لمن القرار للكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


عنتر من حديثه الھجومي قبل أن يهتف بشئ فتمتم وهو يهندم لياقة سترته
طيب اعرف نيتي الأول يا جسار باشا ولا هتعمل زي اللي مشغلهم عندك حقيقي المقابله مكنتش لطيفة خالص وتزعل
امتقعت ملامح جسار وهو يستمع إليه فاقترب منه بجمود يعيد سؤاله مجددا
عايز إيه يا عنتر وبلاش تزعلني منك.. واعرف إني عامل حساب لوالدك الراجل الطيب لحد دلوقتي

عايزها يا باشا
تجمدت عينين جسار نحوه وسرعان ما كان عنتر يتلاشى ردة فعله متمتما
عايز اتجوزها يا باشا ولا الجواز حرام 
شعرت بالخجل من تصرفات اشقاءها خاصة علي طاولة الطعام التي أعدها الخدم بالكثير من الأصناف.. سليم رجل منظم يعشق النظام والهدوء ولكن اشقاءها الصغار كانوا أبعد عن صوره الأطفال اللذين اعتاد سليم علي رؤيتهم..
طالعته بنظرات خائڤة ولكن وجدته يطالع والديها مبتسما حتى ان والدها الذي عاتبه في البدايه لعدم الوفاء بكلمته ومجيئه لبلدتهم الريفيه وعمل عرس صغير لأبنته أمام الأهل والأقارب حتى يفتخر به ولكن العتاب تلاشي من بضعة كلمات استطاع فيهم سليم إرضاء والدها..
والله يا بني أنا محروج منك دول مش عيال دول قرود
ابتسم سليم وهو يرمق الصغار وخجل الفتيات الأكبر سنا من تصرفات اشقاءهم فهم يتحملون عبئ مسئوليتهم وعلي ما يبدو أن زوجته قديما كانت تعاني الأمر مثلهن.. الأم تنجب والأكبر سنا

يربي ويطعم
ربنا يبارك يا حاج عبدالحميد حقيقي نورتوا البيت.. لو كنت اعرف أنكم جاين كنت بعت ليكم عربيه بسوق
فضحك الحاج عبدالحميد وهو ينظر لصغاره
ده احنا عايزين أتوبيس يا بني
ابتسم سليم وهو ينظر نحو حماته التي أنشغلت في تهدأت ذلك الطفل ضعيف الجسد
هو ماله في حاجة تعباه
وهنا قد علقت عينين السيدة عبله به تخبره عن حالة صغيرها وعن عملية القلب التي يحتاجها ففلذة كبدها لديه ثقب بالقلب وقد أتوا العاصمه اليوم من أجل زيارة احد الأطباء في احد المستشفيات الحكومية
شعرت فتون بالصدمه وهي تستمع للأمر لأول مرة تنهض من فوق مقعدها متسائله
أنا أزاي معرفش حاجة زي ديه
طالعتها السيدة عبلة وقد شعرت بفداحة ما فعلت بعدما رمقها زوجها بنظرة قوية فالرجل فتح له محل الأعلاف الخاص بالمواشي بعد أن رفض أن يعيش بعائلته في مزرعته ويعمل بها ويأكل من خيراتها تكفل بمصاريف تعليم أولاده وفي توفير منزل آدمي إليهم وفرشه باثاث أصبح اهل القرية يحسدونهم عليه
ازاي يا حاج عبدالحميد متقولش ليا حاجة زي ديه
اطرق الرجل رأسه في خزي كحال السيدة عبلة
كفايه عليك اللي بتعمله معانا يا بني
تحولت جلسة الطعام لعتاب ولكن كل شئ قد تم حله بمجرد مكالمة وقف يجريها
