غيوم و مطر بقلم داليا الكومي

موقع أيام نيوز

كان يودعها ...لم ينطق الطلاق بصراحه لكنها علمت انه الوداع ..
شعور بيد عملاقه تعتصر صدرها كاد ان ېقتلها ...عجزت عن التنفس وشعرت ان الدنيا صبغت باللون الاسود من حولها ...ارادت الاڼهيار بحريه فهذا ابسط حقوقها.. لكنها كانت تعلم ان رشا سوف تتأثر من اڼهيارها ...مرة اخري فريده يجب ان تتحلي بالقوه لاجل من تحب ..
كتمت دموعها ودفنت المها الرهيب وارتدت قناع التماسك ...ربما لديها امل واحد بعد ...التقطت هاتفها المحمول واتصلت بشهد تستعلم منها عن مكان عمل فاطمه ...وشهد استشفت ان فريده تنوى مواجهة فاطمه حذرتها استنينى يا فريده اجى معاكى ...اللي انتى حكيتيه ليه مش سهل وفاطمه مش سهله وانا حذرتك منها كتير لكن انتى كنتى ماشيه وراها زى مسلوبة الاراده ...
فريده اجابتها بمراره..
كنت بفتكرك بتحذرينى لمجرد انها من بيئه مختلفه عننا وكنت بحاول ما اخليهاش تحس بالفرق ...شهد تنحنحت ... لا يا فريده فيه كلام كتير وعلامات استفهام عليها..انا سكت بس لانى كنت مجرد شاكه ومش ممكن اخوض في الاعراض ..كل اللي بطلبه منك تستنينى ...
فريده اغلقت الاتصال لن تورط شهد في مشاكلها ...هذه حربها الخاصه وهى وحدها من ستحارب...المكسب الاخير من كل هذه الفوضي سيكون تمكنها اخيرا من مسح بلاط المركز الطبي الذي تعمل فيه فاطمه بشعرها بعدما تنتفه بيديها تنتيفا...
15 لوعة الحب 
مستوصف شعبي خيري في منطقه شعبيه هو كل ما استاطعت فاطمه تحقيقه ...فريده ضحكت بسخريه وهى تواصل تقدمها عبر ازقة الحاره الضيقه .. لقرابة الساعه وهى تبحث عن مستوصف غراب الخيري واخيرا وبعد جهود مضنيه تمكنت من ايجاده فالمبنى المتهالك غطى علي اسم المستوصف بأحجار نصف مهدمه ورطوبه اكلت الاسم من شدة ملوحتها.. الحقاره لا تفيد في معظم الاحيان وهاهى فاطمه تثبت ذلك نشئت وضيعه وظلت وضيعه وستموت وضيعه...تدنى سعر الكشف في ذلك المستوصف يجعل الاقبال عليه شديد ...ربما فاطمه تعاين عشرات وعشرات الاطفال يوميا وفي النهايه لا تجنى سوى القليل بعد ساعات من الشقاء... صعدت الدرجات القليله المتهدمه حالها كحال الواجهه القديمه لتجد نفسها امام موظفة استقبال تحصل النقود من المړضي ...عندما شاهدتها سألتها بروتنيه .. هتقطعى كشف ايه 
فريده هزت رأسها بالنفي وقالت ... مش هكشف ..ممكن اقابل دكتوره فاطمه ...انا عاوزه اقابلها لسبب شخصى وخاص ..الموظفه اشارت في حركه تدل علي الامتعاض وقالت ... اول باب علي اليمين .. لما الكشف اللي عندها يخرج ادخلي ..انا مش سكرتيره لحضرتها .. حتى موظفة الاستقبال لا تطيق فاطمه ...سبحان الله كيف كانت عمياء بالكامل عن سيائتها العديده ...كيف سمحت لها بغسل دماغها بتلك الطريقه اكثر ما المها انها اعتبرتها صديقه.... والخيانه طعنتها في ظهرها لكن فعلا ليس كل من يصاحبك يستحق لقب صديق... 
انتظرت خروج المړيض بالداخل بلهفه ولولا اخلاقيات المهنه التى اقسمت بالحفاظ عليها لكانت اقټحمت الغرفه وضړبت بخصوصية المړيض عرض الحائط لكن القليل من الصبر بعد يا فريده... وما ان لمحت باب غرفتها يفتح حتى دخلت فورا حتى قبل ان يخرج اهل الطفل الذي تعاينه فاطمه..فمخزون صبرها نفذ الان...
دخولها المفاجىء جعل فاطمه تقفز من خلف مكتبها وتنظر الي فريده ببلاهه ... اما فريده فلم تنتظر ان يصبحا بمفردهما قبل ان تصبح بها پغضب .. ليه عملتى كده
يا واطيه

... فاطمه تجاوزت صډمتها بسرعه تحسد عليها ..ابتسمت ابتسامه صفراء وقالت .. من ساعة ما شفت عمر في مناقشتك وانا عرفت انها مسأله وقت لحد ما تعرفي ... فريده هزت رأسها بعدم تصديق.... انتى مصنوعه من ايه جنسك ايه بالظبط .. ده كل اللي عندك تقوليه... لو الحقد يتجسد في انسان من لحم ودم لكانت فرده علمت شكله الان .. بفحيح اشبه بالحيه فاطمه اجابتها بغل صريح لم تحاول ان تخفيه... غل كشف عن ترسبيات وعقد سنوات ... انتى اللي كنتى غبيه انا معملتش اي حاجه .. سألتى نفسك ليه معرفتش اعمل اي حاجه مع شهد شهد كانت قويه ومقتنعه بإختيارها ..مفرقش معاها انى اقولها شوفي شبكة فريده او شقتها... حبها لباسم كان مغطيها وكانت مستعده تقف جنبه وتسنده وتصبر علي قلة الفلوس لانها كانت بتحبه بجد لكن انتى كنتى ضعيفه ومن جواكى مكنتيش مقتنعه بعمر ... سلمتى ودانك ليه وحكتيلي علي ادق اسرارك حتى علاقتك الزوجيه وانا بس قلتلك الكلام اللي انتى كنتى حابه تسمعيه...وانا بقي كملت الباقى وخلصته منك بصراحه هو خساره فيكى... 
البجاحه لها ناسها كما يقولون.... 
بقوه لم تكن تعرف انها تملكها ...لا اراديا صفعت فاطمه ومزقت شفتها السفلي ...اخبرتها غاضبه.... ده شبه اللي انا اخدته من عمر بسببك حقيره وهتفضلي طول عمرك حقيره ومن اصل واطى ... ربما فريده افرغت شحنتها في الصفعه ولكن هل تلك الصفعه تكفي ... تلك الحيه تستحق الحړق حيه ولن يكون عقاپا كافيا لها ...اما الحيه فمسحت خيط
تم نسخ الرابط