قلبي وعيناك والأيام بقلم رحاب ابراهيم
المحتويات
تقعد على الكرسي يا رسيل هي هتخطف منه حته ! وبعدين أنا قولتلك مليون مرة ما تزعقيش للبنات هنا تاني هما مش خدامين عندنا !! استشاطت الفتاة ذو العشرين عاما بغيظ شديد حتى ضړبت قدميها بالأرض پغضب....أشار لها والدها بحدة نحو السيارة بالخارج وقال _ استنيني في العربية ... دقيقة وهحصلك ... القت رسيل نظرات محتقرة للفتاتان ثم غادرت المكان پغضب وتمتمة يبدو منها أنها تلفظ الشتائم .....قال الرجل معتذرا _ أنا أسف يا بنات...هي بس مضايقة شوية النهاردة ... غادر سريعا بعدما أخذ شيء من خزانته الخاصة بالمحل ..... نظرت ليلى للمقعد التي تحبه كثيرا وقالت _ لو كنت اقدر على تمنه كنت أشتريت واحد زيه...بس النوع ده غالي أوي عليا .... ردت عليها إيمان وقالت بتعجب _ ما هو جدك لو يعدل في الميراث كان زمان والدك مليونير ! ....حرام والله كده يحرمكوا من كل حاجة !! هزت ليلى رأسها بيأس ...ثم تحدثت بأسى _ جدي ربنا يسامحه.....حرم أبويا من كل حاجة حتى من ميراثه في جدتي الله يرحمها.... ده كله عشان أبويا رفض يبقى سلاح غشيم في سلسال ډم مابينتهيش.... طار
حتى منتصف عمره الموسمي ولكنه أتى لطيفا حتى اليوم.... اليوم ..... لابد أن اليوم مميز ... كل شيء به مميز .... تسري به نغمة على وتر أرق من النسمات ... يأتيها مع رحيق المطر... ورائحته التي وكأن بها أثار حنين كل العشاق الراحلين... جلست ليلى بعد يوم عمل طويل على المقعد الهزاز...بينما حملت صديقتها إيمان حقيبتها وقالت وهي تهم بالمغادرة _ أنا مش هستنى لما الدنيا تبطل شتا...همشي حتى لو هروح غرقانة...مع السلامة يا ليلى ..... أجابت ليلى عليها في سلام ووداع مؤقت...مرفق بابتسامة صافية...بشفتين مثلجتين من البرودة...وباب ال محل مفتوح على مصراعيه .... تنتظر فقط أن يهدأ سيل الشتا لتغادر إلى منزلها....ولكنها مع ذلك بقيت مبتسمة على مقعدها...شاردة ...تحمل كتاب كان عبارة عن ديوان شعر أختارته من بين عدة كتب....أعجبها اسم الديوان ... لن أبيع العمر من ذا الذي يبيع عمره ! تردد السؤال بعقلها بتعجب....بجانبها طاولة صغيرة خصصها مالك المكان لوضع أكواب القهوة....الطاولة كانت تحمل وردة حمراء طبيعية...باقية من جمع الزهور بالهدايا طيلة اليوم.....منعشة الرائحة ...التقطتها يدها سريعا وفتحت الكتاب بشكل عشوائي وهي تتشمم ريحقها بعمق....وابتسامة هادئة. أتى بالمصادفة فقرة غنائية بالمذياع التي تركته صديقتها مفتوح وكان يردد بعد الأخبار المسائية ... الصوت كان هادئ ...حتى أتت فقرة غنائية لصوت الحب....ليلى مراد أما أنا مهما جرى...هفضل أصون عهد الهوى...وأن غبت يوم ولا سنة ...هفضل أنا...هفضل أنا رغما وجدت نفسها تنظر لكلمات القصيدة دون أن تراها ولكنها تردد كلمات المقطوعة....وتتمايل الوردة بفعل يدها على شفتيها المبتسمة وهي تغني بصوتها وكأنها بمعزل عن العالم ..... لم تكن كذلك تماما ... كان هو بالقرب.... يقف مبتسما بشرود ...يتأملها بصمت تام لم يكن صوتها طربي ...ولكنها تؤكد الكلمات كأنها تحب حقا....تؤكد على البقاء .... تؤكد شيء كأنها ترى أحدهم من بين نظراتها الشاردة وشفتيها المبتسمة ... وجه بالذاكرة...بالخاطر منقوش ملامحه....تحدثه وتخبره ....هفضل أنا رأته مرتين فقط..... ليرسم هذا العالم بمخيلتها .... غريب أمر الحب ! الإعجاب فيه گ الرشفة الأولى للعطش...ويبتلع الظمأ الأحلام في نهم.....ليرتوي القلب وتبتل أرض المحبة في بنائها للزهور.....زهور الحب .... حدقت بعينيها عليه في صدمة ...لا هتف المنطق لا مائة مرة ....لا يعقل أنه خرج من تفكيرها ليقف أمامها مثلما تمنت منذ لحظات.... وقفت ببطء والابتسامة رغما شقت طريقها بالتدريج ... ورغم أنهما أغراب ولكن كان اللقاء گ لهفة العاشقين .... لا تعرف لما حقا ...! تحدث وعينيه مبتسمة ببريق به شيء يخبرها شيء ! مضت إليه في بطء ...تلاها خطوات أسرع ...حتى وقفت والفارق بينهما الطاولة الزجاجية التي تفصل البائع والمشتري... ران صمت بينهما في ابتسامات وحياء شديد منها ونظرات تسلية ولهفة بعينيه....ثم قال وأخرجها صوته القوي من ظنها بأن هذا حلما اكيد _ الساعة بتاعتك وقعت تاني....في مكتبي ... كان وسيم لدرجة عالية ذلك الأسمر في معطفه الأسود على ملابسه الأنيقة....... وضع ساعتها على المنضدة فوضعت الوردة بالكتاب سريعا دون ترتيب منها....ودفعتهم برجفة يديها على المنضدة وسحبت ساعة معصمها.... قالت وخرجت منها الكلمات بالكاد في خضم هذا الحياء والفرحة التي ترفرف بقلبها برؤيته هنا....لعندها خصيصا _ أنا أسفة أنها .... أهداها أجمل ابتسامة لديه وقال _ متتأسفيش.... أنت ما قصدتيش ..... تخضبت وجنتيها بالحمرة الوردية ونظرت لساعتها في حياء شديد وابتسامة كانت منتهى الصدق ... ارتبكت من صمته ونظراته بها ...حتى قال _ ممكن تختاريلي باقة ورد من اللي موجودة.... ارتاحت لمجرى الحديث وقالت وهي تنظر
متابعة القراءة