________________________________________
ويعطي أوامره لأحدهم حتى يبدء باتخاذ الإجراءات في ذلك المشفى التي يعمل بها صديقه رسلان
تهللت ملامح السيدة عبله تنظر لابنتها ثم احتضنتها بقوة
ابن أصول وراجل متأخرش عننا في حاجة قولت لابوكي يكلمه لكن اتحرج واه مكسفناش
علقت عينين فتون به وهي تستمع لمدح والدتها عنه وكيف سوف تفخر به وسط جاراتها حينا عودتها 
انقضت الجلسة العائلية في ساعه مبكرة فاهلها لا يحبون السهر.. وقد وزعت اشقاءها علي الغرف وقد ازداد ذهولهم نحو هذه الحياة التي تعيشها شقيقتهم الكبرى
وها هي تجلس وسط شقيقاتها اللاتي يصغرونها بالعمر حالمين بحياة كهذه
جوزك حلو اوي يا فتون
والأخرى تهتف ممتعضة وهي تنظر نحو دبلة خطبتها
ياريتني ما كنت قبلت بخطوبة الواد سيد وكنت جيت عيشت معاك هنا ويا سلام لو لقيت واحد حلو وغني من معارف جوزك
واصغرهم سنا تهتف بتعقل
انتوا تافهين كده ليه اهم حاجة الحب والسعادة مش الفلوس
دلفت والدتهم الغرفة فجأة بعدما اهتمت بنوم أصغر صغارها تنظر إليهم وهي لا تصدق أن ابنتها الكبرى تجلس هكذا منذ ساعات دون أن تذهب لرؤية زوجها
أنت لسا قاعده وسطيهم وبتسمعي كلامهم الفارغ
تذمروا من حديث والدتهم فرمقتهم السيدة عبلة بمقت
مش عجبكوا كلامي قومي يا بنت بطني روحي شوفي جوزك وسيبك منهم
سليم عارف إني هبات معاهم النهاردة
لطمت السيدة عبلة صدرها مع شهقة خرجت من بين شفتيها غير مصدقة ما تسمعه
تنامي بعيد عن جوزك.. إيه الخيبه اللي بقيتي فيها ديه.. قومي تعالي عايزاكي في كلمتين
واقتربت منها تنتشلها من مكانها وقد هتفت إحدى شقيقاتها معترضه
ما هي طول الوقت معاه إحنا مش بنشوفها خالص
ولكن من نظرة واحده رمقتهم بها السيده عبله ابتلعوا حديثهم وانشغلوا في العراك مع بعضهن
اقتربت فتون من والدتها تعترض ثانية علي نهوضها من بينهم
بلاش خيابه الست الناصحه تفضل ديما جانب جوزها.. مش كفايه لحد دلوقتي بطنك ما شليتش منه حتت عيل..
واستطردت في حديثها تخبرها عن سبب إنجابها الكثير بمعتقداتها القديمة التي عفا عنها الزمن
الراجل لازم يتربط بالعيال وأنت يا بنت بطني مش متجوزه أي راجل..
عشان كده جبتينا تمانية وظلمتينا
امتعضت ملامح السيدة عبله وهي تستمع لعبارتها
اومال اربط ابوكم إزاي وهو شايف نفسه عليا..بسبب حلاوته.. ده انت متعرفيش انا عملت إيه عشان اتجوزه
ارتفع حاجبي فتون في ذهول فلأول مرة تخبرها والدتها عن هذا الأمر ولكن قبل أن تسألها ماذا فعلت حتى تحصل على والدها..
كانت السيدة عبلة تدفعها لخارج الغرفة
روحي لجوزك وبلاش خيبة مش هتفرحي لما تطلقي مرة تانية
طعنتها عبارة والدتها ولكنها تجاوزتها كما تجاوزت الكثير من قبل.. 
