لمن القرار للكاتبة سهام صادق
المحتويات
عن تلك الفعلة التي تآمرت بها مع جنات.. هناك شئ خفي سيكتشفه
كل ده عشان عايزه اروح لاهلي أنت وعدتني
عادت تردد نفس عبارتها وعلى ما يبدو أنها قررت أن تفعل ما فعلته عمته
الفكره في التوقيت يا فتون أنت مسمعتيش الدكتور قال إيه.. الحمل ضعيف يعني ممكن ينزل في اي وقت.. وحضرتك واقفه تجادلي معايا
انسابت دموعها دون شعور فلم تعد تطيق كل شئ حولها.. لقد عادت الذكريات تحتل عقلها رغما عنها عادوا بها لتلك الليالي الموحشة
لم يتحمل رؤية دموعها يقسم داخله إنه سيعرف الحقيقة غدا.. لقد اطمئن على عمته ومكان وجودها حتى لو لم تعلم أنه علم بمكان اختفائها
امتدت انامله يمسح دموعها لا يستوعب ما صار يعيشه هذه الأيام
هخليهم يجوا ليكي بيتنا مفتوح ديما ليهم يا فتون
أنا عايزه اروح ليهم يا سليم عايزه بيتنا البسيط..ليه عايز تحرمني من أبسط حقوقي..
أنا مش عايزه اعيش معاك ولا عايزه اكون فتون مرات الباشا أنا عايزه فتون.. فتون عبدالحميد
فتح عيناه يبحث عنها جواره اجتذبه ذلك الضوء الاتي من المرحاض فنهض من فوق الفراش يفرك عينيه لعله يطرد النعاس عن جفونه
شوفت ناهد في الحلم ومها بتصرخ.. بتقولي سامحيها وسامحيني يا ملك
عادت دموعها تنساب رغما عنها كل أحلامها صارت تراهم فيها يطالبونها بالسماح..
أنا سامحتهم سامحتهم..
تركها تخرج ما يجثم فوق روحها كلما عادت تلك الأحلام إليها..
البكاء يرحيها ولا يهنأ لها بال حتى الصباح كما صار مؤخرا يخبرها ليشاكسها
فهو بالفعل محظوظ بالزواج من امرأة ليس لديها في حياتها إلا الكوابيس او
الحكايات التي لا تحمل إلا المرارة
للأسف طلعت محظوظ في كل حاجه في حياتك يا دكتور إلا الجواز
التوت شفتيه في تهكم الحمقاء تظن نفسها إنها ليست أجمل حظوظه في الحياة
نفسي اعرف ليه بتقولي كلام على لساني مين قالك يا هانم إني مش محظوظ
لو الألم ينفع يتاخد من القلوب.. كنت اخدت كل الألم من جواكي وحطيته في قلبي
قاومت ذرف دموعها تأخذ حديثه بمزاح حتى لا تبكي مجددا
كلامك طرب يا دكتور
دفعها برفق بعد مزحتها هى تتعمد أن تخرجه من حالة هيامه بها
خلينا ننام يا ملك خلينا ننام عشان انسى إن بعد ساعات هشوف طليقك يا بتاعت الطرب يا عديمة المشاعر
اجتذبها إليه يخبرها إنه بحاجة لرشوة حتى يتحمل رؤية طليقها في منزله.. فهو ليس برجل متحضر ولكنه يحاول من أجلها وعليها تقديم العربون
انتفضت الغافية أرضا فوق تلك الفرشة التي افترشتها كما أمر هو تنظر إليه وهو جاثي فوق ركبتيه قربها ويكمم فمها قبل أن يخرج صړاخها
صوتك لو خرج.. هقطع عيشك وهشردك أنت وأهلك سامعه
أسرعت فرحه في تحريك رأسها لا تفهم شئ لتجحظ عيناها بقوة بعدما سارت يده نحو مبتغاها
الفصل الواحد والسبعون
_ بقلم سهام صادق
أشرق الصباح ينسج خيوط نوره وها هو مازال واقف مكانه ينظر للاشئ شارد الذهن يغمض جفنيه بقوة كلما عادت عباراتها تخترق صداها أذنيه
فهل كان بتلك الصورة التي شبهته بها رغم كل ما فعله معها اختارها عن دون النساء وفي النهاية كان في صورة السجان
عايزني اكون في عالم سليم النجار لكن سليم النجار يكون في عالم فتون بنت عبدالحميد بنت الفلاح اللي بقى عايش في خيره هو و ولاده طبعا لاء
ضحيت بطفولتي عشان اكون ام لاخواتي اتجوزي يا فتون عشان الحمل يخف اسكتي ومتتكلميش عشان الست مينفعش تتكلم.. اتجاوزي يا فتون كل اللي حصلك
الاستسلام للناس الضعيفه لكن أنت قوية لازم تكوني سيدة مجتمع أنت بقيتي خلاص مرات راجل مهم خدامة اختارها الباشا.. يبقى لازم الباشا يرضى عنك.. لازم تكوني شبههم.. وفتون بتحاول تكون زيكم.. تلبس وتتكلم وتتصرف كأنها منكم وتنسى كل اللي حصل معاها.. وإزاي متنساش هى اصلا متملكش قرارها متملكش قرارها ولا حياتها.. فتون مينفعش متقولش غير حاضر ونعم
تسارعت أنفاسه في تخبط يفتح جفنيه المغلقين..وحقيقة واحدة ټقتحم عقله لا يثور المرء ويعود لنقطة البداية إلا وإذا عادت الذكريات ټقتحم حاضره تقتحمه لتخبره أن لا شئ مضى
رفعت عيناها نحوه بعدما دلف الغرفة وقد قضت ليلتها مثله في سهاد لم ينظر إليها رغم يقينه إنها مستيقظة واتجه نحو المرحاض
اغمضت عيناها بأرهاق يصحبه صداع الرأس تلمس موضع جنينها تخشى فقده كما فقدت الآخر من قبل..
