غيوم و مطر بقلم داليا الكومي

موقع أيام نيوز

... تجاهلت الاجابه عندما سألوها عن مهنته والحفل وخبر خطبتها المفاجىء غطوا علي جميع الاسئله فانتباه الجميع تركز علي شهد وخطيبها باسم في البدايه ثم انتقل اليها تباعا.... هى كانت اكيده من تواضع فستانها لكنها مع ذلك كانت محط الانظار وشبكتها التى تعمدت ارتداؤها اليوم غطت علي شبكة شهد البسيطه .... مجرد ذكر كلمة الخطوبه تجعلك محط انظار ومع شبكه كشبكتها كانت مثار حسد ايضا ...البنات استوقفوها جميعا لمشاهدة خاتمها وعندما شاهدوا صورة زفافها الصغيره التى تحتفظ بها في محفظتها فغروا فاهم من الدهشه.. فتصميم فستانها الخلاب لم يكن معتاد في وسطهم .... 
باسم خطيب شهد كان طبيب في بداية حياته ...معيد لديهم في الكليه في قسم الطفيليات....راتبه قليل حاليا واسرته متوسطة الحال كحال معظم الاسر المصريه ...لكن مستقبله مضمون كعضو هيئة تدريس .... شهد كان لها ترتيب متقدم مثلها هى ورحمه اما فاطمه فكانت تناضل كى فقط تنتقل الي السنه التاليه ..... سهام الحب اصابت باسم منذ اللحظه الاولي التى شاهد فيها شهد في احدى المحاضرات ... وتمكن من خطبتها بصعوبه فظروفه الماديه الحاليه تعبانه كما يقولون لكن نظرة واحده منها الي سعادتهم علمت منها انهم يتغذون بالحب ...ويكفيهم حبهم ليسترهم في ايامهم الصعبه ... 
بعدما انتهوا من تهنئة شهد انتقلوا الي تهنئتها ...المدهش انها لم تلاحظ نظرة حسد واحده من شهد وهى تشاهد شبكتها... بل بلطف ثم نظرت الي باسم وأمرته بمرح واضح ... اعمل حسابك هتجيبلي خاتم زيه في يوم من الايام ... باسم نظر الي عيونها وقال بهيام ... انت تؤمر يا جميل ...الحفله تخلص بس واروح اسرقلك واحد ...ضحكاتهم العفويه اثارت مشاعر غامضه لديها ليتها تستطيع حب عمر كما يحبها ... فاطمه طلبت من فريده ايصالها الي منزلها فالوقت متأخر وهى لا تستطيع ركوب تاكسي بمفردها ....وفريده وافقت مضطره فكيف سترفض طلب صديقتها لكنها كانت تخشى ڠضب عمر فهو كان غاضبا بشده فكيف ستطلب منه أي شيء.... ظلت تدعو الله الا يحرجها عمر ويرفض ايصال فاطمه ...والمعجزه التى كانت تتمناها حدثت بكل بساطه فعندما عاد عمر ليقلها الي المنزل

كان مزاجه افضل والابتسامه تنير وجهه وبمجرد رؤيته لها امام القاعه وهى تنتظره هبط من السياره فورا ليفتح لها الباب فتشجعت وطلبت منه ايصال فاطمه ... عمر لو سمحت ممكن نوصل فاطمه معانا... عمر انتبه لاول مره ان فريده ليست وحيده... حيا فاطمه بأدب وقال ... طبعا اتفضلي ...فريده انتظرت حتى دخلت فاطمه الي المقعد الخلفى من السياره وركبت هى فى المقعد الامامى وعمر اغلق الباب خلفها بلطف .. طوال الطريق لم تتوقف فاطمه عن الثرثره وفريده كانت سعيده لان عمر لم يعد غاضب فاكتفت بمراقبة الطريق...بمجرد نزول فاطمه امام منزلها عمر اخبرها بسعاده... حبيبتى عندى ليكى خبر كويس...انا لقيت شغل ممتاز في فندق وبراتب كويس جدا وهبدأ معاهم مع افتتاح التوسعه الجديده بعد شهرين ان شاء الله ... الكلمات هربت منها لابد وان تهنئه علي عمله الجديد لكن لسانها لم يستطع النطق ...وكعادة عمر كان مشغول بسعادته الخاصه ولم ينتبه الي بؤسها فهو وجد عمل في فندق فخم في القاهره بالتأكيد ليس في فخامة فندق دبي لكنه علي الاقل يحمل خمس نجمات مثله كان يريد الاحتفال بعمله الجديد كموظف في العلاقات العامه في الفندق المشهور... لم يكن ينتظر منها تهنئته بالكلمات بل اراد الاحتفال معها ... احتفال خاص يجمعهما فقط ... اخبرها بهيام ... لو الوقت مش متأخر كنت خطڤتك كام ساعه ...انتى النهارده زى القمر وفستانك روعه .... اليوم مر جيدا حتى الان و عمر لم يعد غاضب ومزاجه تحسن بصوره كبيره بل وغازلها برقه ...لكن خبر عمله الجديد سبب لها الم في بطنها ومنعها من الاحتفال معه ومشاركته فرحته ...رفضت دعوته للصعود معها وتحججت بأنها مرهقه وتريد النوم فالوقت فعليا متأخر جدا ...عمر كان سعيدا بعمله الجديد لكنها كانت محرجه جدا والتفكير ېقتلها فماذا ستخبر صديقاتها عن عمله عندما يسألوها غدا ... 
............................................................................................
مرور الوقت امر نسبي .. فهو يمر بسرعه قياسيه عندما تكون سعيد ويمر بمنتهى البطىء عندما تكون حزين ...ولا يمر علي الاطلاق عندما تكون قلق ...الساعات الطويله التى استغرقتها عملية نقل الكلي كانت فعليا الساعات الاسوء بلا منازع علي كل عائلة فريده ...عمر واحمد يواجهون خطړا غير معروف ...ليس فقط خطړ العمليه ولكن ايضا خطړ مطلق في المضاعفات والعواقب ...ماذا لو فشلت العمليه ولم يتقبل جسد احمد الضعيف الذي ارهقه المړض كلية عمر ... ماذا لو اثر التبرع علي صحة عمر في المستقبل .. تضحية عمر البطوليه كانت الاروع علي الاطلاق ... عمر يستحق لقب بطل فهو غامر بحياته من اجل احمد ..احمد نفسه رفض بشده تبرع عمر له واحتاجهم الامر لساعات من الاقناع
تم نسخ الرابط