دلفت للغرفة بملامح متجهمة وقد أخذ ينهي مكالمته مع صغيرته التي باتت الليله برفقة والدتها خارجا
طالعها في دهشة.. فقد قررت أن تغفو الليلة جوار شقيقاتها
مش قولتي هتنامي مع اخواتك
سألها وقد اقترب منها ينظر داخل عينيها بعدما لم يسمع جوابها 
مالك يا فتون
حاولت نفض بعض المشاعر السلبيه عنها وعادت لدروسها التثقيفيه تبتسم إليه
سليم أنا بحبك اوي
التمعت عيناه وهو يسمع عبارة حبها ثم ضافت هذه المرة بمرح
مش عارفه هحبك اكتر من كده ازاي قلبي ممكن ينفجر فجأة
وهنا لم يتحمل المزيد من حديثها فجذبها إليه في عناق يبث فيه مشاعره وقد تناسي شعور الحنق خاصة بعد حديثهم داخل السيارة. 
...
فتحت جنات باب المنزل الخاص بها في البناية القديمة التي كانت تقطن بها قبل زواجها منه.. وقد ظنتها السيدة صباح مجددا..
فمنذ دقائق قد أتت إليها بطبق طعام .. حتى إذا جاعت ليلا تخرجه من البراد وتسخنه ولكن تلك المرة

لم تكن السيدة صباح بل كان هو اخر من توقعت أن يهتم لامرهافقد ظنت سيكون خير من سعيد لبداية ابتعادها عنه بعدما الصقت حالها به واجبرته علي زواجها
كاظم! 
رمقها كاظم بنظرات قوية يتأمل هيئتها ثم دفعها للداخل ماقتا تلاعبها معه
الأستاذة حظرت رقمي مش كده
طالعته في توتر قليلا و اجبرت حالها علي الثبات ثم رفعت عيناها إليه تحادثه في قوة
ولا كلمه عايز اسمعها تدخلي تغيري هدومك من سكات وحسابنا في بيتنا يا جنات هانم
ضاقت عيناها وهي تسمعه ورغما عنها كانت تضحك بقوة
بيتنا قصدك بيتك لوحدك يا كاظم باشاوانا اه بطلع من حياتك.. ولو سامحت ميصحش وجودك هنا.. ناس كتير متعرفش إنك جوزي
ضاقت عينين كاظم وهو يرمقها يعقد ساعديه أمام صدره متسائلا
وده دور جديد بتلعبي معايا يا جنات
تجهمت ملامحها وهي تسمع عبارته ودون شعور منها كانت تدفعه بقبضتيها
أنا ازاي كنت غبيه ومش شايفه اد إيه انت راجل سئ ومعقد ومعندكش مشاعر انت فعلا صورة اپشع من جودة النعماني
احتقنت ملامحه وهي يستمع لتلك الحقيقة التي يعلمها هو بالفعل اپشع من والده هو لا يرحم لا يسمح لاحدا ان يقف أمامه و يناطحه
فكيف يصبر علي تحملها.. هل بعد كل ما فعله بها لم يكسرها التقط قبضتيها في قبضه واحده ينظر إليها بقوة
اللعبه أنت اللي بدأتيها وأنا اللي هنهيها يا جنات
مريض
بلاش تشوفي الصوره البشعه مني يا جنات
هو في اپشع من كده
تراجع للخلف ينظر إليها يطالع ذبول ملامحها يعطيها خيارا أخر
وممكن تشوفي وش أفضل من كده
تعلقت عيناها به تنظر إليه منتظرة أن تسمع المزيد من حديثه .. فالتمعت عيناه واقترب منها
خروجك من حياتي متوقف علي حاجة واحده يا جنات
وانتظرت سماع هذا الشئ الذي سيكون مقابل حريتها لتتجمد ملامحها في ذهول غير مصدقة ما تسمعه منه.
..
لم يأتي في مخيلتها يوما أنها ستهوي أرضا من شدة الضحك بل و سوف تسلب الضحكات أنفاسها وتسقط دموعها دون أن تعرف لها معنى
حدقها بنظرات طويلة وهي يستمع لصوت ضحكاتها التي اشعرته بمدى استخفافها بحديثه فتوقفت عن الضحك وهي تراه مكفر الوجه يقبض فوق كفيه بقوة..
