بأس أن
متابعة القراءة