دموعها انسابت رغما عنها اقنعوها أن چروحها التئمت وأصبحت الذكريات من الماضي والحاضر لديها يفتح لها ذراعيه ولكنها عادت لنقطة البداية.
كل شئ عاشته مع حسن عاد يقتحم ذاكرتها دون رحمه حتى هذا الرجل الذي طمع بها يوما عاد بشره
تعلقت عيناه بها بعدما غادر المرحاض يجفف خصلاته ومازالت شاردة الذهن فزاده الأمر يقينا أن ما تخفي عنه ليس بهين ولن يخرج عن شخص واحد حذره كثيرا أن يبتعد عن طريقه وطريقها
عيناها توسعت في صدمة تنظر
________________________________________
لهاتفها الذي صار في قبضته رغم فحصه له ليلة أمس فلم يجده إلا خالي من أي رسائل أو أرقام غريبة ولكنه على يقين أنه يحتوي على شئ قد ازالته
لأخر مرة يا فتون هسألك عن السبب لاخر مرة هقولك إني متقبل أي شئ هتحكي ليا حتى لو كان خاص بالماضي
قتمت عيناه وهو يراها تتحاشا النظر إليه تبلل شفتيها الجافتين بطرف لسانها فهى اختارت الصمت..
تحولت نظراته القاتمة بأخرى متوعدة يغادر الغرفة كالأعصار سيعرف ما اخفته عنه.
....
اتسعت عينين جنات خشية تنظر نحو كاظم الذي خرج للتو من المرحاض وقد وصل إليه ما هتفت به الخادمة قبل انصرافها
ازدردت
جنات لعابها فتعلقت عينين كاظم بها يزفر أنفاسه بصوت مسموع
خلينا ننزل نشوف عايز إيه
أكيد عرف يا كاظم بټهديد مسعد لفتون .. أنا لازم اكلم فتون وافهم منها
أسرعت نحو هاتفها تلتقطه.. فارتسم فوق ملامحه الضجر يهمهم بكلمات مقتضبه
تليفونها مقفول.. معقول يكون عمل في فتون حاجه
التقطت عيناها نظراته المتهكمه ثم اتجه نحو الخزانة ليلتقط ملابسه
كاظم أنت مبتردش عليا ليه
شرع في ارتداء ملابسه متجاهلا حديثها فاقتربت منه حانقة
عشان أنا صاحي مزاجي حلو يا جنات ومش هعكره بسبب سليم النجار وعيلته.. يحلوا مشاكلهم بعيد عننا
لم تغفل عن عينيه تلك النظرة التي طالعته بها وكأنها تسأله عن وعده أمس
وعودي مش بخلف بيها يا جنات لكن هو عرف الحكاية
يبقى الأفضل هو اللي يتصرف في حق مراته
اكمل ارتداء ملابسه تحت نظراتها المحملقة بهاتفها وقد بدء القلق يقتحمها
غادر الغرفة يسبقها لأسفل بخطوات جامدة غير مستعد لتقبل أي شئ
أخر من هذا الرجل
وبضيق ارتسم فوق ملامح كاظم رحب به متسائلا يتجاهل نظرات الضجر المرتسمة فوق ملامحه
ممكن اعرف السبب المهم اللي مخلي سليم النجار عايز يتكلم مع مراتي في أمر ضروري ومن غير ميعاد
تلاقت نظرات كلاهما وكل منهم بات العداء داخله من الأخر
ياريت تستعجل المدام يا كاظم باشا
احتدت عينين كاظم ولم يعد يرى إلا أن سليم النجار رجلا مغرورا
والله الكلام المفروض يكون معايا ولا نسيت الأصول يا سليم باشا
ارتسمت السخرية فوق شفتي كاظم وهو يراه يشيح عيناه عنه زافرا أنفاسه بقوة.. فهو ليس بمزاج يسمح له أن يتجاذب الحديث مع احد
تحسس كاظم كدمته يتذكر ما حدث معه أمس يشعر بالشماته كطفل صغير وهو يرى حيرته يتمنى لو صار نذلا منه وچرح كبريائه فيما تخفيه عنه زوجته كأنه لا شئ
فتون فيها حاجه يا سليم
تبدلت ملامح كاظم التي كانت للتو ملامح شامته إلى ملامح ماقتة وهو يراها تقترب منه وتسأله غير عابئة بوجوده بينهم
إيه اللي مخبياه عني فتون يا جنات
جنات و سليم هكذا لفظ الاثنان اسمهم على مرأى ومسمع منه وكأنه قرطاس يقف بينهم
مش مخبيه عنك حاجه..