اعتدلت في وقفتها تحاول التقاط أنفاسها وقد زين ثغرها ابتسامه واسعة
مكنتش اعرف إن كاظم باشا بيعرف يقول نكت زي الناس العادية
ازدادت تقسيمات كاظم تجهما من عبارتها فاسرعت في وضع يدها فوق شفتيها قبل أن تعود لهسترية الضحك التي رافقتها منذ لحظات
مش قادرة اتمالك نفسي
والټفت بجسدها تتحاشا النظر إليه.. تعيد عليه حديثه
عايزني اخضع واستسلم ليك عايزني مجرد ست بتلبي رغباتك لحد ما تزهق مني فتقولي مع السلامة مع مبلغ مالي حلو عشان اقدر اعرف كويس اد إيه أنت راجل كريم.. 
ومخرجتنيش من الجوازة ديه خسرانه
عقد ساعديه أمام صدره ينتظر فروغها من حديثها الذي رافقته بلعناتها عن حقارته
إزاي بتقدر تكون بالحقارة ديه ازاي للحظه افتكرت إن عندك قلب ممكن يحب
جنات
صړخ اسمها عاليا واقترب منها يقبض فوق كتفيها بقوة.. يزجرها بنظراته الحادة
أنت ليه فاكراني راجل مغفل وهصدق الدور اللي عايشاه
اتسعت عيناها ذهولا وهي تسمع كلماته هل لهذه الدرجة هو أعمى البصيرة
اوعي تكوني فاكرة إني مصدق الدور اللي عايشه فيه البطولة .. مهما عملتي هفضل شايفك في صورة واحده وأنت اكيد عارفاها
دمعت عيناها وهي تري نظراته القاسېة نحوها بعد سماعها لعباراته القاسېة 
اختارتي تلعبي معايا رغم إني حذرتك..عرضت عليك الفلوس لكنك كنت..
بس كفاية
دفعته عنها صاړخة لا تستوعب مدي القسۏة التي تغلف قلبه.. تنظر إليه فتصدمها نظراته المستخفه
طماعة مخادعة صائدة ثروات.. مش هو ده اللي أنت عايز تقوله
تقدم منها
________________________________________
يشبع عينيه من صورتها المهزومة أمامه.. يمد كفيه هذه المرة نحو وجنتيها.. فانتفضت عنه ولكن تمكن في جذبها إليه بتصميم فحاولت نفض جسدها عنه تنظر إليه بملامح جامدة 
في يوم قولتلك بلاش تدخلي عرين الأسد لكنك صممتي يا جنات
تلاقت عيناهم وقد عادت قوتها الواهية تضج في عينيها.. تسأله بنبرة تحمل الأمل 
ليه
وسؤالها كان مبهم بالنسبة إليه طالعها وقد ضاقت عيناه وكأنه لا يفهم عبارتها المنفردة فابتلعت لعابها قبل أن تمنحه تكملة عبارتها وقد ضاع أملها 
ليه عايز تكمل معايا حتى لو كوضع مؤقت..
وبمرارة اردفت وهي تتحاشا النظر إليه
عشان تشبع غريزتك وتكتفي مني رغم إنك تقدر تعمل كده حتى لو هتتجوز كل ليلة ست وتطلقها
انتظرت ان تسمع جوابه شعرت وكأنها تسير لأميال بعيدة وهي تنتظر سماع جوابه..
السبب إنك عجباني يا جنات
وقبل أن تقودها عبارته نحو الأفق كان يتمم حديثه
في كيميا غريبه بينا كيميا الجسد.. لكن اكيد ده ليه وقت وينتهي
بالبساطة ديه!
ابتسم
 

تم نسخ الرابط