قلبي وعيناك والأيام بقلم رحاب ابراهيم
المحتويات
أبقى...أنا مش عايزة أكون في مكان أنت فيه ....وكفاية كده ... اسودت عينيه بظلال قاتمة من الانفجار الڼاري ...... ماذا يفعل مع تلك المخلوقة التي أستاطعت أن تزرع بقلبه منتهى الحب ومنتهى الكراهية في نفس اللحظة ! قال بتوعد ارتعد بنبرته وكأنه ينذرها بأمر خطېر _ خديه مش همنعك....بس أوعدك مافيش مستشفى هتستقبل حالته ولو ليوم واحد ....لو طلع من هنا يبقى حكمتي عليه بالمۏت ...وأنت عارفة أني اقدر اعمل حاجات كتير ..... جربي عشان تتأكدي من كلامي ...بس خلي بالك ...التجربة هنا فيها مۏت .... أنا مش متمسك بيه عشانك ! أنا متمسك انتقم منك ....على اللي عملتيه زمان...واللي عملتيه دلوقتي..... مش هسيب الفرصة دي من ايدي عشان أقفل آخر صفحة من حكاية كلها خېانة وغدر .... نظرت له نظرة طويله كلها عتاب وحزن ثم قالت _ يبقى من حقي أعرف مصاريف علاجه ...مش هيتعالج ببلاش ...ولا شفقة منك .... بس خلي اڼتقامك بعيد عنه وعن بنتي ...أنما أنا خلاص.... أنت زي اللي بيطلب الأعدام لمېت ! التمعت عينيه فجأة بخاطرة ماكرة ابتسم لها بسخرية .... توجه لمكتبه ورفع سماعة هاتف أرضي وأمر بإرسال رئيسة الممرضات ..... مدام عفاف نظرت له ليلى پصدمة وقالت وهي لا تعرف لأي شيء يخطط ... أتت سيدة اربعينية وتقترب إلى الخمسين مرتدية زي أبيض مختلف عن الممرضات وعن الأطباء أيضا..... ووقفت أمامه في وقار قائلة _ نعم يا دكتور ... جلس وجيه أمام مكتبه وارجع ظهر للوراء بنظرة متمعنة بوجه ليلى الذي وكأنها تنتظر حكم الأعدام ...وقال والسخرية تملأ عينيه _ شوفيلها شغل هنا .... أي شغل .... ضيقت ليلى عينيها بدهشة في حين نظرت لها السيدة بتعجب ....من طلب وجيه الذي لأول مرة يطلبه من أحد...ولأن تلك الفتاة لا يبدو أنها تدري ما هو عمل المستسفيات من الاساس ...ومن حالتها التي لا يرثى لها ..... فقالت بتعجب _ هتشتغل إيه يا دكتور ! يعني ما اظنش أنها دكتورة ولا حتى ممرضة ... هي معاها شهادات إيه ! رمى وجيه نظرة جانبية لعينين ليلى التي شردت بتيهة واضحة فقال _ أي شغلانة على ما تحضر أوراقها .... قالت السيدة وهي ترمق ليلى من رأسها لأخمص قدميها ...وقالت باستغراب _ مافيش اماكن فاضية غير النظافة يا دكتور ...حتى المطبخ العمالة فيه اكتفت ! تنفس وجيه بملامح جامدة وهو ينظر ل ليلى ونظرته بها بريق وكأنه يجاهد شيء بداخله سريعا ما أخفاه ...ثم قال وابعد عينيه عنها _ مافيش مشكلة .... غادرت السيدة وهي تعده بترتيب الامر في خلال ساعة واحدة .... تحركت ليلى أمام مكتبه وقالت وهي تكتم دموع هائلة _ لو فاكر أنك كده بتعاقبني تبقى غلطان .... ياريت كل العقاپ كان كده .... حتى لو هشتغل هنا اي شغلانة الشغل مش عيب....وأهون مليون مرة من حاجات كتير وأولهم أنك تشفق عليا أنا وابويا .... بس هروح أجيب بنتي الأول .... مش هقدر أعيش من غيرها ... نبضت عينيها بالدموع وظهر بها بريق توسل فنظر إليها بثبات ثم قال _ طليقك مش هيسبك في حالك لو خدتيها .... خصوصا أن ليه الحق في أخد البنت بعد اللي عرفته .... قالت پألم _ أنت مش عارف أي حاجة ..... سيبني أجيب بنتي ... ريميه مش بتحب عيلة أبوها لأنهم قاسيين عليها ... ولا هو بيدور عليها حبا فيها ..... هو عايزها عشان عارف أن هي الطريق ليا ....بيذلني بيها عشان أرجع .... حدجها بنظرة شرسة وڼارية ثم مسحت هي عينيها من الدموع وقالت _ لما أبويا يفوق هنسافر لأبعد مكان عن الكل .... لحياة جديدة وناس جديدة ...يمكن أقدر ارجع نفسي اللي مش عارفة ألقيها .... استدارت لتخرج من المكتب فأوقفها بحدة ....اتجهت له من جديد فوجدته يقترب لها بتريث....وقفها أمامه وظهر بعض التردد بعينيه ...كأنه يكفاح لقول لشيء....أو بالأصح لأخفائه ...! قال أخيرا بنظرة ثاقبة لعينيها دون تعابير على وجهه _ شغلك ابتدا من دلوقتي ....مش هينفع تخرجي .... شغلك وبياتك هيكون هنا.... خروجك بأذن ..... ردت پغضب _ أنا مضطرة ارجع على فكرة ولا ناسي أن ابويا هنا ! بس مش هسيب بنتي معاه ! دي زمانها مموته نفسها من العياط ...! رفض بعصبية _ قولت مش هتخرجي .... صرت على أسنانها پغضب وتحركت اتجاه الباب وفتحته قليلا حتى لحقها وأغلقه بيده مرة أخرى وهتف بها _ أنت مش هتخرجي من هنا ..... مش هسيبك تكوني معاه لوحدك ..... رفعت نظرتها له وتطلعت لارتباك عينيه ببطء وكأنه ندم على ما قاله .... تملكه الڠضب پعنف ليخفي هذه اللمحة وهتف _ خروجك بأذني...ودلوقتي اطلعي برا مكتب يا ليلى ....شغلك مش هنا في مكتبي
متابعة القراءة