بتوتر أجابت تلتف برأسها نحو كاظم الذي رمقها بنظرات ارجفتها.. فعادت تهرب بنظراتها للجهة الأخرى..
لم يعد يتحمل سليم ذلك التلاعب الذي صار يحدث به فزجر بضيق ناسيا تواجد كاظم
أنت أقرب واحدة ليها.. بسهولة ممكن اعرف إيه اللي بيحصل من ورا ضهري لكن اللي هيحصل بعد كده هيزعلها قبل ما يزعلك
بتوتر طالعته تقاوم ذلك الصراع الذي يحدث داخلها هناك شئ يهتف بها أن تخبره بفعلة هذا الرجل.. وشئ أخر يجبرها أن تصمت
أنت جاي تهدد وتعلي صوتك على مراتي
صاح بها كاظم الذي فاق للتو من ذلك المشهد الدرامي الذي وقف يشاهده متوعدا لها داخله
إحترم البيوت اللي بتدخلها يا ابن النجار وعندك مراتك اسألها مخبيه عليك إيه ده حتى عيب اوي محامي قديم زيك ميعرفش مين بېهدد مراته
كاظم
تعالا هتافها فالتف إليها يرمقها بنظرات محذرة أن تصمت
أرجوك يا كاظم خليني..
تجمدت نظراتها نحو الذي غادر ثم كاظم الذي عادت الشماته ترتسم فوق ملامحه
احتدت نظراته بعد رؤيته لذلك المقطع الذي يظهر فيه مسعد في ردهة الفندق ويقترب منها.. ينظر إليها بنظرات شامتة بعدما تعلقت عيناها بالهاتف
بملامح قاتمة تلاقت عيناه مع ذلك الموظف الذي ارتد للخلف وغادر الغرفة بعد ان صار ما بحث عنه أمام عينيه.
اقترب منه حازم بعدما تذكر أخيرا هذا الرجل الذي منحه صديقه المال بعدما أبلغه عن مكان حسن الذي اختار نهايته بنفسه
قولتلك ساعتها خلينا نخلص منه زي ما خليناه يخلص من صاحبه يا سليم سيبته يطمع أكتر واه في الآخر رجع يعض ايدك بعد ما خليته من شحات لباشا
اقتمت ملامح سليم بشدة فلم يعطي لهذا الحقېر الفرص إلا ليجعله يختار نهايته كما اختارها صديقه ..
الخاېن.. طول عمره خاېن يا سليم. ويوم ما فكر يطمع.. رجع يطمع في مراتك
عايز اعرف كان بيهددها بإيه.. عايزه يكون قدامي يا حازم النهاردة بأي تمن
انفتح الباب ليدلف أحدهم الغرفة فضاقت عينين سليم ينظر لحازم ثم للواقف أمامهم.. فما الذي يأتي بهذا الرجل لهنا
منور الفندق يا سليم باشا.. اتمنى تكون لقيت اللي عايزه في التسجيلات مع إن الموضوع كان لازم يكون عندي بي علم من الأول بما أني املك أكبر حصه في الفندق
ضاقت عينين سليم ينقل عيناه نحو حازم الذي انتبه هو الأخر على حديثه
أنت متعرفش إني شريك في الفندق زي زيك
ارتسم الزهو فوق ملامح ماهر بعدما غادر سليم الفندق وقد احتلى الوجوم معالم وجهه
أظاهر إن في حاجات كتير بقت غايبة عني يا حازم
وحازم صار يرى هكذا ولكنه
متابعة القراءة