قلبي وعيناك والأيام بقلم رحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

وقال _ آه وأنت فارق معاك إيه ! ....ما أنت مش وراك بنات تسأل عليك وتوحشها وتوحشك يا متوحد ! كتم رعد ضحكته وقال بخبث _ سفرهم معانا ...هنفرح كلنا... تبدلت ملامج جاسر لابتسامة ماكرة وقال _ بقى الكيكات دول هيستحملوا حر الريف ! مش هيهونوا على قلبي ... قال يوسف بتأثر _ كيكات ! أذن فليسافروا معنا .... رد جاسر وهو ينظر له بسخرية _ أنت هيليق عليك جو الريف أوي ....بط وفراخ وطور هنسيبوه في الخضرة ... نظر رعد وآسر إلى وجه يوسف الذي امتلأ بهجة من تخيل كم الطعام اللذيذ فأنفجرا ضحكا.... وعند الغروب .... بغرفته .... يقف أمام باب الشرفة الزجاجي المغلق .....يشاهد قطرات المطر النازف ....إلى أين يأخذه هذا العشق ! أتخذ قرار وقد كان ....سيبتعد عنها قدر المستطاع ...حتى وأن ترك عمله بالمشفى بالوقت الحالي ..! هي من قررت ذلك...أخبرته يبتعد ! چرح كبريائه لمجرد كڈبة قالها ....أنها نزوة ! فماذا به !...وهو كان لعبة بين يديها ! صدح صوت هاتفه الخاص ....أخذه من على طاولة قريبة منه وأجاب...ليجد الممرضة منى تهاتفه _ ليلى بتسأل عن حضرتك يا دكتور ....مصممة تشوفك ..! تنهد بعمق ....تسخر منه يا ترى ! أم تريد ربح جولة جديدة وتنال من كبريائه ! ربما كل ما فعلته كان مجرد ...لعبة ! مريضة بإرضاء غرورها والنيل من قلبه ..! قال بحسم _ أنا مسافر كام يوم يا منى .....دكتور العناية رفض خروج والدها...قوليلها .... ردت منى قائلة _ قولتلها وهي ما قالتش حاجة....بس مش عارفة عايزة حضرتك في إيه..! شرد وجيه قليلا ثم قال رغما عن هذا الشوق العڼيف بقلبه _ قوليلها سافر .... انتهى الأتصال ....نظر للهاتف لدقائق ثم أجرى اتصال بعد تردد كبير....لتجيب چيهان في خلال ثواني قائلة بلهفة _ إيه يا وجيه طمني عليك....على ما وصلت مكنتش موجود زي عادتك في المستشفى ! صمت حتى أنهت حديثها ثم قال _ چيهان....أنا موافق نرجع لبعض ..... تلقت جيهان منه الخبر بدموع فرحة ودهشة ...ولكنها تمالكت بعض الشيء وقالت _ هنتكلم لما نتقابل ..ولا تحب نتقابل برا المستشفى احسن كلاهما سواء بالنسبة له فقال بضيق _ اللي تختاريه ... قالت جيهان بابتسامة واسعة _ نتقابل برا ...في المطعم اللي كنا بنروحه زمان .....إيه رأيك بكرة الساعة ٩ م وافق وجيه سريعا وانتهى الأتصال.....لم ينتابه أي لحظات ندم... وشعر كأنه يعقابها بهذا القرار... واثبات كاذب بصحة نكرانه في نسيانها ..... ولكن الحقيقة أنه يعاقب نفسه أكثر .... لأنه جدا يحبها ..! وعند الليل وهبات الهواء البارد ..... في أحد القرى بالريف ..... قرية كانت تحاط بالأراضي الخضر والأشجار...ورغم ذلك ينتشر فيها الأمية وتقل فيها الأمكانات خاصة الطبية والعلمية .. تبقى على تراث الريف القديم في ضواحيها وروابضها .... وهناك عرس ريفي لأحد فتيات القرية ويلتفن حوله الأهل والجيران والصغار الذي يقفزون فرحا بعجين الحنة وكأنهم ربحوا جائزة...سعادتهم صافية...نقية... ضجت أغاني الأعراس من أفواه الفتيات والدق على الدفوف ...وهم يلتفون حول العروس بمنزلها ... هتفت سما بصوت ممزوج بال شقاوة والضحك وصاحت عاليا بغناء _ أهو جالك يابت ....ريح بالك يابت اطبخيله الصبح بطة ....واطبخيله العصر بطة...وكتري يابت الشطة وأهو جالك يا بت.. خدناها خدناها.... خدناها بالملايين ..وهما مكنوش راضيين وعشانها بعنا الفدادين الحلوة اللي كسبناها .... تمايلت بضحكات عالية وهي ټضرب بيدها اليمنى جانب رأسها وټضرب بيدها اليسرى جانبها الأيسر .... جرتها شقيقتها حميدة بضحكة تكتمها وهي تهمس لها بتحذير _ خالك عبد السميع باعتلنا يا اللي تنشكي ..اتأخرنا .... تملصت منها سما وقالت بضحكة واثقة _ بوجب مع البت نحمده .... تعالي تعالي ...خالك زمناته قاعد مع مرته يتعشوا محشي ...خالك بيعشق المحشي .... أتت جميلة ورضوى
وهم يكتمون ضحكاتهم من تلك الفتاة التي تصغرهم ..... قالت جميلة بمرح _ يلا يا سمكة على الدار ...المرة اللي فاتت المندرة كانت هتتسرق واحنا في الغيط.... ضحكت
سما عاليا وقالت _ حرامي معفن بصحيح....حد يسرق المخدات والتليفزيون اللي بيكح ده ! طب كان خد مرات خالك ولا العرة أبنها ...نعناعة ...ولا وجب معانا وسرق خيبتنا دي بدل ما احنا لا طايلين علم ولا جهل جاتنا ستين خيبة .. لكمها الفتيات على ذراعيها بضحكات عالية ثم خرجوا الأربعة من العرس.....ساروا بالطريق بملابسهن المحتشمة الواسعة التي كانت عبارة عن عباءة سوداء وعليها حجاب ملون يبرق تحت ضوء القمر ...... أخرجت سما من جيب ردائها حبات من اللب ثم وضعت بيد كل فتاة القليل وتركت لها البقية وقالت بحماس _ أزأزي يابت منك ليها .... أحنا على لحم بطننا من العصرية ... قالت جميلة بسخرية _ ما أنت اللي نازلة رقص وغنا ولا أكنه فرحك يا
تم نسخ الرابط